Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو الأوفر حظا برئاسة الحكومة لكن بن غفير هو الرابح الأكبر

ارتفاع أسهم "جولة سادسة" قبل 72 ساعة من انتخابات الكنيست الاسرائيلي

يبحث نتنياهو عن الفوز بأي غالبية في الكنيست لتشكيل الحكومة (أ ف ب)

سيستيقظ الإسرائيليون صبيحة الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، على بشائر تربع حزب الليكود، برئاسة رئيس الحكومة الأسبق، بنيامين نتنياهو، على رأس الأحزاب الإسرائيلية بعد الانتخابات ليكون الأوفر حظاً وإمكانية لتشكيل الحكومة، وذلك وفق معظم المعطيات والمؤشرات واستطلاعات الرأي في إسرائيل.
ربما يكون هذا الخبر غير مفاجئ لأحد، حتى لفلسطينيي 48، الذين لهم مساحة مهمة في ملعب هذه الانتخابات، لكن الخبر المقلق الذي لم يعد شبه مؤكد بل يتعزز تأكيده مع مرور الوقت، هو أن الشخصية الأكثر تطرفاً، كما وصفتها شخصيات إسرائيلية، زعيم "الصهيونية الدينية،" إتيمار بن غفير، سيحل في المركز الثالث بعد نتنياهو ورئيس الحكومة الحالي، يائير لبيد، ليخرج الرابح الأكبر من هذه الانتخابات لكنه الأكثر إثارةً للقلق، فزيادة قوته وشعبيته تبشر بعودة "الكهانية" (نسبة إلى المتطرف مئير كهانا).

شخصية مثيرة للجدل

وفي وقت تتكرر فيه عبارة "كهانا يعود"، في معظم النقاشات ونشرات الأخبار والمواد الإعلامية الخاصة بالانتخابات، لم يستوعب الجميع بعد احتمال دخول بن غفير إلى الحكومة. هذا الرجل اليميني الذي شغل مختلف أجهزة الأمن عند اقتحامه "الأقصى" ومشاركته في الاعتداء على الفلسطينيين وناشطي اليسار ورفع مسدسه بوجه شبان فلسطينيين بذريعة رشقهم الحجارة وإلى جانبه عناصر الجيش الإسرائيلي.
كما تبنى بن غفير خطة نقل فلسطينيي 48 إلى الخارج ودافع عنها، وحتى وقت قريب، راح يهلل لباروخ غولدشتاين الذي قتل 29 فلسطينياً في عام 1994 أثناء صلاتهم في الحرم الإبراهيمي بالخليل.

تحالف بعد تنافر

بن غفير الذي رفض نتنياهو الوقوف معه على منصة واحدة في السابق، يجد عشية الانتخابات حضناً دافئاً في بيت زعيم الليكود، إذ دعاه بعد 24 ساعة من قوله عنه إنه "كذاب ابن كذاب"، إلى الدخول معه في ائتلاف حكومي وتولي حقيبة وزارية.
وهنا يكمن الخطر الأكبر الذي يُظهر إلى أين تتجه إسرائيل بعد الانتخابات الخامسة بسبب أزمتها السياسية وانقسامها ما بين يمين متطرف ويسار– وسط غير قادر على زيادة قوته أو مواجهة اليمين. ويعني هذا الوضع تغيير قواعد اللعب الانتخابية، إذ إن نتنياهو يبحث عن تشكيل حكومة حتى وإن كانت مسنودة بـ60 نائباً في الكنيست فقط، ويصبح رئيس حكومة انتقالية بعد أشهر قليلة وتكون هذه فرصة كبيرة له لينطلق نحو انتخابات سادسة بخطة محبوكة من مختلف الجوانب.

تقوية اليسار في وجه نتنياهو

أمام الوضع الذي تشهده إسرائيل وتعزيز قوة اليمين و"الكهانيين"، الذين يتكرر سيناريو احتمال دخولهم في ائتلاف مع نتنياهو لضمان تشكيل حكومة يمين- يمين متطرف، تُبذل جهود لتعزيز معسكر اليسار– وسط، سواء بتعزيز قوة وزير الدفاع، بيني غانتس أو حزب "ميرتس"، على الرغم من أن الأمل في ذلك يتراجع كلما اقترب يوم الحسم.
الزعيم السابق لحركة "ميرتس"، يوسي بيلين الذي يطمح بتشكيل حكومة برئاسة يائير لبيد، قال صراحة "إن الوضعية الحالية، تجعل من الصعوبة، حتى عندما ستُنشر نتائج الانتخابات النهائية، معرفة ماذا ينتظر إسرائيل في الساحة السياسية، مضيفاً "لقد أصبحت وضعية الساحة السياسية غريبة جداً ويُتوقع حتى الوصول إلى وضع يُطلَب فيه من رئيس الدولة تشكيل الحكومة المقبلة، في ظل وضعية الانقسام السياسي الذي سيصعب تشكيل حكومة على المرشح الذي يحظى بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست".
ولعل السؤال الأبرز هو: أين تكمن المشكلة؟ بحسب لبيد فإن العقبة الأساسية لدى اليسار هي الائتلاف مع قائمة "الجبهة والعربية للتغيير" التي تطالب، ضمن أمور أخرى، بإلغاء قانون القومية. ويقول يوسي بيلين "لا يمكن لرئيس الحكومة يائير لبيد أن يحقق أغلبية برلمانية لتنفيذ هذا المطلب حتى لو رغب في ذلك، والإصرار عليه من شأنه أن يحبط تشكيل حكومته. من جهة أخرى، ستطرح كتلة الصهيونية الدينية مطالب مبدئية وشخصية سيكون من الصعب جداً على الليكود برئاسة نتنياهو أن يقبلها".

ستة سيناريوهات متوقعة

سيناريوهات عدة متوقعة لتشكيل حكومة، في أعقاب استطلاعات الرأي اليومية والكثيرة، لكن الاحتمال الأكبر هو عدم صمود أي حكومة وتوجه إسرائيل إلى انتخابات سادسة.

حكومة يمين ضيقة برئاسة نتنياهو

إذا ما صدقت الاستطلاعات ووصلت الأحزاب الثلاثة المؤيدة لنتنياهو وهي "الصهيونية الدينية"، "شاس" و"يهدوت هتوراة" إلى جانب حزبه "الليكود"، إلى 61 مقعداً أو أكثر، فسيتمكن من تشكيل حكومة يمين ضيقة. وأعلن النائب بن غفير منذ الآن أنه في مثل هذه الحكومة سيتولى "خمسة مناصب وزارية". ويدور الحديث عن حكومة منسجمة ظاهراً، ولكن في خباياها صراعات ونقاشات قد تؤدي إلى صدامات كبيرة خصوصاً في كل ما يتعلق بإدارة شؤون الدولة. وتشير الاستطلاعات إلى أن هذه الحكومة هي الأكثر ترجيحاً. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حكومة وحدة برئاسة نتنياهو وغانتس

على الرغم من أن نتنياهو يركز في تصريحاته خلال حملته الانتخابية على تشكيل حكومة يمين، لكن يبقى هناك احتمال تشكيل حكومة وحدة مع الوسط، مثل حكومة الوحدة التي أُقيمت مع حزب "أزرق – أبيض" بعد الانتخابات الثالثة، على الرغم من أن نتنياهو أعلن في حينه أنه لن يتعاون مع غانتس. هذه المرة أيضاً، لا تزال إمكانية إقامة حكومة وحدة كهذه قائمة، علماً أن غانتس أيضاً تعهد بألا يقع في مغامرة أخرى مع نتنياهو.
احتمالات تشكيل مثل هذه الحكومة ليست كبيرة لوجود غانتس في قائمة واحدة مع جدعون ساعر، أحد كبار معارضي نتنياهو. 

حكومة برئاسة لبيد ودعم الجبهة العربية

 احتمالات هذه الحكومة، أيضاً متدنية، كون لبيد نفسه أعلن أنه لن تكون قائمة "الجبهة والعربية للتغيير" جزءاً من حكومته، كما أن هذه القائمة وقفت في وجه حكومة لبيد خلال الحملة الانتخابية عبر احتجاجات وتظاهرات ودعايات انتخابية، في أعقاب الأحداث في الضفة ومقتل فلسطينيين.
حكومة كهذه، إن تم تشكيلها، فستكون حكومة أقلية ومؤقتة. كما أن لبيد لم يتمكن من إيجاد صيغة مشتركة بين النائب عن "الجبهة – العربية للتغيير" أيمن عودة ورئيس "الحركة العربية للتغيير" أحمد الطيبي.

حكومة وحدة برئاسة لبيد مع منسحبين من الليكود والحريديم

إذا لم ينجح نتنياهو في الوصول إلى 61 مقعداً، فهذا سيسمح للبيد بأن يبقى رئيس حكومة انتقالية أو أن يحاول تشكيل حكومة وحدة، وهذا يتطلب منه العمل على تفكيك كتلة نتنياهو وضم أحزاب منها أو من نواب يختلفون مع نتنياهو، وضمهم إليه. واحتمال قيام هذه الحكومة ضئيل جداً، لكن في السياسة الإسرائيلية كل شيء متوقع، إذ سبق لوزير المالية، أفيغدور ليبرمان أن قال إنه "في حال لم يصل نتنياهو إلى 61 مقعداً، فسيحدث انفجار سياسي في الليكود، أي انسحاب نواب من الكتلة أو الإطاحة بنتنياهو من رئاسة الحزب".

حكومة برئاسة غانتس مع الأحزاب الحريدية

يدير بيني غانتس حملة يقول من خلالها، إنه هو وحده من يمكنه أن يخرج دولة إسرائيل من المأزق السياسي ويشكل حكومة مع حزب واحد أو أكثر من الكتلة المضادة. وهو يقصد الأحزاب الحريدية، وهو بالفعل يعتبر مقرباً من ممثليها، بدرجة أكبر من كل زعماء الأحزاب الأخرى في حكومة نفتالي بينيت– يائير لبيد. وهو يدير حواراً مع ممثلي تلك الأحزاب ويزور المدارس الدينية ومنازل الحاخامات المهمين. وتحتاج حكومة كهذه إلى متغيرات كثيرة، مثل شراكة ائتلافية بين خصوم، ولذلك تبقى احتمالاتها ضئيلة.
 
انتخابات سادسة

معظم استطلاعات الرأي بينت أنه لا يوجد حسم وأي طرف من الأطراف لن ينجح في تشكيل حكومة. وفي الفوضى السياسية المتوقعة بعد الانتخابات تصبح إمكانية الانتخابات السادسة أكثر واقعية، واحتمال ذلك بات ما بين متوسط وعالٍ.

المزيد من متابعات