Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محطة زابوريجيا في مجلس الأمن وروسيا تضاعف قصفها لأوكرانيا

برلمان لاتفيا يعلن روسيا "دولة داعمة للإرهاب" وبريطانيا تؤكد تزايد تأثير العقوبات الغربية على موسكو

مدافن في بوتشا لأشخاص مجهولين قتلوا خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا (أ ب)

تتواصل المعارك على خط الجبهة في أوكرانيا حيث التقدم الروسي بطيء جداً بعدما تحولت الحرب إلى مبارزة مدفعية بين جيشين متحصنين حول بعض البلدات، فيما ستكون محطة زابوريجيا النووية التي يحتلها الروس محور اجتماع لمجلس الأمن الدولي الخميس، 11 أغسطس (آب).

وستجري خلال الاجتماع الذي يعقد في الأمم المتحدة بطلب من روسيا، مناقشة الوضع الأمني في محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا، والذي يُثير قلق المجتمع الدولي. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف المحطة الأسبوع الماضي، من دون أن يتمكن أي مصدر مستقل من تأكيد ذلك.

واستهدفت عمليات قصف دامية موقعاً قريباً من المحطة ليل الثلاثاء الأربعاء، حسبما أفادت السلطات الأوكرانية.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان، بأن مديرها العام رافايل غروسي سيبلغ مجلس الأمن "بالوضع على صعيد الأمن والسلامة النووية" في المجمّع وبـ"الجهود التي يبذلها في سبيل إرسال بعثة خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الموقع في أقرب وقت ممكن".

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تقريرها سيُفصّل كيف أن القصف "انتهك عملياً جميع الركائز السبع التي لا غنى عنها للأمن والسلامة النوويّين" والتي وصفها غروسي في بداية النزاع.

وعلقت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الأربعاء على الوضع قرب محطة زابوريجيا لتوليد الكهرباء، فكتبت في بيان، "نطالب روسيا بأن تعيد على الفور إلى مالكها الشرعي أوكرانيا، السيطرة الكاملة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية"، معتبرةً أن "سيطرة روسيا المستمرة على المحطة هي التي تعرض المنطقة للخطر".

وقالت شركة "إينيرغو أتوم" المشغلة مساء الثلاثاء، إن القوات الروسية تستعدّ لربط المحطة بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في عام 2014 من أوكرانيا، مشيرةً إلى أنها ستلحق بها ضرراً متعمداً عبر قيامها بإعادة توجيه إنتاج الكهرباء بهذه الطريقة.

قطاع الدفاع الروسي

وبدأ تطبيق الحظر الكامل الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الفحم الروسي الخميس، فيما قالت الاستخبارات البريطانية، إن تأثير العقوبات الغربية على موسكو يتزايد، ويطال حتى الصادرات الدفاعية الروسية.

وقالت بريطانيا، إن موسكو تعاني ضغوطاً بسبب حاجتها لإنتاج مركبات قتالية مدرعة لقواتها الموجودة في أوكرانيا، بالتالي "من غير المرجح أن تكون قادرة على تلبية بعض طلبات التصدير" في قطاع لطالما افتخرت به.

وقال الاستخبارات البريطانية، إنه بسبب الحرب والعقوبات "تتعرض قدرات روسيا الصناعية العسكرية الآن لضغوط كبيرة، وقد تم تقويض موثوقية العديد من أنظمة أسلحتها بسبب ارتباطها بضعف أداء القوات الروسية".

مصداقية القوة العسكرية الروسية

وجاء ذلك في وقت تعرضت مصداقية القوة العسكرية الروسية لضغوط إضافية، الأربعاء، بعد أن أعلنت أوكرانيا أن تسع طائرات حربية روسية دمرت في سلسة انفجارات بقاعدة جوية في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو.

لكن روسيا نفت تعرض أي طائرة للدمار أو وقوع أي هجوم، قائلة إن الانفجارات في القاعدة نجمت عن ذخيرة. غير أن صوراً لأقمار اصطناعية أظهرت دمار ما لا يقل عن سبع مقاتلات وتضرر طائرات أخرى.

ورفض وزير الدفاع البريطاني بن والاس التفسيرات الروسية للانفجارات، بما في ذلك ذريعة السجائر، ووصفها بأنها "أعذار". وقال والاس، "عندما تنظر فقط إلى لقطات انفجارين متزامنين ليسا متجاورين تماماً، وبعض الأضرار المبلغ عنها حتى من قبل السلطات الروسية، أعتقد أنه من الواضح أن هذا ليس شيئاً يحدث بسبب شخص أسقط سيجارة".

وعلى الرغم من أن السلطات الأوكرانية لم تقر رسمياً بمسؤوليتها عن الحادث، أكد المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على "تويتر" الثلاثاء، أن "هذه ليست سوى البداية" لأن "مستقبل شبه جزيرة القرم هو أن تكون لؤلؤة البحر الأسود... وليس قاعدة عسكرية لإرهابيين".

صواريخ بريطانية لأوكرانيا

وقال البريغادير جنرال الأوكراني أوليكسي هروموف، الخميس، إن روسيا زادت عدد الضربات الجوية التي تستهدف المواقع العسكرية والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا إلى المثلين مقارنةً بالأسبوع السابق. وأضاف في مؤتمر صحافي، "طائرات العدو وطائرات الهليكوبتر تتجنب التحليق في مدى دفاعاتنا الجوية وبالتالي فإن دقة هذه الضربات منخفضة".

وأعلنت بريطانيا أنها ستزود أوكرانيا بنظم إطلاق صواريخ متعددة يمكنها ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 80 كيلومتراً.

وقال وزير الدفاع البريطاني إن تزويد أوكرانيا بالأسلحة سيساعدها على الدفاع عن نفسها في مواجهة المدفعية الروسية الثقيلة. وتابع في بيان، "هذه الدفعة الأحدث من الدعم العسكري ستمكن القوات المسلحة الأوكرانية من مواصلة الدفاع في مواجهة العدوان الروسي والاستخدام العشوائي للمدفعية طويلة المدى".

وأضاف، "دعمنا المتواصل يبعث برسالة واضحة مفادها أن بريطانيا والمجتمع الدولي لا يزالان يعارضان هذه الحرب غير الشرعية وسيتحدان ويوفران مساعدات عسكرية دفاعية لأوكرانيا لمساعدتها على الدفاع ضد غزو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

حظر الفحم الروسي

ودخل الخميس حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الفحم الروسي حيز التنفيذ بالكامل، في أعقاب مرحلة طويلة بدأت في أبريل (نيسان).

وقال الاتحاد المؤلف من 27 دولة، إن الحظر سيؤثر في نحو 25 في المئة من صادرات الفحم الروسية، وسيؤدي إلى خسارة بنحو 8 مليارات دولار سنوياً.

ويحاول الاتحاد الأوروبي أيضاً أن يتخلى عن واردات الغاز الروسي، لكنه ما زال بعيداً من فرض حظر كامل بسبب اعتماده الكبير عليها.

برلمان لاتفيا: روسيا "دولة داعمة للإرهاب"

وفي سياق متصل، وصف برلمان لاتفيا، الأربعاء، روسيا بأنها "دولة داعمة للإرهاب"، كما ورد في بيان نشره على موقعه الإلكتروني. وقال البرلمان اللاتفي في بيانه، إنه "يعترف بروسيا كدولة تدعم الإرهاب" ويدعو الدول الأخرى إلى "التعبير عن الرأي نفسه".

ولفت النواب إلى أنهم يعتبرون "أن عنف روسيا بحق المدنيين لأهداف سياسية هو إرهاب". ودانوا استخدام ذخائر عنقودية "لبث الخوف والقتل العشوائي للمدنيين".

وقال البيان، إن روسيا "تستخدم المعاناة والترهيب أداتين في محاولاتها لإحباط الشعب الأوكراني والقوات المسلحة وشل عمل الدولة بهدف احتلال أوكرانيا".

وطالب البرلمان اللاتفي أيضاً الاتحاد الأوروبي بوقف إصدار تأشيرات سياحية للمواطنين من روسيا ومن بيلاروس وخفض عدد إصدار تأشيرات الدخول إلى روسيا بشكل عام.

واعتبر أن الهجوم الروسي حصل "بدعم وتدخل النظام البيلاروسي، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يفرض على بيلاروس العقوبات نفسها التي فرضها" على روسيا.

تركيا: تأخر مغادرة سفينة حبوب لسوء الأحوال الجوية

وفي ما يتعلق بصادرات الحبوب الأوكرانية، قالت وزارة الدفاع التركية، إن سفينة محملة بالحبوب كان من المقرر أن تغادر ميناء تشورنومورسك الأوكراني، الخميس، بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة، لم تتمكن من الإبحار بسبب سوء الأحوال الجوية.

وسمح الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا بين روسيا وأوكرانيا بمغادرة 12 سفينة من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود منذ الأول من أغسطس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتم التوصل إلى الاتفاق الشهر الماضي بعد تحذيرات من أن توقف شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية بسبب الصراع قد يؤدي إلى نقص حاد في الغذاء وتفشي المجاعة في أجزاء من العالم.

وقالت وزارة الدفاع التركية، إن "السفينة التي كان من المقرر أن تغادر ميناء تشورنومورسك لشحن الحبوب اليوم لم تتمكن من الإبحار بسبب سوء الأحوال الجوية وحالة البحر".

ويشرف مركز التنسيق المشترك في إسطنبول على استئناف صادرات الحبوب حيث يعمل موظفون روس وأوكرانيون وأتراك ومن الأمم المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيانها أيضاً، إنه تم تفتيش سفينتي حبوب في إسطنبول، الأربعاء، وكانتا في طريقهما إلى أوكرانيا لكنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل. وأضافت، أنه يجري تحميل سفن في الموانئ الأوكرانية، لكنها لم تذكر تفاصيل.

الوضع الميداني

ميدانياً، تواصل روسيا هجومها في شرق أوكرانيا حيث تحاول السيطرة بشكل كامل على منطقتي لوغانسك ودونيتسك، واستهدفت بنحو 120 صاروخاً المنطقة المحيطة ببلدة نيكوبول ليل الأربعاء- الخميس، وفق مسؤولين أوكرانيين.

وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك فالنتين رزنيشنكو، إن ثلاثة أشخاص قتلوا خلال الليل في نيكوبول وأصيب تسعة آخرون في قصف دمر نحو 40 مبنى سكنياً. وتبعد نيكوبول نحو 50 كيلومتراً عن زابوريجيا.

وفي منطقة دونيتسك، قتل 11 شخصاً الأربعاء، ستة منهم في باخموت التي تركز القوات الروسية على استهدافها، وفق ما قال حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو. وأضاف أن ثلاثة آخرين قتلوا في سوليدار وواحداً في كراسنوغوريفكا وواحداً في أفدييفكا.

وتحاول القوات الروسية، التي تقصف سوليدار بشكل مستمرّ، طرد الجيش الأوكراني من البلدة حتى تتمكن من التقدم نحو مدينة باخموت المجاورة.

في المقابل، قال حاكم منطقة كورسك الروسية رومان ستاروفويت، الخميس، إن بلدتين قرب الحدود مع أوكرانيا تعرضتا للقصف من قبل قوات كييف، من دون أن يوضح على الفور إذا سجلت أي إصابات أو حجم الضرر.

محاكمة "آزوف"

وقال رئيس الإدارة الانفصالية المدعومة من روسيا في منطقة دونيتسك دنيس بوشيلين، الأربعاء، إن محاكمة جنود أسرى من كتيبة "آزوف" الأوكرانية ستجرى بحلول نهاية الصيف، على الأرجح في مدينة ماريوبول.

وحظت كتيبة "آزوف"، وهي وحدة من الحرس الوطني الأوكراني من أصول يمينية متطرفة وقومية، باهتمام دولي لمقاومتها الحصار الروسي لمجمع الصلب الضخم في ماريوبول. وبعد القتال لأسابيع من المخابئ والأنفاق أسفل مصنع الصلب، استسلم المئات من مقاتلي "آزوف" في مايو (أيار) للقوات المدعومة من روسيا.

وعلى الرغم من أنه لم يتم توجيه تهم رسمية إلى سجناء "آزوف" حتى الآن، فإن المحكمة العليا الروسية قضت في الثاني من أغسطس (آب) بأن الكتيبة منظمة إرهابية، مما مهد الطريق أمام توجيه اتهامات للمقاتلين الأسرى على هذا النحو.

وتقول أوكرانيا التي حاكمت بدورها ودانت عدداً من الجنود الروس لارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، إن أسرى "آزوف" هم أسرى حرب، ويستحقون الحماية بموجب اتفاقيات جنيف.

وقال بوشيلين للصحافيين خلال جولة نظمتها وزارة الدفاع الروسية، "المحاكمة الأولى ستعقد على الأرجح في ماريوبول وستنظم قبل نهاية الصيف". وذكر أن المحاكمة في ماريوبول ستكون مفتوحة لوسائل الإعلام والممثلين الدوليين. وأضاف، "المهمة هي إجراء أكثر محاكمة علنية ممكنة، حتى لا يساور أحد أي شك".

أوكرانيا تطلب من سويسرا تمثيلها في روسيا

في غضون ذلك، طلبت أوكرانيا من سويسرا تمثيلها دبلوماسياً في روسيا، وفق ما أكدت برن، الأربعاء، لكن على موسكو الموافقة على هذا الإجراء كي يدخل حيز التنفيذ.

ومنذ أن شنت روسيا هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، أبدت سويسرا المعروفة بحيادها استعدادها لتقديم مساعدة دبلوماسية والقيام بدور وسيط.

وأفادت الخارجية الأوكرانية، الأربعاء بأن كييف طلبت تفويض سويسرا مهمة "القوة الحامية" لمصالحها في روسيا، مؤكدة ما نشرته صحيفة "لوزيرنر تسايتونغ".

وأوضحت الخارجية أن تفويض "القوة الحامية" يسمح للدول بـ"الإبقاء على علاقات منخفضة المستوى وتوفير الحماية القنصلية لمواطني الدولة الأخرى المعنية".

وأكدت متحدثة باسم الوزارة في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية، "استكمال المفاوضات" بهذا الشأن، من دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل باعتبار أن "السرية عنصر أساسي" لإنجاح هذا المسعى، لكن المتحدثة شددت على أنه "لكي يدخل تفويض القوة الحامية حيز التنفيذ، لا يزال يتعين على روسيا أن تعطي موافقتها".

وهذا قد يكون أمراً شائكاً لأنه سبق لبرن أن أغضبت موسكو بتماشيها مع قرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا، حيث تساءلت حينها إن كان لا يزال من الممكن اعتبار سويسرا محايدة.

ولدى سويسرا تقليد طويل في التصرف كقوة حامية، حيث لعبت هذا الدور خلال الحرب الفرنسية البروسية بين عامي 1870 و1871. وتمثل دولة الألب الغنية حالياً المصالح الدبلوماسية لبلدان عدة، مثل مصالح الولايات المتحدة في إيران ومصالح إيران في كندا ومصالح إيران في السعودية والعكس، والمصالح الإيرانية في مصر وأيضاً المصالح الروسية في جورجيا والعكس.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات