Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصعيد حوثي في تعز يهز أساس الهدنة الهشة في اليمن

تتزامن الاشتباكات الجديدة مع مفاوضات عمان الرامية إلى رفع الحصار عن المدينة

تجدد الاشتباكات العنيفة في تعز لأول مرة منذ تجديد الهدنة الشاملة (أ ب)

تواصلت الاشتباكات العنيفة منذ، الإثنين الـ29 من أغسطس (آب)، بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، التي تعد الأعنف منذ بدء سريان الهدنة الأممية التي تم تمديدها للمرة الثالثة على التوالي مطلع أغسطس الحالي.

وأفادت مصادر محلية أن الجيش اليمني صد هجوماً شنه الحوثيون في محاولة منهم لقطع الطريق الوحيد الواصل بين مدينة تعز والمناطق المحررة، مما تسبب في سقوط عشرات الجرحى والقتلى في صفوف الطرفين.

وتحدث مصدر عسكري في قوات الجيش اليمني لـ"اندبندنت عربية"، قائلاً إن "الاشتباكات التي دارت مع الحوثيين في منطقة الضباب (غرب تعز) أسفرت عن مقتل عشرة من أفراد قوات الجيش وجرح عشرة آخرين". 

قطع الطريق الوحيد إلى تعز

وأضاف المصدر العسكري، "شنت ميليشيات الحوثي هجوماً عنيفاً بالتفافة مفاجئة في محاولة منها لإحداث اختراق في جبهة الضباب لقطع الطريق الوحيد المؤدي إلى المدينة المحاصرة والخاضعة لسيطرة الشرعية". 

وقال المركز الإعلامي لمحور تعز التابع لقوات الجيش اليمني إن قوات الجيش "خاضت اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثي في منطقة الضباب، غرب مدينة تعز".

وأضاف، "أسفرت الاشتباكات عن مقتل 23 عنصراً من عناصر الميليشيات خلال تصدي الجيش للهجوم في غرب المدينة". 

وأشار إلى أن الهجوم استمر نحو عشر ساعات، وصاحبه قصف عنيف بمختلف الأسلحة طال القرى المأهولة في الضباب. 

وقال المركز إن الاشتباكات اندلعت إثر "محاولة مجاميع حوثية التسلل إلى منطقة الضباب في المدخل الغربي لمدينة تعز، حيث يمر منها طريق رئيس وحيد تسيطر عليه قوات الجيش، يربط مركز المدينة بالمديريات الأخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعترف المركز أن الاشتباكات التي دارت أسفرت عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين من قواته.

ولم تتحدث الميليشيات الحوثية عن أي هجوم على تعز، إلا أنها ألقت باللائمة في وقوع قتلى مدنيين على قوات الشرعية التي اتهمتها باستهدافهم في قصف عشوائي.

هجوم جوي

وأفاد المركز الإعلامي لمحور تعز بأن الدفاعات الجوية للجيش تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة تابعة للحوثيين في تلة منيف (شرق المحافظة).

وفي هذا الشأن قال الباحث والخبير العسكري، علي الذهب، إن "الهجوم مرتبط بالمفاوضات الجارية في عمان، في شأن توسيع اتفاق الهدنة، حيث يحاول الحوثيون خلق حالة من القلق إزاء مستقبل الهدنة وتهديد استمراريتها إذا لم تلب مطالبهم على النحو الذي يريدونه، وذلك ما يدفع الأطراف الدولية الوسيطة إلى التأثير في موقف الحكومة والتحالف للاستجابة لها، وفي الوقت ذاته وضع المفاوضات في شأن رفع الحصار عن تعز وعن مدن أخرى في سياقات تفاوضية جديدة منفصلة عن الماضي".

ويرى الباحث والمحلل العسكري أن الحوثيين ليس لديهم "أدنى رغبة في رفع الحصار عن مدينة تعز، ما لم يكن ذلك طريقاً للسيطرة عليها في المستقبل القريب، ثم التوسع نحو المخا وصولاً إلى باب المندب، وهذا كله لا تحققه الصيغة الحالية التي طرحها فريق الحكومة المفاوض بل ما يطرحه فريق الحوثيين".

حصار تعز

وطالبت منظمات حقوقية الحوثيين بفتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز على الفور.

وقالت 16 منظمة إن على جماعة الحوثي أن تفتح على الفور طرقاً حيوية في تعز وحولها، وأن تعيد حرية الحركة لجميع المدنيين لمنع مزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية الخطيرة بالفعل في تعز.

وأفادت المنظمات في بيان مشترك أن "الطرق الرئيسة داخل وخارج مدينة تعز مغلقة منذ عام 2015 من قبل قوات الحوثي، مما يقيد بشدة حرية حركة المدنيين، ويعوق تدفق السلع الأساسية والأدوية ووصول المساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة".

وقال مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، "لقد أجبرت القيود التي فرضها الحوثيون المدنيين على استخدام طرق جبلية خطيرة وسيئة الصيانة، وهي حلقة الوصل الوحيدة بين السكان المحاصرين في مدينة تعز وبقية العالم". 

وقالت المنظمات إن على قوات الحوثي ضمان أن يتمكن جميع المدنيين من مغادرة أي منطقة معرضة لخطر محتمل بأمان، وأن "أي قيود على حرية التنقل مؤقتة فقط ولأسباب تقتضيها الضرورة العسكرية الملحة، بالنظر إلى الهدنة المستمرة. ويجب عليهم أيضاً ضمان حرية الحركة الآمنة لجميع العاملين في المجال الإنساني، وتسهيل توصيل المواد الغذائية والإمدادات الطبية وغيرها من المواد والخدمات الأساسية إلى المدنيين في المدينة وفي جميع أنحاء المحافظة".

ولم يكن هناك تقدم يذكر في فتح الطرق، على الرغم من جهود الأمم المتحدة والزيارات المتكررة لمسؤوليها إلى المدينة المحاصرة.

وتحاصر ميليشيات الحوثي تعز منذ عام 2015، وعزلت المدينة وعرقلت الوصول إلى جميع الطرق التي تربط تعز ببقية البلاد، بينما تسيطر قوات الشرعية على منفذ وحيد للمدينة مرتبط بطريق جبلي وعر وبعيد جداً، يستغرق المواطن يوماً كاملاً في عملية التنقل من خلاله، ويمكن الانتقال إلى المناطق الأخرى عبر المنافذ التي أغلقها الحوثيون خلال نصف ساعة فقط.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي