Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حضور قوي للسينما السعودية في مهرجان البحر الأحمر

أبطال وصناع "أغنية الغراب" و"سطار" و"كينج الحلبة" يتحدثون عن تجاربهم وأحلامهم وأهم التحديات

ممثلون سعوديون وأجانب يقفون على السجادة الحمراء في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (أ ف ب)

التطور الكبير الذي شهدته الأفلام السعودية المعروضة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة في السعودية ربما كان من أكبر المفاجآت التي شهدتها فعاليات الدورة الثانية حتى منتصف أيام عروض المهرجان.

جيل جديد

وعلى رغم الإعلان منذ فترة عن برنامج المهرجان وتضمن الأفلام عدداً كبيراً من إنتاجات شباب السعودية من صناع السينما الجدد، لكن كان الجميع ينتظرون كيف ستقدم الرياض نفسها عبر هذا الجيل الجديد من المبدعين حديثي العهد بصناعة السينما، وكان الاستحسان حليف معظم الأفلام التي عرضت حتى الآن وهي "سطار" و"الخلاط" و"أغنية الغراب" و"كينج الحلبة".

وأعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن العرض العالمي الأول لسبعة أفلام سعودية، إضافة إلى 18 فيلماً قصيراً، وفي تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، قال مدير البرنامج السعودي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي محيي قاري إن المهرجان بصفة خاصة هذه الدورة يركز على إبراز المواهب والإبداعات لصناع الأفلام الشباب، واختيرت الأفلام باستراتيجية معينة بحيث تقدم تنوعاً كبيراً في الأفكار والموضوعات والبيئات، حتى إن كانت داخل السعودية، وفي الوقت نفسه تلقي الضوء على أبعاد جديدة وآليات مستحدثة يستخدمها صناع الأفلام السعوديين من الجيل الجديد من الموهوبين.

"أغنية الغراب"

وكان من أول الأفلام السعودية المعروضة فيلم "أغنية الغراب"، وهو أول فيلم للمخرج السعودي محمد السلمان، وإنتاج أحمد موسى ومحمد القرعاوي ومجاهد الجميعة وعلي الكلمثي، ومن بطولة عاصم العواد وإبراهيم الخيرالله وعبدالله الجفال، وتدور أحداثه حول شاب يدعى ناصر يعاني معاملة أبيه القاسية، ويمرض بالسرطان وتتحول حياته إلى جحيم حتى يجد الحب الذي يبعث فيه الأمل.

وحقق الفيلم رد فعل جيداً جداً وسط حضور كبير جداً. وقال كاتب سيناريو الفيلم ومخرجه محمد السلمان إنه حضر للفيلم فترة طويلة استمرت مع الفريق مدة عامين، وكان هدفه تقديم عمل مميز يحاول فيه التعبير عن السينما السعودية، وإتقان الأدوات السينمائية والعناية بالتفاصيل، حتى يظهر الصدق في عملية السرد بشكل واضح لأن الصدق هو كل شيء، والجمهور ذكي جداً للدرجة التي يدرك من خلالها أن صناع العمل حقيقيون في ما يقدمونه أم لا. وذكر أن الفيلم يرجع لنحو 20 عاماً وتدور أحداثه بالتحديد عام 2002، وفضل هذه الحقبة، بحسب كلامه، لأنه أراد أن يناقش المشهد الثقافي في هذا الوقت تحديداً وسط مدينة الرياض.

 

ورداً على وجود شخصيات متباينة قال، "تعمدت ذلك، وأسعدني أن المشاهد لاحظ اللغة الفنية واختلاف الطبيعة الخاصة لكل ممثل وحكايته، وأردت أن تكون الشخصية الأدبية حاضرة، وكذلك الشخصية المسرحية أو الشاعرة والروائية، لأن الحكاية تحتم ذلك، وطبيعة المشهد الثقافي في الحقبة الزمنية المطروحة بالأحداث". وتابع السلمان أن الفيلم عبر بنبرة ساخرة عن العالم والألم والمرض والحب، وكان ذلك بقصد إضافة متعة وروح شيقة حتى يلامس كل مشاهد بطريقة أو بأخرى.

وقال بطل الفيلم عاصم العواد إن هذا العمل هو الأول له على الإطلاق على شاشة السينما، وكان سعيداً جداً بترشيح المخرج له، وعلى رغم تخوفه من أداء الشخصية، لكن المخرج ساعده كثيراً، ولم يلجأ لطبيب أو مريض سرطان حتى يعبر عن حالته لأن المرض لا يفترض أنه يظهر عليه بشدة، لكن التوابع النفسية للمرض هي التي حكمت الشخصية وتصرفاتها، بخاصة أنه شخص كان يعاني قبل بسبب معاملة أبيه وزادت معاناته بعد مرضه، فقرر أن يعبر عن ذلك بطريقة خاصة أقرب إلى الألحان أو الأغنية الساخرة، ليترك سؤالاً في النهاية هو هل يمكن أن تلهينا أغنيات الحب عن الخوف من الموت؟

وعن ردود الفعل، قال إنه لم يكن يتوقع كل هذا الإقبال على الفيلم والاستحسان الذي حظي به العمل، لكنه كان يثق أن الناس سيحبون الفكرة لأنها جديدة وخلاقة ومصنوعة بشكل إنساني وراق جداً.

وعن تطور السينما السعودية، أكد العواد أن هناك دعماً كبيراً من الحكومة السعودية لإنجاح المشروعات الفنية والاهتمام بالسينما، وهذا جعل الجميع في حال حماس كبير جداً ليكونوا على قدر المسؤولية.

وحول ترشح الفيلم للمشاركة ممثلاً عن السعودية في جوائز "الأوسكار"، قال عاصم إن الأمر مسؤولية خطرة على رغم ما يبعثه من فخر وبهجة، وهو ليس الفيلم الأول السعودي المرشح في تلك المسابقة، بل رشحت أعمال أخرى منها "حد الطار". وتابع العواد أنه يثق في التطور الذي تشهده صناعة السينما السعودية، ما من شأنه أن يجعلها في سنوات قليلة في مصاف الكبار بجيل جديد من النجوم والصناع الواعدين، ويحلم بتقديم كثير، ويتابع بشغف السينما المصرية، ويتمنى في يوم ما أن يقف ولو في مشهد مع الفنان المصري الكبير عادل إمام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"سطار"

وضمن الأفلام السعودية المتبارية فيلم "سطار" للمخرج عبدالله العراك، ومن تأليف إبراهيم الخيرالله وأيمن وتار وأسامة الفاضل ووائل السعيد، وإنتاج أحمد موسى، وتدور أحداثه حول سعد، وهو شاب يحاول احتراف رياضة المصارعة، لكنه يواجه أزمة بسبب حجم جسده وعدم لياقته، وتقدم له إحدى منظمات المصارعة فرصة ذهبية لتحقيق حلمه، من باب اختبارات الأداء في الرياضة، لكنه يفشل في الاختبار، فيقدم له وكيل المصارعين فرصة أخرى، ويحاول استغلال حلبات الرياض كمنصة للوصول إلى العالمية.

وأكد مخرج العمل عبدالله العراك أنه فخور جداً بردود الفعل الكبيرة والجيدة حول الفيلم. وأشار إلى أنه اختار فكرة رياضية، وهي بالنسبة له قليلة التناول في السينما العربية، فشخصية المصارع ليست مستهلكة على الشاشة، وبها كثير من التفاصيل، وأراد أن يعبر عن الحلم والإصرار ويوصل رسالة معينة للناس، وهي أن التحدي هو الرد الوحيد على الفشل. وأكد العراك أن الفيلم لم يصنع ليكون فيلم مهرجانات فقط، بل ليعرض على الجماهير وتستمتع به، لذلك قدمه بشكل كوميدي وإنساني في الوقت نفسه. أضاف أنه صوره في وقت شديد الحرارة، وكان هناك كثير من الكواليس المرهقة والجيدة في الوقت عينه، وعانى الممثلون سخونة الطقس أثناء التصوير، لكن في النهاية كان الجميع متحمسين لإنجاز هذا العمل بأفضل طريقة.

 

وختم العراك أن السينما السعودية تخطو خطوات واسعة، بل هي قفزات بمعنى أدق نحو التقدم، والشباب الواعدين من السينمائيين السعوديين يقدمون أفضل ما يمكن، كما أن البيئة السعودية مليئة بالكنوز من الموضوعات غير المستهلكة، والتي ستحدث انقلاباً كبيراً على الشاشة. ونوه إلى أنه يتابع كل أنواع السينما، "ومن مصر أحب كثيراً المخرج يوسف شاهين الذي أعتبره صاحب مدرسة خاصة".

وقال بطل الفيلم إبراهيم الحجاج إنه سعيد بعرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر، وسعيد أكثر بقرب عرضه في صالات السينما التجارية، موضحاً أن ترشيحه كان مفاجأة، بخاصة أنه مثل كثير من الأعمال وبعض الفيديوهات على "يوتيوب". وأشار إلى أن شخصية سعد كانت شديدة الصعوبة، إذ تطلبت أن ينقص وزنه، وفور قبوله بالدور، سلم نفسه لمدرب مصارعة خاص حتى يخرج في الشكل المناسب، كما استعان بـ"دوبلير" لتقديم بعض المشاهد الصعبة، وعلى رغم رفضه في البداية وتقديمه مشاهد بنفسه، فإنه وجد الأمر شديد الخطورة والإرهاق فقرر العودة لاستخدام "دوبلير".

وتحدث الحجاج عن المخرج عبدالله العراك قائلاً إنه يحب الممثلين ويجعلهم في حال مريحة جداً حتى يقدموا أفضل ما لديهم. وأشاد بتقدم السينما السعودية "وأنها قادمة بقوة، إذ يصر الجميع على أن تتقدم، وخلال أعوام قليلة ستشهد مفاجآت، ويكفي أن هناك أفلاماً سعودية قوية تشارك بمهرجانات عالمية مهمة جداً على رغم أنها سينما حديثة العهد". أضاف أنه يتمنى أن يصل لقلوب كل الجمهور في كل الوطن العربي. وختم كلامه منوهاً بحبه للسينما المصرية "وكان هناك حديث عن التعاون مع الفنان بيومي فؤاد"، كما جاءه كثير من ردود الفعل من النجوم المصريين، مؤكداً أنه سيحضر العرض الخاص للفيلم في مصر.

"كينج الحلبة"

"كينج الحلبة" من الأفلام التي تشارك بقسم السينما السعودية الجديدة للأفلام الطويلة، ويتناول قصة مصارع يحاول شق طريقه نحو الاحترافية، ويشارك في بطولة هذا العمل نخبة من الممثلين من السعودية ومصر، ومنهم سلمى أبو ضيف ومحمد لطفي وشادي ألفونس وياسين غزاوي وحكيم جمعة وفيصل الكردي، وهو من إخراج محمد سعيد حارب.

وكشف ياسين الغزاوي بطل الفيلم الذي قام بدور "مصعب" أو "مو"، وهو ممثل سعودي كانت بدايته في "يوتيوب"، عن أن مشاركته في الفيلم كانت حلماً وتحقق. وقال إنه كان يشاهد فيلماً كوميدياً أميركياً عن المصارعة، وحلم أن يقدم عملاً مثله، وعندما جاءته مكالمة تعرض عليه الفيلم، وعرف الدور والفكرة وقت تفشي كورونا، شعر بسعادة كبيرة، لا سيما أن حلمه بدأ يتحقق في أول عمل سينمائي له، ثم تحدث إليه المخرج محمد سعيد حارب وقال له إن الفيلم يدور حولك والمسؤولية كبيرة. فهل أنت جاهز؟ وكانت إجابته أنه مستعد لأي شيء حتى يخرج هذا العمل بالشكل الجيد، وسلم نفسه فوراً للمخرج ولجهة التدريب على المصارعة، وكان التصوير في أبوظبي. وأشار ياسين إلى أن بطل الفيلم مر بالعقبات نفسها التي مر بها هو في الحقيقة وكأنه يعبر عن نفسه.

 

وعن اختياره دور مصارع على رغم أن بنيانه الجسدي لا يؤهله لذلك، قال إن هذا متعمد، و"يجب ألا يقف أي شيء، سواء شكلك أو جسدك عائقاً أمام تنفيذ حلمك، وهذه هي رسالة العمل". وقال إن المدرب عندما رآه طلب منه إنقاص وزنه 10 كيلوغرامات.

وتحدث بطل "كينج الحلبة" عن العناصر المصرية المشاركة بالعمل. وقال إنها تجربة جميلة وتعاون عظيم، واستفاد كثيراً من الجميع، بخاصة الممثل المصري محمد لطفي، "وهو إضافة مهمة جداً للعمل بفضل الكاريزما والخبرة اللتين يمتلكهما"، كما كان التعاون مع سلمى أبو شيف جيداً، وأيضاً مع شادي ألفونس الذي كان من متابعيه.

وتابع ياسين أن هذا الفيلم إهداء للسينما السعودية، وكل صناعها والفن العربي، وهو دليل أننا قادمون بقوة، وهناك قفزة كبيرة، وحان وقتنا ونشعر بفخر كبير جداً ومسؤولية أكبر، ونحن قادرون على الوصول إلى لعالمية.

وختم بأنه يحب السينما المصرية بخاصة الممثل المصري خالد الصاوي ويتمنى العمل معه، كذلك يحب جداً محمد سعد في شخصية اللمبي، كما تربطه علاقات جيدة بعدد كبير من صناع السينما المصرية ويحب أن يكون هناك تعاون دائم بين السينما المصرية والسعودية.

يذكر أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي سيختتم فعالياته بفيلم طريق الوادي للكاتب والمخرج السعودي خالد فهد، وسيعرض ضمن عروض المهرجان فيلم "الخلاط" للمخرج فهد العماري، وفيلم "عبد" للمخرج منصور أسد، وفيلم "بين الرمال" لصانع الأفلام السعودي محمد العطاوي، وفيلم "شيابني هني" إنتاج مشترك بين السعودية والكويت من إخراج زياد الحسيني، وذلك إضافة للأفلام السعودية المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة