Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منصور عباس البراغماتي الداعي إلى سياسة جديدة لعرب إسرائيل

يفخر بأنه استبعد أعضاء حزب "القوة اليهودية" وجعلهم في مقاعد المعارضة

دخل منصور عباس التاريخ عندما قاد حزبه العربي إلى حكومة إئتلافية إسرائيلية العام الماضي (أ ف ب)

تمكن منصور عباس بعد فوز قائمته بأربعة مقاعد في الكنيست في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، أن يكون بيضة القبان في تشكيل ائتلاف حكومي شارك فيه حزب عربي للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية، ويؤمن هذا الإسلامي البراغماتي اليوم أنه سيلعب أيضاً دوراً مهماً في انتخابات، الثلاثاء الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

حزب "القوة اليهودية"

ويفخر منصور عباس بأنه استبعد أعضاء حزب "القوة اليهودية" بزعامة المتطرفين اليمينين بيتسلئيل سموطرتش وبن غفير وبنيامين نتنياهو وجعلهم في مقاعد المعارضة، بانضمامه في يونيو (حزيران) 2021، في خطوة غير مسبوقة لحزب عربي في إسرائيل، إلى الائتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينيت الذي تكون من يمينيين ووسطيين ويساريين، لكنه لم يحظ بتأييد الأحزاب العربية الأخرى.

وبعد أكثر من عام، سقط الائتلاف ودعي الإسرائيليون إلى انتخابات هي الخامسة في غضون أربع سنوات تقريباً.

المجتمع العربي

وفي بلدة طمرة في الجليل يقيّم منصور عباس، الذي بدأ الشيب يغزو شعره ولحيته بوتيرة هادئة تجربته في حكومة الائتلاف، قائلاً "لا شك تجربة رائدة وطليعية فيها تحديات وكانت فيها مخاطرة، لكنها تحولت إلى فرصة استطعنا أن نحقق من خلالها خطوات كبيرة جداً".

ولا يزال يؤمن بأن وجوده داخل ائتلاف حكومي مهم جداً لإحداث تغيير في المجتمع العربي، ويقول "نحن بحاجة إلى أدوات سياسية وأدوات الدولة قرارات سياسية، لذلك لا يكفي وجودي كعضو في البرلمان"، مؤكداً أن سعيه للتأثير ودخول الائتلاف الحكومي مرده إلى أن برنامجه "يتضمن إحداث تغيير".

العلوم الشرعية

ولد منصور عباس (48 سنة) في مدينة المغار في الجليل الغربي لعائلة مسلمة عملت بالفلاحة، وهو واحد من 11 طفلاً، ويعيش في بلدته دروز ومسيحيون ومسلمون، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال.

وتوجه إلى التدين وهو فتى مراهق، واجتهد في تعلم العلوم الشرعية، وأخذت الهوية الدينية مساحة من تفكيره، وخاض منصور عباس تجربته السياسية الأولى في الجامعة العبرية أثناء دراسة طب الأسنان عندما أصبح أول إسلامي رئيساً للجنة الطلاب العرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن ثم انتخب عام 2007 أميناً عاماً للحركة الإسلامية - الشق الجنوبي. ويقول إنه دخل البرلمان مدفوعاً بمحاولة معالجة الضغط الاجتماعي وموضوع العنف والجريمة المنظمة في المجتمع العربي - الإسرائيلي.

وانتخب نائباً في الكنيست الإسرائيلي للمرة الأولى في انتخابات أبريل (نيسان) 2019، وانتخب مرة ثانية خلال الانتخابات المبكرة في سبتمبر (أيلول) 2019، لكن ما لبث أن انفصل عن القائمة العربية المشتركة، وحملته الأحزاب العربية مسؤولية تفككها.

10 مقاعد

وفي الانتخابات الأخيرة، شغلت الأحزاب العربية 10 مقاعد فقط من أصل 120 مقعداً في البرلمان، بعدما كانت حصلت على 15 مقعداً في عام 2015 بقائمة مشتركة ضمت أربعة أحزاب.

لكن عباس يقول إنه بوجوده في الائتلاف الحكومي، "أرسينا قواعد لعمل على مدى خمس سنوات في ملفات كبيرة في مجتمعاتنا العربية في العنف والجريمة والفقر وفي القرى غير المعترف بها، ووضعنا متخصصين وخبراء عرب في كل خطط الحكومة التي تخصنا".

يضيف بثقة أن قائمته ستجتاز نسبة الحسم المطلوبة (3.25 في المئة) لدخول البرلمان بأربعة أعضاء "لا خوف على القائمة الموحدة من اجتياز نسبة الحسم، كانت المرة السابقة صعبة عندما انفصلنا عن القائمة المشتركة، وكانت استطلاعات الرأي تعطينا صفراً، واستطعنا الحصول على 4.7 مقعداً، شعورنا الآن أننا في مكان أفضل".

ويرى أن بعض الأحزاب العربية قد لا تجتاز نسبة الحسم لدخول الكنيست "لوجود أزمة في داخلها وأزمة ثقة مع الجمهور العربي لسلوكيات تكرس المصلحة الفردية للأحزاب، ما أدى إلى انقسامها".

في فبراير (شباط) 2021، تعرض عباس لانتقادات كبيرة عندما رد على سؤال لصحافي بالعبرية إذا كان زار "مخربين"، في إشارة إلى أسرى فلسطينيين، وأجاب "كلا، لم أقم بزيارة مخربين"، وبعد ضجة بين الفلسطينيين، قال "قد أكون أخطأت بالرد عليه بتعريفه نفسه، ولكنني لم أقصد الوصف، وأعتذر إذا كنت قد أسأت التعبير".

مآخذ

ومن المآخذ عليه أيضاً عندما صرح لبرنامج "غلوبس" الاقتصادي باللغة العبرية أمام جمهور معظمه يهود، "دولة إسرائيل ولدت كدولة يهودية". وبدأ الجمهور بالتصفيق، وقال "هذا قرار الشعب اليهودي بإقامة دوله يهودية، هكذا ولدت وهكذا ستبقى".

ومثل هذا التصريح غير مسبوق من قيادي حزب عربي، وقد أثار استياءً في الشارع العربي، وانتقده عضو الكنيست سامي أبو شحادة قائلاً "أقوال الدكتور منصور عباس حول يهودية دولة إسرائيل كارثية واستسلام للقوى الصهيونية".

ورفض النواب العرب في الكنيست قانون القومية الذي اعتمد في يوليو (تموز) 2018، والذي يعتبر إسرائيل "دولة يهودية"، وقالوا إنه قانون عنصري، والتمسوا المحكمة العليا لإبطاله.

المزيد من تقارير