Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقص موظفي الصحة "أكبر" خطر يهدد مرضى تعفن الدم في بريطانيا

حصري: الدكتور رون دانييلز ينبه إلى أن مرافق الخدمات الصحية الوطنية تعاني وضعاً "هشاً" ونقص القوى العاملة هو أحد أكبر أسباب الضرر المحتملة

مرافق هيئة الخدمات الصحية تعاني وضعاً هشاً منذ تفشي وباء كوفيد (غيتي)

قرعت مؤسسة خيرية كبرى في المملكة المتحدة جرس الإنذار منبهة إلى أن أزمة نقص الموظفين التي تلوح في الأفق في مرافق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"  NHS، قد تتسبب في وفاة مزيد من المرضى المصابين بتعفن الدم (الذي يعرف أيضاً بالإنتان).

وقد أبلغ عديد من الأطباء مؤسسة "يو كي سبسيس تراست"  UK Sepsis Trust (جمعية خيرية تقدم الدعم للأفراد المتضررين من حالات تعفن الدم) أن النقص في الموظفين، والأعداد الكبيرة من المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، هما من أكثر العوائق التي تمنعهم من اتباع الإرشادات الوطنية لمعالجة المصابين بهذا المرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف الرئيس التنفيذي للمؤسسة المذكورة الدكتور رون دانييلز، وضع مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" بأنه "هش"، معتبراً أن النقص في القوى العاملة هو "من أكبر مسببات الضرر المحتملة" في إطار  تشخيص حالات الإصابة بتعفن الدم.

تجدر الإشارة إلى أن مرض إنتان الدم المهدد للحياة يمثل إحدى مضاعفات إصابة الجسم بعدوى ما، حيث يؤدي تفاعل جهاز المناعة الحاد مع تلك العدوى إلى إتلافه لأنسجة الجسم نفسها وأعضائه.

وفي تقرير صادر عن المؤسسة، اطلعت عليه "اندبندنت"، أقر 65 طبيباً من نحو 100 في المملكة المتحدة،  بعدم تمكنهم من اكتشاف حالات تعفن الدم في الوقت المناسب، موضحين أن السبب الأكثر شيوعاً لذلك كان النقص في الموظفين، إلى جانب "ارتفاع عدد الحالات المرضية".

ونبه الدكتور دانييلز إلى أن العاملين قد يجدون صعوبة متزايدة في تشخيص الإنتان في الأشهر المقبلة مع تفاقم أزمة التوظيف. وقال لـ "اندبندنت" إن "مرافق هيئة الخدمات الصحية تعاني وضعاً هشاً بعد وباء كوفيد... وقد أصبح تغيب الموظفين واقعاً ملموساً على نحو روتيني داخل المستشفيات في الوقت الراهن. يعود هذا جزئياً إلى ترك العاملين لوظائفهم من جهة، وإلى وجود عدد كبير من الحالات المرضية التي يتعين التعامل معها من جهة ثانية، وكذلك إلى استمرار وجود موظفين في إجازات مرضية".

وأشار دانييلز إلى أن "مشكلة أخرى تسببت فيها جائحة كوفيد، وهي عدم تركيز الأطباء على الحالات الأخرى. من المهم للغاية الآن أن نعاود تدريب المهنيين الصحيين في المملكة المتحدة لتحديد حالات الإنتان بسرعة وعلاجها بأقصى سرعة"، وأضاف: "أعتقد أن النقص في الموظفين هو أحد أكبر الأسباب المحتملة للضرر الذي يواجهه الناس عندما يصابون بتعفن الدم، ونحن بحاجة إلى معالجته على نحو عاجل".

كما رأى الدكتور دانييلز أنه كان "محتماً" تعرض رعاية مرضى الإنتان والقدرة على تشخيص الأعراض للخطر، إذ إن "هذه الحالات لم يجر التعامل معها كما يجب في الوقت الراهن، بسبب النقص في عدد الموظفين، والإرهاق الذي طغى على العاملين المناوبين في الخدمات الصحية".

الدكتور رون دانييلز الذي هو أيضاً استشاري طبي في برمنغهام، لفت الانتباه إلى أن الأفراد الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف تدفئة منازلهم، أو اتباع نظام غذائي سليم هذا الشتاء، قد يكونون عرضة بشكل خاص لخطر الإصابة بالالتهابات وتعفن الدم.

"قلق بالغ"

من الحالات التي لم يتلق أصحابها علاجاً في الوقت المناسب، الشاب تيم مايسون الذي توفي في شهر مارس (آذار) من عام 2018، عن عمر ناهز 21 سنة، نتيجة عدم معالجة إصابته بالإنتان في "مستشفى ميدستون أند تانبريدج تراست"  Maidstone and Tunbridge wells NHS Trust. وقد فارق الحياة بعد 24 ساعة فقط من معاناته من قيء شديد، وإصابته بالتهاب السحايا الذي لم يتم التعرف عليه.

وقد دفعت وفاته بمحققين قانونيين إلى توجيه تحذير إلى كل من المستشفى و"هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا"  NHS England، بوجوب التنبه إلى حالات الإنتان وتأمين الرعاية الصحية المناسبة للمصابين بها.

والدة تيم، فيونا مايسون روت لـ "اندبندنت" ما حصل مع ابنها، فأوضحت أنه بعد انتظار لساعات طويلة، تم إدخاله في نهاية المطاف إلى قسم "الحوادث والطوارئ"  A&E، حيث جرى إعطاؤه مسكنات للألم وأدوية مضادة للتقيؤ. لكن الأطباء أخرجوه بعد ذلك، على الرغم من ارتفاع درجة حرارته وتزايد معدل ضربات القلب لديه وعدم قدرته على المشي. وعندما عاد إلى قسم الطوارئ، كانت حالته الصحية قد تدهورت بشكل كبير، وكان يلاقي صعوبة بالغة حتى في الجلوس على الكرسي.

بعد معاينته، نقل إلى وحدة الإنعاش في غرفة الطوارئ حيث نصح الأطباء بإدخاله في غيبوبة طبية، لم يستيقظ منها قط، وما لبث أن توفي في وقت لاحق. وقالت السيدة مايسون إنه "لو لم يتم إخراجه من المستشفى بداية، ولو تمت معالجته على الفور، لكان من الممكن إنقاذ حياته".

وأضافت "إنني بصدق أشعر بقلق بالغ فيما قد يحدث في الأشهر أو السنوات المقبلة إن لم يتم البحث بشكل جدي في طرق معالجة تعفن الدم المتبعة في البلاد، وفي أهمية نشر الوعي بين عامة الناس والممرضين والأطباء في العيادات والمستشفيات. وأشارت إلى أن وفاة ابنها "حدثت قبل وقوع النقص الحاد المرتقب في عدد الموظفين هذا الشتاء، الذي تعانيه البلاد منذ نحو عامين بسبب تفشي جائحة كوفيد".

ورأت والدة تيم أنه "ما زال هناك نقص في الوعي لدى الأطباء في المستشفيات وأطباء العيادات العامة، حيال حالات الإصابة بالإنتان". وقالت إنه "على الرغم من التحسينات والتغييرات التي تم اعتمادها في المستشفى الذي قصدناه، إلا أن هناك كثيراً من المستشفيات التي لم تتخذ بعد أية خطوات في هذا المجال، مما يجعل خطر سوء تشخيص هذه الحالة الطبية محتملاً في الأشهر المقبلة".

وختمت السيدة مايسون بالقول إنه "مع النقص الحاصل في الموظفين بالتالي التزايد في عدد الذين يتعين تشخيصهم لجهة الإصابة بحالات تعفن دم محتملة خطيرة، فإنني أرتعد خوفاً عندما أفكر في ما سيتم إغفاله في الأشهر المقبلة".

© The Independent

المزيد من صحة