Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البصرة تتأهب لانطلاق بطولة "خليجي 25"

البحرين تسعى إلى الدفاع عن لقبها في مواجهة طموحات المشاريع الكروية الجديدة

تتأهب مدينة البصرة في العراق لاستضافة النسخة الـ25 من بطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 25" بين السادس و19 يناير (كانون الثاني)، بمشاركة ثمانية منتخبات تسعى إلى التتويج باللقب الذي أحرزته البحرين في النسخة الأخيرة عام 2019.

وتنطلق الجمعة السادس من يناير مباريات دور المجموعات، حيث يلتقي المنتخب العراقي نظيره العماني في مباراة الافتتاح باستاد البصرة الدولي، ثم تقام بعدها مباشرة مباراة اليمن مع السعودية.

وتتنافس المنتخبات الثمانية في مجموعتين تضم الأولى السعودية والعراق وعمان واليمن، والثانية قطر والبحرين والإمارات والكويت، ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وانطلقت النسخة الأولى من كأس الخليج في عام 1970 بالبحرين وتوالى تنظيمها كل عامين إلا في مناسبات قليلة تسببت في عدم انتظام مواعيدها.

ويعد المنتخب الكويتي الأكثر نجاحاً في تاريخ البطولة، إذ نجح في حصد لقبها 10 مرات كان آخرها عام 2010، ثم يليه المنتخب السعودي الذي فاز باللقب ثلاث مرات في أعوام 1994 و2002 و2003 إضافة إلى تحقيق المركز الثاني ست مرات والمركز الثالث والميدالية البرونزية سبع مرات.

ويتساوى المنتخب العراقي والمنتخب القطري مع المنتخب السعودي في عدد مرات التتويج بلقب كأس الخليج، لكن قطر اقتنصت مركز الوصيف أربع مرات في مقابل مرتين فقط للعراق، الباحث الآن عن أول ذهبية خليجية له منذ 1988.

ويحمل المدرب الإسباني خيسوس كاساس آمال العراقيين في اللقب منذ توليه المهمة الفنية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي مهمته الأولى بمسيرته مدرباً رئيساً، بعد أن عمل مساعداً للويس إنريكي بمنتخب إسبانيا حتى وقت قريب، وكان كشافاً للمواهب ومحللاً للأداء بنادي برشلونة.

وعلى رغم قصر مدة الاستعداد يعول العراق على نظرة كاساس الثاقبة في انتقاء المواهب الواعدة، في غياب المحترفين بأندية أجنبية، وعلى رأسهم زيدان إقبال لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي.

ويأمل العراقيون في تحقيق اللقب للمرة الرابعة، والمرة الأولى منذ 1988، استغلالاً لعاملي الأرض والجمهور، بعد سنوات طويلة من اللعب خارج البلاد لظروف أمنية، لكن كاساس ربما ينظر إلى ما هو أبعد.

وأشار كاساس إلى أنه يملك مشروعاً طويل الأجل مع العراق ويخطط للتأهل لكأس العالم 2026 كهدف رئيس.

وتأمل السعودية في أن يستلهم الصف الثاني لمنتخبها بقيادة المدرب الوطني الشاب سعد الشهري روح كأس العالم في قطر، حين تخوض منافسات البطولة الإقليمية.

وفجرت السعودية واحدة من كبرى مفاجآت كأس العالم عبر التاريخ بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد حين فازت بنتيجة (2-1) على الأرجنتين، البطلة لاحقاً، في افتتاح مشوارها في قطر.

لكنها خرجت من دور المجموعات عقب هزيمتين من بولندا والمكسيك عانت خلالهما إصابة لاعبين بارزين، غير أن المشاركة اعتبرت إيجابية بشكل عام وتدعو للتفاؤل.

واختارت السعودية المشاركة بالصف الثاني في كأس الخليج بهدف تجربة عناصر شابة لتدعيم صفوف فريق رينارد الذي سيخوض كأس آسيا قريباً.

وراهنت السعودية على الشهري (42 سنة) مدرب المنتخب الأولمبي الذي حقق إنجاز التتويج بكأس آسيا تحت 23 سنة في أوزبكستان العام الماضي، إلى جانب الفوز ببطولة غرب آسيا.

ويأمل فريق الشهري في الاستفادة من قلة الضغوط الجماهيرية والإعلامية، مع استمرار منافسات الدوري المحلي خلال كأس الخليج، وضجة تعاقد النصر مع كريستيانو رونالدو.

واكتسب الشهري تقديراً داخل السعودية لتميز عمله مع الناشئين في بلد يعتمد بشكل دائم على المدربين الأجانب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد يشجع نجاح الشهري في البصرة على منحه فرصة في المستقبل لقيادة المنتخب الأول، والسير على نهج وليد الركراكي الذي سطع نجمه خلال قيادة المغرب لإنجاز تاريخي ببلوغ قبل نهائي كأس العالم بقطر.

ويبدو أن المنتخب العماني بقيادة المدرب برانكو إيفانوفيتش يسعى إلى لعب دور الحصان الأسود في البطولة التي ستكون تجربة مهمة للفريق لقياس تطوره قبل خوض نهائيات كأس آسيا.

وكان إيفانوفيتش مساعداً لمدرب كرواتيا حين فاجأت الجميع بالحصول على المركز الثالث بكأس العالم لكرة القدم 1998، ويتطلع الآن إلى تحقيق مفاجأة أخرى مع عمان على المستوى الآسيوي.

وتولى المدرب الكرواتي المخضرم (68 سنة) قيادة عمان في 2020 وتعهد ببناء منتخب قادر على منافسة عمالقة القارة.

وأظهرت عمان مؤشرات جيدة في كأس العرب 2021 حين بلغت دور الثمانية وخسرت بصعوبة من تونس التي بلغت النهائي لاحقاً، كما أحرجت ألمانيا في مباراة ودية قبل كأس العالم بقطر وخسرت (1-0) بهدف متأخر.

وتبدو المهمة صعبة لوقوعها في مجموعة تضم العراق والسعودية، لكن إيفانوفيتش سعيد بمواجهة منتخبات قوية للمساعدة في تطور فريقه.

وقال المدرب في تصريحات لصحيفة عمان الشهر الماضي، "كأس الخليج بطولة مهمة في مسيرتنا، نحتاج إلى خوض مباريات قوية لاكتشاف نقاط ضعفنا واكتساب الخبرة اللازمة، وسندخل البطولة بهدف التتويج باللقب".

وقاوم إيفانوفيتش انتقادات لاستبعاد لاعبين مخضرمين مثل الهداف محسن جوهر وأحمد كانو، مشدداً على أنه ينظر إلى المستقبل واستعان بعناصر شابة واعدة.

أما المنتخب اليمني الذي يعد الوحيد بين المشاركين الثمانية الذي لم يحقق اللقب من قبل، بل لم يحقق أي انتصار في تسع مشاركات، سيكون ضيفاً بلا أية ضغوط.

ولم يقدم ميروسلاف سوكوب مدرب اليمن الجديد أي وعود بعد عودته للمنصب قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة في البصرة.

وقدم الاتحاد اليمني المدرب التشيكي سوكوب (57 سنة)، الذي سبق له قيادة المنتخب بين 2014 و2016، أمام وسائل الإعلام منذ أيام في القاهرة.

وقال سوكوب إنه سيواجه تحديات أصعب في فترته الثانية نظراً إلى أوضاع البلاد وتوقف النشاط الرياضي.

وأبلغ سوكوب الصحافيين "لا أعد بشيء في خليجي 25 لكن طموحنا كبير وأثق في حماس وقتال اللاعبين".

وفي المجموعة الثانية، ينظر المنتخب الكويتي إلى الحاضر متجنباً الارتكان إلى تاريخه الذهبي في البطولة، مع اعتبارها البداية الحقيقية بعد سنوات من التخبط والمشكلات والإيقاف، حيث كان الاتحاد الكويتي لكرة القدم قد عوقب بالإيقاف عام 2015 بسبب التدخل الحكومي قبل رفع العقوبة في 2017.

لكن منذ ذلك الحين لم يقدم المنتخب الوطني الأداء المنتظر وودع المنافسات آخر بطولتين من دور المجموعات، وفشل في بلوغ كأس آسيا 2019، وخرج من التصفيات المؤهلة إلى النسخة المقبلة والتي تقام في قطر نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل.

وتولى 10 مدربين تدريب المنتخب الكويتي منذ 2013، لكن الجماهير الكويتية تأمل في بداية جديدة مع المدرب البرتغالي روي بينتو.

وربما تستفيد الكويت من مشاركة قطر بالصف الثاني، وستأمل بالتأهل للدور قبل النهائي من المجموعة الثانية التي تضم أيضاً الإمارات والبحرين حاملة اللقب.

وتستعد قطر لبداية جديدة بإعداد الجيل الجديد لمنتخبها بعد الخروج من دور المجموعات بكأس العالم 2022 التي أقيمت في أرضها.

وأصبحت قطر ثاني دولة تودع كأس العالم من دور المجموعات عندما تستضيف النهائيات بعد جنوب أفريقيا في 2010.

وتحدث المدرب الإسباني فيلكس سانشيز في ذلك الوقت أن الوداع المخيب ما هو إلا بداية جديدة لجيل جديد، لكن هذه البداية لن تكون بحضور سانشيز الذي رحل عن تدريب المنتخب بعد انتهاء عقده بنهاية 2022، وأوكل الاتحاد القطري مهمة قيادة الفريق في "خليجي 25" إلى برونو بينيرو مدرب منتخب تحت 23 سنة.

وتشارك قطر بتشكيلة غالبها من لاعبين يشاركون لأول مرة إضافة إلى أصحاب الخبرة مثل الحارس مشعل برشم ولاعب الوسط عاصم مادبو والمهاجم محمد مونتاري صاحب أول هدف لقطر في تاريخها بكأس العالم.

وبينيرو ليس غريباً على قطر فقد سبق أن عمل في أكاديمية أسباير من 2015 وحتى 2019 وقاد منتخبي تحت 19 و20 سنة.

وستكون التشكيلة الحالية هي النواة للفريق الذي سيشارك في كأس آسيا عندما تستضيف قطر النهائيات سواء في نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل وفقاً لما سيحدده الاتحاد الآسيوي.

ويدخل المنتخب البحريني البطولة بوصفه البطل الساعي إلى الدفاع عن لقبه بالتالي هو أحد كبار المرشحين للقب الحالي.

وحققت البحرين لقبها الأول في المسابقة عام 2019 حين هزمت السعودية في النهائي، بعد أن كان منتخبها الوحيد بجانب اليمن، الذي لم يظفر بلقب البطولة الإقليمية منذ بدايتها في سبعينيات القرن الماضي.

وتحقق الإنجاز بقيادة المدرب البرتغالي هيليو سوزا الذي استقر في منصبه حتى الآن، ويعتمد على عناصر من أبطال نسخة قطر بعد اكتسابهم خبرة أكبر، لكنه استبعد بشكل مفاجئ محمد سعد الرميحي صاحب هدف التتويج باللقب في قطر.

وتحرر منتخب البحرين بهذا اللقب بعد أن عانده الحظ في محاولات كثيرة، إذ خسر النهائي أربع مرات، وحقق المركز الثالث ثلاث مرات.

وقال سوزا إن مشروعه طويل الأجل مع البحرين يهدف إلى التأهل لكأس العالم 2026، لكن الفريق حقق نتائج إيجابية بالفعل في منتصف الطريق بالفوز بكأس الخليج السابقة وبطولة غرب آسيا.

وأضاف في مقابلة سابقة لموقع الاتحاد الآسيوي "البحرين تريد أن تصبح الأفضل في آسيا وكان التحدي المثالي منذ بداية مهمتي أن أساعد البحرين في التتويج بالألقاب المفقودة".

أما في معسكر المنتخب الإماراتي فسيكون المدرب رودولفو أروابارينا تحت المجهر عندما يبدأ مشوار البطولة بعد الفشل في بلوغ كأس العالم في قطر، إثر الهزيمة أمام أستراليا في الملحق الآسيوي.

وسترغب الجماهير الإماراتية في تعويض الفشل في تحقيق لقب كأس آسيا عند استضافة البطولة في 2019 بعد الهزيمة الثقيلة أمام قطر في الدور قبل النهائي، والخروج المخيب من دور المجموعات في "خليجي 24".

وستكون البطولة فرصة أمام أروابارينا لإعداد الجيل المقبل للمشاركة في كأس آسيا في قطر، وربما لن ترضى الجماهير الإماراتية سوى باللقب بخاصة في ظل مشاركة السعودية وقطر بتشكيلتين من لاعبي الصف الثاني.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة