Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير الطاقة السعودي عن الخلاف مع أميركا: قررنا أن نكون ناضجين

الرياض تطلق نظاماً لرصد الانبعاثات العام المقابل

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في تعليقه عن توتر العلاقة بين بلاده وأميركا إنهم في الرياض قرروا أن يكونوا "ناضجين" في تعاطيهم مع الخلاف.

وأجاب على سؤال في جلسة بمبادرة مستقبل الاستثمار عن كيف تتعامل بلاده مع التوتر "لقد قررنا أن نكون ناضجين في العلاقة، وأن نجعل الأمور تسير في سياقها".

وأضاف في حديثه عن أزمة الطاقة "هذه هي الأزمة الأخطر بعد أزمة كورونا"، مؤكداً أن الأزمة بدأت قبل 6 أشهر من بداية الحرب في أوكرانيا. وأن عدم التعامل المبكر في أزمتي 2008 و2010 الاقتصادية هي سبب الضرر لذلك قررت الرياض التعامل بشكل سريع.

وأكد أن بلاده تزود أوروبا بـ 950 ألف برميل لأوروبا أرامكو، بعد أن كانت لا تتجاوز الـ490 ألفاً في السابق، مشيراً إلى أن السعودية هي المورد الأوثق في العالم.

نظام لرصد الانبعاثات

وفي سياق متصل، تعتزم شركة "أرامكو" السعودية العملاقة إطلاق نظام جديد لرصد الانبعاثات العام المقبل بما يسهم في جعل فهم العالم لانبعاثات الغاز أكثر وضوحاً ويتمكن من إيجاد التوازن من خلال مسؤولية اجتماعية موسعة، بحسب ما أفاد به محافظ صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي السعودي) ياسر الرميان. جاء ذلك خلال كلمة الرميان في افتتاح فعاليات "مبادرة مستقبل الاستثمار" (FII) في نسختها السادسة، الثلاثاء 25 أكتوبر (تشرين الأول)، في العاصمة السعودية الرياض على مدى ثلاثة أيام في ظل الوضع الاقتصادي المضطرب والنزاعات السياسية في شرق أوروبا.

ولم يكشف الرميان عن تفاصيل في شأن النظام المزمع، ولكنه أكد أن "مبادرة مستقبل الاستثمار" طورت مقياساً للحوكمة والبيئة الاجتماعية للأسواق الجديدة مع التركيز على قياس الأداء وأثر الحوكمة البيئية والاجتماعية على حياة البشر، وكانت "بمثابة محرك للتعاون العالمي في هذا الشأن"، مبيناً أن البيانات تعد عاملاً مهماً في طريقة التعامل مع الأزمات العالمية مثل تغير المناخ.

وألقى الرميان أيضاً الضوء على نشاط صندوق الاستثمارات العامة بما يتعلق بحماية المناخ، حيث يتوقع أن يشهد المؤتمر اليوم أكبر مزاد من نوعه عالمياً لتداول الائتمان الكربوني، بإجمالي مليون طن من أرصدة الكربون المتاحة للتداول، موضحاً أن صندوق الاستثمارات العامة كان الصندوق السيادي الأول الذي أصدر سندات خضراء، مبيناً أن سوق الكربون الطوعي تعد إحدى أهم الأسواق التي يجب أن تتوحد فيها الجهود بين المستثمرين ورواد الأعمال لإيجاد فرص تعليمية للشباب في الاقتصاد المعرفي.

النظام العالمي الجديد

وفي سياق آخر، قال الرميان وهو أيضاً رئيس مجلس إدارة مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار"، إن "العالم يشهد حالياً أعلى معدلات تضخم منذ 40 عاماً وأكبر مستويات الفائدة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، والأمر في النظام العالمي الجديد لم يعد يتعلق بالاقتصاد الكلي أو الجزئي، حيث أصبحنا نعيش في النظام الجيو اقتصادي"، مشدداً على ضرورة العمل ككيان واحد لتخطي التحديات، و"علينا أن نكون استباقيين بحيث ندير الأزمات بدلاً من أن تديرنا"، ومؤكداً ضرورة أن يكون العالم منفتحاً على الابتكار وأهمية أن يكون المستثمرون متحدين للوصول إلى تحقيق الطموحات على المدى البعيد.

 

وأضاف "كمستثمرين ورواد أعمال نحتاج إلى شركاء في اقتصاد معرفي، ولا بد أن نكون منفتحين على الابتكار، وأن نجد طرقاً جديدة لحل المشكلات الجديدة معاً بروح التعاون، والتحالفات ستساعدنا على تحقيق طموحاتنا على المدى الطويل"، مشيراً إلى أن السعودية تمكنت من عمل شراكات مع مؤسسات عالمية بتناغم كامل لتحقق الاستدامة وفي جميع أنحاء العالم.

