Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يسعى للعودة إلى رئاسة الوزراء وسوناك يخوض السباق

إذا حصل أحدهما على دعم 100 من النواب المحافظين من أصل 350 في البرلمان فسيعلن رئيساً للوزراء

يحاول بوريس جونسون جاهداً تأمين ما يكفي من الدعم ليصبح رئيس وزراء بريطانيا المقبل بعدما تكتلت شخصيات بارزة في الجناح اليميني لحزب المحافظين خلف الرجل الذي اتهم بخيانته في السابق، ألا وهو ريشي سوناك.

وأكد سوناك وزير المالية السابق البالغ من العمر 42 سنة، الأحد 23 أكتوبر (تشرين الأول)، خوض المنافسة ليحل محل ليز تراس وتعهد بمعالجة "الأزمة الاقتصادية العميقة" في البلاد "بنزاهة ومهنية ومساءلة".

وقال سوناك، الرجل الذي اتهمه أنصار جونسون بالتسبب في إنهاء فترة رئيس الوزراء السابق التي امتدت لثلاثة أعوام "أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا".

واستقال سوناك من الحكومة في يوليو (تموز)، مما أدى إلى تمرد لم يسبق له مثيل من الوزراء ضد جونسون.

العودة من الكاريبي

ويمثل إعلان المرشح الأوفر حظاً تحدياً قوياً أمام جونسون الذي عاد من عطلة في منطقة البحر الكاريبي في محاولة لتأمين دعم 100 نائب قبل تصويت للمشرعين من حزب المحافظين، غداً الإثنين.

وخلال الفترة التي قضاها في داونينغ ستريت كان جونسون يتمتع بدعم عدد من التيارات المختلفة في الحزب، بما في ذلك اليمينية منها التي قادت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

لكن هذه المرة قال داعمون سابقون لجونسون إنه يجب أن يتراجع مشيرين إلى أن البلاد بحاجة إلى الاستقرار بعد أن أدت الفوضى خلال الأسابيع الستة التي تولت فيها تراس السلطة إلى اضطرابات في الأسواق المالية، مما أضر بقيمة الجنيه الاسترليني.

ولا يزال جونسون أيضاً يخضع لتحقيق تجريه لجنة الامتيازات بالبرلمان حول ما إذا كان ضلل مجلس العموم في شأن حفلات استضافها مقره بداونينغ ستريت في خضم جائحة "كوفيد-19" وربما يجبر على الاستقالة أو يوقف عن العمل إذا ثبتت إدانته.

وقال ستيف بيكر، وهو نائب مؤثر في جناح اليمين بالحزب، لشبكة "سكاي نيوز"، "هذا ليس الوقت المناسب لأسلوب بوريس في الإدارة. بوريس سيكون كارثة مؤكدة".

وتشهد بريطانيا معركة جديدة على القيادة بعدما أرغمت تراس على الاستقالة بسبب سياساتها الاقتصادية التي أدت إلى تصاعد كلف الاقتراض ومعدلات الرهن العقاري في وقت ارتفعت فواتير الطاقة والغذاء.

ويتنافس كل من سوناك وجونسون ووزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت لنيل المنصب وسيكون الفائز هو خامس رئيس وزراء في البلاد خلال ستة أعوام.

شعبية منهارة

يعد احتمال تولي جونسون رئاسة الوزراء مرة أخرى مسألة مثيرة للاستقطاب لكثيرين في حزب المحافظين المنقسم مع تراجع شعبيته أيضاً بين الناخبين قبل إجباره على التنحي.

بالنسبة إلى بعض النواب فهو لديه القدرة على الفوز بأصوات وكسب شعبية في أنحاء البلاد نظراً إلى هالة المشاهير التي يتمتع بها وتفاؤله المعهود. أما لآخرين، فهو شخصية ضارة ربما تفشل في توحيد الحزب، بالتالي قد تقوض الجهود المبذولة لبناء قيادة مستقرة لتهدئة الأسواق المالية المضطربة.

ويتقدم سوناك في السباق لنيل دعم المشرعين وذكرت "سكاي نيوز" أنه حصل على دعم 140 نائباً بينما حصل جونسون على 59 ولم يعلن نحو 130 مشرعاً موقفهم علناً.

وإذا وقع الاختيار على سوناك فسيكون أول رئيس وزراء بريطاني من أصل هندي.

وهاجرت أسرته إلى بريطانيا في الستينيات وهي الفترة التي وصل خلالها كثر آتين من المستعمرات البريطانية السابقة للمساعدة في إعادة إعمار البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.

وبعد تخرجه في جامعة أكسفورد، التحق بجامعة ستانفورد حيث التقى بزوجته أكشاتا مورتي، ابنة الملياردير الهندي أن آر نارايانا مورتي، مؤسس شركة "إنفوسيس" الهندية العملاقة في مجال التعهيد.

وجذب سوناك اهتمام العامة للمرة الأولى عندما أصبح وزيراً للمالية في عهد جونسون مع ظهور جائحة "كوفيد-19" في البلاد وكان عمره وقتها 39 سنة وطور خطة إجازات لدعم الملايين خلال الفرض المتكرر لإجراءات الإغلاق.

وعلى رغم استطلاعات الرأي التي تظهر أن سوناك أكثر شعبية في البلاد، فهو لا يتمتع بشعبية كبيرة بين أطياف عدة من أعضاء الحزب بعدما ألقوا باللوم عليه في إطاحة جونسون.

ووفقاً لقواعد المنافسة التي تجرى على عجل، إذا حصل مرشح واحد فقط على دعم 100 من النواب المحافظين من أصل أكثر من 350 في البرلمان، فسيتم إعلانه رئيساً للوزراء، غداً الإثنين.

وإذا حصل اثنان من المرشحين على هذا المستوى من الدعم، فسيخوضان تصويتاً على مستوى أعضاء الحزب مع إعلان الفائز، يوم الجمعة.

ويقول أنصار جونسون إنه حصل على دعم أكثر من 100 مشرع، لكن كثيرين يلتزمون الصمت لأنهم ما زالوا يشغلون مناصب حكومية.

المعركة

وفي السياق طغت معركة جونسون مع سوناك على عناوين الصحف، السبت. وعنونت صحيفة "اندبندنت" "جونسون وسوناك يتنافسان بينما تتلاشى آمال الوحدة"، فيما كتبت "الغارديان" "القبائل المحافظة تذهب إلى الحرب".

وبث تلفزيون "سكاي نيوز" لقطات لطائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية آتية من الكاريبي تهبط عند الساعة 10.15 (09.15 ت غ) في مطار غاتويك وتقل جونسون.

ومساء الجمعة، قال جيمس دودريدج، حليف جونسون في البرلمان، إنه تحدث إلى "رئيسه"، مضيفاً "لقد قال سنقوم بذلك، أنا جاهز".

الأرقام

ونال سوناك دعم أكثر من 100 نائب، وهو الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين وبالتالي الوصول إلى داونينغ ستريت.

في المقابل، نقل دودريج أن جونسون حصل على دعم أكثر من 100 نائب، لكن لم يتم تأكيد ذلك. وعدد داعميه أقل بكثير بحسب وسائل إعلام.

ووفق موقع "غيدو فاوكس" الذي يتابع السباق من كثب حصل سوناك على دعم 123 نائباً حتى مساء السبت، متقدماً على جونسون (72) وموردنت (25).

وأمام المرشحين حتى ظهر الإثنين لتقديم هذه التزكية. بعد ذلك، يتعين على النواب إما الاتفاق على اسمين يجب على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفاً اتخاذ قرار بشأنهما من طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول الجمعة 28 أكتوبر، وإما على اسم واحد يتولى بأثر فوري منصب رئيس الوزراء.

"بارتي غيت" والعودة إلى الوراء

ويجري قسم كبير من السباق في الكواليس، إذ يحاول جونسون وسوناك اللذان كانا على خلاف منذ الصيف الماضي، الحصول على مزيد من الدعم.

وقال وزير العدل السابق دومينيك راب لـ"سكاي نيوز" "لا يمكننا العودة إلى الوراء. لا يمكن أن نشهد حلقة أخرى من مسلسل بارتي غيت"، في إشارة إلى إقامة حفلات في مقر رئاسة الحكومة على رغم القيود الصارمة التي فرضت في خضم الجائحة.

واتسمت الأشهر الأخيرة لحكم جونسون بفضائح عدة، بينها "بارتي غيت" التي اعتقدت الشرطة أنه خالف القانون فيها.

ولا يزال جونسون يخضع لتحقيق تجريه لجنة المعايير البرلمانية، ما قد يؤدي نظرياً إلى تعليق عمله في البرلمان أو حتى طرده.

وحذر الزعيم السابق لحزب المحافظين وليام هيغ من أن عودة جونسون ستؤدي إلى "دوامة موت" بالنسبة إلى الحزب.

وقال "قد تكون أسوأ فكرة سمعتها منذ 46 عاماً منذ أن أصبحت عضواً في حزب المحافظين".

وأكد ديفيد فروست، حليف جونسون المقرب خلال "بريكست"، في تغريدة أنه يجب "المضي قدماً" مضيفاً "ليس عدلاً المجازفة بتكرار فوضى واضطراب العام الماضي".

لكن الضربة الأشد جاءت من ستيف باركلي مدير مكتبه السابق الذي أعلن دعمه سوناك. وكتب على "تويتر" "بلدنا يواجه تحديات اقتصادية كبيرة وريشي هو الأفضل للتعامل معها".

دعم قوي

غير أن جونسون يمكنه دائماً الاعتماد على دعم قوي، خصوصاً من وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتل.

ورأى النائب المحافظ أندرو ستيفنسون "أنه زعيم أثبت نفسه".

أضاف "لم يمنحنا هذا الانتصار التاريخي في الانتخابات العامة لعام 2019 فحسب، بل حصل أيضاً على بريكست ووضع أوسع انتشار للقاح في أوروبا ووقف إلى جانب حلفائنا في أوكرانيا".

ورئيس الوزراء المقبل سيكون الخامس منذ عام 2016، عندما صوتت المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

المزيد من دوليات