Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إقبال كثيف من المقترعين في الانتخابات الإسرائيلية

لم يتضح بعد مدى تأثير التفاعل المبكر بالنتائج واستطلاعات الرأي تظهر أن حزب لبيد سيتخلف عن الليكود اليميني

أدلى الناخبون في إسرائيل، الثلاثاء، بأصواتهم للمرة الخامسة في أقل من أربعة أعوام في انتخابات يحاول من خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو العودة للسلطة عبر سباق من المرجح أن يسفر عن صعود حزب يميني متطرف ليصبح صاحب الكلمة العليا في تشكيل الحكومة المقبلة في إسرائيل.

وبعد سنوات من الجمود السياسي تزايد سخط الناخبين تجاه الأحزاب" السياسية لكن التأييد المتنامي لتكتل "الصهيونية الدينية القومي المتشدد عزز حملة أنصار ومعارضي التكتل وزعيمه المشارك إيتمار بن غفير.

أبواب الاقتراع

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش) لبدء عملية التصويت التي تستمر حتى العاشرة مساءً (20:00 بتوقيت غرينتش).

وجاءت الانتخابات الخامسة بعد انهيار ما يسمى ائتلاف "التغيير" الذي جمع ثمانية أحزاب متباينة نجحت في إطاحة نتنياهو من رئاسة الوزراء، لكنها فشلت في النهاية في تحقيق الاستقرار السياسي.

وقال نتنياهو بعدما أدلى بصوته في أحد مراكز الاقتراع في القدس، إنه "واجب وشرف أن نتوجه للتصويت". وأضاف، "آمل أن نختم اليوم بابتسامة لكن الأمر متروك للشعب".

ويسعى رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد إلى التمسك بالسلطة فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبه الوسطي "يش عتيد" (يوجد مستقبل) سيتخلف عن حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو في الاقتراع الذي ستليه كالعادة مناقشات معقدة للتوصل إلى تشكيل ائتلاف حكومي.

وبعد إدلائه بصوته، حث لبيد الناخبين على التصويت وخاطبهم قائلاً، "اذهبوا وصوتوا اليوم من أجل مستقبل أطفالنا، من أجل مستقبل بلدنا".

والإثنين، أعرب لبيد، المذيع التلفزيوني السابق، عن ثقته بالفوز وتعهد "الاستمرار بما بدأناه. سنفوز بهذه الانتخابات بالطريقة الوحيدة التي نعرفها من خلال بذل جهد أكبر من أي طرف آخر".

 

 

نسبة التصويت

وقالت المديرة العامة للجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أورلي أديس الإسرائيلية إن نسبة التصويت بلغت 38.9 في المئة بحلول الساعة الثانية ظهراً وهي الأعلى في مثل ذلك الوقت منذ 23 عاماً ولكن لم يتضح بعد مدى تأثير المشاركة القوية المبكرة للناخبين في النتائج.

ويحاكم نتنياهو، وهو صاحب أطول فترة رئاسة وزراء في إسرائيل، بتهم فساد ينفيها ولا تزال التوقعات تشير إلى أن حزبه اليميني (ليكود) سيخرج من الانتخابات بأكبر عدد مقاعد في البرلمان منفرداً.

ومع ذلك أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت الأسبوع الماضي أنه لن يتمكن من الحصول على 61 مقعداً المطلوبة لضمان الغالبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، بما يفتح الباب لمفاوضات ونقاشات قد تستمر أسابيع لتشكيل ائتلاف حاكم وربما تقود إلى انتخابات جديدة.

تقول هاجيت كوهين، البالغة من العمر 46 سنة وهي من تل أبيب وتعمل في القطاع الاجتماعي، "هناك شعور باليأس إزاء كل هذه الجولات من الانتخابات" وأوضحت أنها ستصوت لرئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد وليس لأحزاب يسار الوسط التي كانت تدعمها عادة.

نتيجة غير مؤكدة

لكن في ظل نظام سياسي قد يؤدي فيه انتقال مقعد واحد من مقاعد الكنيست الـ120 من حزب إلى آخر إلى تعزيز ائتلاف حاكم أو إلى مزيد من الجمود، وصولاً إلى انتخابات جديدة محتملة، تبقى النتيجة غير مؤكدة مرة أخرى.

وخلال الحملة الانتخابية جال بنيامين نتنياهو (73 سنة) الذي شغل رئاسة الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل، على أنصار حزبه في حافلة مصفحة في محاولة لإقناعهم بأنه الوحيد القادر على ضمان أمن البلاد.

وفي تجمع حاشد أخيراً قال نتنياهو، "أطلب منكم أن تذهبوا إلى جميع أصدقائكم، كل جيرانكم، كل أقاربكم، وأن تخبروهم أنه لا ينبغي لأحد أن يبقى في المنزل".

