Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إن كانت رئاسة حكومة بريطانيا طموح كير ستارمر فعليه دعم الطبقة العاملة

لا يمكن لحزب العمال الفوز ما لم يتصرف بجسارة وينسجم حقاً مع المزاج العام، وهذا يعني إيلاء دعمه الكامل لحركة اتحادات النقابات العمالية التي تتحضر لمكافحة أزمة تكاليف المعيشة

يجري التحضير لإضرابات لاحقة في ما يبدو أنه نذير حقبة جديدة من النضال الجماعي وبمستوى لم تشهده البلاد منذ عقود (رويترز)

تشهد أرجاء المملكة المتحدة كافة صحوة للطبقة العاملة، فعبر نقاباتهم ينظم العمال أنفسهم للتأكيد على سلطتهم الجماعية، ويطالبون بزيادة في الأجور أعلى من مستوى التضخم وبتحسين ظروف العمل، وينجحون في تحقيق مطالبهم.

فقد لجأ عمال سكك الحديد المنتمون إلى الاتحاد الوطني لعمال السكك الحديدية والنقل البحري والبري (RMT)، كما العمال المنتمون إلى نقابة عمال النقل المأجورين (TSSA) ونقابة سائقي القطارات (ASLEF) ونقابة العاملين في الاتصالات (CWU) وحتى المحامون إلى الاضراب عن العمل دفاعاً عن لقمة عيشهم، فيما يقوم العاملون في شركة أمازون بإضرابات غير مدعومة من النقابات في أنحاء البلاد كافة، وتجري حالياً عدد من عمليات تصويت على إضرابات لاحقة، في ما يبدو أنه نذير حقبة جديدة من النضال الجماعي وبمستوى لم تشهده البلاد منذ عقود من الزمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وما أشد حاجتنا إلى مثل هذا التحرك، فبينما يكتفي مرشحا زعامة حزب المحافظين بطرح تخفيضات ضريبية غير محبذة عوضاً عن طرح حلول حقيقية، من المتوقع أن ترتفع فواتير الطاقة ارتفاعاً جنونياً في الوقت الذي تصارع فيه بنوك الطعام [طعام يقدم بشكل مجاني للعائلات المحتاجة] من أجل تلبية الطلب على خدماتها ويقوض التضخم المتزايد قيمة الجنيهات في جيوب الناس، وهذا كله في أعقاب عقد من ركود الأجور والتقشف.

وفي الوقت نفسه، تحقق شركات الطاقة أرباحاً بمليارات الجنيهات ويفرض المدراء التنفيذيون تخفيضات على أجور الموظفين، بينما يتقاضون في المقابل علاوات بملايين الجنيهات، ويحفز أثرياء هذه البلاد ومتنفذوها هذه الأزمة ويستغلونها لمصالحهم الشخصية، بينما سيعجز عشرات ملايين الأشخاص عن دفع تكلفة إطعام عائلاتهم أو تدفئة منازلهم خلال الشتاء المقبل، وتتعالى تحذيرات بوقوع 45 مليون شخص في خانة العجز عن تأمين الوقود.

هجر حزب العمال ما يقرب من 100 ألف عضو تقريباً 

إن أزمة تكلفة المعيشة هي أزمة رأسمالية، وهو ما يتطلب استجابة شاملة، ومن يستلم دفة القيادة في الوقت الراهن هو النقابات العمالية وليس "حزب العمال"، فعلى الرغم من نجاحه الذي جاء بعد طرح نفسه لزعامة الحزب باعتباره شخصاً "سيقف جنباً إلى جنب مع النقابات العمالية"، أصبح غياب كير ستارمر اليوم مدو، وحتى أنه فرض حظراً على أعضاء حكومة الظل الذين يشاركون في الاعتصامات أو يدعمون المطالبات برفع الأجور فوق مستويات التضخم، وحين وقف وزير النقل في حكومة الظل سام تاري إلى جانب عمال سكك الحديد طرد من منصبه!

تبرير ستارمر لحظر المشاركة في الاعتصامات هو أنه من موقعها كـ"حكومة تترقب استلام السلطة"، على زعامة حزب العمال أن تقف على الحياد، على ما يبدو أنه لا يجب على الحكومات أن  "تنحاز لطرف" في قضية أرباب العمل مع العمال، يبدو أن حزب العمال خائف من ظله.

