Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة السير "تخنق" بغداد والحكومة تبحث عن الحلول

النقل العام والطرق الجديدة سبيلا العاصمة العراقية لحل الازدحام المروري

عقدت الحكومة العراقية وأجهزتها التنفيذية المتخصصة بالنقل والخدمات والطرق سلسلة اجتماعات لإيجاد حلول للازدحام المروري في العاصمة بغداد وبعض المدن الكبرى، بعد أن تجاوز عدد السيارات سبعة ملايين، بحسب إحصائيات رسمية لوزارة التخطيط.

وأدى وجود أكثر من ثلاثة ملايين سيارة في العاصمة خلال وقت الذروة، بحسب وزارة التخطيط العراقية ومديرية المرور العامة، إلى اختناقات مرورية كبيرة، خصوصاً مع عدم توسيع الطرق الرئيسة أو إضافة جديد لها منذ عام 2003 عندما كان عدد السيارات 350 ألفاً فقط في عموم البلاد، ويوجد أكثرها في بغداد.

وخلال العامين الأخيرين استؤنف العمل بعديد من مشاريع الطرق، أهمها الطريق الحولي الجديد في بغداد "دورة يوسفية"، الذي يمتد لـ12 كيلومتراً وقارب على الإنجاز، ومن المقرر أن يخفف الزخم المروري على مناطق جنوب بغداد، فضلاً عن توسعة مداخل العاصمة الأربعة وإنشاء سلسلة من المجسرات وطريق جديد يمتد على منطقة سدة مدينة الصدر، يربط معظم المناطق شرق بغداد بالطريق العام بغداد - ديالى.

مقترحات عدة

وقال مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العميد زياد القيسي لوكالة الأنباء العراقية (واع) في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن "المديرية قدمت عدداً من المقترحات لحل أزمة أعداد السيارات في الشوارع والزخم المروري، أحدها يتعلق بالعودة إلى قرار ترقين (شطب) قيد السيارات القديمة وإيقاف منح الرقم".

وأوضح أن "المقترح الآخر يتضمن فتح مناطق حرة في الحدود لبيع السيارات القديمة لتحقيق فائدة اقتصادية ومالية للدولة وجعل المواطن مخيراً في بيع السيارة لأي دولة، كما حدث مع العراق بعد عام 2003".

وأشار القيسي إلى أن "المقترح الثالث يتعلق بإنشاء مرائب لتبادل جميع البضائع التجارية والخضراوات في أطراف العاصمة بعد اكتمال مداخل بغداد للحفاظ على الطرق من جهة، وتقليل الزخم المروري داخل المدن من جهة أخرى".

بحسب توقعات وزارة التخطيط فإن أعداد السيارات ستكون قرابة 15 مليوناً عام 2035، مشيرة إلى أن هذه الأرقام يمكن أن تتغير إذا ما تم وضع إجراءات معينة. ولعل العدد الكبير من السيارات يستوجب حلولاً آنية تستوعب هذا العدد الكبير من السيارات، لا سيما أن الجزء الأكبر منها ببغداد، في وقت أن هذه السيارات تتزايد بشكل مستمر في ظل الاستيراد غير المدروس.

خطة تاريخية

ووفق خطة وزارة الإعمار والإسكان لعام 2023 من المقرر إنشاء عدد كبير من الجسور والطرق تحيط بالعاصمة بغداد للحد من الازدحامات وتوسعة الشوارع الحالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال وكيل وزارة الإعمار والإسكان جابر الحساني إن "لدى الوزارة خطة حالياً هي الأكبر في تاريخها بمجال الطرق لعام 2023 وتشمل إنشاء الطريق الحلقي الرابع ومداخل العاصمة بالاشتراك مع محافظة بغداد وطريق (دورة يوسفية) الذي يسمى طريق بغداد الجنوبي الذي في حاجة إلى اللمسات الأخيرة من أجل افتتاحه قربياً".

وأضاف الوكيل أن الخطة تشمل صيانة كثير من الطرق لتقليل الاختناقات المرورية داخل بغداد من خلال مجموعة من المشاريع، منها زيادة القدرة الاستيعابية للشوارع وإنشاء شوارع جديدة، لافتاً إلى أن هناك خططاً أخرى في بعض المحافظات، وفق البرنامج الحكومي.

