Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف "زابوريجيا" يقلق المجتمع الدولي ومخاوف من حدوث مأساة

تضرر أجهزة استشعار الإشعاعات وواشنطن تؤيد إقامة منطقة منزوعة السلاح حول المحطة وغوتيريش يناشد الجميع التحلي بالحكمة

الولايات المتحدة دعت روسيا إلى وقف كل عملياتها العسكرية داخل المحطات النووية الأوكرانية وفي محيطها (رويترز)
 

استحوذت محطة زابوريجيا النووية على زخم الحرب في أوكرانيا، ودعت الولايات المتحدة روسيا، الخميس الـ11 من أغسطس (آب)، إلى وقف كل عملياتها العسكرية داخل المحطات النووية الأوكرانية وفي محيطها، مؤكدة تأييدها إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا التي تعرضت لقصف جديد.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إن "القتال قرب محطة نووية أمر خطير وغير مسؤول"، وأضاف "الولايات المتحدة تستمر بمناشدة روسيا وقف كل الأعمال العسكرية داخل المحطات النووية وفي محيطها ووضعها مجدداً تحت الإشراف الأوكراني، وتدعم الدعوات الأوكرانية لإقامة منطقة منزوعة السلاح داخل المحطة النووية وفي محيطها".

أوكرانيا تستعد "لمأساة"

من جانبه، قال وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، الخميس، إن أوكرانيا يجب أن تكون مستعدة لأي احتمال بالنسبة إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية الخاضعة لسيطرة روسيا التي تتعرض للقصف، بما في ذلك عملية إجلاء السكان من المنطقة.

وأضاف في مقابلة مع "رويترز"، "المحطة حتى اليوم ليست في أيدي العدو فقط، لكن في أيدي متخصصين غير متعلمين ربما يسمحون بحدوث مأساة".

وأوضح "بالطبع، من الصعب حتى تخيل حجم المأساة التي يمكن أن تحدث إذا واصل الروس أعمالهم هناك".

وحذرت أوكرانيا في الآونة الأخيرة من خطر وقوع كارثة نووية على غرار تشيرنوبل.

وقال موناستيرسكي "هذا يعني بالنسبة إلينا أن علينا الاستعداد لأي احتمال. تناقش خدمات الطوارئ الحكومية مع وزارة الداخلية ووزارة الأقاليم الاحتمالات المختلفة اللازمة، ومنها موضوع الإجلاء".

أضرار تلحق بـزابوريجيا

أكدت مجموعة "انيرغواتوم" الأوكرانية أن عدة أجهزة استشعار للإشعاعات تضررت عقب قصف روسي جديد، الخميس، على محطة زابوريجيا للطاقة النووية بالقرب من مفاعل نووي.

وكتبت "إنيرغواتوم" على "تيليغرام"، بعد ساعات من الإبلاغ عن ضربات جديدة تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأنها، أن "الوضع يزداد سوءاً، هناك مواد مشعة موجودة في مكان قريب وتضرر عدد من أجهزة استشعار للإشعاعات".

وأعلنت "إنيرغواتوم" تسجيل "خمس ضربات جديدة في المحيط المباشر لمستودع للمواد المشعة"، متهمة القوات الروسية بشنها.

تحذير أممي

كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبيل اجتماع طارئ لمجلس الأمن بهذا الشأن، من خطر وقوع "كارثة".

وناشد غوتيريش "جميع الأطراف المعنيين التحلي بالحكمة والتعقل". وشدد على "وجوب عدم استخدام الموقع في سياق العمليات العسكرية"، داعياً إلى إنشاء "محيط منزوع السلاح لضمان أمن المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء في بيان للأمين العام للأمم المتحدة أورده الموقع الإلكتروني للمنظمة "للأسف، بدلاً من خفض التصعيد، وردت تقارير على مدى الأيام الماضية عن مزيد من الحوادث المقلقة للغاية، التي يمكن أن تؤدي إذا استمرت إلى كارثة".

وتابع "لنكن واضحين أن أي ضرر محتمل يلحق بمحطة زابوروجيا أو أي منشآت نووية أخرى في أوكرانيا، أو في أي مكان آخر، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على المنطقة المجاورة، لكن على الإقليم وما هو أبعد منه، هذا غير مقبول على الإطلاق".

ويعقد مجلس الأمن الدولي الخميس اجتماعاً طارئاً للبحث في الملف الشائك بطلب من روسيا.

أطنان من النفايات الإشعاعية

وقال يفغيني باليتسكي، رئيس الإدارة المدنية والعسكرية التي أقامتها موسكو في هذه المنطقة الواقعة في جنوب البلاد ويسيطر عليها الروس، "حالياً لم يسجل أي تلوث في المحطة ومستوى النشاط الإشعاعي عادي"، مشدداً على أن "أطناناً عدة" من النفايات الإشعاعية مخزنة في المكان.

وكانت القوات الروسية سيطرت على المحطة في الرابع من مارس (آذار)، بعد أيام قليلة على بدء الحرب في أوكرانيا.

من جانبه، اتهم المسؤول الموالي للروس فلاديمير روغوف العضو في الإدارة التي شكلتها موسكو في المنطقة عبر "تيليغرام" من وصفهم بـ"مقاتلي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي" بشن الضربات.

وأكد روغوف أن الهجوم نفذ بقاذفات صواريخ متعددة وقطع مدفعية ثقيلة من الضفة اليمنى لنهر دنيبر، مشيراً خصوصاً إلى بلدة مارغانيتس حيث قتل 13 مدنياً أوكرانياً الأربعاء في قصف روسي، وفقاً للسلطات الأوكرانية.

وكانت المحطة استهدفت بعمليتي قصف الأسبوع الماضي، ما أثار قلق المجتمع الدولي.

وتواصلت المعارك ليل الأربعاء- الخميس على خط الجبهة في أوكرانيا، بما في ذلك بالقرب من المحطة.

وكالة الطاقة الذرية تتدخل

من جانبها، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان بأن مديرها العام رافاييل غروسي سيبلغ مجلس الأمن "بالوضع على صعيد الأمن والسلامة النووية" في المجمع وبـ"الجهود التي يبذلها في سبيل إرسال بعثة خبراء من الوكالة إلى الموقع في أقرب وقت ممكن".

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تقريرها سيفصل كيف أن القصف "انتهك عملياً جميع الركائز السبع التي لا غنى عنها للأمن والسلامة النوويين" والتي وصفها غروسي في بداية النزاع.

وعلقت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الأربعاء، على الوضع قرب محطة زابوريجيا لتوليد الكهرباء، فكتبت في بيان، "نطالب روسيا بأن تعيد على الفور إلى مالكها الشرعي أوكرانيا، السيطرة الكاملة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية"، معتبرة أن "سيطرة روسيا المستمرة على المحطة هي التي تعرض المنطقة للخطر".

روسيا "دولة إرهابية"

والخميس، قال الرئيس الأوكراني، في مداخلة مخصصة لمؤتمر للمانحين في كوبنهاغن، إن "روسيا هي حالياً دولة إرهابية، وهي تأخذ المحطة النووية رهينة وتمارس الابتزاز بكارثة نووية".

وأضاف أن روسيا يمكنها أن تتسبب في المحطة بـ"أكبر حالة طوارئ إشعاعية في التاريخ، والتبعات يمكن أن تكون أسوأ من تلك (التي نجمت عن حادثة عام 1986) في تشيرنوبل".

في نيكوبول (جنوب شرقي) على بعد نحو مئة كيلومتر من محطة زابوريجيا الواقعة على الضفة المقابلة من نهر دنيبر، أعلن الحاكم فالنتين رزنيشينكو عبر حسابه على "تيليغرام" مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بجروح خلال الليل في قصف روسي براجمات صواريخ غراد.

وفي دونباس (شرق)، ذكر رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو على "تيليغرام" صباح الخميس أن 11 مدنياً قتلوا في الساعات الـ24 الأخيرة، ستة منهم في بخموت وثلاثة في سوليدار وواحد في كراسنوغوريفكا وآخر في أفدييفكا.

مساعدات عسكرية لأوكرانيا

من ناحية أخرى، أعلنت الدنمارك، الخميس، جمع 1.5 مليار يورو (1.55 مليار دولار) مخصصة لتدريب القوات الأوكرانية وتوفير العتاد لها خلال مؤتمر دولي في كوبنهاغن بمشاركة 26 دولة.

وقال وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف في مؤتمر صحافي إن دولاً غربية تعهدت الخميس بتقديم مساعدات بأكثر من 1.5 مليار يورو (1.55 مليار دولار) لأوكرانيا لتعزيز قدراتها العسكرية في حربها مع روسيا.

وستستخدم الأموال التي تعهدت بتقديمها 26 دولة لتوفير إمدادات الأسلحة والصواريخ والذخيرة الحالية وزيادة إنتاج الأسلحة لأوكرانيا وتدريب الجنود الأوكرانيين وإزالة الألغام من المناطق التي مزقتها الحرب.