تهم الفساد

ويحاكم نتنياهو بتهم فساد ينفيها، إذ وُجهت له اتهامات بالرشوة والتزوير وخيانة الأمانة في عام 2019. ولا تزال التوقعات تشير إلى أن حزبه اليميني (ليكود) سيخرج من الانتخابات بأكبر عدد مقاعد في البرلمان منفرداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت الأسبوع الماضي أنه لن يتمكن من الحصول على 61 مقعداً المطلوبة لضمان الأغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً بما يفتح الباب لمفاوضات ونقاشات قد تستمر أسابيع لتشكيل ائتلاف حاكم وربما تقود لانتخابات جديدة.

وفي مركز للاقتراع في تل أبيب، بدا شاي باركان منزعجاً من العودة إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، "عجز الأحزاب عن تشكيل ائتلاف واختيار حكومة أمر رهيب". وأكد باركان البالغ 66 عاماً، "سأصوت لميرتس، حزب ديمقراطي اجتماعي مهتم بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان".

وسيحتاج أي شخص يتم اختياره لتشكيل حكومة الحصول على دعم كثير من الأحزاب الصغيرة ليحظى بفرصة الفوز بغالبية 61 مقعداً.

اليمين المتطرف

وقد يكون زعيم حزب "الصهيونية الدينية" إيتمار بن غفير اليميني المتطرف هو المفتاح لمساعدة نتنياهو على العودة إلى رئاسة الوزراء، إذ اكتسبت كتلته زخماً في الأسابيع الأخيرة، وقد تحتل المرتبة الثالثة في الانتخابات. وبن غفير معروف بخطابه المعادي للعرب ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها إلى إسرائيل ويقول إنه يخوض الانتخابات "لإنقاذ البلاد".

وفي مركز للاقتراع في إحدى المستوطنات قرب مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، قال بن غفير، "نحن بحاجة إلى مواصلة العمل الجاد... نريد حكومة يمينية بالكامل".

وقال تاجر الماس جوناثان كيرن (40 عاماً)، أحد مؤيدي بن غفير، "إنه يركز على الأمور التي تهمني وأريد أن تكون هناك سياسة يمينية"، مشيراً إلى أولوياته المتمثلة بـ"الهوية اليهودية والوضع الأمني".

إغلاق المعابر

وتتزامن الانتخابات التشريعية في إسرائيل مع تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما إسرائيل في عام 1967. وقتل في الضفة الغربية منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 29 فلسطينياً وثلاثة إسرائيليين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عزمه إغلاق المعابر مع الضفة الغربية، الثلاثاء، مستثنياً الحالات الإنسانية من ذلك. وفيما اعتبر كثير من المرشحين أن الأمن مصدر قلق، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المحتضرة مع الفلسطينيين.

الأمن والأسعار

وتصدر ملفا الأمن وارتفاع الأسعار قائمة مخاوف الناخبين في حملة انتخابية بدأت بعدما تسببت الانشقاقات في انهيار ائتلاف لبيد غير التقليدي الذي تشكل بعد الانتخابات الأخيرة وضم أحزاباً من اليمين والوسط وحزباً عربياً للمرة الأولى.

كما جرت الحملة التي انطلقت بعد أسابيع من جولة قتال قصيرة مع مسلحي حركة "الجهاد" بغزة في أغسطس (آب)، وسط عنف مستمر منذ أشهر بالضفة الغربية يتضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.

إلا أن الصراع لم يكن له تأثير مباشر يذكر في الحملة التي طغت عليها الشخصية المؤثرة لنتنياهو الذي فاقمت معاركه القانونية حال الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ أن وجهت إليه اتهامات بالرشوة والتزوير وخيانة الأمانة في 2019.

القوائم العربية

كان لبيد مهندس التحالف الأخير برئاسة نفتالي بينت الذي ضم للمرة الأولى حزباً عربياً "القائمة العربية الموحدة - الحركة الإسلامية" برئاسة منصور عباس، وضم يساريين ووسطيين ويمينيين.

وكان منصور عباس قد انفصل عن القائمة العربية المشتركة في عام 2021، مما مهد انضمامه الى الائتلاف. وكانت القائمة المشتركة قد حصلت على 15 مقعداً في عام 2015، وضمت أربعة احزاب.

لكن في يونيو (حزيران)، أعلن بينيت أن الائتلاف لم يعد قابلاً للاستمرار، فتمت الدعوة إلى انتخابات هي الخامسة منذ عام 2019. وفي الانتخابات الأخيرة شغلت الأحزاب العربية 10 مقاعد فقط من أصل 120 مقعداً في البرلمان.

ويشهد المجتمع العربي إحباطاً في ظل الانقسامات التي حدثت في القوائم العربية، إذ تخوض ثلاث قوائم عربية الانتخابات.

وقالت عضو الكنيست عايدة توما من "الجبهة العربية للسلام والمساواة" المتحالفة مع "العربية للتغير"، "علينا العمل أكثر لإقناع الناس بالخروج والتصويت، فالوضع أصعب، والناس تعبوا ولديهم إحباط تراكمي".

ولا تزال القوائم العربية في خطر إذا لم ترتفع نسبة التصويت في المجتمع العربي الذي يشكل 20 في المئة من عدد السكان في إسرائيل. وينبغي على كل لائحة أن تتجاوز نسبة الحسم، وهي 3.25 في المئة من الأصوات لتكون مؤهلة لدخول الكنيست.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار