Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ألبوم "تايم أوت أوف مايند" الصادر قبل 25 عاما أعاد اكتشاف المطرب بوب ديلان

عندما أصدر ألبومه الشهير قبل ربع قرن كان يعيد إحياء حياته المهنية من خلال العودة إلى الموسيقى التي أطلقت العنان لمخيلته في شبابه

مع إصدار ألبوم "تايم أوت أوف مايند"، تمكن ديلان من إثارة إعجاب منتقديه بعودته المذهلة إلى مكانته، فقد فاز الألبوم المكون من جزأين بثلاث جوائز من "غرامي" ودشن بداية عودة رائعة في وقت متأخر من حياته المهنية (غيتي)

في أكتوبر (شرين الأول) عام 1997 كان بوب ديلان قد بلغ 56 سنة وعلى وشك أن تصبح مسيرته الفنية مجرد ذكرى. فمنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي لم يكن ديلان قد أصدر ألبوماً عظيماً بلا منازع، حتى إن دوائر موسيقية عدة شبهته بإعصار هائل يدمر نفسه.

ولكن مع إصدار ألبوم "تايم أوت أوف مايند"، تمكن ديلان من إثارة إعجاب منتقديه بعودته المذهلة إلى مكانته، فقد فاز الألبوم المكون من جزأين بثلاث جوائز من "غرامي" ودشن بداية عودة رائعة في وقت متأخر من حياته المهنية.

كان ألبوم "تايم أوت أوف مايند" أكثر روعة لأن ديلان بدا - لبعض الوقت- عالقاً في أزمة هوية منتصف العمر. فبعد تجدد علاقته بانتمائه الديني وإصداره ألبومات غلب عليها الطابع الديني خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تخلى عنه كثيرون من جماهيره الذين فقدوا إيمانهم وهجروه.

ولكن الأسوأ من ذلك هو عندما أراد أن يبقى على صلة بجيل MTV وأصدر سلسلة من الألبومات التي ندم عليها في منتصف الثمانينيات: ألبومات إمباير بورلسك (Empire Burlesque) ونوكد أوت لوديد (Knocked Out Loaded) وداون إن ذا غروف (Down in the Groove)، التي عكست على الأرجح مرحلة الحضيض الحقيقي لمسيرة ديلان.

وعلى رغم التحسن النسبي في أغانيه، فإن ألبوم "أوه ميرسي" Oh Mercy الذي أصدره عام 1989 لاقى استحسان الجمهور الذي اعتبره عودة جزئية لمكانة ديلان التي تعثرت آمال تعافيه عندما أصدر ألبوم "أندر ذا سكاي" Under the Red Sky في عام 1990 والذي كانت كلمات أغانيه مستوحاة من ألحان دار حضانة وتعرض لسخرية النقاد بشكل واسع.

وعلى رغم أن ديلان لم يصدر أي ألبوم يتضمن أعمالاً أصيلة منذ ذلك الوقت، فلا ينبغي وصف أوائل التسعينيات بشكل خاطئ على أنها سنوات ضياع فقط لمجرد أن ديلان توقف عن كتابة أغان جديدة.

في الواقع، وقد أدرك متأخراً ما أصابه مثلت تلك السنوات فترة مدهشة جددت عطاء ديلان الذي وقع مجدداً في حب موسيقى البلوز والموسيقى الشعبية التي أطلقت خياله الشاب لأول مرة. كانت عروض ديلان الحية مليئة بشكل متزايد بإصدارات أعاد صياغتها بعاطفة من جذور البلوز القديمة التي أذهلت الشاب روبرت زيمرمان.

في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، حتى قبل أن يعجب بألفيس بريسلي وتشك بيري وليتل ريتشارد، كان ديلان قد وقع في حب موسيقى البلوز والأغاني الشعبية. يقول متذكراً: "كنت في ساعات متأخرة من الليل أستمع إلى مودي ووترز وجون لي هوكر وجيمي ريد وهولين وهم يقدمون عروضهم في مدينة شريفيبورت. كنت أسهر حتى الساعة الثانية والثالثة صباحاً. أستمع إلى كل تلك الأغاني وأحاول أن أفهمها، و بدأت بأدائها بمفردي".

في إحدى الليالي، عندما هزت الصواعق الأرض، أعيدت إليَّ هذه الهدية

على رغم من أن روبرت زيمرمان كان في الواقع صبياً من الطبقة المتوسطة من بلدة هيبينغ، مينيسوتا، فإنه كان يفكر بأحوال أميركا وشوارعها وطرقها القذرة، ويجول في مخيلته بصحبة أبطاله ليدبيللي وتشارلي باتون وروبرت جونسون وميسيسبي شيكس.

في أوائل التسعينيات، سجل ديلان ألبومين حيا فيهما بشكل مباشر تلك السنوات التي شكلت مسيرته في شبابه. ربما لأنها كانت تمثل أغلفة ألبوماته مثل "غود أز آي هاف بين تو يو" (Good as I have Been to You) ووورلد غون رونغ (World Gone Wrong) لم يحظيا بالتقدير الملائم لمؤلف الكلمات، لكن إعرابه عن تكريم تقاليد موسيقى البلوز والأغاني الشعبية التي طالما ألهمته كان سبباً في إحياء وتجديد إبداعاته.

كان ديلان يخشى من تلاشي قدراته على كتابة الأغاني وأنها ستنتهي منذ ستينيات القرن الماضي، لكنه لاحقاً أقر في حديث صحافي أن ما أثر فيه في الماضي كان سبباً في تجديد مخيلته حيث قال "في إحدى الليالي، عندما هزت الصواعق الأرض، أعيدت إليَّ هذه الهدية".

وعندما أقام مع روني وود في إيرلندا خلال عام 1996، بدا أن ديلان تملكته تلك الطاقة الإبداعية ومزق علب السجائر ليكتب في ورقها أفكاراً وكلمات قبل أن ينساها واستمر بكتابة كلمات الأغاني في مزرعته بمينيسوتا وهو وحيد خلال شتاء عام 1996 القارس لكنه لم يكن في عجلة من أمره لتسجيل أغانيها مباشرة.

لم يعتد ديلان المكوث طويلاً في استوديو التسجيل، لأنه على الأرجح كان يربط بين بقائه في الاستوديو والموسيقى التي تفتقر إلى العفوية والأصالة. وفي كثير من الأحيان كان البعض يتهمه بعدم اعتبار تسجيلات العروض الحية الرائعة ألبومات استوديو إلى حد أنه في كثير من الأحيان قلل من أهمية وقوة المواد المسجلة داخل الاستوديو.

أدرك ديلان أنه في حاجة إلى منتج أغان يتحدى ميله الغريزي نحو بساطة الأداء، وكان من الطبيعي أن يعود إلى دانييل لانويس، المنتح المسؤول عن ألبوم "أوه ميرسي" الذي صدر عام 1989. وعلى رغم الاحترام المتبادل بينهما فإن جلسات التسجيل كانت مشحونة بالتوتر والجدل إلى حد أنهما أوشكا ذات يوم على الاشتباك بالأيادي في موقف السيارات التابع للاستوديو.

ورأى ديلان أن إخضاع أغانيه الجديدة لأسلوب لانويس المتميز قد يمكنه من إحياء جذور موسيقى البلوز والأغاني الشعبية التي ألهمته في شبابه ثم إعادة تقديمها بصورة معاصرة جديدة.

بحلول عام 1997 كان لانويس قد أصبح نجماً بموهبته وجزءاً من جيل جديد من المنتجين المتميزين حيث اشتهر بعمله مع فرقة يو2 (U2). وفي أحد فنادق نيويورك كان ديلان ولانويس يراجعان كلمات أغان عندما سأله عما إذا كان يعتقد أن لديه مادة تكفي للتسجيل. حينها أصابت لانويس الدهشة لجودة وكمية المواد الجديدة وأدرك أن ديلان كان يحاول أن يعيد الاعتبار بقوة لجذور موسيقاه الشعبية.

كان ألبوم "تايم أوت أوف مايند" هو ذلك النوع من موسيقى البلوز الفولكلورية التي أراد ديلان أن يستعرض من خلاله قدرته على تجديد مسيرته لكن تلك الخطط عُدلت  بشكل مدهش.

فعندما ظهر للمرة الأولى كنجم في ساحة موسيقى الفولكلور بمدينة نيويورك عام 1961 كان ديلان سعيداً بحديثه مع الصحافيين عن مرحلة شبابه وكيف أنه تنقل على متن العربات وقطارات الشحن وتجول مع المسافرين. وخلال محافظته على تقاليد موسيقى البلوز زعم ديلان أنه تعلم حرفته وهو يتجول في الطرق المفتوحة.

لكن عندما كشفت مجلة "نيوزويك" عن أن حديث ديلان كان من وحي خياله المطلق وأكدت أنه كان في واقع الأمر مجرد صبي يهودي ينتمي للطبقة المتوسطة ويعيش في بلدة هيبينغ بمينيسوتا. حينها أصيب ديلان بالصدمة من الإشارة إلى أنه كان مزيفّاً.

وفي كل الأحوال شعر ديلان بالغضب الشديد لأنه ترعرع منهمكاً في أجواء عالم خيالي وأن موسيقاه التي شعر بها كانت حقيقية، أفضل من حياته التي عاشها بكل المقاييس. وقام بإرسال لانويس إلى منزله للإعداد لجلسات التسجيل والاستماع لتشارلي باتون وليتلو ولتر وليتل ويللي جون. وقال لانويس عن ذلك: "لقد استمعت إلى تلك التسجيلات وفهمتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد 35 عاماً قضاها في عالم الموسيقى والإفراط في شرب الكحول والزيجات الفاشلة شعر ديلان أنه دفع مستحقاته وبات من حقه أن يطلق على نفسه "مغني البلوز"، بخاصة أن حباله الصوتية أمضت عقوداً وقد امتزجت بالخمر والتدخين وأصبح صوته الأجش ملائم بشكل رائع ليغني كرحال متجول مسن.

هكذا كان ألبوم "تايم أوت أوف مايند" فريداً من نوعه، ففي كل أغانيه قدم ديلان نفسه كمغني بلوز يعيش ملحمة غنائية متجولاً في متاهات الطرق الترابية والطرق السريعة في الجنوب الأمريكي. أنه محروم من الحب وضائع، يتجول إلى الأبد في بحر من الظلال وسحب من الدماء والرياح الممزقة والأمطار الغزيرة. على الرغم من أن هذا يبدو كئيباً، إلا أن العيش كصخرة تدحرج أفضل دائماً من الوقوف ساكناً، في عالم خيال ديلان. إن محنة مغني البلوز المتجول بالنسبة له هي رمز لجميع محاولاته الإبداعية.

على الرغم من أنهم يغازلون الفقر وغالبًا ما يكونون وحيدين ومكشوفين، تمامًا مثل الفنان، إلا أن التائه لديه القوة والاستقلالية. الطريق المفتوح مرادف لحرية الشروع في رحلة تكون فيها كل خطوة فرصة لخلق نفسك من جديد. أن تسافر خفيفاً هو ما تحتاجه حقاً الحياة الإبداعية. في المقابل، فإن إيجاد وجود آمن وسلبي وتقليدي ومتوافق في المدن الخانقة هو نوع من الموت الروحي.

وتلك الحالة ظهرت في السطور الافتتاحية لكلمات أغنية "لوفسيك" (Lovesick) التي هيمنت على الألبوم بأكمله، يقول: "أنا أطوف/ في الشوارع المقفرة/ /أحياناً أريد أن أسير على الطريق وأنهب".

بعد الأغنية الافتتاحية جاءت أغنية "ديرت رود بلوز" (Dirt Road Blues) التي عكست تقدير ديلان جلسات التسجيل في استوديو ألفيس بريسلي وما أحدثته من أثر في حياة الشاب روبرت زيمرمان.

حتى لحظة الصحوة تلك، كان محاصرًا في حالة من الجمود: "الاستلقاء في كوخ ريفي ضيق". ومنذ ذلك الحين كان محاصرًا لمتابعة سعيه الإبداعي عندما قال "سأسير في ذلك الطريق الريفي القذر حتى تنزف عيناي دماً/ وتتحطم القيود وأصبح حراً".

أراد ديلان أن يستعرض عالمه الذي شكلته رحلته أكثر من التركيز على غايته النهائية، حالة من اللاهوادة واللاشعور بالراحة في كل أغاني الألبوم.

وعلى رغم سحب أغنية "ميسيسيبي" العظيمة من الألبوم النهائي فإن كلماتها عكست حالة الاستسلام التي علق بها سكان المدن ودمرت أرواحهم، وحرمتهم من الانطلاق بحرية بحياتهم. عن تلك الحالة يقول ديلان: "جميعنا سجناء في مكان لا يمكن الفرار منه في مدينة أشبه بالغابة ولا ألعاب فيها، عالقون في قلبها نحاول أن نتحرر منها".

الرحلة في هذا العالم أهم بكثير بكثير من الوجهة، حيث كل أغنية من أغاني الألبوم تعيش حالة من القلق المتجول. على الرغم من سحب الأغنية الرائعة "ميسيسيبي" من الألبوم الأخير، إلا أن كلماتها تكشف عن التنازلات التي تحاصر الناس في المدن التي تدمر الروح، وتحرمهم من الحرية المتجولة لحياة قد يعيشها الناس بشكل جيد.

يقول فيها: "جميعنا محاصرون/ ما من مكان نهرب إليه/المدينة مجرد غابة/ حيث المزيد من الألعاب للعب/أحاول الهروب وأنا محاصر في قلبها".

تلك الأحاسيس الشبيهة بالموت الروحي الناتج من محاولات العزلة عكستها أغنية الألبوم الرائعة "نوت دارك يت" (Not Dark Yet).

"الوقت يهرب/ أشعر أن روحي قد تحولت إلى فولاذ/ لا يوجد حتى مساحة كافية للتواجد في أي مكان/لم يحل الظلام بعد ولكنه على الأبواب". هذا التوق إلى المساحات المفتوحة عبر عنه في أغنيته غير الاعتيادية "هايلاندز" التي تبلغ مدتها 17 دقيقة.

