Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أعظم مطربي العالم"... القائمة "المغضوب عليها" من الجميع

أعدتها المجلة الأميركية "رولينغ ستون" وواجهت اتهامات بالعنصرية والخيانة واعتراضات على ترتيب أم كلثوم وغياب سيلين ديون وفيروز

سيلين ديون لم تعلق على استبعادها من قائمة المطربين الأعظم لكن جمهورها تولى المهمة (مواقع التواصل)

قائمة مجلة "رولينغ ستون" ـ Rolling Stone لأعظم 200 مطرب ومطربة على مستوى العالم، كانت سبباً في جدل كبير وعاصفة من التشكيك، قليلون فقط هم من احتفوا بالأسماء التي تضمنتها اختيارات المنصة المعنية بالنقد الموسيقي وفقاً لمحرريها والمتعاملين معها، فالغالبية أبدوا انزعاجاً وغضباً وألقوا باتهامات التحيز بل والعنصرية والخيانة، في وجه القائمين على المجلة الأميركية الشهيرة المعنية بعالم الموسيقى منذ عام 1967، فيما الجدل الكبير كان بين النشطاء العرب على السوشيال ميديا حيث كانت ممثلتهم الوحيدة هي أم كلثوم.

السعداء بأن كوكب الشرق أم كلثوم في القائمة، يواجههم المعترضون بأن ترتيبها جاء متأخراً نسبياً، والتعساء بأن السيدة فيروز لم يرد اسمها ضمن الـ200 مطرب على رغم تاريخها وموهبتها واستثنائيتها، يرد عليهم محبوها بأن الاختيارات تحمل حيثيات غير مفهومة بالمرة، وأن جارة القمر خارج التصنيف.

إلا أن الاعتراضات لم تكن هذه المرة عربية فقط، فهناك تدوينات ساخطة جمة قادمة من جماهير مطربين عمالقة مثل إديث بياف وسيلين ديون وغيرهم، لذلك يجوز القول إنها القائمة التي أغضبت الشرق والغرب وأشعلت فتنة التصنيف والترتيب، ففي نظر بعضهم كيف تأتي أم كلثوم بعد ماريا كاري وويتني هيوستن وبيونسيه وليدي غاغا.

بين غضب واحتفاء

لكن اللافت أيضاً أن من بين الأسماء التي جاءت بعد كوكب الشرق، إلتون جون وبوب مارلي وبيلي إيليش وريانا وجورج مايكل وإيمي واينهاوس، فأم كلثوم التي احتلت المرتبة 61 على رغم مرور ما يقرب من نصف قرن على رحيلها، هي بحسب رأي المجلة ذات تأثير غير محدود في الطرب العربي، كما أنها ليس لها مثيل بين مطربات العالم، إضافة إلى أن أغنياتها وموسيقاها ألهمت كبار المشاهير وبينهم بيونسيه، وأنها تمثل روح المنطقة العربية.

الكلمات التي وصفت بها كوكب الشرق والاستشهادات التي ساقتها المجلة حول أهميتها كان بينها تعليق لبوب ديلان المغني والمؤلف الأميركي الثمانيني الحاصل على جائزة نوبل، وكذلك المغني الإنجليزي روبرت بلانت، لكن كل تلك الأمور لم تفلح مع نشطاء السوشيال ميديا الذين رأوا أن مكانة أم كلثوم كمطربة أكبر من هذا المركز، وأن نقاد الفن في أميركا والغرب بشكل عام من الصعب أن يستوعبوا قيمة أم كلثوم الفنية والوجدانية.

 ومن جهتها حاولت المطربة والكاتبة فيروز كراوية أن توضح بعضاً من ملابسات ومعايير الانتقائية بتلك القائمة بالقول إن "الأمر مبني على اختيارات فردية واصفة القائمة بأنها عبارة عن انطباعات شخصية وأقرت بالفعل بأن المشاركين لديهم ذائقة فنية مختلفة وبعيدة من العالم العربي بالطبع"، لافتة إلى أنها اندهشت كذلك من عدم وجود أسماء مثل أديث بياف وسيزاريا أيفورا.

معايير غامضة

الأمر هنا يقود إلى معايير الاختيار التي أقرتها المجلة في معرض تقديمها للقائمة، إذ شددت على أنها تستند إلى عمق التأثير والشعبية والأصالة واصفة المطربين الـ200 بأنهم يستطيعون تغيير العالم بمجرد فتح أفواههم، نافية أن يكون الأمر متعلقاً فقط بحجم الموهبة أو التقنيات الصوتية، لكن حتى بتلك المعايير، فإن مطربة بتاريخ الكندية سيلين ديون (54 سنة) يمكنها أن تنافس بقوة، فبحسب "ديلي ميل" فإن النجمة المخضرمة صاحبة الحنجرة القوية والتأثير الكبير استطاعت أن تحقق ألبوماتها مبيعات تتجاوز 200 مليون على مستوى الكرة الأرضية، إضافة إلى قائمة عريضة من التكريمات والجوائز مما يؤكد أصالة تأثيرها في أجيال عدة من محبي الموسيقى، لكن المنتج جيمي لامبرت لم يبد اعتراضه بتفنيد قيمة سيلين ديون مثلما فعل غيره، واكتفى بأن وصف استبعادها من القائمة بأنه "خيانة" معتبراً أنها أفضل صوت فني على الإطلاق، وذلك في تغريدة له على "تويتر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذاً فـ"ديون" بحسب كثيرين ليست ظاهرة أو مغنية صاحبة شعبية موقتة لم يتم اختبارها بعد بما يكفي مقارنة بأسماء أخرى جاءت في تقرير المجلة، بخاصة أن ما أسهم في إشعال حدة الخلاف في ما يتعلق باستبعاد بعض الأسماء الكبيرة من القائمة التي رصدت 100 عام من الموسيقى، هو أنها تضمنت نجوماً ونجمات من الجيل الصاعد ولا تزال تجربتهم الموسيقية غير مكتملة، وبينهم بيلي إيليش صاحبة 21 سنة، وآريانا غراندي (29 سنة)، وكذلك نجما البوب الكوري جونغكوك (25 سنة)، وآي يو (29 سنة)، وعلى رغم أن الفنون لا تعترف بالعمر ولا الحقبة الزمنية، لكن في مثل تلك القائمة التي تقيس التأثير واستمرارية الحضور في الوجدان ربما تكون ذات أهمية.

اتفاق على المركز الأول

القائمة تضمنت أسماء مطربين من مختلف العصور، وكثيرون منهم بلا شك هم محل تقدير مثل أديل وفريدي ميركوري وريهانا وفرانك سيناترا وألفيس بريسلي وغيرهم، لكن كان هناك انتقاد يتعلق بأن الجنسيتين البريطانية والأميركية تسيطران بشكل أساسي، فيما يبدو حضور بقية الجنسيات سواء الأوروبية أو الآسيوية والأفريقية قليلاً للغاية، بينما حظي اختيار أريثا فرانكلين للمرتبة الأولى بتوافق في الآراء إلى حد ما، وهذا ما بدا واضحاً في التعليقات التي أثنت على قيمة المطربة الأميركية التي فارقت الحياة في عام 2018 عن عمر 76 سنة، بعد أن أصبحت أيقونة في عالم الموسيقى الأميركية واتسعت شهرتها عالمياً كما عرفت كناشطة في مجال حقوق الإنسان لا سيما لمواجهة العنصرية التي يعانيها الأميركيون من أصل أفريقي، وقد حضر جنازتها حشد كبير من رجال الفن والسياسة ورموز المجتمع.

المزيد من ثقافة