Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يدنو من الفوز ويتعهد بتجنب المغامرات "غير الضرورية"

رئيس الوزراء السابق لمؤيديه: نحن على وشك تحقيق نصر كبير للغاية ولننتظر النتائج النهائية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، فجر الأربعاء الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، أن لائحته اليمينية "على وشك تحقيق نصر كبير للغاية" في الانتخابات التشريعية.

وتشير النتائج الأولية بعد فرز ما يقرب من 70 في المئة من أصوات الناخبين، إلى أن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو وحلفاؤه المحتملين من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة يتجهون إلى تحقيق أغلبية حاكمة في البرلمان خلال انتخابات هي الخامسة التي تشهدها إسرائيل خلال أقل من أربع سنوات.

في المقابل، دعا رئيس الوزراء يائير لبيد إلى انتظار النتائج النهائية. ومع بدء ظهور النتائج الفعلية، امتنع لبيد عن الإقرار بالهزيمة. وتوقعت استطلاعات الرأي، في وقت متأخر أمس الثلاثاء، حصوله على 53-54 مقعداً في الكنيست، بفارق كبير خلف نتنياهو.

وقال نتنياهو لمؤيديه، فجر اليوم الأربعاء، في القدس "لا نعرف النتائج النهائية بعد لكن إذا كانت مثل استطلاعات الرأي فسوف أقوم بتشكيل حكومة وطنية".

وتابع "لدي خبرة، لقد خضت عدة انتخابات وعلينا انتظار النتائج النهائية، لكن طريقنا، طريق الليكود، أثبت أنه الطريق الصحيح".

مؤشرات

وكانت استطلاعات الرأي قد أظهرت هوامش ضئيلة للغاية، كما كان متوقعاً في الدولة المنقسمة بشدة التي أجرت، الثلاثاء، انتخاباتها الخامسة في أقل من أربع سنوات، لكن المؤشرات الأولية تبدو إيجابية بالنسبة للزعيم اليميني المخضرم.

وبحسب استطلاعات رأي أجرتها ثلاث شبكات إعلام إسرائيلية كبرى، فاز حزب الليكود اليميني بالمركز الأول بحصوله على 30 أو 31 مقعداً في البرلمان المكون من 120 عضواً.

وأظهرت التوقعات الأولى أن حزب نتنياهو وحلفاءه حزب "شاس" لليهود الشرقيين "سفراديم" وحزب "يهودوت هاتوراه" لليهود الغربيين "الأشكنازيم" و"القوة اليهودية"، حصدوا 61 أو 62 مقعداً، وهو عدد مقاعد كافٍ للحصول على الأغلبية في البرلمان (الكنيست).

المشهد قد يتبدل

لكن فروقات طفيفة في الأرقام مع فرز الأصوات وصدور النتائج الرسمية، قد تبدل المشهد بشكل كبير.

ويبدو أن حزب "يش عتيد" برئاسة رئيس الوزراء يائير لبيد سيحل في المركز الثاني، بحسب التوقعات التي منحته ما بين 22 و24 مقعداً. وبذلك تكون الكتلة "المناهضة لنتنياهو" ككل لم تحقق أي انتصار، وفقاً للتوقعات الأولية لشبكات التلفزة.

وقال رئيس المعهد الإسرائيلي الديمقراطي يوهانان بليسنر لوكالة الصحافة الفرنسية "تشير استطلاعات الرأي إلى توجه ما لكن من المهم أيضاً ملاحظة أنه كان هناك تناقضات بين هذه الاستطلاعات والنتائج الفعلية في الجولات السابقة للانتخابات".

وجاءت انتخابات الثلاثاء بعد انهيار تحالف من ثمانية أحزاب متباينة كان قد أطاح صيف العام الماضي نتنياهو منهياً مسيرته في رئاسة الوزراء بعد 12 عاماً متواصلة في المنصب، وهي الأطول في تاريخ إسرائيل.

تهم الفساد

ويحاكم نتنياهو بتهم تتعلق بالفساد لكنه ينفيها بشدة، كما أنها لم تؤثر بشكل واضح على مؤيديه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسادت مخاوف من أن يشعر الناخبون بالإرهاق وألا يتوجهوا للإدلاء بأصواتهم بسبب تكرار الانتخابات إلا أن نسبة المشاركة بلغت نحو 66.4 في المئة عند الساعة 20:00 (18:00 بتوقيت غرينتش)، وهي الأعلى منذ 1999، بحسب لجنة الانتخابات المركزية.

سيلعب زعيم اليمين المتشدد إيتمار بن غفير دوراً محورياً في مساعدة نتنياهو على العودة إلى السلطة مع حزب "الصهيونية الدينية" الذي يتزعمه، إذ تشير النتائج الأولية إلى حصوله على 14 مقعداً.

بعد الإدلاء بصوته، وعد بن غفير المعادي للعرب، الذي يدعو إلى ضم الضفة الغربية كاملة إلى إسرائيل، بتشكيل "حكومة يمينية كاملة" بزعامة نتنياهو.

وأقلق تحالف نتنياهو مع إيتمار بن غفير اليميني المتطرف المثير للجدل والذي تتجه كتلته الصهيونية الدينية لتكون ثالث أكبر حزب في البرلمان، الفلسطينيين وبعض الحلفاء ومنهم الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يتسبب فوز نتنياهو في استياء بين الفلسطينيين وبعض الدول العربية، ليس فقط بسبب حكومته التي ستكون يمينية متطرفة وستوسع على الأرجح نشاط الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، بل أيضاً بسبب موقفه المتشدد من إيران الذي يعني أنه سيسعى إلى ترسيخ تحالف تشكل حديثاً مع دول خليج عربية.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بسام الصالحي لـ "رويترز"، "لا شك في أن النتائج التي ستأتي بمثل هذا الائتلاف ستزيد السلوك العدائي حيال الشعب الفلسطيني، وستضيف مزيداً من التطرف على إجراءات الاحتلال".

وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم إن "نتائج الانتخابات تؤكد التصاعد الكبير للمتطرفين من اليمين الصهيوني، وإن التنافس كان بين اليمين نفسه، وعملياً كانت حكومة لبيد عنصرية وعدوانية ومثلت امتداداً لسياسة نتنياهو، لكن هناك حضوراً أكبر لليمين الأكثر تطرفاً بما يعني نزعة عدوانية أكبر".

لكن نتنياهو الذي بدا أن موقفه بات أقوى بعد أن أظهرت نتائج أولية لاستطلاع آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أنه يتمتع بأغلبية ضئيلة، تعهد بتشكيل "حكومة وطنية مستقرة".

وقال رئيس الوزراء السابق الذي أقام عام 2020 علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات والبحرين، إن الحكومة تحت قيادته ستتصرف بمسؤولية وتتجنب "المغامرات غير الضرورية" وتوسع دائرة السلام".

وعلى رغم أن المشهد قد يتغير مع اكتمال فرز الأصوات، إلا أن النتائج الأولية أظهرت أن نتنياهو قائد لكتلة من أربعة أحزاب قد تحصل على 67 مقعداً من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120.

وبعد حملة هيمنت عليها المخاوف في شأن الأمن وكلفة المعيشة، بدا أن الدعم للائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء المنتمي لتيار الوسط يائير لبيد قد انهار على رغم أنه لم يقر بعد بالهزيمة، قائلاً إنه سينتظر النتائج النهائية.

وبعد أقل من 18 شهراً على تركه السلطة، قال نتنياهو أيضاً إنه سينتظر النتائج الرسمية.

طريق مختلف

وانتهى عهد نتنياهو القياسي الذي استمر 12 عاماً متتالياً كرئيس للوزراء في يونيو (حزيران) 2021 عندما تمكن لبيد من تشكيل حكومة ائتلافية غير تقليدية ضمت أحزاباً ليبرالية ويمينية، وحزباً عربياً للمرة الأولى بعد أن تحالف مع نفتالي بينيت، لكن الائتلاف الهش انهار بعد عام واحد في الحكم.

وأدت المعارك القانونية لنتنياهو إلى تفاقم حال الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ عام 2019 وعمقت الانقسامات بين مؤيديه ومعارضيه، لكنه قال إن الإسرائيليين يتوقون إلى التغيير.

وقال نتنياهو إن "الناس يريدون طريقاً مختلفاً، يريدون الأمن ويريدون القوة وليس الضعف، ويريدون الحكمة الدبلوماسية ولكن بحزم".

ولم يتضح بعد المنصب الذي قد يشغله ابن غفير وزميله اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش في حكومة يقودها نتنياهو، لكن قوة كتلتهم الصهيونية الدينية القومية المتطرفة تعد إحدى السمات البارزة للحملة الانتخابية لأنها خرجت للنور بعد أن كانت على هامش المشهد السياسي.

وابن غفير الذي يروج لفكرة طرد أي شخص يعتبر أن ولاءه ليس لإسرائيل، هو عضو سابق في حركة كاخ المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، ودين سابقاً بالتحريض العنصري على رغم أنه خفف من حدة بعض مواقفه المتطرفة.

وأدى صعوده إلى جانب نتنياهو لتعميق شكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع بعد حملة انتخابية جرت وسط عنف متزايد منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة تضمنت عمليات دهم واشتباكات بصورة شبه يومية.

وفي وقت مبكر الثلاثاء، حذر وزير العدل جدعون ساعر وهو عضو سابق في حزب الليكود وقد انشق عن نتنياهو ويقود حزب لوحده، إسرائيل من المخاطرة بانتخاب "ائتلاف من المتطرفين".

وتتزامن الانتخابات التشريعية في إسرائيل مع تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما إسرائيل في عام 1967.

وقتل في الضفة الغربية منذ مطلع الشهر الحالي 29 فلسطينياً وثلاثة إسرائيليين وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وفيما اعتبر كثير من المرشحين أن الأمن مصدر قلق، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين.

وأصبح غلاء المعيشة في البلاد قضية ساخنة في موسم الانتخابات هذا في اسرائيل، حيث يعاني الإسرائيليون من ارتفاع الأسعار منذ فترة طويلة وباتوا يشعرون أكثر بتداعيات الأزمة وسط الاضطرابات الاقتصادية العالمية المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية.

القائمة العربية

لكن في جولات الانتخابات المتكررة منذ أبريل (نيسان) 2019 لم يغير سوى عدد قليل من الناخبين ولاءاتهم بشكل كبير.

كان لبيد مهندس التحالف الأخير برئاسة نفتالي بينت الذي ضم للمرة الأولى حزباً عربياً "القائمة العربية الموحدة -الحركة الاسلامية" برئاسة منصور عباس، وضم يساريين ووسطيين ويمينيين.

وكان منصور عباس انفصل عن القائمة العربية المشتركة في العام 2021 ما مهد لانضمامه إلى الائتلاف. وقال الناخب فارس منصور من بلدة الطيرة (وسط) "حاول (عباس) لكنه لم يأت بشيء، لا تغيير ولا أموال".

ومن المتوقع أن تعود القائمة العربية الموحدة إلى البرلمان مع خمسة مقاعد بحسب ما تشير إليه النتائج الأولية.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار