Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو تعلن مقتل المئات شرق أوكرانيا والأخيرة تنفي

القوات الروسية تزعم أن الضربة الصاروخية رد على هجوم مماثل لكييف ومسؤولون محليون يردون لا هجوم أو قتلى شرق البلاد

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد، إنها قتلت أكثر من 600 عسكري أوكراني في هجوم صاروخي كبير على مبنيين في شرق أوكرانيا كانا مقرين مؤقتين لتلك القوات.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق على الفور مما أعلنته وزارة الدفاع، ولم تعلق أوكرانيا على قول روسيا، لكن رئيس بلدية كراماتورسك، البلدة الواقعة شرق أوكرانيا التي تقول روسيا إنها استهدفتها، قال في وقت سابق اليوم الأحد عبر "فيسبوك" إنه لم يسقط أية قتلى في هجوم استهدف مباني في البلدة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الضربة على كراماتورسك تأتي انتقاماً لهجوم مميت شنته أوكرانيا هذا العام على ثكنة للقوات الروسية في ماكيفكا الواقعة في جزء من منطقة دونيتسك تسيطر عليه قوات موسكو وقتل فيه 89 جندياً روسياً على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان إنها استخدمت ما وصفتها بأنها "معلومات استخباراتية موثوقة لاستهداف القوات الأوكرانية"، وأضافت أن أكثر من 700 جندي أوكراني كانوا في نزل بينما كان في آخر ما يزيد على 600.

وتابعت الوزارة "نتيجة للهجمة الصاروخية الضخمة على هاتين النقطتين المؤقتتين لنشر وحدات الجيش الأوكراني، أبيد أكثر من 600 جندي أوكراني".

وإن كان ذلك حقيقياً، فستكون أكبر خسارة في أرواح الجنود الأوكرانيين منذ بداية الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط) العام الماضي.

في المقابل، قال مسؤولون محليون أوكرانيون، اليوم الأحد، إن قصف روسيا مناطق بشرق أوكرانيا خلال الليل أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وذلك بعد أن أنهت موسكو وقفاً لإطلاق النار أعلنته بمناسبة عيد الميلاد وتعهدها مواصلة القتال حتى الانتصار على جارتها.

وأمر الرئيس فلاديمير بوتين، الجمعة، بوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة على طول خط التماس للاحتفال بعيد الميلاد عند الأرثوذكس في روسيا وأوكرانيا، الذي صادف أمس السبت.

ورفضت أوكرانيا الهدنة، كما تعرض خط المواجهة لعمليات قصف.

وقال حاكم المنطقة أوليه سينهوبوف، على "تيليغرام"، إن رجلاً عمره 50 عاماً لقي حتفه في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية نتيجة القصف الروسي. وجاءت هذه الأنباء بعد دقائق من منتصف الليل في موسكو.

ويحتفل معظم المسيحيين الأرثوذكس الأوكرانيين تقليدياً بعيد الميلاد في السابع من يناير (كانون الثاني)، وكذلك المسيحيون الأرثوذكس في روسيا، لكن الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا سمحت هذا العام أيضاً بإقامة احتفال في 25 ديسمبر (كانون الأول). ومع ذلك، احتفل كثيرون بالعيد أمس السبت، وتوافدوا على الكنائس والكاتدرائيات.

وقال الكرملين، إن موسكو ستمضي قدماً فيما تصفه "بعملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، التي وصفتها كييف وحلفاؤها الغربيون بأنها عدوان غير مبرر للاستيلاء على الأراضي.

واعتبرت أوكرانيا الهدنة الروسية "ضرباً دعائياً" لكسب الوقت، ونددت واشنطن وباريس ولندن وبرلين والاتحاد الأوروبي بالإعلان.

"التطلعات الطيبة"

واحتفل البلدان، أمس السبت، بعيد الميلاد الأرثوذكسي، بحسب التقويم الشرقي، ويشكل المسيحيون الأرثوذكس الغالبية في روسيا كما في أوكرانيا.

وفي روسيا، وقف الرئيس فلاديمير بوتين وحيداً خلال قداس منتصف الليل في كنيسة في الكرملين.

وهنأ بوتين في رسالة نشرها الكرملين، السبت، المسيحيين الأرثوذكس بالعيد، قائلاً إن المناسبة مصدر إلهام "للأفعال والتطلعات الطيبة".

وقال إن جمعيات كنسية "تدعم جنودنا المشاركين في عملية عسكرية خاصة"، مستخدماً التسمية الرسمية للكرملين للهجوم.

"حدث تاريخي"

في أوكرانيا شارك المئات، أمس السبت، في قداس بدير كهوف كييف الذي كان يخضع سابقاً لسلطة بطريركية موسكو، لكنه أصبح في ديسمبر تحت سيطرة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة.

