Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير المالية السعودي: الأشهر المقبلة ستكون صعبة على الاقتصاد العالمي

قال محمد الجدعان إن تحول العالم إلى الطاقة النظيفة سيستغرق 30 سنة

حاول العالم خلال العقدين الماضيين الحد من الانبعاثات الكربونية وإعادة تشكيل نظام الطاقة العالمي، إلا أن الأحداث السياسية المفاجئة كانت أسرع من التحول الذي استمر في السير بشكل تدريجي، مما جعل أمن الطاقة حديث المجتمعات لينضم إلى تغير المناخ في قائمة الاهتمامات الرئيسة.

كان هذا جلياً في افتتاح أولى جلسات "مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي انطلق يوم أمس 25 أكتوبر (تشرين الأول)، وتناولت الجلسة التمويل العالمي والتحول للطاقة الجديدة والتحول للطاقة النظيفة، التي تحدث فيها وزير المالية السعودي محمد الجدعان.

وقال الجدعان "أمن الطاقة جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني في السنوات المقبلة، وسنرى تقنيات جديدة لاستغلال الكربون"، مضيفاً "كما اجتمع العالم في لقاح كورونا سيجد حلاً لتوظيف الكربون".

التحول سيستغرق 30 عاماً

وأشار إلى أن بلاده تبذل جهوداً كبيرة لتقليل انبعاثات الكربون، لكن العالم اليوم بحاجة للاستثمار في أمن الطاقة دون الإضرار بأمن المناخ.

وأشار إلى أن التحول في مجال الطاقة ما زال بعيداً "تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري سيستغرق سنوات، ربما تصل إلى 30 عاماً".

 

ومع ما يمر به العالم من أزمات، يمثل التضخم في هذه المرحلة تحدياً كبيراً لجميع الاقتصاديات، فمن ناحية يشكل ارتفاع الأسعار الكبير أزمة تؤثر في تكاليف المعيشة بشكل عام، حيث وصل معدل التضخم إلى مستويات غير مسبوقة.

وعليه أشار وزير المالية السعودي إلى "أن هناك سوء تقدير للتضخم"، وأضاف أنه لا يمكن النظر لدول العالم من زاوية واحدة، يجب أن ننظر للعالم بنظرة مختلفة، ويجب النظر إلى المستقبل من خلال التخطيط والتفاؤل والتأهب".

وأضاف "هناك من ينظر إلى المستقبل بنظرة تشاؤمية، وهناك من ينظر بنظرة تفاؤلية"، وكانت نظرة وزير المالية تفاؤلية أكد من خلالها حاجة العالم المتزايدة للتنسيق من أجل استقرار الاقتصاد.

وحذر الجدعان من الأشهر المقبلة، بالقول "الأشهر الستة المقبلة ستكون صعبة على العالم، وربما السنوات الست المقبلة ستكون جيدة جداً بالنسبة للخليج على رغم ما يمر به العالم من صعوبات، ذات السنوات ستكون صعبة على منطقة الشرق الأوسط كما العالم".

التوازن في سوق النفط

وشارك الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أمين الناصر، في جلسة خلال المبادرة، قال فيها إن السياسات النفطية الحالية تهدف إلى إعادة التوازن إلى سوق النفط بعد صدمة التخفيضات الروسية، مضيفاً "ما زال هناك الكثير من الضبابية في السوق قبل فرض سقف الأسعار المزمع على النفط الروسي".

وحذر الناصر من انخفاض الاستثمار في الطاقة عالمياً، مؤكداً أن الاستثمار لا يكافئ الطلب العالمي المتزايد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول سياسات المناخ والطاقة النظيفة، قال "الشركة ستطلق صندوق استدامة بقيمة 1.5 مليار دولار، وسيتم توجيه الصندوق إلى التكنولوجيا الجديدة والشركات الناشئة التي ستساعد في معالجة قضية تغير المناخ حول العالم".

وختم أمين الناصر حديثه بالقول، إن شركات النفط هي جزء من الحل لتحقيق الهدف المشترك للتصدي للتحديات المناخية.

تنافسية الطاقة الخضراء

ولأن الانتقال نحو اقتصاد أخضر يرتكز على الطاقة المتجددة أصبح يمثل هدفاً رئيساً لدول العالم، مما جعل للطاقة النظيفة اقتصاداً وسوقاً من المتوقع أن تنمو من 880 مليار دولار إلى ما يقرب من تريليونين دولار بحلول عام 2030، إلا أن الاقتصاد العالمي الجديد يقف أمام تحديات خاصة مع الارتفاع الذي نشهده الآن في أسعار السلع مما جعل مصادر الطاقة الجديدة أكثر تنافسية.

لذلك شرعت للطاقة الجديدة عديد من الجلسات الحوارية في جدول أعمال اليوم الثاني من منتدى "مستقبل الاستثمار"، الذي يقيم نسخته السادسة في الرياض لمدة ثلاثة أيام تحت شعار"الاستثمار في الإنسانية تمكين نظام عالمي جديد"

 

وقد أوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، ريتشارد أتياس، أن العالم الآن تغير وينتقل نقلة نوعية نحو النظام العالمي الجديد الذي يتمحور حول كيف يفكر الإنسان بشكل مختلف وكيف يكون الاستثمار بشكل مختلف.

ووفقاً لجدول أعمال المؤتمر من المقرر أن يطرح تساؤل "هل ستتبع التجارة الدولية في مصادر الطاقة المتجددة الخطوط الجيوسياسية نفسها لاقتصاد النفط، أم أنها ستسلك مسارات جديدة؟"، ويتناقش حولها أدلر كيري المؤسس والرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة شركات "SkyPower"، ويرامانيك سايروس مدير عام "M. Klein and Company"، وكذلك نائب الرئيس الأول للاستدامة والسلامة والابتكار في شركة "معادن" السعودية حمد الراشد، وأمينة بكر كبيرة مراسلي "أوبك" ومؤسسة "The Energy & Minerals Group “EMG”".

كما سيناقشون كيف يجب أن يوازن المستثمرون وقادة الأعمال بين ضمان الإمداد وإنجاز أجندات الطاقة المتجددة العالمية؟ وما هي أشكال الطاقة الجديدة التي تمثل أعظم وعد لأمن الطاقة وعائد الاستثمار؟ كل هذه الأسئلة ستناقش في جلسة اليوم.

ومع الجهود المبذولة في مجال الطاقة البديلة ما زالت قاصرة عن الوفاء بحاجات العالم لتكون بديلاً كاملاً عن النفط والغاز الطبيعي والفحم.

ومع حرص الحكومات الوطنية على وضع مسارات طويلة الأجل للوفاء بالالتزامات العالمية، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ، فقد أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق عن أن البنية التحتية لمشروع "ذا لاين" ستتراوح بين 100 و200 مليار دولار، وستكون مدينة خالية من الكربون.

وسيطرح نقاش المدن قليلة أو عديمة الكربون مع رئيس "غلوبال كابيتال فاينانس" فهد السيف، الذي يحاوره الرئيس التنفيذي للمجموعة "HSBC Holdings PLC" كوين نويل، حول بناء واستدامة البنية التحتية منخفضة الكربون التي يمكن أن تتحمل تغير المناخ والتي من الممكن أن تكلف 6.9 تريليون دولار سنوياً.

كما تتضمن جلسات المنتدى "مبادرة مرونة سلسلة التوريد العالمية" بحضور وزير الاستثمار السعودي، ووزير الاقتصاد والمستشار الخاص لصندوق الاستثمارات العامة ليفريس أندرو، و وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، وكذلك مستشار "أبكو" العالمية.

ويأتي في جدول أعمال اليوم الثاني من "دافوس الصحراء" عديد من الجلسات المتنوعة بمشاركة متحدثين كبار لطرح رؤيتهم حول الوضع الحالي لقطاع التمويل والاقتصاد العالمي ويناقش فيها خبراء الاقتصاد والتنفيذيون الدوليون تحديات الاستثمار وآفاقه المستقبلية الواعدة.

وقد شهدت جلسات اليوم الأول ازدحاماً بحضور ستة آلاف مشارك من دول العالم و500 متحدث من قطاعات مختلفة، الذي كان حافلاً بالاجتماعات والندوات التي حملت في طياتها قضايا "الاستثمار في الإنسانية "، وقضايا الطاقة والمناخ والاقتصاد الرقمي والعملات الرقمية، وطرح مشكلات الإنسان الذين يعيش أصعب أوقاته على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية كافة.

وعلى هامش أعمال النسخة السادسة من مبادرة مستقبل الاستثمار وقعت وزارة الاستثمار ست مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة وجودة الحياة والصناعات الدفاعية والنقل والتقنية الحيوية والمالية التي تأتي استكمالاً لجهود وأهداف السعودية في جذب الاستثمارات الأجنبية.

اقرأ المزيد