Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصينيون يرحبون بإلغاء الحجر الصحي ويخططون للسفر

مواقع حجز الرحلات تشهد ارتفاعاً كبيراً على رغم استمرار المخاوف والتأثير الاقتصادي

كانت ماكاو وهونغ كونغ واليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية من بين أفضل الوجهات التي بحث عنها الصينيون (أ ف ب)

بعد ثلاث سنوات من العزلة بسبب جائحة كورونا، أدخل قرار بكين إلغاء الحجر الصحي للقادمين من الخارج البهجة إلى قلوب الصينيين الذين تهافتوا، الثلاثاء 27 ديسمبر (كانون الأول)، على حجز تذاكر للسفر.

في السابع من ديسمبر، رفعت السلطات بشكل مفاجئ معظم التدابير الصحية الصارمة لمكافحة كوفيد-19، على خلفية تنامي السخط الشعبي والتأثير الكبير لهذه القيود في الاقتصاد.

أعلنت بكين، مساء الإثنين، إلغاء الحجر الصحي الإجباري للقادمين من خارج البلاد اعتباراً من الثامن من يناير (كانون الثاني)، وهو آخر إجراء ضمن سياسة "صفر كورونا".

رحب مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي الصينية على الفور بحماس بإلغاء القيود التي أبقت بلادهم معزولة عن العالم الخارجي منذ مارس (آذار) 2020.

"الربيع قادم"

وأعرب مستخدم عن بهجته بالقول "لقد انتهى الأمر، الربيع قادم"، في أحد التعليقات التي لاقت استحساناً كبيراً على موقع "ويبو" الذي يماثل "تويتر" في الصين.

وقال فان تشنغتشنغ (27 سنة)، وهو مستخدم بمكتب في بكين، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "مشاريع السفر التي كنت أخطط لها منذ ثلاث سنوات أصبحت قابلة للتحقيق".

وعلى بعد 1000 كيلومتر، في شنغهاي، قال جي ويهي "لقد عادت الأمور إلى طبيعتها أخيراً في الصين".

البحث عن الرحلات

ارتفع عدد عمليات البحث عن الرحلات الجوية المغادرة عبر الإنترنت بشكل كبير بمجرد إعلان الخبر، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية.

شهد موقع حجز الرحلات "Tongcheng" ارتفاعاً بنسبة 850 في المئة في عمليات البحث عبر الإنترنت وزيادة بعشرة أضعاف في طلب معلومات عن الحصول على التأشيرة.

وأفاد موقع "Trip.com" المنافس بأنه في غضون نصف ساعة من الإعلان، زاد حجم البحث عن وجهات خارج البر الصيني بمقدار 10 أضعاف مقارنة بالعام السابق.

أفضل الوجهات

وكانت ماكاو وهونغ كونغ واليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية من بين أفضل الوجهات، لكن هذا الارتياح لم يلق صدى طيباً في اليابان، التي أعلنت الثلاثاء في ردها على هذا الإلغاء فرض اختبارات كوفيد على القادمين من البر الرئيس للصين اعتباراً من الجمعة.

وأوضح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للصحافيين، أنه "من الصعب تحديد الوضع بدقة (في الصين)، هذا الأمر يثير قلقاً متزايداً في اليابان".

ومن دون الإشارة إلى اليابان، دعت بكين جارتها الثلاثاء، إلى اتخاذ إجراءات "علمية ومناسبة" ضد كوفيد، من دون "أن تحدث اضطراباً" في الاتصال بين الناس.

يأتي هذا القرار المفاجئ في الوقت الذي تشهد الصين تفشي الوباء، في فصل الشتاء قبل أعياد رأس السنة الجديدة وقبل أسابيع من السنة القمرية الجديدة في نهاية شهر يناير، حين يسافر ملايين الأشخاص للالتقاء بأسرهم.

مخاوف ارتفاع الوفيات

يثير ظهور الوباء من جديد مخاوف من ارتفاع معدل الوفيات بين المسنين الأضعف الذين لم يتلقوا اللقاح.

قال توم سيمبسون المدير العام الصيني لغرفة التجارة الصينية - البريطانية "إن إلغاء الحجر الصحي أمر يبعث على الارتياح، إنه ينهي ثلاث سنوات من الاضطراب الكبير للغاية".

غير أن المسؤول لا يتوقع سوى "انتعاش تدريجي"، فشركات الطيران ستزيد ببطء عدد رحلاتها وستحسن استراتيجياتها في الصين لعام 2023، لكن الإعلان "لاقى ترحيباً كبيراً" على ما ذكر سيمبسون.

ترحيب أوروبي

ورحبت غرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي من جانبها بالقرار، الذي من شأنه أن "يعزز ثقة الشركات" الأجنبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت لجنة الصحة الوطنية في الصين، التي تقوم مقام الوزارة في مذكرة، إنه اعتباراً من الشهر المقبل لن يطلب من الوافدين سوى إظهار نتيجة فحص "بي سي آر" سلبي أجري قبل أقل من 48 ساعة من وصولهم.

لا تزال بعض القيود سارية، إذ حدت الصين بشكل كبير إصدار تأشيرات للسياح وللطلاب الأجانب منذ بداية الوباء.

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين الثلاثاء، أن "الوباء لم ينته بعد، وستواصل الصين تكييف سياسة تأشيراتها".

سياسة "صفر كورونا"

وألحقت إجراءات سياسة "صفر كورونا"، من إغلاق للحدود وفرض عمليات إغلاق متكررة، أضراراً بالاقتصاد الصيني منذ أوائل عام 2020، مما أدى الشهر الماضي إلى أكبر استياء عام علني في البر الرئيس منذ تولي الرئيس شي جينبينغ السلطة في 2012.

