Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

امرأة حملت جراء اغتصاب تروي معاناتها للإجهاض في المملكة المتحدة

حصرياً لصحيفة "اندبندنت": "لا يمكن أن يكون المغتصب الرجل الذي أودّ إنجاب طفل منه. مستحيل".

وقالت ألانا، التي تعيش على بعد أكثر من 200 ميل من المستشفى في شرق لندن، أنّها اضطرّت أن تستقلّ عدّة قطارات للوصول إلى المستشفى (غيتي)

روت امرأة "معاناتها المأساوية" للإجهاض في المملكة المتحدة بعد أن حملت نتيجة تعرّضها للاغتصاب.

تحدّثت ألانا لصحيفة "اندبندنت" قائلةً بأنّها صعقت يوم علمت بأنها حامل بطفل من مغتصبها بعد أسابيع من وقوع حادثة الاعتداء.

وقالت المرأة البالغة 32 سنة من العمر بأنّها اضطرّت للتحدّث عن قصّتها الخاصة بعد أن قررت المحكمة العليا الأميركية في نهاية يونيو (حزيران) المنصرم إلغاء القرار التاريخي المعروف باسم "رو ضد وايد" الذي صدر عام 1973 ليكرس حق المرأة في الإجهاض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحتى الآن، تمّ حظر الإجهاض في ثماني ولايات أميركية على الأقلّ، ومن المتوقّع أن تقوم أكثر من نصف الولايات الأميركية بحظره أو فرض سياسات مشددة في أعقاب قرار المحكمة العليا، ويتوقّع أيضاً أن تقوم بعض الولايات بحظر عمليات الإجهاض حتى وإن كان الحمل ناتجاً من اغتصاب أو سفاح القربى.

وأضافت ألانا، التي تعيش في شمال إنجلترا، والتي لم يسبق أن تحدّثت إلى وسائل الإعلام من قبل، بأنّها "شعرت بالغثيان" من فكرة عدم وضع استثناءات للنساء اللواتي يرغبن بالإجهاض نتيجة حملهنّ بعد تعرّضهنّ للاغتصاب.

وقالت: "أشعر بالحزن الشديد على النساء اللواتي يواجهن الوضع نفسه. ولكن الأمر يحدث أيضاً للفتيات الصغيرات والشابات. نحن نعرّض صحّتهنّ النفسيّة للخطر من خلال إرغامهنّ على الحمل بطفل مغتصب لا تردنه. الأمر مثير للاشمئزاز فعلاً".

واستذكرت ألانا تجربتها الخاصة قبل بضع سنوات وأخبرتنا بأنّ عملية الاغتصاب حصلت عندما التقت بأحد أصدقائها في إحدى الأمسيات وقد عادت إلى منزله برفقة مجموعة من الاصدقاء.

وأضافت: "كنّا جميعاً ثملين، فغفوت على الفور. غادر كلّ أصدقائي ولكنهم لم يعتقدوا بأنّه ثمة مشكلة في أن أبقى في منزله لأنّه كان صديقاً لنا. وقد سبق لي أن زرت منزله عدّة مرات من قبل. كان شخصاً أثق به ولا أخاف من التواجد معه بمفردي. استيقظت ووجدته ممدداً عليّ. كان عضوه في داخلي ولم أكن أرتدي ملابسي الداخلية. جمعت أغراضي وغادرت على الفور".

وتابعت ألانا، التي تمّ تغيير اسمها في المقال، بأنّها ذهبت مباشرةً إلى المستشفى المحلّي حيث تمّ اعطاؤها حقنة ضد التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في حال تعرّضت لأيّ منهما خلال ممارسة الجنس.

"عندما وصلت إلى المستشفى، قلت في نفسي بأنني لن أذهب إلى الشرطة. كلّ ما فكّرت فيه كان والدي وكم سيكون غاضباً لأنّه كان يبالغ في حمايته لي. أدركت بأنّ هذا الأمر سيفسد حياته ولن يتمكّن من تخطّيه".

بعد الحادثة، قالت ألانا أنها بدأت علاجاً ذاتياً من خلال تناول جرعات من الكوديين المسكّن للألم. وأضافت: "أنا محظوظة للغاية لأنني لم أمت. لم أودّ أن أشعر بأيّ شيء. أدركت أنّه من الأسهل أن أشعر بالمخدّر عوضاً عن الشعور بأيّ شيء آخر. قصدت الطبيب وأخبرته بما حصل. كانوا بغاية اللطف معي. أخبرتهم بأنني أتناول الكوديين، فخففوا عنّي وأعطوني بعض الأدوية المضادة للاكتئاب بدلاً منه".

وأفادت ألانا بأنّه انتهى بها المطاف بأن تخسر وظيفتها في قطاع الضيافة وأوضحت بأنّها لم تكن تشعر بحالٍ جيدة لكي تتفاعل مع الزبائن. وأردفت: "ثمّ اكتشفت بأنني حامل على رغم أنني كنت أتناول حبوب منع الحمل عندما اغتُصبت. لم أشعر بشيء. فقط بالفراغ. كنت بدأت أتحسّن واعتقدت بأنني أقف على قدميّ مجدداً. ولكن الأمور لم تتحسّن، بل كانت تسوء بشكلٍ كبير. وقد زاد الأمر سوءاً عندما علمت بأنني في الأسبوع الحادي عشر من الحمل. لم يكن لديّ أدنى شكّ بأنني سأجري عملية إجهاض. لا يمكن أن يكون المغتصب الرجل الذي أودّ إنجاب طفل منه. مستحيل".

وتابعت ألانا روايتها وكيف عانت من التأخير عندما كانت تسعى لإجراء عملية الإجهاض، فلم تحصل على الموعد الأول إلا بعد انقضاء 3 أسابيع من معرفتها بأنها حامل، مما يعني أنها كانت في الأسبوع 15 من الحمل. وأضافت: "كان يمكنني الشعور به (الجنين). إن حملتِ من قبل فبوسعك أن تشعري ببعض حركات الجنين كالركلات المبكرة. بدأ بطني يكبر قليلاً ولهذا ارتديت سروالاً واسعاً وقمصاناً فضفاضة".

وبسبب النسيج الندبي (التالف) جراء ولادتها القيصرية السابقة، أخبرها الطبيب أنّه لا يمكنها أن تقوم بالإجهاض في ذلك اليوم وقيل لها أنّه يتوجّب عليها الذهاب إلى طبيب مختصّ. "اتصلت بالرقم الذي أعطوني إياه وقالوا لي بأنّ المستشفى الوحيد الذي بوسعه استقبالي هو مستشفى هومرتون في لندن. وكان أقرب موعد متاح في الأسبوع العشرين من الحمل".

وأتت تصريحات ألانا عقب نشر صحيفة "اندبندنت" تقارير عن النساء اللواتي يردن الإجهاض ومعاناتهنّ في اجتياز آلاف الأميال للحصول على الرعاية بسبب وضع أوقات الانتظار التي لا تطاق" ضغطاً رهيباً على الخدمات.

وفي هذا السياق، تُضطرّ النساء اللواتي يسعين للقيام بعمليات إجهاض جراحية أو في مراحل متقدمة من الحمل في المملكة المتحدة للسفر بين منطقة وأخرى للحصول على الرعاية بسبب عدم توافر الخدمات في مناطقهنّ في حين تجبر أنظمة هيئة خدمات الصحة الوطنية "التي تعاني من الفوضى" مزوّدي الرعاية الخاصة بأن يرفضوا استقبال النساء بحسب ما قيل لصحيفة "اندبندنت".

وقالت ألانا، التي تعيش على بعد أكثر من 200 ميل من المستشفى في شرق لندن، أنّها اضطرّت أن تستقلّ عدّة قطارات للوصول إلى المستشفى مضيفةً بأنها لم تخبر أيّ من أصدقائها أو أفراد أسرتها بأنّها ستخضع للإجهاض. وأضافت: "كنت في الأسبوع 20 من الحمل عندما وصلت إلى هاكني للإجهاض. لم يعرف أحد بوجودي هناك. ولا حتى صديقتي المقرّبة. فضّلت عدم إخبارها لأنّها كانت من أشدّ المعارضين للإجهاض ولكن تغيّرت وجهة نظرها الآن".

وأضافت ألانا التي دفعت نفقات سفرها وإقامتها بأنّها صُدمت لأنّه تمّ إخراجها من المستشفى بعد حوالى خمس ساعات فقط من انتهاء العملية الجراحية. واستذكرت قائلةً: "بدا الأمر جنونياً. إنّه إجراء طبي ولكنني أشعر أنّه يتمّ التقليل من شأنه بسبب ماهيّته. كان يتوقّع مني أن أجلس في كرسيّ بلاستيكي غير مريح بعد الجراحة. وكان عليّ أن أجرّ حقيبة بعجلات في طريق عودتي إلى المنزل. سافرت إلى المنزل في اليوم نفسه الذي خضعت فيه لبنج عمومي. كنت أنزف وأعاني من آلامٍ في البطن. شعرت بالتعب وكنت أترنّح لأنني لم أتناول أي طعام، إذ يُمنع تناول الطعام قبل 24 ساعة من الجراحة. عندما وصلت إلى المنزل، انقضت خمسة أيام قبل أن يتوقف النزيف وتقلصات المعدة".

شرحت ألانا بأنّها حاولت الانتحار بعد الإجهاض لأنّ صحّتها النفسية كانت تتدهور بسبب الاغتصاب. ولكنها اليوم في حال أفضل بكثير على حدّ قولها، إذ كشفت بأنها عادت إلى المدرسة لكي تتابع تعليمها وهي فخورة بنفسها وبالتقدّم الذي أحرزته. وتابعت: "أعرف أنّ ما حصل معي هو مثال متطرّف للغاية ولكنني أؤيد الإجهاض بشكلٍ عام. هذا جسمك، لا تسمحي لأحد بأن يأخذه رهينة. إن كانت صديقة ابني بحاجة لإجراء عملية إجهاض فسيكون من دواعي سروري أن أوصلها بنفسي إلى العيادة. لا أشعر بأيّ ذنب بسبب إجهاضي. فلم أفكّر لثانية إن كان يتوجّب عليّ الاحتفاظ بالطفل. حتى وأنا في الحضيض، كنت أدرك بأنني اتخذت القرار الصائب."

في حال التعرّض للاغتصاب أو للاعتداء الجنسي، يمكن طلب المساعدة من جهات متعددة. في حال التعرّض للخطر الداهم، يمكن الاتصال على الرقم 999 أو الاتصال بالشرطة على الرقم 101. يمكن إيجاد أقرب مركز للمساعدة في حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي على هذا الرابط. كما يمكن الحصول على المساعدة من جمعيات التطوّع على غرار "رايب كرايزيس"، "وومنز أيد"، "فيكتيم سابورت"، "ذا سورفايفرز تراست" أو "مايل سورفايفرز بارتنرشيب"؛ أو الاتصال على الخط الساخن المجاني الوطني للمساعدة على مواجهة العنف المنزلي على مدار الساعة والذي تديره جمعية "روفوج" على الرقم 0808 2000 247، والخط الساخن المجاني الوطني لجمعية "رايب كرايزيس" على الرقم 0808 802 9999 (من الساعة 12 إلى 2:30 ب ظ. ومن الساعة 7 إلى 9:30 مساء يومياً على مدار السنة). أو يمكن الاتصال بقسم الطوارئ في المستشفى أو بطبيب أو ممرضة أو عيادة متخصصة بالجهاز البولي-التناسلي أو بالصحة الجنسية، أو بهيئة الخدمات الصحية الوطنية على الرقم 111 أو يمكن الحصول على المساعدة على الرقم 111 عبر الإنترنت.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار