Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجمات نوعية لـ"داعش" في العراق ومطالبات بخطط مواجهة جديدة

متخصصون يشددون على ضرورة قطع إمدادات واستثمارات التنظيم ووجود تنسيق أمني مع البيشمركة

قائد عمليات كركوك توعد بالاقتصاص من الإرهابيين الذين ارتكبوا جريمة الاعتداء على منطقة الصفرة (غيتي)

عاود "داعش" منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجماته النوعية ضد القوات العراقية في أطراف كركوك، بعد توقف لأشهر جاء نتيجة سلسلة من العمليات الأمنية التي نفذت ضد وجود التنظيم في التلال والجبال المحيطة بالمدينة.

في 19 من نوفمبر الماضي قتل ثلاثة من جنود الجيش العراقي في هجوم لـ"داعش" بموقع على جانب الطريق قرب ناحية قرة هنجير شرق كركوك، الذي يعد الأول من نوعه في المدينة منذ أشهر وتم خلاله الاستيلاء على معدات وأسلحة الموقع العسكري من قبل عناصر التنظيم.

مقتل 9 من عناصر الاتحادية

إلا أن الهجوم الجديد، الذي استهدف بعبوة ناسفة آلية مدرعة للشرطة الاتحادية في قرية علي السلطان ناحية الرياض جنوب غربي كركوك، وأسفر عن مقتل ضابط برتبة رائد وثمانية جنود، كان الأعنف منذ أشهر عدة.

وتبين هذه الهجمات استمرار قدرات التنظيم على القيام بهجمات في أطراف المحافظة، على رغم العمليات الأمنية التي جرت والإعلان عن مقتل واعتقال العشرات، خصوصاً في مناطق مرتفعات حمرين شمال العراق.

وتمثل هذه المرتفعات، التي تمتد بين محافظات ديالى وصلاح الدين وصولاً إلى أطراف كركوك باتجاه مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، قاعدة أساسية ومهمة لانطلاق هجمات "داعش" على مناطق واسعة من هذه المحافظات وصولاً إلى أطراف العاصمة بغداد.

الملاحقة مستمرة

المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول أكد وجود توجيهات عليا بملاحقة بقايا "داعش" والثأر لضحايا قوات الشرطة الاتحادية في كركوك.

وقال رسول، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية، إن "القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني أمر بتشكيل لجنة تحقيقية وتطلع ميدانياً على مجريات الاعتداء الإرهابي الجبان، الذي أسفر عن استشهاد ضابط برتبة رائد وعدد من المنتسبين، إثر انفجار عبوة ناسفة على دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية اللواء الآلي الثاني في قرية علي السلطان بناحية الرياض في كركوك".

وأضاف أن "السوداني وجه بملاحقة العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الإرهابي الجبان والقصاص العادل والعاجل منهم"، مشيراً إلى "أن العناصر الإرهابية لجأت إلى أساليب خبيثة بعد أن تلقت ضربات موجعة على يد قواتنا الأمنية البطلة".

لجنة تحقيق جديدة

وأعلنت خلية الإعلام الأمني عن وصول لجنة تحقيقية عليا للتقصي في جميع تفاصيل اعتداء ناحية الرياض بكركوك وأسباب الخرق الأمني.

فيما توعد قائد عمليات كركوك اللواء الركن جبار الطائي بالاقتصاص من الإرهابيين، الذين ارتكبوا جريمة الاعتداء على منطقة الصفرة.

إمدادات التنظيم

ويرى مدير مركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية معتز محيي عبدالحميد أن المهم في هذه المرحلة قطع إمدادات واستثمارات "داعش". وأشار إلى أن عدم وجود تنسيق أمني في المناطق المشتركة مع البيشمركة أدى إلى توسع نفوذ التنظيم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال عبدالحميد إن "داعش لم ينته، ويختار هذه المناطق من كركوك باتجاه صلاح الدين وديالى كمنطلق للقيام بعمليات خطف وزرع عبوات"، مشيراً إلى أن "النصر العسكري تم على داعش لكنه فكرياً لا يزال موجوداً، وإذا لم يتم قطع تمويله وطرق إمداده فإنه سيستمر بالاستفحال".

على رغم نجاح القوات العراقية في الحفاظ على الاستقرار، الذي تشهده مراكز المدن في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك والأنبار منذ تحريرها من سيطرة "داعش" نهاية 2017، باستثناء هجمات محدودة بالعبوات الناسفة خلال هذه السنوات، فإنها لم تستطع وقف هجمات التنظيم في أطراف تلك المدن، التي ارتفعت معدلاتها منذ مطلع العالم الحالي ضد أجهزة الأمن والحشود العشائرية والمواطنين الرافضين وجوده.

وتستهدف هجمات التنظيم بشكل مستمر مناطق جولاء وخانقين وأطراف المقدادية في ديالى، ومحيط الحويجة والرشاد بكركوك، وأطراف قضاء طوز خرماتو والجزيرة وأطراف بلد والدجيل في محافظة صلاح الدين.

فشل وغرور

ولفت عبدالحميد إلى أن "الحكومة العراقية قللت من الخطر الذي يشكله داعش، وهو ما استغله التنظيم وحالياً أصاب الغرور القوات الأمنية بعدم وضع رؤية مستقبلية للقضاء على داعش"، مبيناً أن القيادات الأمنية قد أعطت القائد العام للقوات المسلحة تقارير خاطئة عن قدرة وإمكانية "داعش".

وأشار إلى أن كل الخطط الحالية، التي وضعت من قبل المعنيين بالأمن، فشلت في مكافحة والقضاء على "داعش" والخروقات الأمنية، لا سيما في أطراف كركوك.

ولفت إلى أن كل الخطط التي وضعت في السابق كانت ناجحة في حينها، إلا أنها لا تجدي نفعاً حالياً، الأمر الذي يستوجب تبديلها وتقوية الجانب الاستخباري.

مثلث خطر

وقال عبدالحميد إن المثلث الأمني باتجاه صلاح الدين والأنبار بات يشكل خطراً كبيراً من قبل المسلحين، فهم لديهم قدرة على المطاولة والكر والفر ويهربون إلى أماكن مجاورة.

وأضاف أن التبريرات بوعورة المنطقة واحتوائها على كهوف ووديان غير منطقية، لا سيما في ظل أعداد كبيرة من القوات الأمنية العراقية التي تصل إلى مليون ونصف المليون، مقارنة بعدد المسلحين الذي يبلغ ما يقارب 2000 مسلح بحسب التقارير الدولية.

وانتقد العمليات الأمنية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بعد كل عملية كونه أسلوباً قديماً ومكشوفاً ولم يستطع أن يحد من وصول "داعش" إلى أطراف المدن.

استثمارات التنظيم

وشدد على ضرورة التركيز على كشف أماكن مسلحي "داعش" وقطع طرق الإمدادات المالية، لا سيما أنهم يمتلكون أموالاً مسروقة من الموصل ويستثمرونها في مزارع الأسماك ومكاتب الصيرفة ومعارض السيارات.

ودعا عبدالحميد إلى التنسيق مع قوات البيشمركة، لأن مناطق جنوب كركوك من المناطق المتنازع عليها ولا تستطيع دخول القوات الاتحادية إلا بإذن من البيشمركة، وهذا الأمر استفاد منه عناصر تنظيم "داعش".

المزيد من العالم العربي