ليست هذه بالاستراتيجية التي يمكن أن يفوز بها حزب العمال، فعلى صعيد بيت الحزب الداخلي أحدث ستارمر شرخاً بين زعامته من جهة، وبين النقابات المنتسبة إلى الحزب من جهة أخرى، ناهيك عن 100 ألف عضو تقريباً الذين هجروا حزب العمال، مضعفين بذلك موقعه على الصعيد المالي كما على صعيد الحملات الانتخابية، وفي هذه الأثناء يتضاعف الدعم الشعبي لإضرابات العمال وحلول أخرى كفرض الملكية العامة، التي تحظى حتى بدعم ثلثي ناخبي المحافظين في ظل الأزمات الراهنة، وفعلياً تعتبر مناطق مقاعد "الجدار الأحمر" (الميالة تاريخياً للعمال في السابق) التي على حزب العمال استعادتها، أشد المناطق رغبة بالتحرك الاقتصادي الجريء.

تغيرات المشهد الاقتصادي والسياسي تجري تحت أقدام ستارمر وهو في خطر من أن يبتلعه هذا التغيير، كما حدث في مسألة الضرائب على المؤسسات والضرائب الاستثنائية، فالمجال ما زال مفتوحاً أمام المحافظين لكي يتخطوا حزمة "الإنقاذ" الخاصة بتكلفة المعيشة التي وضعها حزب العمال نفسه إن وصلوا إلى حد كاف من اليأس بتحقيق فوز انتخابي.

لا يمكن لحزب العمال أن يفوز ما لم يتصرف بجسارة وينسجم حقاً مع المزاج العام، وهذا يعني إيلاء دعمه الكامل لحركة اتحادات النقابات العمالية التي تتحضر لمكافحة أزمة تكاليف المعيشة، والدفع تجاه حلول منطقية مثل الملكية العامة، فبحسبما تظهر استطلاعات الرأي فإن القاعدة الشعبية الفاصلة بين الحزبين الرئيسين قد تحولت بشكل كبير، بالتالي على زعامة العمال أن تتحول هي الأخرى إن كانت تريد تشكيل الحكومة المقبلة.

ولهذا السبب، تطلق منظمة مومينتوم (Momentum) حملة "العمال للعمال" بدعم من نواب أمثال سام تاري وشخصيات بارزة في حركة اتحادات النقابات العمالية، بدأ أعضاء مومينتوم بالفعل بالتعبئة في كل أنحاء البلاد، لكي يقف حزب العمال مع العمال، مطالبين بـأن يقف كل نائب من نواب الحزب إلى جانب العمال المضربين ويشارك في اعتصامهم، وأن يدعم حزب العمال زيادة على الرواتب تتناسب مع حجم التضخم، وأن يدعم حزب العمال الملكية العامة بهدف وضع الطبقة العاملة فوق أرباح المؤسسات، وأن يدعم حزب العمال إلغاء القوانين المعادية للاتحادات العمالية، بحيث يتسنى للعمال النضال لتحصيل حقوقهم.

إن هدفنا هو دفع قيادة حزب العمال كما الكتلة النيابية إلى موقع الدعم الصريح لحركة الإضراب الجارية ومناصرة مصالح العمال، سوف تنظم مجموعاتنا المحلية اجتماعات تضامن مع الإضراب وزيارات إلى مواقع الاعتصامات، فيما تضغط على نواب حزب العمال لكي يشاركوا في هذه الاعتصامات، وسوف نحشد الدعم للاقتراحات المناصرة للاتحادات العمالية في مؤتمر الحزب هذا العام.

جاء تأسيس حزب العمال على يد النقابات العمالية، ووسط أزمة كلفة المعيشة التي نمر بها، وانعدام المساواة المستشري في بريطانيا اليوم، فإنه من الضروري وجود هذه الروابط لضمان انسجام الحزب مع الحاجات والمطالبات الجماعية للطبقة العاملة، وأياً كانت ميولهم ضمن نطاق الحزب الواسع، فإن الأغلبية العظمى من أعضاء الحزب تؤيد هذا الطرح، نحن نلتمس دعم الأعضاء كافة لحملتنا.

انضموا إذاً إلى حملتنا وإلى مومينتوم، إن لم تكونوا قد فعلتم ذلك بعد بوقوفنا معاً يمكننا أن نضمن وقوف زعامة حزب العمال مع الحركة العمالية والشعب البريطاني، إن دعم العمال هو خطوة حيوية من أجل الفوز بالانتخابات العامة المقبلة، آن أوان الانحياز إلى طرف دون الآخر.

هيلاري شان رئيسة مشاركة في منظمة مومينتوم اليسارية

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل