Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل كنا سنرى ديانا بيننا اليوم لو أنها انتقلت للعيش في أميركا؟

لو لم تلقَ الأميرة حتفها في أغسطس قبل 25 عاماً، لربما تمكنت من شق طريق سيتخذه ابنها الثاني وعائلته في نهاية المطاف للاستقرار في الولايات المتحدة

من بين الفساتين التي بيعت في مزاد خيري، كان فستان سهرة ارتدته الأميرة ديانا عندما رقصت مع ترافولتا في البيت الأبيض عام 1985 (غيتي)

كانت كارين بروكس هوبكنز حاضرة عندما أبهرت الأميرة ديانا مدينة نيويورك.

في فبراير (شباط) عام 1989، في الوقت الذي كان زواجها من الأمير تشارلز قد تضرر بشكل لا يمكن إصلاحه، سافرت الأميرة إلى الولايات المتحدة في أول رحلة لها بمفردها، وكان الهدف المعلن للزيارة هو الترويج للصناعات البريطانية.

حضرت حدثاً نظمته شركة "داوسن إنترناشيونال" للملابس ومقرها اسكتلندا، وزارت متجراً شهيراً في "روكفيلر بلازا"، واحتلت عناوين الصحف الدولية عندما زارت مركزاً للأسر الفقيرة في "لور إيست سايد"، ومستشفى في "هارلم"، إذ عانقت طفلاً مصاباً بالإيدز.

ومع ذلك، ربما كانت الفعالية الأكثر تميزاً هي حضورها عرضاً لمسرحية "فولستاف" Falstaff كانت تقدمه دار الأوبر الوطنية الويلزية في أكاديمية بروكلين للموسيقى ضمن جولة فنية.

تتذكر هوبكنز التي كانت حينها رئيسة الأكاديمية ورئيسة جمع التبرعات، أن الأميرة البريطانية تألقت في فستان أبيض وسط بحر من الأزياء السوداء الفخمة.

قالت لـ"اندبندنت"، "لقد أبهرت الجميع". أثارت إعجاب حتى دونالد ترمب .

مع اقتراب الذكرى الـ25 لوفاتها في حادثة سيارة في باريس، التي تصادف الأسبوع المقبل، تتذكر هوبكنز وآخرون زيارة الأميرة إلى نيويورك على أنها اللحظة التي صعدت فيها إلى المسرح العالمي، من دون زوجها، وفي ما سينظر إليه قريباً على أنه لحظة الاستقلال عن العائلة المالكة، إن لم يكن تحدياً صارخاً لها.

بعد ثلاث سنوات، انفصل الزوجان، وأخبرت ديانا لاحقاً أحد المحاورين أن "زواجنا هذا فيه ثلاثة أطراف"، في إشارة إلى كاميلا باركر بولز، خليلة تشارلز السابقة التي كان على علاقة بها أثناء زواجه (في الحقيقة، كان هناك أربعة أشخاص في ذلك الزواج، بالنظر إلى أن ديانا نفسها كانت تواعد الكابتن جيمس هيويت).

حظيت الزيارة السريعة التي استغرقت ثلاثة أيام، والتي استقلت فيها ديانا طائرة "كونكورد"، بالاهتمام مجدداً بعد التطرق إليها في الموسم الرابع مسلسل "التاج" The Crown، كما أنها أثارت التكهنات في شأن رغبتها المزعومة في الانتقال إلى الولايات المتحدة مع ابنيها، والتخلص من قبضة العائلة المالكة، ومحاولة تقليل التعرض لعدسات مصوري المشاهير.

بالطبع، سيتبع هذه الخطوة ابنها الأصغر هاري وزوجته ميغان ماركل، اللذان سعياً إلى تأسيس حياة بعيداً من مؤسسة يزعم أنها تعاني القسوة وتحجر القلب، ووجدا آذاناً متعاطفة في أمثال أوبرا وينفري.

عندما غادر هاري وميغان بريطانيا وانتقلا إلى كندا أولاً، ثم إلى كاليفورنيا، قال الخادم الشخصي الذي عمل لصالح ديانا ذات مرة، بول باريل لشبكة "سي بي أس نيوز" قبل عامين، "في الواقع، إنهما يسيران على خطى الأميرة ديانا. أتذكر أنها كانت في غرفة الجلوس الخاصة بها عندما أفصحت عن خطط لشراء منزل في ماليبو، كاليفورنيا، منزل كانت تمتلكه في السابق جولي أندروز. وقالت لي، "أنا سأشتري هذا المنزل، وسأقوم بذلك لأمنح ويليام وهاري منظوراً جديداً للحياة".

أضاف أنه يعتقد أن ديانا كانت ستوافق على قرار هاري وميغان بالانتقال، على الرغم من حزنها لرؤيتهما يغادران، قائلاً، "كانت ستعانق ميغان وهاري وتقول لهما "افعلا ما تريدانه. افعلا ما يجعلكما سعيدين".

وهذا ما حدث، تم شراء ذلك العقار، وهو فيلا على الطراز التوسكاني في منطقة بارادايس كوف في ماليبو، التي كانت تعيش فيها أندروز وزوجها بليك إدواردز في السابق، في يونيو (حزيران) عام 1997 من قبل صديق ديانا، دودي الفايد، مقابل 7.5 مليون دولار. كان العقار الموجود في عزبة تمتد على مساحة خمسة فدادين، هو المكان الذي قيل إنهما خططا للعيش فيه بعد الزواج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ذلك الصيف، بعد أن نشرت الصحف صورة لديانا ودودي يتبادلان قبلة على متن يخت في سان تروبيز، بدأت عارضة الأزياء الأميركية كيلي فيشر، التي كانت تبلغ من العمر 30 عاماً، بملاحقة الفايد، زاعمة أنه قد تقدم للزواج منها بالفعل، باكية في مؤتمر صحافي نظمته محامية المشاهير غلوريا أولريد.

قالت والدة فيشر، جوديث دناواي، "لا تستحق ابنة أحد أن تعامل مثل ابنتي".

مهما كانت خطط ديانا وفايد بخصوص ذلك المنزل، فقد تحطمت جميعها في لحظة واحدة.

في الساعات الأولى من يوم 31 أغسطس (آب) عام 1997، تعرض الثنائي لإصابات مميتة عندما تحطمت سيارة مرسيدس من طراز "إس كلاس"، التي كان يقودها سائق الفايد بسرعة متهورة، في نفق بونت دي لالما في باريس. أعلنت وفاة فايد وسائقه هنري بول في مكان الحادث، بينما أصيب الحارس الشخصي تريفور ريس جونز، لكنه نجا. نقلت ديانا إلى المستشفى وتوفيت بعد عدة ساعات. كانت تبلغ من العمر 36 عاماً.

كانت وفاة الأميرة ديانا بداية أسبوع من الحداد العام أصاب بريطانيا بالذهول، وحول العالم، إضافة إلى اتهام القصر الملكي علناً بالقسوة.

في حفل التأبين المقام في جنازتها في وستمنستر آبي، والذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه هجوم لاذع على القصر، وعد شقيقها إيرل تشارلز سبنسر بحماية ابنيها، اللذين كانا يبلغان من العمر 12 و15 عاماً، من قيود العائلة المالكة، وتعهد قائلاً، "نحن، العائلة التي ترتبط بكم بأواصر الدم، سنفعل كل ما في وسعنا لمواصلة الطريقة الخيالية التي كنت تقودين بها هذين الشابين الاستثنائيين حتى لا تغرق أرواحهما في الواجبات والتقاليد فحسب، بل يمكنهما الغناء في العلن كما كنت تخططين". كانت كلمات حديثه تنقل عبر مكبرات الصوت إلى الحشود الكبيرة المجتمعة في الخارج، وقوبلت بتصفيق حار.

وأكد سبنسر أيضاً أن ديانا كانت تفكر في الانتقال من بريطانيا. وقال، "ليس هناك شك في أنها كانت تبحث عن مسار جديد في حياتها في ذلك الوقت. لقد تحدثت من دون كلل عن الابتعاد عن إنجلترا، ويرجع ذلك أساساً إلى المعاملة التي تلقتها من الصحافة. لا أعتقد أنها فهمت أبداً سبب استهزاء وسائل الإعلام بنياتها الحسنة حقاً، ولماذا بدا أن الصحافة كانت في مهمة بحث دائم لإسقاطها. إنه أمر محير".

أحد المؤلفين الذين تعرفوا على ديانا واعتبروها "صديقة لطيفة ومرحة" كان مشغل سلسلة مطاعم، هو أليكس هيتز.

التقى ديانا في بريطانيا، وفي نيويورك، وكان جزءاً من دائرة ضمت المصممة الراحلة والشخصية الاجتماعية مارغريت ليتمان. بعد إعلان القصر في عام 1992 انفصال ديانا وتشارلز، كانت تقوم بزيارات متكررة، حيث أقامت في فنادق شهيرة مثل كارلايل.

يقول هيتز، مؤسس شركة "ذا بيفرلي هيلز كيتشن" لإنتاج الطعام، "لقد كانت جميلة حقاً. لقد كانت محبوبة في أميركا وكانت أميركا تحبها".

يقول إنها لم تتحدث معه قط في شأن الانتقال إلى الولايات المتحدة، لكنها كانت تخطط لرحلة طويلة وقت وفاتها.

"لقد أرادت أن تعود مرة أخرى وتتجول في جميع أنحاء أميركا. كان من الممتع تخيل أنها تعيش في أميركا. كانت محبوبة هنا وتحب المكان".

ذكرت مجلة "تاون أند كانتري" أن واحدة من أعظم جهود ديانا لجمع التبرعات تم تنظيمها من قبل المصممة ليتمان وغيرها، عندما تبرعت بـ79 من فساتينها لتباع عن طريق دار كريستيز للمزادات العلنية لجمع الأموال لصندوق مستشفى رويال مارسدن للسرطان، وصندوق أزمة الإيدز الذي أسسته ليتمان. تمكنت المبيعات من جمع 3.25 مليون دولار.

لم تحضر ديانا الحدث بنفسها. كانت تعيش حينها في قصر كنزينغتون، بعد انفصالها عن تشارلز. ومع ذلك، أكد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن المزاد أنها كانت تريد المشاركة فيه. نقلت الصحيفة عن ميريديث إيثرنغتون سميث، المديرة الإبداعية لدار "كريستيز إنترناشيونال" للمزادات العلنية قولها، "كانت تريد معرفة ما يجري عن طريق الفاكس، إذ يتمكن الخادم الشخصي من إحضاره عندما يقدم لها الإفطار".

من بين الفساتين التي بيعت في تلك الليلة للريع الخيري، كان فستان سهرة من المخمل الأزرق اللامع من تصميم فيكتور إدلشتاين، عاري الكتفين، ارتدته عندما رقصت مع جون ترافولتا في البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1985. كانت هي والأمير تشارلز ضيفي رونالد ريغان، وكانت أمسية أخرى "أبهرت" فيها الأميركيين.

في كتاب "سجلات ديانا"، كتبت تينا براون، واحدة من كتاب السيرة الذاتية للأميرة، عن تلك الأمسية، "جميع الضيوف الذين تحدثت إليهم عن تلك الليلة شعروا أنهم كانوا يشاركون في لحظة مميزة. كانت واشنطن ولا تزال مدينة رثة، مركزاً للسياسة وليس للأزياء".

وأضافت، "إن اجتماع الجمال والدماثة والصبا في ديانا جعلها التعديل الذي يحتاج إليه ريغان بالضبط".

في حين أن ديانا فهمت بوضوح قوتها أمام عدسات الكاميرات، وربما أغوتها فكرة بريق هوليوود، يبدو أن مثل هذه المشاعر كانت متبادلة.

يروي باريل قصة عن اتصال كيفن كوسنر هاتفياً بالأميرة، محاولاً على ما يبدو إثارة اهتمامها بإعادة إنتاج فيلم "الحارس الشخصي" The Bodyguard.

قال باريل لشبكة "أي بي سي نيوز" في عام 2003، "اتصل هاتفياً وقال، ما رأيك في أن تشاركي في فيلمي المقبل؟". كانت تتمايل على الأرض، وتضحك، "آسفة، لا أستطيع التمثيل". فأجابها الممثل، "لا تقلقي، سأعلمك".

أكد كوسنر لاحقاً أنه اتصل بها وعرض عليها ذلك. يبدو أن مسودة السيناريو، التي يقول كوسنر إنه حصل عليها في اليوم السابق لوفاتها، تضمنت مشهداً عارياً.

قال كوسنر لقناة "بيبول تي في" في عام 2012، "أحبت الشركة المنتجة فكرة إنتاج جزء ثانٍ من فيلم (الحارس الشخصي)، حيث تلعب ديانا الدور الذي أدته ويتني هيوستن في الجزء الأول. أتذكر كم كانت لطيفة بشكل لا يصدق على الهاتف، وسألت بطريقة محترمة للغاية، "هل سيكون هناك مشهد تقبيل؟".

وأضاف، "كانت متوترة لأن حياتها كانت مقيدة للغاية. فقلت لها، نعم، سيكون هناك قليل من ذلك، ولكن يمكننا تنفيذه بطريقة لبقة أيضاً".

كانت هناك مؤشرات أخرى، في الأشهر التي سبقت وفاتها، على أن ديانا أرادت أن تفعل شيئاً يتجاوز حدود القصر.

في يناير (كانون الثاني) عام 1997، سافرت إلى أنغولا وسارت في حقل من الألغام الأرضية، داعمة جهود الصليب الأحمر البريطاني ومنظمة "هالو تراست" غير الحكومية المعنية بالألغام، سعياً إلى فرض حظر عالمي على هذه الأجهزة. تم الكشف لاحقاً عن أن الرحلة أغضبت الحكومة البريطانية، حيث كان موقفها من الأسلحة مختلفاً عن موقف ديانا.

وكتبت تينا براون في مجلة "نيويوركر" بعد وفاة ديانا، مستذكرة مأدبة غداء حضرتها في نيويورك مع ديانا في مطعم فندق فور سيزونز، إذ قالت إنها تريد إرسالها في "مهام". سألتها براون عن قصدها.

تقول [ديانا]، "أود حقاً أن أذهب إلى الصين. أنا جيدة جداً في ابتكار حلول للمشكلات".

لكن هل كانت تفكر في الاستقرار بشكل دائم في أميركا؟

يقول المؤرخ الملكي روبرت هاردمان إنه لم يكن هناك شك في أن ديانا كانت على علاقة غرامية بالولايات المتحدة، وأن كثيرين هناك كانوا يبادلونها الغرام نفسه. بعد وفاتها، سيحقق عدد تذكاري خاص من مجلة "نيوزويك" أكبر مبيعات للمطبوعة منذ الحرب العالمية الثانية.

يقول هاردمان الذي تشمل مؤلفاته كتاب "ملكة العالم وملكة العصر: حياة إليزابيث الثانية"، "لقد أحبت ديانا الذهاب إلى الولايات المتحدة. أتذكر أنها في العام الذي سبق وفاتها، شاركت في حملة جمع تبرعات ضخمة في شيكاغو، وقد اكتسحت المدينة نوعاً ما".

لكنه يضيف أنه من غير الواضح ما إذا كانت ستنتقل إلى الولايات المتحدة للإقامة بشكل دائم. يقول إن ديانا كانت لا تزال تحاول معرفة ماذا تريد من حياتها التي كانت تمر في منعطف حرج، وكانت تعلم أن عليها إعطاء الأولوية لطفليها.

وقد وجدت مثلما أثبتت تجربة ابنها الأمير هاري، أن شق طريق خارج قصر باكنغهام لم يكن عملية بسيطة.

يوضح، "لأسباب مختلفة تماماً، أعتقد أن هاري اكتشف الأمر الذي كانت تكتشفه ديانا أيضاً، وهو أنك إما أن تكون شخصاً ملكياً أو لست كذلك. من الصعب للغاية خلق حالة في الوسط".

يقول هاردمان إن الصحافة لطالما تحدثت عن الانتقال إلى الولايات المتحدة. وبالمثل، بينما زعمت عائلة الفايد أنه والأميرة كانا على وشك الزواج، يقول أصدقاء آخرون للأميرة إنها لم تخطط لذلك.

يضيف هاردمان، "أي شخص يقول هذا ما كانت ستفعله ديانا"، لا أعتقد أن أي شخص [يعرف]".

تقول كارين بروكس هوبكنز، مسؤولة أكاديمية بروكلين للموسيقى والتي تشغل الآن منصب الرئيس الفخري لها، إنها أيضاً لن تدعي معرفتها بما كانت تبحث عنه ديانا في حياتها.

خلال ذلك الحدث رفيع المستوى في بروكلين، والذي تلاه عشاء حضره ألف شخص في وينتر غاردن بالمركز المالي العالمي، عرفت هوبكنز ضيفة الشرف الملكية على شخصيات بارزة. وتقول إنها تأثرت بسحر ديانا الطبيعي.

كان جلياً بالنسبة لـهوبكنز حب ديانا للمناسبات الكبيرة والشعور بالدراما.

كان من الواضح أيضاً أنها كانت تحاول العثور على طريقها.

هل كانت ستعثر على السلام في أميركا؟

تقول هوبكنز، "من الصعب جداً معرفة ذلك لأنه من الواضح أنه كان هناك كثير من الضغط والاهتمام. كانت نهاية زواجها بأكملها قصة حزينة وذات صدى كبير. لا أعرف ما إذا كان شخص مثلها سيتمكن على الإطلاق من الإفلات من الأضواء بطريقة تجلب له السلام".

وتضيف، "لكنني أعتقد أنها كانت ستصبح مواطنة نيويوركية رائعة".

لماذا ليس الساحل الغربي؟

تضيف، "يحب سكان نيويورك الخروج. يحب سكان نيويورك المشاركة في الثقافة وارتياد إلى المطاعم وإجراء محادثات ممتعة والتفاعل مع بعضهم البعض".

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات