Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تواجه انقطاع الكهرباء والغاز في عز أشهر البرد

مخاوف من وفيات كبار السن والمرضى في فترة الشتاء نتيجة أزمة الطاقة

تزايد الاحتمالات لمواجهة المواطنين البريطانيين انقطاع الكهرباء والغاز عن منازلهم لفترة ثلاث ساعات يومياً (أ ف ب)

أكدت شبكة توزيع الكهرباء والغاز الطبيعي في بريطانيا احتمال مواجهة المواطنين البريطانيين انقطاع الكهرباء والغاز عن منازلهم لفترة ثلاث ساعات يومياً في أكثر الأوقات برودة في الشهرين الأولين من العام المقبل. وكانت الشبكة سبق وأعلنت سيناريوهات عدة لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار الطاقة بالجملة، واحتمالات عدم توفر الغاز والكهرباء من أوروبا، لكنها ذكرت وقتها أن السيناريو الأساسي لا يتضمن سوى احتمال انقطاع الطاقة لفترات بسيطة.

لا تعتمد بريطانيا على واردات الغاز الطبيعي من روسيا بشكل مباشر إلا في حدود ضيقة جداً، لكنها تعتمد بكثافة على خطوط الربط التبادلي للكهرباء مع دول أوروبية عبر كابلات بحرية تسمح بنقل الكهرباء من أوروبا إلى بريطانيا في حال زيادة الضغط على الشبكة البريطانية. وكذلك على خطوط أنابيب الغاز التبادلية بين بريطانيا ودول أوروبا الغربية التي تسمح بتصدير الغاز لبريطانيا من أوروبا في حال زيادة ضغط الاستهلاك في الجانب البريطاني من الخطوط والعكس بالعكس.

في كلمة له أمام مؤتمر تحولات الطاقة الذي تنظمه صحيفة "الفاينانشيال تايمز"، قال رئيس الشبكة البريطانية للطاقة جون بيتيغرو محذراً المواطنين في بريطانيا أن انقطاع الكهرباء والغاز عن المنازل قد يكون يومياً وفي الفترة من الساعة 4 عصراً حتى الساعة 7 مساء، وهي الفترة الأشد برودة من اليوم في فصل الشتاء، بخاصة في شهري يناير (كانون الأول) وفبراير (شباط)، وهي أشد الفترات قسوة من ناحية برودة الجو. وأضاف أن ذلك سيحدث "إذ لم تكف إمدادات الغاز من أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا".

الترشيد في أوروبا

ومع دخول فصل الشتاء وزيادة الطلب على الطاقة، تواجه دول أوروبا أزمة شديدة بسبب نقص إمدادات الغاز الروسية التي إما أوقفتها روسيا عبر بعض خطوط الأنابيب أو امتنعت أوروبا عن استيرادها ضمن حزم العقوبات التي تفرضها على روسيا بسبب حرب أوكرانيا. وعلى رغم زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال غالي الثمن من الولايات المتحدة إلى أوروبا، وسعي الدول الأوروبية إلى تأمين واردات الغاز الطبيعي المسال من منتجين آخرين في الشرق الأوسط إلا أن ذلك لا يكفي لتعويض غياب إمدادات الغاز الروسية.

وكانت وكالة الطاقة الدولية حذرت الدول الأوروبية بأنها بحاجة إلى ترشيد استهلاك الطاقة بشكل أكبر كي تخفض استهلاكها بنسبة 10 في المئة على الأقل لتتمكن من مواجهة النقص الحالي في إمدادات الطاقة. إلا أن الترشيد لن يكون كافياً لتفادي الأزمات بخاصة مع زيادة الطلب الاستهلاكي في فصول الشتاء شديدة البرودة.

وضمن خطط الترشيد والحد من انقطاع الكهرباء والغاز عن المواطنين في الدول الأوروبية لفترات طويلة، لن يكون متاحاً أن تمد تلك الدول بريطانيا بما تحتاج إليه شبكة الطاقة البريطانية في أوقات ذروة الاستهلاك.

وكانت السيناريوهات التي أعلنتها الشبكة البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر تضمنت احتمال نقص الإمدادات من أوروبا، لكن ذلك اعتبر السيناريو الأكثر تشاؤماً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاءت تصريحات بيتغرو أمام المؤتمر لتجعل ذلك السيناريو أقرب للتحقق واحتمال انقطاع الكهرباء والغاز عن مناطق مختلفة من بريطانيا في أغلب أيام الأسبوع وخلال تلك الفترة شديدة البرودة من اليوم. وحاول رئيس الشبكة طمأنة الجمهور بالقول إن الشبكة لم تغير بعد السيناريو الأكثر احتمالاً، وهو أن تتوفر لبريطانيا إمدادات كافية لتوفير الطاقة اللازمة للشبكة.

لكنه أضاف "في سياق الأمور المرعبة التي تحدث في أوكرانيا، وتبعات ذلك فمن الصحيح أن نضع تصوراً لاحتمالات الأخطار الواردة نتيجة ذلك". وأضاف أن الأمور قد تزداد سوءاً حتى عن ذلك السيناريو التشاؤمي في حال لم تكن الرياح قوية بما يكفي في الأشهر المقبلة، مما سيعني انخفاض الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها بالرياح. وسيعني ذلك أيضاً عدم توفر إمدادات لبريطانيا من أوروبا، لأن انخفاض الطاقة من الرياح سيكون في أوروبا أيضاً، وسيشكل ضغطاً على قدرتها إمداد بريطانيا بأية طاقة.

مخاوف وتدابير

يذكر أن أزمة الطاقة تعود إلى ما قبل الحرب في أوكرانيا، وتحديداً منذ صيف العام الماضي، إذ أخذت أسعار الغاز الطبيعي في الارتفاع بالتالي صعدت أسعار الجملة للكهرباء، لأن أغلب محطات التوليد تعمل بالغاز. كذلك كان موسم الحرارة والجفاف مؤثراً في عمل محطات الطاقة النووية فتوقفت مفاعلات كثيرة بخاصة في فرنسا التي تملك أكبر أسطول لمحطات الطاقة النووية في أوروبا. وأيضاً أدى توقف الرياح أغلب الوقت إلى هبوط شديد في إنتاج محطات توربينات الرياح.

وعانت بريطانيا وقتها من أعطال أصابت اثنين من الكابلات البحرية الأربعة التي تمر تحت مياه القنال الإنجليزي وتربطها بالقارة الأوروبية. وأخذ إصلاح العطب الناتج من الحريق في الكابلين عدة أشهر. ويضاف الآن تطور نقص إمدادات الطاقة من روسيا إلى أوروبا وعدم كفاية الغاز المنتج من النرويج وغيرها لتلبية الطلب.

ويخشى في بريطانيا أنه في حال السيناريو الأسوأ وانقطاع الطاقة لساعات عدة يومياً أن يؤدي ذلك إلى ضرر شديد على الفئات الأكثر عرضة للخطر من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وقد يصل ذلك إلى حد حدوث وفيات. لذا تتخذ الشبكة البريطانية تدابير لمحاولة تأمين إمدادات الكهرباء والغاز لمنازل تلك الفئات الأكثر عرضة للخطر في وقت انقطاع الطاقة عن البيوت في منطقتهم.

المزيد من دوليات