Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تتهم روسيا وإيران بالتدخل في انتخابات الكنيست

أجهزة الأمن تستعد للمواجهة بما في ذلك محاولة قمع التصويت في الوسط العربي

نتنياهو يصل للمشاركة في تجمع انتخابي في منطقة كريات ملاخي، الثلاثاء 18 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

أعلن مسؤول في جهاز الأمن الإسرائيلي أن "الشاباك" (جهاز الأمن العام) يستعد لمواجهة تدخل خارجي في الانتخابات الإسرائيلية للكنيست في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وبحسب تقرير إسرائيلي فإن روسيا وإيران تسعيان بطرق عدة إلى ضمان الانتخابات لصالح رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وضمن الجهود المبذولة تخويف فلسطينيي 48 وردعهم عن المشاركة في الانتخابات.
من بين السيناريوهات التي تمت مناقشتها لدى أكثر من طرف، سيناريو محاولة قمع التصويت في الوسط العربي واستخدام تطبيقات لفحص نماذج تصويت الناخبين وتشجيع على خروج التظاهرات من قبل "مصانع بوتات" إيرانية في الشبكات الاجتماعية وحملة فيروسات لنشر ادعاءات حول تزوير الانتخابات، وبحسب جهاز الشاباك فإن هذه السيناريوهات واقعية وممكن حدوثها.

تحذيرات مباشرة لروسيا  

منذ انتخابات عام 2019 إذ بدأت الأزمة السياسية في إسرائيل التي انعكست في عدم حسم الانتخابات بين معسكر اليمين برئاسة نتنياهو ومعسكر اليسار- الوسط برئاسة الثلاثي بيني غانتس ونفتالي بينت ويائير لبيد، ومن ثم إجراء انتخابات أربع مرات لتكون انتخابات الشهر المقبل الخامسة في غضون ثلاث سنوات من دون قدرة على تشكيل حكومة أكثرية قوية.
في حينه حذر رئيس الشاباك السابق نداف ارغمان، في شهر يناير (كانون الثاني) 2019، عشية إجراء الانتخابات، من تدخل دولة أجنبية وكان الحديث عن روسيا.
رئيس الشاباك الذي جاء بعد ارغمان وهو رونين بار، لم يكتف بالتحذير بل نقل رسالة إلى نظرائه الروس حذرهم فيها من التدخل في انتخابات الشهر المقبل. ثم نشر على لسان مسؤول في الشاباك أنه استكمل الاستعدادات لصد محاولات تأثير أجنبية. وقال المسؤول الأمني، "تدل الرقابة على الشبكات الاجتماعية على واقع متوتر، مما يثير خشية لدى الشاباك من أن يكون اليوم التالي للانتخابات مختلفاً عما شهدناه في السابق، لأسباب عدة بينها أنه في سباق متعادل يكون من الأسهل التشكيك في صدقية النتائج".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


محاكاة تدخل خارجي

واهتمت الجهات الإسرائيلية المعنية بمتابعة الموضوع وأجرت محادثات أمنية عدة، فيما أجرى "معهد أبحاث الأمن القومي" محاكاة لهذا السيناريو واحتمال تنفيذه على أرض الواقع في انتخابات الشهر المقبل، كما أجرى الشاباك محاكاة أخرى لكنها كانت داخلية ومغلقة.
وشارك في محاكاة معهد الأبحاث، خبراء في القانون و"السايبر" والأمن والإعلام، بحضور مسؤولين سياسيين كبار، وتم تقديم ملخصها لرئيس لجنة الانتخابات المركزية والمستشار القضائي للحكومة ورئيس هيئة الأمن القومي ورئيس الشباك وغيرهم. وفي تلخيصه لها، قال المدير العام لمعهد جنرال الاحتياط تمير هايمن إن "التدخل الأجنبي في الانتخابات يعتبر تحدياً استراتيجياً. والمعروف أنه من الصعب ملاحظة تدخل أجنبي بصورة منفردة، إذ بإمكانه أن يندمج في عمليات داخلية من الصعب الإشراف  عليها".
وبحسب هايمن فإن "إحدى المعضلات في مثل هذا التدخل هي الاختيار بين التجاهل، بالتالي الحفاظ على حرية التعبير، وبين اتخاذ إجراء فعال من شأنه أن يؤثر في العملية الديمقراطية". وأضاف هايمن "يمكن لمواجهة تدخل أجنبي في الفضاء الرقمي الكشف عن قدرات ومصادر استخبارية. لا توجد أية جهة سياسية مخولة بالموازنة بين المصالح المختلفة إزاء حادثة معينة، وعندنا في إسرائيل ينقص لجنة الانتخابات المركزية صلاحيات قانونية من أجل التعامل مع التحديات الجديدة، وهذا الأمر يحتاج إلى تغيير تشريعي".

   وضمن توصيات المعهد:

- إلزام الأجهزة الأمنية بالعمل بشكل مباشر أمام اللجنة وتحديد موازنة لغرض تقديم رد استخباري شامل على المشكلة.

- توسيع صلاحيات اللجنة وإصدار أمر منع في حال المس بالخصوصية، يؤثر بشكل جوهري في سلامة الانتخابات.

- العمل على تعزيز وعي الجمهور بشأن محاولات التدخل الأجنبي في عملية الانتخابات.    

الجبهة المناهضة للنازية

 ضمن ما يتوقعه جهاز الشاباك ومعهد أبحاث الأمن القومي أن يتم التدخل عبر إثارة الفوضى في إسرائيل وخلق الشعور لدى المواطن بأن كل شيء مزيف، المؤسسة ضدك، الجميع يكذب ولا توجد إمكانية لتصديق كل شيء.
وفي تقرير حول الموضوع جاء أن "موسكو تستخدم كيانات واجهة على أمل أن يقوم هؤلاء بإقناع المهاجرين في إسرائيل بصدقية الحرب في أوكرانيا". ويتطرق التقرير إلى إقامة جمعية خاصة أطلق عليها "الجبهة المناهضة للنازية".
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن هذه الجمعية تسوق رسائل الكرملين في إسرائيل في محاولة لتشويه صورة الحكومة في كييف كخليفة آيديولوجية للنازية. ولفت التقرير إلى القلق من "حملة لشبكة مجهولة، تتم إدارتها ضد حزب إسرائيل بيتنا (برئاسة افيغدور ليبرمان)، بهدف إقناع المصوتين المخضرمين لليبرمان بالتخلي عنه والتصويت لكتلة نتنياهو".
وخلال بحث الموضوع استخلصت جهات أن الشباك هو المسؤول عن منع التدخل الأجنبي، لكن مسؤول مشارك في أبحاث هذا السيناريو أضاف أنه "من الصعب مواجهة حملة سايبر داخلية يتم تفعيلها من قبل جهات مجهولة لمصلحة أحد المرشحين".
استطلاعات الرأي الأخيرة التي لا تمنح نتنياهو ولا يائير لبيد أكثرية لتشكيل حكومة، تتحدث عن تدخل خارجي محتمل، وبحسب أمنيين سيكون الدعم لنتنياهو وتعزيز قوته لتشكيل حكومة أكثرية من 61 نائباً.
يشار إلى أن مراقبين وجدوا صلة بين هذه الشكوك وبين ما جرى في انتخابات سابقة، عندما راح حزب نتنياهو "الليكود" يروج نبأ كاذباً، مفاده بأن إيران تمكنت من اختراق الهاتف الجوال لوزير الأمن بيني غانتس.

المزيد من الشرق الأوسط