Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسعار القطارات في بريطانيا فلكية - يجب أن نحذو حذو إسبانيا وألمانيا ونخفضها

تتخلف المملكة المتحدة عن جيرانها الأوروبيين لأنها لم تنجح في تقديم وسائل نقل عام بتكلفة أقل

من مصلحة الجميع إنهاء هذا النزاع المكلف وتشجيع المزيد من الأشخاص على استخدام وسائل النقل العام (أ ف ب عبر غيتي)

يتجه الخلاف المدمر بين حكومة المحافظين وعمال السكك الحديدية صوب مزيد من إضرابات السكك الحديد الشهر الجاري. وتلك أخبار سيئة للجميع، وليس فقط الركاب والسياح والشركات، ويكلف الخلاف الاقتصاد خسائر بالمليارات وهو ما يقلل من التوفير المحتمل بالأكلاف وليس له معنى لا سيما وأن الحكومة استثمرت مليارات في تعزيز سعة القطارات في إنجلترا، من خلال مشروع "كروس ريل" في لندن London cross rail والسكك الحديد فائقة السرعة HS2.

لذلك من مصلحة الجميع إنهاء هذا النزاع المكلف وتشجيع المزيد من الناس على استخدام وسائل النقل العام. وأفضل طريقة للمضي قدماً ليست التوقف مرة أخرى ولكن جعل وسائل النقل العام مجانية، كما هي الحال في إسبانيا، أو مخفضة للغاية كما هي الحال في ألمانيا، للفترة المتبقية من العام لإنعاش النمو الاقتصادي.

ويمكن تمويل المبادرة بفرض المزيد من الضرائب على الأرباح غير المتوقعة windfall taxes بما في ذلك أرباح شركة شل البالغة 9.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 11.6 مليار دولار) المحققة خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) وأرباح قدرها 1.3 مليار جنيه إسترليني التي حققتها شركة "سنتريكا" للطاقة Centrica. وسجلت هذه الشركات أرباحاً استثنائية على التكاليف التشغيلية العادية بسبب غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير الشرعي أوكرانيا، لذلك، بينما يموت الآلاف في أوكرانيا، نواجه فواتير باهظة وأزمة غلاء المعيشة.

ويجب أن يحصل الجمهور على الأرباح المحققة من الأسعار الباهظة ويكون ذلك من خلال تخفيض الفواتير وتقديم خصومات كبيرة للناس على تذاكر وسائل النقل العام، وسيؤدي ذلك إلى تقليل الاستهلاك الإجمالي للطاقة وزيادة الدعم والاستثمار الأخضر في منظومة النقل العام، وبالتالي زيادة الوظائف وتعزيز النمو الاقتصادي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أنه سيوفر بيئة صحية للتفاوض على مستوى الأجور من خلال التخفيف من التضخم الأسري اليومي، وعلى وجه الخصوص، سيساعد في تجنب المزيد من إضرابات السكك الحديدية وتسريع النقل المستدام.

وسيكون بديلاً بيئياً لخطة الحزب المحافظ التي تتسم بقصر نظر والمتمثلة بإعادة 90 في المئة من ضريبة الأرباح غير المتوقعة إلى الشركات مقابل قيامها بالتنقيب عن المزيد من النفط المسبب لتغير المناخ، ويجب أن تقتصر الحسومات على الاستثمار الجديد في الطاقة الخضراء، مثل توسيع نطاق استخدام طاقة الرياح خارج أوقات الذروة لإنتاج الهيدروجين من الماء للاندماج في إمدادات الغاز بهدف تقليل بصمتنا الكربونية.

وأوضح كل من مرشحي قيادة حزب المحافظين ليز تراس وريشي سوناك أنه بدلاً من التخطيط لمسار بيئي للخروج من أزمة تغير المناخ، فإنهما يعتزمان إعادة 90 في المئة من ضريبة الأرباح غير المتوقعة لشركات النفط مما يزيد الأمور سوءاً. وفي الواقع، أوضحت شركات النفط أنها لن تجري تغييرات استثمارية جذرية ولكنها ببساطة تحتفظ بأموالنا لأننا بدلاً من ذلك نواجه زيادات ضريبية.

وفي غضون ذلك، ركب المحافظون إضراباً في قطاع سكك الحديد مع النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل، والأخيرة بعد تفاوضها على رفع الأجر بنسبة 7 في المئة وهي تقل عن نسبة التضخم، وعُرض بدلاً من ذلك 3 في المئة بالإضافة إلى تخفيضات هائلة في الوظائف، وذلك بفضل وزير النقل غرانت شابس الذي يسيطر ويتحكم في رواتب شركات القطارات.

ورأيناه يفعل الأمر نفسه في وكالة ترخيص المركبات والسائقين العام الماضي، حيث تراجع عن خطة أمان لـ"كوفيد-19" تم الاتفاق عليها بين الإدارة واتحاد الخدمات العامة والتجارية من أجل إثارة إضراب كذريعة لنقل الوظائف والخصخصة.

والآن الخطة هي إثارة إضراب بالسكك الحديد كذريعة لإلغاء الحق في الإضراب، بعد أن ألغى بالفعل الحق في الاحتجاج السلمي في مشروع قانون الشرطة والجرائم. إنها مقدمة ساخرة لانتخابات مفتعلة كخيار بين "من يدير بريطانيا: الحكومة أم المضربين"؟

هذه الهجمات على حقوقنا الديمقراطية ومصالحنا الاقتصادية الوطنية في تناقض صارخ مع البلدان الأخرى التي تعطي الأولوية للناس والكوكب. تتخلف المملكة المتحدة عن جيرانها الأوروبيين الآخرين إذ لم تنجح في تقديم وسائل نقل عام أرخص، وأعلنت إسبانيا عن السفر المجاني حتى ديسمبر (كانون الأول)، لمساعدة السياحة والعمال، وألمانيا، التي ربما خسرت نهائي كرة القدم الأوروبية لكنها تفوز على إنجلترا في هذا الشأن، وتحصّل مبلغ 9 يورو (7.60 جنيه إسترليني) مقابل سفر لمدة شهر خلال فصل الصيف.

ويوشك أعضاء حزب المحافظين على تحديد واختيار رئيس الوزراء السيء كالمعتاد، ومع ذلك، فقط قيم حزب العمال رؤيته هي التي يمكنها تحقيق النمو الأخضر والخروج من أزمة تكلفة المعيشة التي يحتاجها اقتصادنا بشدة ذلك لأنه فقط من خلال العمل بالشراكة مع الشركات والنقابات العمالية، وفقاً لاحتياجات بيئتنا، يمكن للحكومة أن تنعش الاقتصاد لتحقيق نمو أخضر شامل ومستقبل أقوى وأكثر عدلاً للجميع.

نُشر في اندبندنت بتاريخ 10 أغسطس 2022

© The Independent

اقرأ المزيد