على خلفية الخسائر العنيفة التي تواجه الجنيه المصري، تشهد سوق الذهب في مصر حالة من عدم الاستقرار والتوتر الشديد. وسجلت الأسعار ارتفاعات قياسية غير مسبوقة في جميع أنواع الغرامات والجنيه الذهب.
في التعاملات الأخيرة، فقد سجل الغرام عيار 18 مستوى 1586 جنيهاً (67.47 دولار). كما قفز سعر الغرام عيار 21 إلى مستوى 1850 جنيهاً (75.2 دولار). وارتفع سعر الغرام عيار 24 إلى مستوى 2114 جنيهاً (85.93 دولار). كما قفز سعر الجنيه الذهب ليسجل مستوى 14800 جنيهاً (601.62 دولار).
عالمياً، سجلت أسعار الذهب أكبر مكاسب في يوم واحد منذ أكثر من عامين، مخترقة سعر الرقم التقريبي البالغ 1800 دولار، حيث ألمحت تعليقات رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول، إلى مسار أقل عدوانية لزيادة الفائدة في معركة البنك المركزي ضد التضخم.
وقال كبير محللي السوق في "أونادا"، إدوارد مويا، إن الأسواق المالية اضطرت إلى زيادة توقعات رفع أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي بعد ارتفاع الأجور في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف "ومع ذلك، شهد الذهب ارتفاعاً طفيفاً منذ أوائل نوفمبر، ولا يبدو أن هناك ما يبرر حدوث تراجع كبير حيث يتباطأ الاقتصاد ويجب أن ينخفض التضخم بشكل مطرد هنا".
تجميد الشراء والبيع
وبسبب الاضطراب الذي تشهده السوق، فقد أعلنت بعض الشركات تجميد أنشطتها. ووفق بيان، قالت شركة "بي تي سي"، إنه في إطار حرص الشركة على تحقيق الشفافية، فإن حركة البيع والشراء متوقفة في الوقت الحالي، وسيستمر الإيقاف حتى إشعار آخر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضحت أن القرار يشمل جميع القنوات الرسمية التابعة للشركة وذلك حرصاً على مصلحة العملاء والسوق المصرية. وأرجعت الشركة قرارها إلى قناعتها بأن الأسعار المعلنة في الوقت الحالي غير مستقرة أو منضبطة، بالتالي لن تتمكن الشركة من الشراء أو البيع في ظل حالة عدم الاستقرار والاضطراب الشديد الذي تشهده أسعار الذهب في السوق المصرية.
كما أوقفت منصة "آي صاغة"، نشر حركة أسعار الذهب بالأسواق المحلية، وقالت في بيان حديث، إن عدم استقرار السوق نتيجة لوجود تلاعب فج في تحريك الأسعار لمستويات غير مسبوقة تحت وهم العرض والطلب. وذكر البيان، أن سعر غرام الذهب عيار 21 تجاوز مستوى 1800 جنيه (73.17 دولار)، على رغم استقرار سعر تداول الأوقية بالبورصة العالمية، عند مستوى 1797 دولاراً.
فيما ترى شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية في مصر، أن زيادة الأسعار تأتي نتيجة لمواجهة السوق المحلية لضغوطات، أهمها الطلب المتزايد على المعدن الأصفر، سواء بغرض الادخار، أو دخول بعض الأفراد والشركات التي تشتري كميات كبيرة من الذهب، أو لغرض التصدير للحصول على دولار من الخارج.
حجم المكاسب
على صعيد الأسعار، ومنذ بداية العام الحالي، شهدت أسعار الذهب ارتفاعات صاروخية، تزامناً مع الخسائر العنيفة التي تطارد الجنيه المصري. فقد تراجعت قيمة العملة المصرية مقابل الدولار الأميركي بنسبة 56.4 في المئة منذ بداية العام الحالي وحتى تعاملات اليوم، حيث ارتفع سعر صرف الورقة الأميركية الخضراء من مستوى 15.74 جنيه في بداية عام 2022، إلى مستوى 24.62 جنيه في الوقت الحالي، ليضيف الدولار مكاسب تقدر بنحو 8.88 جنيه.
بالتوازي مع خسائر الجنيه المصري، فقد سجلت أسعار الذهب ارتفاعات صاروخية. ووفق الإحصاء الذي أعدته "اندبندنت عربية"، فقد قفز سعر الغرام عيار 18 بنسبة 135.7 في المئة، وذلك بعدما ارتفع سعره من مستوى 677 جنيهاً (27.52 دولار) في بداية العام، إلى مستوى 1596 جنيهاً (64.87 دولار) في الوقت الحالي، مضيفاً نحو 919 جنيهاً (37.35 دولار).
كما قفز سعر الغرام عيار 21 وهو الأكثر تداولاً في السوق المصرية، بنسبة 134.5 في المئة، مضيفاً نحو 1061 جنيهاً (43.13 دولار) وذلك بعدما قفز سعر الغرام من مستوى 789 جنيهاً (32.073 دولار) في بداية 2022، إلى مستوى 1850 جنيهاً (75.2 دولار) في الوقت الحالي.
أيضاً، سجل الغرام عيار 24 ارتفاعاً خلال العام الحالي بنسبة 135 في المئة مضيفاً نحو 1214 جنيهاً (49.34 دولار) وذلك بعدما ارتفع سعره من مستوى 900 جنيه (36.58 دولار) في بداية عام 2022، إلى مستوى 2114 جنيهاً (85.93 دولار) في الوقت الحالي.
كما قفز سعر الجنيه الذهب بنسبة 134.5 في المئة مضيفاً نحو 8488 جنيهاً (345.04 دولار) وذلك بعدما قفز سعره في السوق المصرية من مستوى 6312 جنيهاً (256.58 دولار) في بداية عام 2022، إلى مستوى 14800 جنيه (601.62 دولار) في الوقت الحالي.
على الصعيد العالمي، ففيما بلغ سعر الأوقية في بداية العام الحالي 1802 دولار، لكنها سجلت مستوى 1800 دولار في التعاملات، متراجعة بنسبة 0.11 في المئة منذ بداية العام الحالي وحتى آخر التعاملات.