وأردف الرميان أن الصناعات المختلفة من الاتصالات والصحة إلى قطاع التجزئة والقطاعات الأخرى تعد من العوامل الرئيسة التي أسهمت في حراك الاقتصاد العالمي منوهاً بأن جائحة كورونا أسهمت في تسريع هذا الحراك الصناعي "وهو ما قادنا إلى استغلال الفرص المتاحة".

سلسلة الإمداد الخاصة

وخلال جلسة حوارية ضمن مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" قال ياسر الرميان إن السعودية تريد أن يكون لديها 65 في المئة من سلسلة الإمداد الخاصة، مؤكداً أنه على كل بلد تأمين سلسة الإمداد الخاصة به، وإلا لن تنجح الأمور، منوهاً بأن توطين جزء كبير من سلسلة الإمداد هو أحد مستهدفات "رؤية 2030".

يشار إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أطلق قبل يومين مبادرة وطنية لسلاسل الإمداد العالمية بميزانية تبلغ 10 مليارات ريال (2.7 مليار دولار) لتقديم حزمة من الحوافز للمستثمرين، بهدف تعزيز موقع السعودية كمركز رئيس وحلقة وصل حيوية في سلاسل الإمداد العالمية.

 

ووفقاً للمبادرة سيتم تطوير استراتيجية موحدة لاستقطاب سلاسل الإمداد العالمية إلى السعودية بهدف جذب استثمارات نوعية وصناعية وخدمية بقيمة 40 مليار ريال (10.7 مليار دولار) خلال العامين الأوليين من إطلاقها.

وأشار الرميان إلى أن ما يجري من جانب عدد من الدول من حظر لخدمات ومنتجات بدلاً من التوسع في الاقتصاد الذي شهدناه طوال العقدين الماضيين يعود بالأسواق العالمية الآن إلى الخلف بدلاً من التقدم إلى الأمام.

كما تحدث الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" ريتشارد أتياس في الجلسة الافتتاحية بعد عرض مرئي حول الاستثمار في الإنسانية عن المسح الاستقصائي الذي أجرته منصة "أبسوس" (IPSOS)، المتخصصة في مجال الإحصائيات والأبحاث على 130 ألف شخص بالغ من 13 دولة يمثلون ما يقارب 50 في المئة من سكان العالم، في محاولة من مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" لتقديم رؤى حول أعلى الأولويات في العالم في ظل التحديات الاجتماعية والبيئية والهوية غير المسبوقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أتياس إن المبادرة قامت بإعداد تقرير حول مجابهة التحديات العالمية من أجل إيجاد حلول لها التي شارك فيها آلاف الأشخاص، موضحاً أن 77 في المئة من المبحوثين متفائلون بمستقبل أفضل، وأن الأمان المالي يعد من أبرز التحديات التي يواجهها 50 في المئة من الأشخاص حول العالم، إضافة إلى الكلفة على الدخل فضلاً عن الاحتباس الحراري والتغير المناخي، ذلك وفق للمسح الذي أجري أخيراً.

وشدد على أهمية العمل الجماعي لتحقيق التأثير الكبير في مجالات دعم الإنسانية، وبخاصة في ظل ما يواجهه العالم من مشكلات عديدة وصعبة ونظام عالمي جديد.

ويشارك خلال أعمال النسخة السادسة من مؤتمر "مبادرة الاستثمار" مجموعة من حائزي جائزة نوبل وعدد من رؤساء الشركات وكبار المستثمرين في محاولة منهم لإيجاد حلول مستدامة لتلبية الحاجات الأساسية لسكان العالم، كما سيتم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد.

ويبلغ عدد المشاركين في النسخة السادسة ستة آلاف مشارك فيما يبلغ عدد المتحدثين 500 متحدث في جلسات المؤتمر التي يبلغ عددها 180 جلسة ستعقد بشكل متزامن، إضافة إلى 30 ورشة عمل وأربعة قمم مصغرة موزعة على أيام المؤتمر الثلاثة. وتتناول تلك النسخة ثلاثة محاور، المحور الأول يتمثل في فهم النظام العالمي الجديد الذي نعيش فيه، والثاني يتمحور حول فهم المخاطر والفرص الناجمة عن النظام العالمي الجديد أو التي ولدها، أما الثالث فيتعلق بمساعدة الأشخاص على فهم الحدود الجديدة المقبلة.