النقل الجماعي

لعل عاصمة بحجم بغداد قارب عدد سكانها من الـ10 ملايين، وبها عدد كبير من السيارات لا تستوعبه الطرق الحالية تحتاج إلى تفعيل النقل الجماعي وإعادة الضوء مجدداً علي مشاريعه، لا سيما مترو بغداد، وضرورة وضعه ضمن أولويات موازنة 2023. وأوصت لجنة النقل والاتصالات في مجلس النواب بتخصيص موازنتين للربط السككي والبنى التحتية لميناء الفاو.

وقالت رئيسة اللجنة زهرة البجاري إن "أهم النقاط التي طرحتها اللجنة ضمن موازنة 2023 هي الاهتمام بالسكك الحديدية وإدخال موازنة خاصة للربط السككي".

وأضافت أن اللجنة "أكدت ضرورة تخصيص موازنة لمترو في بغداد والبصرة بوصفه من الأمور المهمة التي تقلل الزحامات المرورية الحاصلة في تلك المحافظات".

ويبلغ طول السكك الحديدية العراقية نحو 2893 كيلومتراً، وتمتد في معظم المدن، إلا أنها تعرضت لأضرار كبيرة وعلى مراحل، بدأت من تدمير أجزاء كبيرة منها خلال حرب تحرير الكويت في عام 1991 وتضررها بفعل العقوبات الدولية والفوضى الأمنية التي شهدها العراق بعد عام 2003، وأخيراً تدمير الجزء الشمالي والغربي من قبل تنظيم "داعش" بعد يونيو (حزيران) 2014، إلا أن معظمها أعيد تأهيله خلال الأعوام القليلة الماضية.

ويعمل الآن بفاعلية خط بغداد - البصرة الذي توقف بشكل موقت خلال فترة انتشار فيروس كورونا، والذي يبلغ طوله 1271 كيلومتراً، ويمر بنحو 34 محطة في مدن كربلاء والحلة والديوانية والسماوة والناصرية والبصرة.

المترو والقطار المعلق

بدوره، أكد مدير إعلام أمانة بغداد محمد الربيعي أن وزارة الإعمار والإسكان اتفقتا على تشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ القطار المعلق ومترو بغداد كجزء أساسي لحل أزمة المرور في العاصمة.

 

وقال إن "اللجنة ستبحث الأسباب التي أدت إلى عدم تنفيذهما من قبل وزارة النقل"، منوها بأن "تنفيذهما سيسهم بشكل كبير في الحد من الاختناقات المـروريـة التي تشهدها شـوارع العاصمة، أن الستة أشهر الأولى من 2023 ستشهد حركة كبيرة في أعمال الحفريات لتوسعة الطرق وتأهيل الشوارع".

وأعرب الربيعي عن أمله بأن تحقق تلك الخطة أهدافها، خصوصاً أن جميع الجهات المعنية مهتمة بوضع حد لمشكلة الاختناقات المرورية، الأمر الذي يبشر بتجاوز المعوقات وحلها من قبلها.

المترو في البرلمان

وأشار عضو لجنة النقل والمواصلات كاروان علي إلى أن لجنته ستناقش مشروع مترو بعد استئناف مجلس النواب العراقي عمله الأسبوع المقبل.

وقال علي إن "الحكومات العراقية لحد الآن ليس لديها خطة واهتمام بالنقل العام، على رغم أن هناك كثيراً من النقاط الإيجابية في النقل العام كونه ينقل عدداً كبيراً من الناس، فضلاً عن أن له فوائد بيئية وسيقلل الانبعاثات الناتجة من عوادم السيارات وفوائد اقتصادية في التقليل من استهلاك الوقود".

وأضاف أن العراق يفتقد حالياً النقل العام بالمعنى الحقيقي مثل الباصات الحديثة والمترو على غرار بعض الدول، لافتاً إلى أن لجنة النقل أمامها ملف مشروع مترو بغداد، وستتم مناقشته خلال الأسبوع المقبل بعد نهاية العطلة التشريعية لمجلس النواب، وسيكون ضمن أولوياتنا.

وأوضح أن هذا المشروع معقد ويحتاج إلى دراسة، ونحن في بداية عمل مجلس النواب أعطينا الأولوية في ملفات أخرى ممثلة بملف الإنترنت والاتصالات، مشيراً إلى أن اللجنة ستقوم بعد انتهاء العطلة التشريعية بالتركيز على الملفات التي تساعد في تطوير النقل العام بالعراق، ومن ضمنها بغداد ومدن أخرى.

المزيد من العالم العربي