ويعني التراجع عن هذه الإجراءات هذا الشهر، أن يبدأ الفيروس في الانتشار مجدداً بصورة كبيرة من دون رادع في جميع أنحاء الصين، التي يبلغ تعدادها 1.4 مليار نسمة.

غير أن الإحصاءات الرسمية أظهرت تسجيل حالة وفاة واحدة فقط بفيروس كورونا في الأيام السبعة الماضية حتى أمس الإثنين، مما أثار شكوكاً بين خبراء الصحة والسكان حول البيانات الحكومية ولا تتماشى هذه الأعداد مع ما سجلته بلدان أقل اكتظاظاً بالسكان بعد إعادة الفتح.

ويقول أطباء إن المستشفيات مكتظة بعدد من المرضى يوازي خمسة إلى ستة أمثال العدد المعتاد ومعظمهم من كبار السن.

وتشير تقديرات خبراء الصحة الدوليين إلى تسجيل ملايين الإصابات يومياً مع توقع ما لا يقل عن مليون حالة وفاة بسبب كوفيد في الصين العام المقبل.

إلا أن السلطات عازمة على إلغاء آخر ما تبقى من سياساتها الرامية إلى عدم انتشار فيروس كورونا.

وفي خطوة كبيرة نحو تخفيف القيود الحدودية، رحبت بها أسواق الأسهم الآسيوية الثلاثاء، قالت لجنة الصحة الوطنية في وقت متأخر أمس الإثنين إن الصين ستتوقف عن إلزام القادمين إليها بالحجر الصحي اعتباراً من الثامن من يناير (كانون الثاني).

وقال كولم رافيرتي رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين عن الرفع الوشيك لقيود الحجر الصحي "أخيراً نشعر كما لو أن الصين قد تجاوزت الأزمة".

الفئة (ب)

وقالت لجنة الصحة إن تدابير الصين للسيطرة على كوفيد سيجري خفضها من الفئة (أ) حالياً إلى الفئة (ب) الأقل صرامة اعتباراً من الثامن من يناير بعد أن أصبح الفيروس أقل ضراوة.

ويعني هذا أن السلطات لن يتعين عليها بعد الآن عزل المرضى ومخالطيهم وإغلاق المناطق.

لكن على رغم الحماس الكبير للعودة التدريجية إلى أسلوب الحياة قبل جائحة كوفيد، يوجد ضغط متزايد على نظام الرعاية الصحية في الصين، حيث يقول الأطباء إن المستشفيات مكتظة بالمرضى، ويذكر العاملون في دور الجنازات أن الطلب على خدماتهم قد ارتفع بنسبة كبيرة.

وذكرت وسائل إعلام حكومية أنه طلب من الممرضات والأطباء العمل حتى لو كانوا مرضى وأعيد توظيف عمال الصحة المتقاعدين في المناطق الريفية للمساعدة. وتواجه بعض المدن صعوبات في توفير الأدوية المضادة للحمى.

معاناة على المدى القريب

في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيشهد انتعاشاً كبيراً في وقت لاحق من العام المقبل بمجرد انحسار الموجة الأولى من العدوى، فمن المنتظر أن يواجه اقتصاد بكين صعوبات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة مع ازدياد المرضى من بين العاملين.

واضطر عديد من المتاجر في شنغهاي وبكين وأماكن أخرى إلى الإغلاق في الأيام الماضية مع عدم قدرة الموظفين على القدوم إلى العمل، بينما منحت بعض المصانع كثيراً من عمالها عطلة بمناسبة رأس السنة القمرية، على رغم أنها تحل في أواخر يناير.

وقال محللون من بنك الاستثمار الأميركي "جيه بي مورجان"، في مذكرة "لا يزال القلق قائماً من حدوث خلل موقت في سلسلة التوريد مع تأثر القوة العاملة بالعدوى"، مضيفين أن تتبعهم للحركة في مترو الإنفاق في 29 مدينة صينية أظهر أن كثيرين قللوا تحركاتهم مع انتشار الفيروس.

تراجع الأرباح الصناعية

وأظهرت بيانات الثلاثاء تراجع الأرباح الصناعية 3.6 في المئة خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بالعام السابق، في مقابل انخفاض بواقع ثلاثة في المئة في الفترة من يناير إلى أكتوبر (تشرين الأول)، مما يعكس الأثر الذي خلفه رفع قيود مكافحة الفيروس، الذي بدأ العمل به الشهر الماضي، ويشمل ذلك مناطق التصنيع الرئيسة.

وسيعطي رفع قيود السفر دفعة للاقتصاد الصيني، الذي يبلغ حجمه نحو 17 تريليون دولار، لكن ثمة محاذير قوية يجب وضعها في الاعتبار.

وقال دان وانج كبير الاقتصاديين في بنك "هانغ سنغ" الصيني إن "معدل السفر الدولي من المرجح أن يشهد طفرة، لكن قد يستغرق الأمر أشهراً أخرى قبل أن يعود إلى مستوى ما قبل الجائحة".

وأضاف "لا يزال كوفيد آخذاً في الانتشار بمعظم أنحاء الصين، مما يعطل جدول العمل العادي بصورة كبيرة، يوجد فاقد كبير في الإنتاجية، كما أن الضغوط التضخمية خلال الأشهر المقبلة يحتمل أن تكون حادة بسبب الارتفاع المفاجئ في الطلب الذي سيفوق وتيرة تعافي المعروض".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات