Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ستارمر يتحدى الجناح اليساري لحزبه بتعهد إعطاء الأولوية للنمو

وعود من زعيم حزب العمال بـ"إعادة تحريك عجلة الاقتصاد" في إطار "قوي وآمن وعادل"

زعيم حزب العمال يريد تحدي حزب المحافظين في ملعبهم التقليدي (غيتي)

وضع [زعيم حزب العمال] السير كير ستارمر التعافي الاقتصادي في صميم خطابه الهادف إلى جذب الناس في الانتخابات العامة المقبلة، معلناً أن أولويات حزب العمال في الحكومة ستكون "النمو، والنمو، ثم النمو".

ومن المرجح أن تثير تعليقاته غضب الجناح الأيسر [اليساري] في حزبه، خلال سعيه إلى التخلص من الاتهام المديد بأنه في حين يهدف المحافظون إلى زيادة حجم حصتهم، لا يهتم حزب العمال سوى في كيفية توزيع الحصص.

واستطراداً، سيواجه ستارمر انتقادات من الناشطين البيئيين لنموذج النمو، مصراً على أنه من الممكن توسيع حجم الاقتصاد من دون التخلي عن التطلعات إلى تصفير انبعاثات الكربون.

والجدير بالذكر أن تصميم زعيم حزب العمال على خوض الانتخابات العامة المقبلة في ساحة معركة النمو الاقتصادي هو إشارة إلى الدرجة التي يعتقد فيها السيد ستارمر أن حالة المملكة المتحدة الخطيرة تسمح له بتحدي حزب المحافظين في ملعبهم التقليدي.

وفي ذلك الإطار، أكد ستارمر أن 12 عاماً من الأداء الاقتصادي غير المجدي [غير الناجع] في ظل الحكومات التي يقودها المحافظون قد ترك الاقتصاد البريطاني "أضعف من اقتصاد منافسيه، وأقل صموداً، وهشاشة".

ونتيجة لذلك، مقارنة مع الدول المماثلة، تعتبر بريطانيا أكثر عرضة لخطر أزمة تكلفة المعيشة الحالية والتضخم المتصاعد.

لكنه على الأرجح أثار غضب أولئك المنتمين إلى الجناح اليساري في حزب العمال الذين يخشون أن التركيز على النمو سيصب في مصلحة الرؤساء والشركات والمساهمين مع استبعاد أفراد المجتمع الأكثر حرماناً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعترافاً منه بأن نهجه يمثل تحدياً لغرائز [ميول] حزبه، قال السيد ستارمر "هذا النهج يدفعنا إلى الاهتمام بالنمو والإنتاجية على قدر اهتمامنا سابقاً بإعادة التوزيع [إعادة توزيع الثروات] والاستثمار، من دون العودة إلى أفكارنا القديمة في مواجهة التحديات الجديدة".

وجادل بأن "الاقتصادات المنخفضة النمو لا يمكنها النهوض لمواجهة تحديات المستقبل"، بما في ذلك تهديد تغير المناخ.

وأضاف، "لن يصرف انتباهنا صوت صفارات الإنذار، الصادرة عن اليمين أو اليسار، التي تشير إلى أن النمو الاقتصادي ’تصفير الانبعاثات’، لا يسيران معاً".

في الواقع، إن إدراج السيد ستارمر "النمو، والنمو، ثم النمو" في طليعة أولوياته يبدو تكراراً متعمداً لنداء "التعليم، والتعليم، ثم التعليم" الذي أطلقه توني بلير في فترة ما قبل الانتخابات التي حقق فيها حزب العمال فوزاً ساحقاً عام 1997.

وفي حديثه في ليفربول قبل مناظرة الـ"بي بي سي" بين المتنافسين في معركة قيادة حزب المحافظين التي تهيمن عليها التخفيضات الضريبية والهجرة، أكد ستارمر أن "إعادة تشغيل اقتصادنا" ستكون "المهمة الحاسمة" للحكومة العمالية المقبلة.

كذلك، أعلن السيد ستارمر عن خطط لمجلس الاستراتيجية الصناعية (Industrial Strategy Council)، القائم على أساس قانوني باعتباره "جزءاً دائماً من المشهد الذي يحدد أولويات وطنية استراتيجية تتجاوز الدورة السياسية، ويحاسبنا على قراراتنا، ويبني الثقة للمستثمرين، ما سيؤدي إلى تعزيز النمو والإنتاجية على المدى الطويل".

وتابع، "في طموحاتي من أجل بريطانيا، لا توجد مهمة أكثر مركزية من جعل البلاد وشعبها أفضل حالاً"، مضيفاً "لهذا السبب أنا متأكد من أن حزب العمال سيخوض الانتخابات القادمة من أجل النمو الاقتصادي".

وفي مراجعة الأداء الاقتصادي في العقد الأخير، قال السيد ستارمر "سواء كان الأمر يتعلق بتكلفة المعيشة أو التعافي من الوباء، فإن اقتصادنا أضعف من الاقتصادات المنافسة. إنه أقل صموداً، كما أنه هش. وفي النهاية، نحن جميعاً أفقر نتيجة لذلك".

وصرح بأنه على النقيض من ذلك، سيهدف حزب العمال إلى تحقيق نمو "قوي وآمن وعادل"، ساعياً إلى زيادة مساهمة جميع أجزاء المجتمع وجميع مناطق البلاد إلى أقصى حد. وأوضح "قوي، لأنه سيبني أساساً يكون فيه لكل شركة وكل شخص دور. آمن، لأنه سينتج وظائف جيدة لا تترك الناس يشعرون بعدم الأمان. عادل، لأنه سيطلق العنان للطاقات الموجودة في كل مكان، كل مجتمع وكل بلدة وكل مدينة".

واستكمالاً، قال السيد ستارمر إن مسألة العدالة "تضرب الضعف الهيكلي في اقتصادنا"، مجادلاً أن "الاقتصاد يمكن أن ينمو ويترك بعض ناسه، لكن الأمة القائمة على المساهمة لا يمكن أن تنمو بهذه الطريقة".

إضافة إلى ذلك، اتهم السيد ستارمر مرشحي قيادة حزب المحافظين ليز تراس وريشي سوناك بالاعتماد على "اقتصادات شجرة المال السحرية".

وإشارة إلى المناظرة التلفزيونية يوم الإثنين، توقع ستارمر "سترون تبايناً واضحاً بين حزبي العمالي والزي التنكري التاتشري المعروض الليلة".

وأضاف، "الفرق بين حزب عمالي مستعد لدفع بريطانيا إلى الأمام، وحزب المحافظين الذي يريد أن يعيدنا إلى الماضي. بين نمو حزب العمال، وركود حزب المحافظين. سيكون هذا هو الخيار في الانتخابات المقبلة، ونحن مستعدون لذلك".

نشر في اندبندنت بتاريخ 25 يوليو 2022

© The Independent

المزيد من سياسة