أما أغنية "ماي هارت إز إن ذا هايلاندز"( My Heart's in the Highlands) التي كتبها روبي بيرنس هي أكثر من قصيدة للشاعر كيتس تصور إبداع الخيال في تجول الراوي بين حياة المدينة المثيرة للإحباط "نفس سباق الفئران القديم والحياة في القفص القديم" ثم الانتقال بسلاسة إلى مرتفعات اسكتلندا حيث يتحرر على الفور من فوضى الحياة العصرية.

لكنه بعد سبع عشرة دقيقة من سرد روايته كانت آخر كلمات ديلان هي المفتاح الحقيقي لأغنية "تايم أوت أوف مايند" (Time out of Mind). وبطريقة ما لمسيرته بأكملها: "حسناً، أنا موجود بالفعل في ذهني وهذا يكفيني جيداً الآن".

وكما فعل الشاعر كيتس، يرى ديلان أن مرتفعات الخيال أكثر واقعية واستدامة من الواقع نفسه. فالعالم الحقيقي يفرض على المرء أدواراً ومسؤوليات تحرمه من فرصة خلق عالمه الحقيقي. بالنسبة إلى ديلان فإن الخيال هو مجال قد يأخذك إلى أي مكان وفي أي وقت بعيداً عن حمى وقلق العقل المشوش: إلى وقت خارج العقل "تايم أوت أوف مايند".

بالنسبة إلى ما يراه ديلان فإن موسيقى البلوز كانت دائماً متنفساً من الواقع، تفتح ذلك المجال نحو امتدادات مخيلته. كان درساً تعلمه في طفولته وهو ملتحف تحت البطانيات في بلدته هيبيتغ بمنيسوتا، مستمعاً لبرامج الإذاعة غير المسموح بها والقادمة من محطة شريفبورت.

في مذكراته، رأى أن تلك البرامج الإذاعية منحته قوة، حيث قال: "في ذلك الزمان، في حال وجود خطاً ما، كانت الإذاعة تمسك بك وتقول لك إنك ستكون على ما يرام". عندما تعثرت مسيرته خلال التسعينيات كان من الطبيعي أن يعود لموسيقى شبابه لكي يستعيد قواه. وقد أقر بأن ألبوم "تايم أوت أوف مايند" شكل نقطة تحول – ولحظة ولادة جديدة.

بعد عديد من نكسات وسط العمر كان الوضع أشبه بالعودة إلى سنوات الطفولة، حيث أعاد ديلان اكتشاف المستقبل الذي سينتقل فيه إلى مرحلة شيخوخة مجددة. وحتى الألبومان اللذان سيصدرهما في وقت لاحق "لوف أند ثيفت ومودرن تايمز" (Love and Theft and Modern Times) شكلا عملين بارزين تميزا بنفس روح العودة إلى سنوات المجد.

وقد تزامن إصدار ألبوم "تايم أوت أوف مايند" قبل 25 عاماً مع أول أحاديث جادة متعلقة بمنح ديلان ذات يوم جائزة نوبل في الأدب، ذلك أن قدرته على إعادة اكتشاف نفسه في سن متأخرة اعتبرت دليلاً إضافياً على عبقريته لو كان الدليل مطلوباً على كونه فناناً جاداً.

وهكذا واصل ديلان مسيرته جامعاً بين عروضه الحية أمام الجمهور وتسجيلاته في الاستوديو مستنداً إلى كتاب أغان أميركية عظيمة، وعلى عودته الدؤوبة إلى تأثير الموسيقى في طفولته .وعندما فاز بجائزة نوبل في الأدب كان من الملائم جداً ذكر أن ديلان تميز بـ"ابتكار تعابير شعرية حديثة وسط تقاليد الغناء الأميركية العظيمة".

لم ينس ديلان أبداً فضل تلك البرامج الإذاعية التي كان يستمع إليها خلال ساعات المساء المتأخرة وتأثيرها فيه وفتحها الطريق أمامه وهو الطفل الخجول الذي لم يسافر كثيراً ولم يشعر بالأمان خلال بحثه عن هوية.

عن تلك التجربة يقول: "السبب الذي يجعلني منفرداً في موسيقاي هو أنني تأثرت بتلك البرامج في وقت مبكر جداً وبطريقة قوية للغاية. وأنا أشعر بسعادة غامرة لأن تلك الموسيقى بحد ذاتها استحوذت على تفكيري في حينها، وبصراحة فإنني لو لم أتأثر بها لما أصبحت ما أنا عليه اليوم".

ويبدو أن [عوائد] ألبوم "تايم أوت أوف مايند" ساهم في تسديد ديون ديلان بشكل كبير. إنه تحفة فنية لا نظير لها. 

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 16 أكتوبر 2022.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة