Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمن العراقي يدمر "أنفاق داعش"... فما قصتها؟

أنشأ بعضها النظام القديم لإجراء تجارب تصنيع الأسلحة واستغلها التنظيم كمقار للاختباء وانطلاق عملياته

الجيش العراقي يواجه تحدي تدمير الأنفاق التي تختبئ فيها عناصر تنظيم داعش (أ ف ب)

على رغم طرد "داعش" من العراق عام 2017 بعد أن سيطر على ثلث مساحة البلاد في 2014، إلا أن التنظيم لا يزال يمثل تهديداً على قوات الأمن العراقية وبعض القرى، إذ يشن هجمات في المناطق ذات التضاريس المعقدة كالجبال والتلال في الشرق والشمال على مساحات شاسعة.

وتمثل الأنفاق التي أنشأها التنظيم إبان سيطرته على تلك المناطق أحد التهديدات أمام الأمن العراقي، فعلى رغم تفجير عدد كبير من مقاره في عمليات سابقة للقوات الأمنية إلا أن تلك الأنفاق لا تزال تشكل خطراً على تلك القوات، لا سيما أن غالبيتها تكون في مناطق نائية أو في تضاريس وعرة من الصعوبة اكتشافها.

ويبدو أن سلسلة جبال مكحول وحمرين ضمت جزءاً كبيراً من تلك الأنفاق، إذ تمثل تلك المرتفعات الممتدة بين محافظات ديالى وصلاح الدين وصولاً إلى أطراف كركوك باتجاه مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، قاعدة أساسية ومهمة لانطلاق هجمات "داعش" على مناطق واسعة وصولاً إلى أطراف العاصمة بغداد.

العثور على أنفاق

وأعلنت خلية الإعلام الأمني العثور على ستة أنفاق بأعماق كبيرة تابعة لـ"داعش"، استناداً إلى معلومات استخبارية لشعبة (استخبارات وأمن) الفرقة الـ15 وبالتعاون مع استخبارات وقوة من اللواء الـ21 وبمشاركة قوة من الفرقة الـ20 بعد البحث والتفتيش.

وبحسب بيان الخلية فإن العثور على تلك الأنفاق كان في قضاء الحضر بقرية "المتياها"، وتم التعامل معها بحسب السياقات المعمول بها.

ووفق متخصصين في الشأن الأمني، فإن الأنفاق المكتشفة أو تلك التي لم يعثر عليها بعد تتركز في صحراء الأنبار وبين محافظات ديالي وصلاح الدين وأطراف كركوك، إذ شن التنظيم هجماته ضد القوات العراقية خلال هذا الشهر والشهر الماضي، بعد توقف لأشهر.

ويؤكد مدير مركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية معتز محيي عبدالحميد وجود عشرات الأنفاق التي يتخذها "داعش" للاختباء وتشكل تهديداً للقوات العراقية إذا لم تدمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح عبدالحميد أن "بداية إنشاء تلك الأنفاق يعود إلى عهد النظام السابق عند إجراء التصنيع العسكري تجارب على الأسلحة، إذ حفرت أنفاق كبيرة في جبال حمرين ومكحول بطرق فنية وهندسية، واستغلت في تصريف مياه المبازل، ثم استغلها داعش بعد سيطرته على تلك المناطق عام 2014".

وأشار إلى أن "هناك أنفاقاً أخرى أنشئت من قبل داعش بواسطة حفارات عملاقة جلبها من سوريا، فضلاً عن الحفارات التي استولى عليها من الجيش العراقي"، منوهاً بأن التنظيم يستغل تلك الأنفاق في عمليات الاختباء وتخزين الأسلحة منذ انتهاء حرب المدن عام 2017، وأن القوات الأميركية دمرت عدداً منها بالصواريخ الحرارية إلا أن العراق لا يملك حالياً تلك النوعية من الصواريخ.

واستبعد عبدالحميد تمكن "داعش" من إنشاء أنفاق جديدة لعدم امتلاكه التقنيات والمناخ الملائم لسهولة اكتشافه بواسطة الطائرات. وعن أسباب العثور على عدد كبير من الأنفاق في ناحية الحضر، أوضح أن "تلك المنطقة تركت بعد التحرير ولم تمكث فيها القوات العراقية لفترة طويلة، وكان يجب أن تبقى من أجل المراقبة وعدم ترك المجال لداعش". وشدد على ضرورة البحث في المناطق ذات التضاريس الطبيعية مثل الجبال، معرباً عن ثقته في قدرة القوات العراقية على هدم هذه الأنفاق.

بعيدة من مناطق العمليات

المتخصص في الشؤون الأمنية جمال الطائي أوضح أن هذه الأنفاق بعيدة من مناطق العمليات وهي مقر للاختباء من قبل داعش، وموجودة منذ وقت طويل، إلا أنه بعد الاستقرار الأمني والقضاء على التنظيم لم تعالج من قبل الطيران وقوات الجيش والشرطة، مشيراً أن إلى الأنفاق تعد بمثابة طرق مواصلات استخدمها داعش للاختباء والحماية من القصف الجوي في منطقة الجزيرة والأنبار وحمرين وشمال الموصل وغرب صلاح الدين، وتستخدم أيضاً كمقار ومنطلق لعملياته الإجرامية والإرهابية.

وبين أن هذه الأنفاق بعيدة من ساحة العمليات إلا أن داعش يتخذها مقاراً له وأن عملية إزالتها والبحث عنها والتحري وتدميرها تستوجب تدخل الجهد الهندسي لدى القوات المسلحة العراقية عن طريق تفجير تلك الإنفاق، فضلاً عن تدميرها بواسطة الصواريخ من الجو.

بحسب الطائي فإن تلك الأنفاق بعضها ذو مساحة واسعة تستوعب آليات وأسلحة فضلاً عن العنصر البشري وبعضها صغيرة، إضافة إلى كهوف واسعة في وادي حوران، تدخل فيها آليات محمية جيداً كونها تقع بتضاريس صخرية، مشيراً إلى أن تلك الأنفاق يمكن كشفها عن طريق الطائرات وكذلك بالإنارة وآثار العجلات التي يستخدمها داعش أو بعمليات الإنزال أو عن طريق العمليات البرية والبحث في المنطقة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير