Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يكمن نجاح دونالد ترمب دائما في خلق عقلية الحصار

التركيز على الأسلوب السردي "نحن ضدهم" هي الطريقة التي يستخدمها الرئيس السابق لتعزيز علاقته مع مؤيديه

دونالد ترمب يرفع قبضته وهو يغادر برج ترمب في طريقه إلى التحقيق بمقر المدعي العام (أ ب)

في ظل الظروف العادية من شأن تقرير يفيد بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد نفذ مذكرة تفتيش ومصادرة في منزل ومكتب شخصية سياسية أميركية مهمة أن يجعل مرشحي الكونغرس يتدافعون للنأي بأنفسهم والابتعاد عن الشخص المعني والتنصل من أي تأييد لها.

الأمر ليس كذلك مع دونالد ترمب.

فبعد أيام فقط من قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش منتجع بالم بيتش الذي يملكه ترمب في ولاية فلوريدا بحثاً عن وثائق حكومية - يعتبر البعض أنها سرية للغاية- يُعتقد أن الرئيس السابق الذي تم عزله مرتين كان يخفيها داخل المنتجع بعد مرور ما يزيد على 18 شهراً من انتهاء فترة توليه منصب الرئيس التنفيذي لأميركا، كانت استجابة الجمهوريين الذين يخوضون انتخابات التجديد النصفي لهذا العام هي التمسك بترمب ودعمه بشكل أكبر.

وخلال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض استغل ترمب ما كان يعتبر يوماً نزعة بسيطة للشكوك اليمينية الموجهة إلى قطاعات محدودة من سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية -مثل دور مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية "في إنفاذ قوانين الأسلحة الأميركية- وجعلها سائدة ومعممة.

بدءاً من مطلع عام 2017 بعد أن أصبح معروفاً أن وزارة العدل كانت تحقق في العلاقات المحتملة بين حملته الرئاسية والحكومة الروسية، وصف ترمب التحقيق، الذي سيشرف عليه لاحقاً مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر، بأنه يشبه سياسة "مطاردة ساحرات".

وسرعان ما أصدر اتهامات بأن الوكالة قد تنصتت بشكل غير قانوني على ناطحة السحاب التي تحمل اسمه، على الرغم من عدم ظهور أي دليل على الإطلاق لدعم نظرية المؤامرة المذكورة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ادعاء ترمب بأنه الوريث الروحي لهؤلاء النساء اللاتي تعرضن للحرق على المنصة عقب محاكمة ساحرات بلدة سالم في ولاية ماساتشوستس كان سيتم لاحقاً استخدامها لتبرير جميع الجهود التي لا تعد ولا تحصى من قبل سلطات الولاية والسلطات الفيدرالية للتأكد مما إذا كان سلوك ترمب يتعارض مع قائمة طويلة من القوانين، وكذلك الجهود الذي بذلها الديمقراطيون على مدى محاولتين لإقالته من منصبه من خلال المساءلة.

لقد تغيرت المزاعم وهويات المحققين بمرور الوقت، لكن التأثير التراكمي لهجمات الرئيس السابق المستمرة على سلطات إنفاذ القانون كان هدفه لتسميم الجو العام حتى يقنع أنصاره بأن أي محاولة لمحاسبته على أي انتهاكات ستكون دليلاً على أن أعداءه يمارسون حيل قذرة معه.

قد تؤدي لائحة اتهام الرئيس السابق إلى تغيير هذه الديناميكية، ولكن في الوقت الحالي، فإن التحقيق مع ترمب يعزز من علاقته مع مؤيديه ويقربهم إليه أكثر حيث يجمعهم دفء التظلم المشترك.

© The Independent

المزيد من آراء