Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المحافظون نكثوا بوعودهم تجاه المسلمين في بريطانيا

ما يثير القلق شعورهم بأنهم يعودون إلى الخلف ويرجع ذلك بشكل كبير إلى هذا الحزب

هنالك علاقة مباشرة بين إخفاقات حزب المحافظين وبين الانتهاكات التي يواجهها المسلمون في المملكة المتحدة   (غيتي)

يعد شهر التوعية برهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) [شهر نوفمبر من كل عام] وقتاً مميزاً للتأمل في ما أنجزناه للتصدي لهذه الآفة في مجتمعنا، وفي ما إذا كنا نتحرك في الاتجاه الصحيح. ما يثير القلق، في نظر مسلمين كثيرين، أننا نشعر وكأننا نعود إلى الوراء، والفضل في ذلك يعود بشكل كبير إلى حزب المحافظين.

على غرار ما أشارت إليه "اندبندنت" في تقاريرها، تفشل حكومة المحافظين في التصرف إزاء رهاب الإسلام، سواء داخل صفوفها أو في المجتمع ككل.

لقد زادت جرائم الكراهية ذات الدوافع الدينية ضد المسلمين بما يقرب من الثلث العام الفائت فقط. فالبالغون المسلمون هم في الأرجح الضحايا المحتملون لمثل هذا النوع من الجرائم.

ما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة؟ لقد أدى سوء إدارتها لنظامنا القضائي، ونظام محاكمنا، وشرطتنا، وأصول مجتمعاتنا المحلية إلى زيادة جرائم الكراهية من مختلف الفئات منذ توليها السلطة [قبل 12 عاماً] وإلى تأخيرات كبيرة للساعين إلى العدالة. كما زادت جرائم الكراهية خمسة أضعاف في تلك الفترة. وأدت التخفيضات التي طاولت أعداد ضباط الشرطة إلى جعل المجتمعات المحلية أكثر عرضة إلى الخطر.

بالإضافة إلى ذلك، قلما شكل المحافظون مثالاً ساطعاً في نظر الرأي العام. فقد جرى تحقيقان في رهاب الإسلام داخل صفوف حزب المحافظين في السنوات الأخيرة. وكشف تحقيق سينغ في تمييز مزعوم داخل الحزب إخفاقات مؤسسية في التعامل مع الشكاوى. لكن ذلك التحقيق نفسه لم يشمل مشاورات مع عضو مسلم واحد.

كما أن حزب المحافظين هو الحزب السياسي الوحيد في المملكة المتحدة الذي يرفض تعريف المسلمين البريطانيين لـ"الإسلاموفوبيا" الذي وضعته المجموعة البرلمانية الممثلة لجميع الأحزاب. وقبل ثلاث سنوات، وعد الحزب بوضع تعريف بديل، لكن الحكومة تبدو الآن وقد أخلت بهذا الوعد. ويزعم الإمام قاري عاصم الذي كلفته الحكومة بوضع التعريف أن العملية "لم تبدأ فعلياً". وعن هذا يقول الإمام أنه لم يتم الرد على رسائله في هذا الشأن وأن عدم اهتمام الحكومة كان واضحاً جداً. إن حزباً لا يستطيع حتى أن يعرّف "الإسلاموفوبيا" لا يمكن الوثوق به لمعالجته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قائمة الإخفاقات هذه تركت الكثير من التداعيات. بوسعنا أن نربط بشكل مباشر بين إخفاقات المحافظين أنفسهم وبين الانتهاكات التي يواجهها المسلمون في المملكة المتحدة. فبعدما شبّه بوريس جونسون، مثلاً، النساء المسلمات اللاتي يرتدين الحُجُب بـ"صناديق البريد" أو "لصوص المصارف"، زادت حوادث العنف ضد المسلمين البريطانيين بنسبة 375 في المئة. ينبغي على الوزراء أن يعلموا أن كلماتهم وأفعالهم، أو افتقارهم إلى ما سبق أيضاً، له أثر حقيقي في حياة المسلمين البريطانيين ومن المحتمل أن يعرضهم إلى الخطر.

لقد حان الوقت لكي يُظهر المحافظون بعض متطلبات القيادة وأن يتحملوا بعض المسؤولية عن هذه المسألة. حزب العمال كتب أخيراً إلى ناظم زهاوي، رئيس المجلس الإداري لحزب المحافظين، داعياً إياه إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة رهاب الإسلام من خلال تنفيذ توصيات تقرير سينغ بالكامل. كذلك طلبتُ منه أن يؤكد ما إذا كانت الحكومة ستتبنى تعريفاً عملياً "للإسلاموفوبيا"، وأن تمارس شراكة مع الجاليات المسلمة البريطانية.

في الوقت الذي يحاول فيه المحافظون إخفاء مشكلة رهاب الإسلام، يعتزم حزب العمال التعامل مع أشكال التحيز كلها. وسواء أتى هذا التحيز في شكل معاداة للسامية، أو رهاب للإسلام، أو رهاب للأفارقة، أو أشكال أخرى من العنصرية، لا بد من استئصاله.

وعلى هذا تبنينا تعريف المجموعة البرلمانية الممثلة لجميع الأحزاب لرهاب الإسلام، ووضعنا مدونة سلوك جديدة في شأن ذلك. كما وضعنا دينامية شكاوى جديدة ومستقلة. وعند استلامنا للسلطة، سنواجه بشكل حاسم رهاب الإسلام والتفاوتات الخبيثة المرتبطة به.

لقد التزمنا بمعالجة العنصرية الهيكلية من خلال قانون جديد ومفصلي للمساواة بين الأعراق؛ وصفقة جديدة للطبقة العاملة؛ وكذلك مطالبة الشركات الكبرى بالإبلاغ عن الفجوات التي تشهدها الأجور لأسباب إثنية. وآنذاك فقط سترى بلادنا وشعبنا – بما في ذلك المسلمون البريطانيون – المستقبل الأكثر إنصافاً وازدهاراً الذي نستحقه جميعاً.

النائبة ياسمين قريشي هي الرئيسة المشاركة للمجموعة البرلمانية الممثلة لجميع الأحزاب ووزيرة المرأة والمساواة في حكومة الظل العمالية

© The Independent

المزيد من آراء