تفاقمت أزمة "ذبح الخنازير" في الولايات المتحدة، وهو مصطلح يشير إلى ضحية مطمئنة تتعرض للخداع من محتالين لتضخيم المال مقابل وعد بمعدل عائد مرتفع، ووفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، فإن كلفة ما يتحمله الضحايا من جراء عمليات الاحتيال في استثمار العملات المشفرة تصل إلى ملايين الدولارات.
وبحسب بيان حديث قال المدعي العام في مقاطعة سانتا كلارا بكاليفورنيا جيف روزن الذي يدير مكتبه فريق عمل متعدد الوكالات لمكافحة الجرائم المتعلقة بالتكنولوجيا، إنه "بمجرد أن يسمن المجرمون محافظ ضحاياهم الرقمية، حتى تتم سرقة أموالهم".
عادة ما تبدأ عمليات "ذبح الخنازير" بنهج بدائي، كما يقول روزن، إذ ينشر المحتالون ملايين الرسائل غير المرغوب فيها كل يوم للضحايا المطمئنين عبر الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتكون غالباً بملاحظة غير ضارة مثل "مرحباً، كيف حالك؟"، ثم يبني المحتال بهوية مزيفة علاقة مع الضحية ربما لا تصل أحياناً إلى بضعة أسابيع فقط، قبل أن يقترح عليها "الاستثمار" في العملة المشفرة.
وتابع روزن أن "أحد الأساليب تتضمن طمأنة الضحية بأن المحتال قد حقق أرباحاً كبيرة من العملة المشفرة، وإقناعه بأنه لا ينبغي أن يفوت فوائد استثماراتها، ثم إرسال مزيد ومزيد من الأموال وتزويده ببيانات مالية وهمية ليبدو وكأنها حققت عائداً كبيراً".
وأشار إلى أن "هذا هو المكان الذي يأتي فيه تسمين الخنزير وفي النهاية تصبح مرتاباً بعض الشيء وعند محاولة الاتصال بالشخص الذي اتصل بك عبر الإنترنت لتطلب منه استرداد أموالك تجد أن هذا الشخص تحول إلى سراب".
الأعياد فخ كبير
وحذر روزن من موسم الأعياد مشيراً إلى أن "هذا الموسم وقت مربح بشكل خاص للمحتالين لأنهم غالباً ما يفترسون الأشخاص الذين قد يشعرون بالوحدة"، وعلى رغم أن النهج الأولي غير معقد، فإنه يرى أن "عمليات الاحتيال الفعلية التي حقق فيها فريقه والتي تعمل عادة في الخارج، بكمبوديا والصين، تنطوي على أساليب معقدة للغاية".
وأضاف أنه "تم تدريب المحتالين من قبل علماء النفس لمحاولة اكتشاف أفضل طريقة للتلاعب بالناس، ولذلك أنت تتعامل مع أشخاص سيستخدمون تقنيات نفسية مختلفة لتجعلك عرضة للخطر ولجعلك مهتماً بالتخلي عن أموالك".
ويؤكد المتخصصون والمراقبون أن "الوعي الأساسي والاجتهاد هما مفتاح الحماية من المحتالين عبر الإنترنت" وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان من الاحتيال، قائلاً "كن حذراً للغاية عندما تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة، حيث يبدأ شخص ما في تطوير علاقة معك ويريدك أن تبدأ بالاستثمار".
ونظراً إلى أن المتسوقين ينفقون المليارات عبر الإنترنت في موسم العطلات من كل عام، يقول مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه "رصد أيضاً ارتفاعاً في عمليات الاحتيال التي شملت شركة التجزئة العملاقة مثل أمازون"، وتابع أنه "في أحد أنواع الاحتيال، قد يتصل بك شخص ما ويزعم أنه من أمازون أو موزع جملة آخر، ويقول ’هناك مشكلة في بطاقتك الائتمانيةع، ثم يطلب المحتال رقم بطاقة ائتمان جديداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك يوضح فريق الأمان في شركة "أمازون" المستهلكين أن الشركة لن تطلب أبداً من العميل معلومات شخصية وينصحهم بعدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب بيانات الحساب أو تفاصيل التعريف الشخصية. وقالت الشركة في بيان إنها "عملت على إزالة آلاف مواقع التصيد الاحتيالي على الإنترنت وأرقام الهواتف المرتبطة بحيل انتحال الهوية، وأحالت المحتالين المشتبه فيهم إلى وكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم".
من جانبه ذكر نائب رئيس بيع خدمات الشركاء في "أمازون" دارميش ميهتا أن "المحتالين الذين يحاولون انتحال شخصية أمازون يعرضون المستهلكين للخطر، وعلى رغم حدوث عمليات الاحتيال خارج متجرنا، فإننا سنواصل الاستثمار في حماية الجمهور وتثقيفه حول كيفية تجنب عمليات الاحتيال".
كبار السن مستهدفون
يشرح مكتب التحقيقات الفيدرالي أن "أنواعاً أخرى من عمليات الاحتيال التي تتزايد في موسم العطلات هذا تهدف إلى حد كبير إلى الاحتيال على كبار السن"، إذ أكد أن المحتالين يميلون إلى التركيز على كبار السن لأنهم يعرفون أنهم يثقون بهم ويعرفون أن الأميركيين الأكبر سناً يمتلكون عادة أموالاً أكثر".
وفي ما يسمى حيل "اليانصيب" التي يقوم خلالها المحتال بالاتصال بالضحايا وتهنئتهم على الفوز بجائزة يانصيب، لكن يخبرهم بأنه يجب عليهم أولاً إرسال الأموال لتغطية الضرائب ورسوم المعالجة التي يمكن أن تكون باهظة، أوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي أن "اليانصيب المشروعة لن تفعل ذلك ولن يجعلوك تدفع مقدماً لتحصيل أموالك".