وقال بودسكوف للصحافيين في ختام المؤتمر الذي جمع وزراء الدفاع الأوروبيين لمناقشة تقديم الدعم على الأمد الطويل للدفاعات الأوكرانية في مواجهة الاجتياح الروسي "سنواصل مساعدة أوكرانيا في تلبية حاجاتها العسكرية".

وأضاف أن وزراء دفاع بولندا وسلوفاكيا والتشيك أبدوا استعدادهم للتوسع في إنتاج أنظمة المدفعية والذخائر والمعدات العسكرية الأخرى لأوكرانيا.

أسلحة متطورة

وتعهدت بريطانيا التي قدمت بالفعل أنظمة أسلحة متطورة لأوكرانيا وتدريبات عسكرية لآلاف الجنود، الخميس، بتوفير 300 مليون يورو إضافية لإمدادات منها أنظمة الصواريخ المتعددة وصواريخ "أم31 أيه1" الدقيقة التوجيه التي يمكنها ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 80 كيلومتراً.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس "الرئيس (فلاديمير) بوتين كان يراهن على أننا إذا جاء أغسطس، سنكون مللنا جميعاً من الصراع ويكون المجتمع الدولي غير اتجاهاته. حسناً، ما يحدث اليوم هو دليل على عكس ذلك".

وتأتي هذه التعهدات بعد أن وجهت الحكومة في كييف نداءات متكررة إلى الغرب طالبة مزيداً من الأسلحة، ومنها المدفعية البعيدة المدى، في الوقت الذي تحاول تغيير مسار الحرب الدائرة منذ أن بدأت روسيا هجومها في 24 فبراير (شباط).

وقالت أوكرانيا هذا الشهر إنها تلقت شحنة أخرى من الأسلحة الثقيلة العالية الدقة من ألمانيا والولايات المتحدة.

وتوضح موسكو، التي اتهمت الغرب بإطالة أمد الصراع من خلال منح أوكرانيا مزيداً من الأسلحة، أنها تنفذ "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا بهدف حماية أمن روسيا من توسع "حلف الأطلسي".

تقدم روسي بطيء

وتحاول القوات الروسية، التي تقصف سوليدار بشكل مستمر، طرد الجيش الأوكراني من المدينة حتى تتمكن من التقدم نحو مدينة بخموت المجاورة.

ومنذ أن وضعت القوات الروسية حداً لعملياتها في محيط كييف وانسحبت من منطقة العاصمة الأوكرانية، يركز الكرملين الجهود على منطقة دونباس التي يسيطر عليها جزئياً منذ عام 2014 انفصاليون موالون له.

لكن التقدم الروسي بطيء جداً، وتحولت الحرب إلى مبارزة مدفعية بين جيشين متحصنين حول بعض البلدات.

وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو "نحن بانتظار أن تحرر قواتنا المسلحة جنوب بلادنا، بما فيه ماريوبول. نحن بانتظار هذا الأمر الذي سيتحقق قريباً".

تفجيرات بيلاروس

في بيلاروس نفى الجيش، الخميس، معلومات وردت بشأن تفجيرات ربما تكون حدثت ليلاً بالقرب من مطار عسكري في منطقة غومال في جنوب شرقي البلاد بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

وأوضحت وزارة الدفاع البيلاروسية في بيان أنه في "العاشر من أغسطس وقرابة الساعة 23،00 (20،00 ت غ) وخلال جولة مراقبة، اشتعلت النيران في عربة" من دون تفاصيل أخرى.

ودمرت انفجارات قوية، الثلاثاء، مستودعاً للذخيرة في مطار عسكري روسي في القرم، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين وأثار الذعر بين آلاف السياح الروس الذين يمضون عطلهم في شبه الجزيرة.

وأكد الجيش الروسي أن هذه الانفجارات لم تنجم عن أي عملية إطلاق نار أو قصف.

وعلى الرغم من أن السلطات الأوكرانية لم تقر رسمياً بمسؤوليتها عن الحادثة، أكد المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على "تويتر" الثلاثاء أن "على الجيش الروسي أن يعتبر وباء الحوادث التقنية في القواعد الجوية في القرم وبيلاروس تحذيراً، إنسوا أوكرانيا، اخلعوا البزات وارحلوا. لن تكونوا بمأمن لا في القرم المحتلة ولا في بيلاروس المحتلة".

المزيد من دوليات