Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحافية تونسية تقاضي لاعبا بالمنتخب لـ "تنمره" على لون بشرتها

35 اعتداء خلال عام واحد في الفضاء الرقمي والقانون يجرم التمييز العنصري

عبر صحافيون ومدونون تونسيون عن تضامنهم مع نعيمة ساسي (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - مواقع التواصل)

لم تتخيل الصحافية الرياضية التونسية نعيمة ساسي أنها ستتعرض للتنمر لمجرد رأي عبرت عنه في محطة إذاعية محلية، إذ عقبت على اختيارات المدرب الوطني لكرة القدم جلال القادري للتشكيلة الأساسية للمنتخب الذي سافر إلى قطر للمشاركة في منافسات كأس العالم، وشبهت إبعاد اللاعب سعد بقير عن قائمة المنتخب بما حدث سنة 2017 حين تم إبعاد اللاعب علي معلول، ليحل محله اللاعب أيمن عبدالنور.

تصريح الصحافية لم يستسغه عبدالنور الذي سارع إلى نشر تدوينة على "إنستغرام" تتضمن إساءة ضد الصحافية، في إشارة إلى لون بشرتها السمراء، وتشكيكاً في مستواها المعرفي في كرة القدم، وفي مسيرتها المهنية بمجال الإعلام الرياضي، قبل أن يسارع إلى حذفها ويعتذر بعد أن وجهت إليه الصحافية اتهامات بالتنمر والعنصرية.

وسخر عبدالنور من لون بشرة الصحافية، واصفاً إياها بـ"نعيمة الكحلة"، وهو دور في مسلسل تلفزيوني عرض في تسعينيات القرن الماضي وجسدته الممثلة التونسية سهام مصدق، تظهر فيه شخصية "نعيمة الكحلة" سمراء البشرة، وتتعرض للتنمر من قبل أطفال الحي، وعبارة "كحلة" في اللهجة التونسية تحيل إلى لون البشرة الأسود.

35 اعتداء على الصحافيين

وعادة ما يتعرض الصحافيون التونسيون، وبخاصة الصحافيات إلى ممارسات عنيفة كالتنمر والوصم، علاوة على العنف اللفظي بخاصة في الملاعب، وعند تغطية الأحداث الميدانية والتظاهرات.

وتصف خولة شبح، عن وحدة رصد الاعتداءات على الصحافيين التابعة للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، التصرف الذي أتاه اللاعب بـ"الاعتداء"، مشيرة إلى أن "الوحدة رصدت الحالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتواصلت مع الصحافية حول الموضوع وتم توثيقه، وستتم صياغة الشكوى التي ستقدمها نعيمة ساسي إلى القضاء، إذا رغبت في تتبع عبدالنور قضائياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف شبح أن حالة الصحافية المذكورة ليست الأولى، إذ تم "تسجيل وتوثيق أكثر من 35 اعتداء على الصحافيين في الفضاء الرقمي عام 2021، سواء بالتنمر أو التحريض أو الشتم أو التمييز على أساس النوع الاجتماعي أو التمييز العنصري".

وتؤكد ممثلة وحدة الرصد أن "الاعتداءات تمس الحياة الخاصة للصحافيين واللون وحملات التشويه، وصولاً إلى التهديد بالقتل، إذ أصبح الفضاء الرقمي خطراً على الصحافيين والصحافيات".

عبدالنور يعتذر

وقد أثارت تدوينة اللاعب الدولي أيمن عبدالنور كثيراً من ردود الفعل والانتقادات مما دفعه إلى سحبها وتقديم اعتذار إلى الصحافية في تدخل عبر إذاعة محلية، مشيراً إلى أنه كتب التدوينة في "لحظة غضب مما صرحت به الصحافية نعيمة ساسي"، قائلاً "لم أكن أعرف أنها صحافية كبيرة واشتغلت في ميادين رياضية عديدة، مجدداً احترامه لجميع الصحافيين".

ورفضت الصحافية نعيمة ساسي اعتذار عبدالنور، مشددة على أنها "متمسكة برفع قضية عدلية من أجل وضع حد لمثل تلك الممارسات ضد الصحافيين"، داعية عبدالنور إلى "تحمل مسؤولية ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأعلنت أنها "طوال مسيرة صحافية متواصلة استمرت نحو 20 سنة، تعرضت لشتى المضايقات بخاصة أن مجال الصحافة الرياضية يكاد يكون قطاعاً ذكورياً، إلا أنها استغربت ما نشره لاعب محترف مثل عبدالنور الذي يفترض أن يكون قدوة للجماهير"، بحسب تعبيرها.

وقد عبر صحافيون ومدونون تونسيون عن تضامنهم مع نعيمة ساسي، مدافعين على كفاءتها ومنوهين بمسيرتها في مجال الإعلام الرياضي.

تجريم الميز العنصري

ويجرم القانون التونسي 50 لسنة 2018 الميز العنصري، إذ ينص على "عقوبة بالسجن من شهر إلى عام واحد، وبغرامة من 500 إلى 1000 دينار (170 إلى 240 دولاراً) أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من يرتكب فعلاً، أو يصدر عنه قول، يتضمن تمييزاً عنصرياً بقصد الاحتقار أو النيل من الكرامة".

ويهدف هذا القانون إلى "القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ومظاهره حماية لكرامة الذات البشرية وتحقيقاً للمساواة بين الأفراد في التمتع بالحقوق وأداء الواجبات"، وقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي فضاءات تعج بالممارسات العنصرية وبنشر الكراهية والمس من الخصوصيات، وبات ضحاياها من النخبة، سواء كانوا صحافيين أم سياسيين أم فنانين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير