Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

31 قتيلاً في العمليات الجوية التركية بشمال سوريا

أطلقتها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد رداً على تفجير إسطنبول ودمرت 89 هدفا

قتل 31 شخصاً على الأقل معظمهم من القوات الكردية وقوات النظام السوري بالضربات الجوية التي شنتها تركيا فجراً على الشمال السوري، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني).

وفيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل أحد مقاتليها و11 مدنياً، تحدث المرصد عن مقتل 31 شخصاً هم 18 من أفراد قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الكردية ومجموعات مسلحة أخرى تابعة لها، فضلاً عن 12 من قوات النظام السوري ومراسل صحافي.

استهداف الأكراد

وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن سلاح الجو نفذ غارات على مواقع للمسلحين الأكراد في شمال سوريا والعراق، الأحد، مما أسفر عن تدمير 89 هدفاً بعد تفجير شهدته إسطنبول قبل أسبوع وأودى بحياة ستة أشخاص.

وذكرت الوزارة في بيان أن الضربات استهدفت قواعد لحزب العمال الكردستاني المحظور ومسلحي وحدات حماية الشعب الكردية السورية اللذان تعتبرهما تركيا جناحان لحزب العمال الكردستاني.

وحملت الحكومة التركية المسلحين الأكراد مسؤولية الانفجار الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول يوم الـ 13 من نوفمبر وأدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في الشارع المخصص للمشاة، بينما نفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية مسؤوليتهما عنه.

وذكرت الوزارة أن الضربات استهدفت قنديل وأسوس وهاكورك في العراق وكوباني وتل رفعت والجزيرة وديرك شمال سوريا.

وأضافت أنه جرى تدمير 89 هدفاً بينها ملاجئ وأنفاق ومستودعات ذخيرة، فضلاً عن أن "من يسمون بقادة التنظيم الإرهابي كانوا من بين من تم تحييدهم".

توعد بالرد

وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن الضربات التركية دمرت بنى تحتية من بينها صوامع غلال ومحطة كهرباء ومستشفى.

وكتب مسؤول المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على "تويتر" فرهاد شامي أن 11 مدنياً بينهم صحافي قتلوا.

وتوعدت سوريا الديمقراطية في بيان بالرد على الغارات التركية، وشددت على أن "هذه الهجمات التي تشنها القوات التركية المحتلة لن تمر من دون رد".

وفي سياق منفصل نقلت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) عن مصدر عسكري مقتل عدد من العسكريين نتيجة اعتداء القوات التركية على عدد من المناطق الأمنية والنقاط العسكرية بريفي حلب والحسكة فجر الأحد".

استهداف الإرهابيين

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عبر بيان إنه تم اتخاذ التدابير اللازمة كافة لتجنب إلحاق ضرر بالأبرياء والمناطق المحيطة، وأكد أنه "يتم فقط وحصرياً استهداف الإرهابيين والمنشآت التابعة لهم".

وأضاف أن "مخلب قواتنا المسلحة التركية مرة أخرى فوق رأس الإرهابيين"، في إشارة للعملية التي أطلق عليها اسم (المخلب - السيف).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسؤول تركي الثلاثاء إن أنقرة تخطط لملاحقة أهداف في شمال سوريا بعد استكمال عملية عبر الحدود ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في العراق.

وكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين على "تويتر" أنه "حان وقت الحساب عن هجوم شارع الاستقلال".

ونفذت تركيا ثلاث عمليات توغل حتى الآن شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وسبق أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده قد تنفذ عملية أخرى ضد وحدات حماية الشعب الكردية.

اتهام واعتراف

تأتي هذه العمليات بعيد أيام من نفي "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، أي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في إسطنبول وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح.

وأوقفت السلطات التركية إثر الاعتداء شابة تحمل الجنسية السورية، واتهمتها بزرع القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم بوسط إسطنبول.

وحمل وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الإثنين، "حزب العمال الكردستاني" المسؤولية عن الاعتداء.

وقالت الشرطة التركية، إن المتهمة اعترفت بأنها زرعت القنبلة بناء على أوامر من "حزب العمال الكردستاني"، وبأنها تلقت تعليمات من مدينة كوباني.

"خطط غامضة"

ونفى "حزب العمال الكردستاني" أي علاقة له بتفجير إسطنبول، متهماً الحكومة التركية بامتلاك "خطط غامضة" وبـ"إظهار كوباني كهدف".

ولمدينة كوباني الحدودية مع تركيا رمزية مهمة لدى "وحدات حماية الشعب الكردية" التي تصدت لتنظيم "داعش" عام 2014، وتلقت دعماً عسكرياً أميركياً.

وشنت تركيا منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.

وحذرت الولايات المتحدة، الجمعة، من أنها تخشى "عملاً عسكرياً محتملاً من جانب تركيا"، ونصحت رعاياها بعدم السفر إلى شمال سوريا والعراق.

ضربات الطائرات المسيرة

كما صعّدت أنقرة الضربات التي تشنها بطائرات مسيرة داخل سوريا خلال الأشهر الماضية، مما أسفر عن مقتل عدد من كبار مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية.

وتشن أنقرة بصورة متكررة ضربات جوية شمال العراق، ونشرت قوات كوماندوز لدعم عملياتها في إطار حملة طويلة الأمد ضد حزب العمال الكردستاني في العراق.

ويخوض حزب العمال الكردستاني تمرداً ضد الدولة التركية منذ عام 1984، وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

وتحالفت واشنطن مع وحدات حماية الشعب الكردية في القتال ضد تنظيم "داعش" في سوريا مما أثار خلافاً مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

علميات سابقة

ومن أغسطس (آب) 2016 وحتى مارس (آذار) 2017 أطلقت تركيا أول عملية عسكرية ضد كل من تنظيم "داعش" وميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية، مما أتاح للقوات التركية إنشاء منطقة عازلة بين مختلف المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الكردية شمال سوريا.

ومن يناير (كانون الثاني) إلى مارس 2018 استولت القوات التركية والفصائل الموالية لها في سوريا على عفرين (شمال غرب) من وحدات حماية الشعب الكردية إثر هجوم بري وجوي.

وأكدت الأمم المتحدة أن نصف سكان الجيب البالغ عددهم 320 ألفاً فروا أثناء الهجوم الذي شهد أعمال نهب.

وفي التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) 2019 شنت تركيا والفصائل الموالية لها في سوريا بعد انسحاب أميركي هجوماً جوياً وبرياً أطلق عليه اسم "نبع السلام".

وسيطرت الفصائل السورية المدعومة من الجيش التركي على شريط بعمق 30 كيلومتراً وطول 120 كيلومتراً على طول الحدود التركية - السورية.

واستهدفت العملية مقاتلين أكراداً يدعمهم التحالف الغربي بهدف دحر تنظيم "داعش" من سوريا، مما أثار موجة شجب واسعة في أوروبا والولايات المتحدة.

وأوقفت تركيا هجومها بعد اتفاقين تفاوضت خلالهما مع واشنطن وموسكو، ينصان على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من معظم مواقعها الحدودية، وأسفرت العملية عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف.

"درع الربيع"

وخلافاً للعمليات السابقة، هدفت عملية "درع الربيع" في فبراير (شباط) 2020 إلى وقف تقدم قوات النظام السوري في محافظة إدلب.

وقادت تركيا حملة عسكرية عبر ضربات بمسيرات وسط أخطار من استفزاز روسيا، حليفة النظام في دمشق.

وانتهت العملية بعد أسبوع، إذ سافر الرئيس رجب طيب أردوغان إلى موسكو لتوقيع اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في إدلب.

وإضافة إلى مكافحة وحدات حماية الشعب، تحرص أنقرة على تجنب موجة جديدة من اللاجئين السوريين إلى جنوب شرقي تركيا الذي يستضيف حالياً أكثر من 3.7 مليون شخص.

وفي السياق، أقامت تركيا جداراً حدودياً يبلغ طوله 870 كيلومتراً على حدودها مع سوريا، ويجري بناء جدار آخر على حدودها مع إيران (شرقاً) لاحتواء وصول مهاجرين من أفغانستان.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار