يزداد النقاش والتساؤلات العالمية حول مستقبل العملات الرقمية وما إذا كنا سنشهد تحولاً كاملاً نحو رقمنة العملة والتعامل بالمال الافتراضي، وجوانب عديدة يتم تداول مستقبلها وضعت في جدول أعمال اليوم الثالث والأخير من النسخة السادسة لمنتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض تحت شعار "الاستثمار في الإنسانية تمكين نظام عالمي جديد".
المدفوعات الرقمية
واستهل المنتدى أولى جلسات اليوم الثالث للحديث عن تحويل الأعمال المصرفية والاستثمارية من أجل الاقتصاد المرن، تحدث خلالها الرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي المهندس سعد الخلب.
ودار الحديث خلال الجلسة حول حقيقة أن التكنولوجيا لا تزال تؤثر على الممارسات المصرفية والمالية مع بدء الاقتصاد في التحول في عالم ما بعد جائحة كورونا، وما خلفته من تبعات اقتصادية عالمية، وتأكيد البنك الدولي أن ثلثي البالغين في جميع أنحاء العالم يسددون أو يتلقون الآن مدفوعاتهم بالطريقة الرقمية، وفي الوقت نفسه أدى صعود صغار المستثمرين إلى تغيير مجالات الاستثمار في جميع أنحاء العالم.
وتطرقت الجلسة إلى اتجاهات الرقمنة في الاستثمار وأن الخدمات المصرفية الموجودة ستبقى، وما هو تأثيرها على مستقبل الاستثمار الخاص والخدمات المصرفية الرقمية، وكيف استجابت البنوك للعادات المتغيرة بين المستهلكين والشركات.
كما أشار الرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي إلى دور بلاده في تقديم الخدمات اللوجيستية وأوضح أن المبادرة الخاصة بالخدمات اللوجيستية تمكن التجارة العالمية من خلال استخدام القدرات لأن الموقع الجغرافي لها يعد مركزاً استراتيجياً يربط ثلاث قارات مع وجود منظومة متكاملة مترابطة مع أفريقيا.
وسيشهد اليوم الأخير عقد جلسات مصغرة حول صعود العملات الرقمية "الكريبتو"، ومستقبل القارة الأفريقية بمشاركة عدد من المتحدثين من الصين وهونغ كونغ لبحث أهمية الشراكة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط، وجلسة أخرى حول مستقبل الحوكمة البيئية والاجتماعية.
عودة الصين
استطاع الاقتصاد الصيني خلال السنوات الماضية أن يبلغ مستوى غير مسبوق من الثروة والتنمية، وكان من المقرر أن يستمر مساره التصاعدي، ولكن الضغوط السياسية وأزمة فيروس كورونا جعلته يتباطأ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي المنتدى تناقش مينا العريبي رئيسة تحرير صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، عدداً من كبار رجال الأعمال الصينيين والعالميين في جلسة بعنوان "الصين عادت".
وتحاورهم حول كيف يمكن للشرق الأوسط أن يتعاون مع الصين ويعزز موقعه كجسر مهم يربط بين الشرق والغرب، وما هي مكانة الصين في النظام العالمي الجديد.
ومع ما يمر به العالم من أزمات لا تتوقف، يناقش المنتدى في جلسة بعنوان "كيف تتصرف الاستثمارات أثناء تصحيح السوق؟"، وهل هناك أي شيء يمكن للمستثمرين القيام به للاستعداد خلال مثل هذه الأوقات، وما الذي يمكن أن يفعله المستثمرون لبناء المرونة في جميع الأسواق.
مستقبل التجارة
ويناقش المنتدى أحد أهم المواضيع، وهو من سيقود التجارة في المستقبل؟ ودور أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي توفر 70 في المئة من جميع الوظائف في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، و50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في الدول الغنية، وما مرت به من تحديثات فترة كورونا التي أفقدت ما لا يقل عن 70 في المئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في 32 دولة ما بين 30 و50 في المئة من أرباحها.
وقد شهدت جلسات المنتدى خلال اليومين الماضيين ازدحاماً بحضور ستة آلاف مشارك من دول العالم و500 متحدث من قطاعات مختلفة، وكان حافلاً بالاجتماعات والندوات التي حملت في طياتها قضايا "الاستثمار في الإنسانية"، وقضايا الطاقة والمناخ والاقتصاد الرقمي والعملات الرقمية، وطرح مشكلات الإنسان الذي يعيش أصعب أوقاته على الصعد الاقتصادية والاجتماعية كافة.
وعلى هامش أعمال النسخة السادسة من مبادرة مستقبل الاستثمار وقع المركز الوطني للتنمية الصناعية مذكرة تفاهم مع شركة "إيسار" وتهدف الاتفاقية إلى دراسة تطوير مشروع المجمع المتكامل لمسطحات الحديد في مدينة رأس الخير الصناعية، الذي يعد أول مشروع صناعي لإنتاج الحديد الأخضر بالسعودية.