وأحيا القداس المتروبوليت إيبيفاني، وهو رئيس هذه الكنيسة التي استقلت عن بطريركية موسكو بين 2018 و2019.

 

 

وقالت قائدة الجوقة فيرونيكا مارتينيوك (19 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية، "انتظرنا وقتاً طويلاً قبل أن يتم تسليمنا هذا المكان، إنه حدث تاريخي بالفعل، كان ينتظره جميع الأوكرانيين".

ومن جهتها، قالت المصلية أوكسانا سوبكو (47 سنة)، "لكل بلد كنيسته، ونحن لدينا كنيستنا الخاصة، هذا جيد جداً، كنيسة أوكرانية، هكذا يجب أن تكون".

باخموت تحت القصف

وتردد دوي القذائف، السبت، في محيط الشوارع شبه الخالية في مدينة باخموت الأوكرانية، مركز أعنف قتال حالي بسبب الحرب الروسية، على رغم إعلان موسكو وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد، الذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية اليوم.

ولحق الدمار بالمدينة، التي هجرها معظم سكانها، البالغ عددهم قبل الحرب 70 ألفاً، ويخاطر فيها الآن متطوعون بالمساعدات الإنسانية بحياتهم لدعم أولئك الذين ظلوا فيها.

وقال متطوع في أعمال الإغاثة يدعى فاسيل ليسين (30 سنة)، "وقف إطلاق النار، هل تعرف كيف يتم ذلك؟ عندما يقول بوتين إن هناك وقفاً لإطلاق النار، فما يجري هو العكس، لا وقف لإطلاق النار، قصفونا كثيراً أمس، وساد الهدوء بعض الشيء خلال الليل، لكن هذه هي الحال عادة، قصف في يوم، واليوم التالي يكون أكثر هدوءاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويساعد متطوعون مثل ليسين في الحفاظ على "مراكز لا تقهر" أقيمت لتوفير الكهرباء والتدفئة والمياه وخدمة الإنترنت واتصالات الهاتف المحمول والأدوية مجاناً، لأن الهجمات الروسية تدمر البنية التحتية المدنية الأساسية، وقد تظهر هذه المراكز روحاً بطولية، لكنها ليست محصنة إلى حد كبير.

وقال ليسين، الذي كان يضع خوذة ويرتدي سترة واقية من الرصاص، "عندما زرنا أحد المراكز (المماثلة) الأخرى أمس لمدة تراوحت بين 15 و20 دقيقة أصابنا صاروخ ألحق أضراراً بسيارة متطوع وأدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة".

وأضاف، "أصيب متطوعون، وفقد متطوع من باخموت أحد أطرافه، وتم إجلاؤه، أتمنى أن يرتدي الناس ملابسهم الواقية، لكن الوضع غير واضح، نعلم أنهم أصيبوا بجروح خطيرة".

واستبعدت امرأة تدعى أولها فكرة أخذ أي فترة راحة في عيد الميلاد من الهجمات الروسية، وقالت، "أعتقد أنهم يخدعوننا، هذا واضح جداً بالنسبة إليَّ، ماذا يمكنني أن أخبرك أيضاً؟ إذا وعد شخص ما بشيء، فهذا الشخص يجب أن يفي به، يجب الوفاء بالوعود، أنا فقط لا أفهم، ما الذي يحتاجون إليه؟".

قداس في ملجأ

في تشاسيف يار، قرب جبهة القتال، تجمع سكان محليون في قبو بدلاً من الذهاب إلى الكنيسة في نهاية الشارع خوفاً من القصف، ولم يبق من مجموعة المؤمنين الذين كان يزيد عددهم على 100 في هذه المدينة إلا تسعة.

ونظم أبناء تشاسيف يار قداساً بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي في ملجأ، مؤكدين أنهم يرون في رمزية ولادة المسيح دعوة إلى التحلي بالشجاعة.

وفر كل أبناء المدينة وأعضاء الجوقة تقريباً إلى مناطق أكثر أماناً، وحدهم تسعة أشخاص حضروا القداس في الطابق السفلي لمبنى مهدم جزئياً جراء قصف طاله في نوفمبر (تشرين الثاني).

وتقول زينايدا أرتيوخينا (62 سنة)، وهي العضو الوحيد المتبقي في جوقة الكنيسة، "الحمد لله، نحن مجتمعون، هذا يكفي".

 

 

وحتى لو تم احترام إعلان وقف إطلاق النار، الذي أعلنه بوتين، لم يكن ليوفر إلا 36 ساعة من الراحة في صراع شديد الحدة ومستمر منذ نحو 11 شهراً.

وقال الكاهن أوليغ كروتشينين للحاضرين، "ولد المسيح في مغارة، ونحن أيضاً موجودون في كهف"، مشيراً بيده إلى الطابق السفلي الذي تضيئه لمبة واحدة. وأضاف، "لهذا على الأرجح معنى خاص مفاده، لا تستسلموا، ابقوا شجعاناً".

تقع تشاسيف يار على بعد 10 كيلومترات شرق باخموت أكثر مواقع الجبهة سخونة، وتعيش المدينة تحت تهديد القصف المتواصل منذ أسابيع عدة.

وخلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب، كان المسيحيون الأرثوذكس في المدينة يصلون ويقيمون القداس في كنائس ذات قباب مذهبة مع أنها لا تتضمن ملجأ، وإن صاروخاً استقر قبل أسبوعين في مقبرة الكنيسة وحطم نوافذها.

وقالت أولغا كروتشينينا زوجة الكاهن، "إحدى بنات رعيتنا تعيش في هذا المبنى، وبما أن شقتها مدمرة جزئياً فهي تقيم الآن في الطابق السفلي، وقد دعتنا إليه".

وسعى أبناء الرعية إلى إضفاء أجواء العيد على المكان قدر المستطاع بوضع شجرة عيد صغيرة على خزانة خشبية وتعليق منسوجات بيضاء وحمراء وأغصان شجر حول قسطل.

وأعربت كروتشينينا عن فخرها بهذا المجهود فيما تخرج هاتفها النقال لتعرض صوراً لمدخل الكنيسة الزاخرة بزينة العيد العام الماضي.

وأكدت، "كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة إلينا، خصوصاً عندما أفكر بالعسكريين الذين أعرفهم، ويعانون ظروفاً أسوأ بكثير".

وخلال القداس، الذي استمر ساعتين، سعى المصلون قدر المستطاع إلى نسيان الحرب، ولم يعكر صفو ذلك إلا دوي قصف مدفعي مرة واحدة فقط، وقد أضاءوا الشموع واصطفوا للاعتراف والمناولة وسط رائحة بخور قوية عمت القاعة.

وعقد الكاهن أوليغ كروتشينين في عظته مقارنة بين مصير من فروا من تشاسيف يار ويسوع الذي هربت عائلته إلى مصر لتفلت من الملك هيرودوس. وقال، "اليوم، كثير من أبناء رعيتنا فروا بدورهم، لكنهم كلهم يصلون معنا اليوم، أينما كانوا، حيث خلصهم الرب من القنابل والقذائف"، مضيفاً، "نأمل، كما عادت العائلة المقدسة إلى أورشليم، أن يعود أبناء رعيتنا إلى تشاسيف يار".

مساعدات عسكرية

وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، عن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة ثلاثة مليارات دولار، في حزمة قال البيت الأبيض إنها ستتضمن مدرعات من طراز "برادلي" وناقلات جنود مدرعة ومدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع.

وقالت الرئاسة الأوكرانية إن "عام النصر هذا قد بدأ للتو"، مضيفة أن "الحزمة" الأميركية تشمل أيضاً صواريخ "هيمارس" الدقيقة وصواريخ "سي سبارو" المضادة للطائرات.

وجاء هذا بعد إعلان متحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، أن بلاده سترسل 40 مدرعة من طراز "ماردر" إلى الجيش الأوكراني في الربع الأول من 2023، في أول إعلان عن عملية تسليم ملموسة لهذا النوع من المعدات.

 

 

وتعد إمدادات الأسلحة الغربية ضرورية لكييف، وقد مكنتها خصوصاً من تنفيذ هجوم مضاد فعال أبعد القوات الروسية من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، ومن مدينة خيرسون في الجنوب.

وتجمدت الجبهة إلى حد كبير بفعل فصل الشتاء، لكن أوكرانيا عبرت عن خوفها من هجوم روسي جديد.

وقال زيلينسكي، في خطاب مصور، إن التزام الولايات المتحدة تزويد كييف بمركبات "برادلي" المقاتلة لأول مرة هو بالضبط ما تحتاج إليه أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي أن الإعلان الرسمي، الذي من المقرر صدوره لاحقاً يظهر أن زيارته واشنطن الشهر الماضي أسفرت عن نتائج ملموسة.

قرار "مثير للسخرية"

واعتبرت الولايات المتحدة أن الضربات في شرق أوكرانيا تظهر أن وقف إطلاق النار، الذي أعلنه بوتين بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي "مثير للسخرية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن وقف النار الذي أعلنه بوتين لا يمكن اعتباره سوى "قرار مثير للسخرية"، مضيفاً، "أعتقد أن صحة هذا التقييم قد تأكدت في ضوء ما شهدناه طوال اليوم، شكوكنا يبررها ما شهدناه من روسيا طوال هذا الصراع".

وتابع، "ما يقلقنا هو أن تستخدم موسكو أي وقف للمعارك من أجل إعادة تنظيم قواتها وتجميعها، وأن تعيد في نهاية المطاف شن هجوم يكون أكثر انتقاماً ووحشية وفتكاً".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات