Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السيخ يطالبون بدولتهم المستقلة في الهند... من كندا

الحملة التي يقوم بها السيخ المقيمون في الخارج من أجل "انتزاع" أقليم البنجاب من الهند هي قضية خلافية بشكل متزايد على صعيد العلاقات الهندية - الكندية

أعضاء من منظمة "السيخ من أجل العدالة" يحتشدون في مسيرة ضد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في ساحة لافاييت على الجانب الآخر من الطريق المؤدي إلى البيت الأبيض عام 2020 (غيتي)

أصدرت الحكومة الهندية أكثر بياناتها حدة حتى الساعة حول ما تسميه "نشاطات معادية للهند" آتية من كندا. البيان أعرب عن قلق الهند وخيبة أملها إزاء ما يبدو أنه امتناع أوتاوا عن اتخاذ إجراءات فعلية بخصوص هذه المسألة.

هذا البيان جاء في أعقاب مشاركة آلاف من السيخ الكنديين في عملية تصويت غير رسمية في وقت باكر من هذا الأسبوع، أطلق عليه اسم "استفتاء خالستان" للتعبير عن دعمهم لإقامة دولة قومية مستقلة للسيخ يجري فصلها عن نيودلهي شمال الهند.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي حين دافعت السلطات الكندية عن هذا النشاط على أنه كان [مجرد] ممارسة لحرية التعبير، اتهمت وزارة الخارجية الهندية كندا بالسماح لمتطرفين بتنفيذ "عمليات ذات دوافع سياسية" وهي "مرفوضة بشكل قاطع" لما تمثله من تهديد لسلامة الهند.

وفي تحذير أصدرته يوم الجمعة إلى مواطنيها وطلابها الموجودين في كندا، نبهت الهند هؤلاء إلى [وجوب] "توخي الحذر والبقاء متيقظين" وسط "ارتفاع حاد" في جرائم الكراهية والعنف الطائفي هناك.

ونظراً إلى أن المهاجرين من الهند يشكلون 1.4 في المئة على الأقل من سكان كندا، وبينهم عدد كبير من السيخ، فإن الحملة الـ "خالستانية" تتحول بشكل متزايد إلى موضوع ذي حساسية في العلاقات بين نيودلهي وأوتاوا.

ما هو استفتاء "خالستان"؟

هذا "الاستفتاء" غير الرسمي هو عملية تصويت تم تنظيمها في دول عدة من قبل منظمة "السيخ من أجل العدالة" والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، والمحظورة في الهند منذ العام 2019 بسبب "تبنيها [أنشطة] انفصالية ومتشددة".

ويسعى الاستفتاء الى تأكيد الاجماع بين مجتمعات السيخ على إنشاء وطن منفصل داخل الهند، والذي سوف يعرف باسم "خالستان".

اقتراح [القيمين على هذا الاستفتاء] عموماً من أجل تحقيق هذا الهدف هو اقتطاع ولاية البنجاب الهندية، وهي الولاية الوحيدة التي يشكل السيخ معظم سكانها في البلاد.

وتفيد المجموعة التي تقوم بالحملة بأنها ستتواصل مع منظمة الأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان العالمية الأخرى، للمطالبة بإعادة تأسيس "البنجاب كدولة قومية".

ويترأس منظمة "السيخ من أجل العدالة" التي تأسست عام 2007، غورباتوانت سينغ بانون، وهو خريج كلية القانون في جامعة البنجاب ويعمل حالياً محامياً في الولايات المتحدة.

 

وكانت الجماعة أعلنت أول الأمر في عام 2018 أنها ستجري عملية تصويت غير رسمية، أطلق عليها حينذاك اسم" استفتاء 2020"، في عدد من الدول حيث يعيش عدد كبير من السيخ في الشتات، وذلك بهدف "تحرير البنجاب من الاحتلال الهندي".

وبحسب ما جاء في موقع المنظمة الإلكتروني، "أعلنت منظمة السيخ من أجل العدالة في لندن [في أغسطس (آب) 2018] أنها ستجري أول استفتاء غير ملزم من نوعه على الإطلاق في مجتمع السيخ العالمي حول مسألة الانفصال عن الهند وإعادة تأسيس البنجاب كدولة مستقلة".

وقالت المنظمة إنها خططت لتنظيم الاستفتاء في البنجاب إلى جانب مدن رئيسة في أميركا الشمالية وأوروبا واستراليا ونيوزيلاندا وماليزيا والفيليبين وسنغافورة وكينيا والشرق الأوسط.

وزعمت السلطات الهندية في البنجاب بأن باكستان تقوم بالترويج لمنظمة "السيخ من أجل العدالة" ولحملة "استفتاء 2020" وتمويلهما [لاستعمالهما] كأداة لزعزعة استقرار الهند.

وساقت وكالات الاستخبارات الهندية [معلومة مفادها] أن منظمة "السيخ من اجل العدالة" تشارك نطاقها الخاص مع موقع إلكتروني مقره باكستان، وهذ دليل على [العلاقة المشبوهة بينهما].

وهناك نحو عشرات القضايا المسجلة ضد منظمة "السيخ من أجل العدالة" ورئيسها بانون في الهند، بما في ذلك ثلاث في البنجاب.

ما الذي حدث في كندا؟

شارك عدد قيل إنه يبلغ 100 ألف شخص في الـ 19 من سبتمبر (أيلول) في استفتاء خالستان في مدينة برامبتون الكندية من أجل التصويت لمصلحة المطالبة بإقامة وطن مستقل للسيخ في الهند.

وأظهرت صور وفيديوهات تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعض السيخ وهم يحملون أعلاماً صفراء كتبت عليها كلمة "خالستان"، ويصطفون في أرتال طويلة من أجل الإدلاء بأصواتهم.

وتم تشويه معبد هندوسي في إيتوبيكوك في تورنتو في وقت سابق من هذا الأسبوع، إذ كتبت على أحد جدرانه عبارة "تحيا خالستان" باللون البرتقالي.

وأجري استفتاء مماثل في لندن خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 ادعى ناشطون أن ما يتراوح بين 10 و12 ألف شخص قد شاركوا فيه، إلا أن تقارير أخرى تفيد بأن عدداً يقدر بـ 100 إلى 150 شخصاً فقط كانوا قد حضروا في الساعات الأولى من الاستفتاء.

ماذا قالت الحكومة الهندية؟

وتقول الهند إنها تتعامل بنشاط مع كندا وحكومات أخرى في شأن قضية "خالستان".

وقال أريندام باجشي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، في إحاطته الإعلامية الأسبوعية يوم الخميس الفائت "لقد أجريت العملية المضحكة من قبل المتطرفين والعناصر الراديكالية التي تؤيد ما يسمى باستفتاء ’خالستان‘ في كندا وأماكن أخرى كما أعتقد". وأضاف أن "القضية أثيرت مع السلطات الكندية من خلال القنوات الدبلوماسية".

وأشار المتحدث بأن الحكومة الكندية قد كررت التأكيد على أنها تحترم سيادة الهند ووحدة أراضيها، وأنها لن تعترف بما يسمى بالاستفتاء.

وتابع، "ومع ذلك نجد أنه من غير المقبول بشدة السماح للعناصر المتطرفة بإجراء نشاطات ذات دوافع سياسية في بلد صديق. أنتم جميعاً على علم بتاريخ العنف في هذا الصدد".

وأوضح باجشي الذي أصدر تحذيراً للمواطنين الهنود يوم الجمعة، أن [السلطات الهندية] أثارت المسألة مع السلطات الكندية من أجل الدعوة إلى إجراء تحقيق في جرائم الكراهية. وأضاف، "لم يتم تقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة حتى الآن".

هذا وقد حثت وزارة الخارجية الهندية المواطنين والطلاب الهنود في كندا على التسجيل لدى المفوضية السامية للهند عبر بوابة إلكترونية، حتى يكون من الممكن التواصل معهم في أوقات الطوارئ.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات