Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توني بلير ينفي السعي إلى تشكيل حزب سياسي

رئيس الوزراء البريطاني السابق يعقد مؤتمراً لتعزيز "الوسط السياسي"

توني يعقد مؤتمر "مستقبل بريطانيا" وينفي سعيه لتشكيل حزب سياسي  (أ ف ب)

نفي رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أنه يسعى لتكوين حزب سياسي، على رغم مشاركة كثير من السياسيين في المؤتمر الذي يعقده الخميس في العاصمة البريطانية لندن تحت عنوان "مستقبل بريطانيا". ويهدف بلير إلى إعادة بناء تيار الوسط في السياسة البريطانية من خلال المناسبة التي وصفها بأنها "مؤتمر الأفكار".

وكان من المفترض أن يشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنه مرتبط بحضور اجتماعات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدريد. ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات منهم خبير الادخار المالي مارتن لويس ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس والصحافيان جون سوبيل وإيميلي ميتليس.

وتحدث توني بلير في "بودكاست" يقدمه الوزير السابق من حزب المحافظين روري ستيوارت مع مسؤول الإعلام والاتصالات السابق الصحافي أليستير كامبل. وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق إن بريطانيا تعاني "فراغاً في الأفكار يغذي التشاؤم الشديد".

وكان توني بلير، ومعه رئيس الوزراء السابق غوردون براون، غيرا من توجه حزب العمال في مطلع تسعينيات القرن الماضي بتوجه أبعد عن اليسار وأقرب للوسط في ما عرف وقتها بوصف "العمال الجديد". وأدى ذلك إلى فوز الحزب أكثر من مرة في الانتخابات العامة وتشكيل الحكومة، وظل حزب المحافظين الحاكم حالياً في المعارضة لسنوات.

عودة الوسط

وقال توني بلير في مقابلته مع ستيوارت وكامبل في بودكاست "الباقي سياسة"، إن المؤتمر سيكون "مصنعاً للأفكار حول ما يجب أن تكون عليه بريطانيا الحديثة". وأعرب عن أمله في أن يتبع حزب العمال السياسات الوسطية التي ستنتج من المؤتمر، لكنه أكد أن تلك الأفكار ستكون متاحة لكل الأطياف السياسية.

يأتي مؤتمر بلير بعدما أكد زعيم حزب العمال السير كيير ستارمر، الثلاثاء، أنه بالفعل ألغى البرنامج الانتخابي لحزب العمال لعام 2019. وكان التيار اليساري في الحزب غيّر كثيراً من توجهه بعيداً من يسار الوسط مع تولي زعيمه السابق جيريمي كوربين دفة قيادة الحزب حتى تمت إطاحته ليخلفه ستارمر.

وينتظر أيضاً أن يقوم النائب من حزب المحافظين ستيف بيكر بطرح توجه أكثر يمينية في الحزب الحاكم خلال مناسبة إعادة تفعيل مجموعة "محافظين يتطلعون للأمام" الشهر المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلق توني بلير على توجهات الأحزاب الرئيسة في مقابلته بالقول، "الوضع صعب، فالحزبان الرئيسيان (المحافظين والعمال) وقعا في مشكلة تحول السياسات الهامشية إلى سياسات رئيسة. وعلينا الخروج من تلك المشكلة".

ونفي توني بلير أن يكون هدف مؤتمره هو السعي لتشكيل حزب سياسي جديد، على رغم أن هناك عدداً من السياسيين السابقين سيشاركون في الحدث. وأضاف، "تواجه بريطانيا تحديات كبيرة. يحتاج البلد لخطة، لكن ليس لديه أي خطط. والغرض من هذا المؤتمر هو اقتراح توجهات السياسة الجديدة، كيف تكون وكيف يمكن تحقيقها".

سيبدأ توني بلير بنظام الصحة الوطنية (NHS) حيث سيقدم ورقة تقترح أن تكون السلطة في النظام الصحي لمن يقدمون الخدمات مباشرة للجمهور. يذكر أنه خلال فترة رئاسة توني بلير للحكومة العمالية من 1997 إلى 2007 حاول خصخصة قطاع الخدمات الصحية، بخاصة إدخال الشركات الأميركية في نظام الصحة الوطنية البريطاني، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب المعارضة الشعبية لهذا التوجه.

وقال بلير في المقابلة، "ليس ضرورياً أن يكون المركز (السياسي) مسؤولاً عن كل شيء. فنظام السيطرة والمقاس الواحد الذي يتعين أن يناسب الجميع ليس عملياً". يذكر أن التبرير السياسي الذي ساقه بلير وقت أن كان رئيساً للوزراء لهذا التوجه هو "إعطاء الجماهير فرصة الاختيار".

ركود السياسة

وتظهر استطلاعات الرأي السابقة على مؤتمر بلير أن الناخبين في بريطانيا يرون أن بلدهم يشهد "حالة ركود"، بحسب ما ذكرت صحيفة "التايمز" اللندنية. ويرى البريطانيون أيضاً أن الحراك الاجتماعي لم يعد موجوداً، وأن "البلاد لا تملك خطة واضحة للمستقبل ولا إلى أين تسير". وتنقل الصحيفة قول أحد المشاركين في مجموعات التقييم للمؤتمر، "يبدو الناس وكأنهم يلومون الجميع غيرهم، لكن ليس هناك من يقول: أتعرفون، يتعين عليّ أن أتحمل مسؤولية ذلك، يجب أن أفعل شيئاً. لكن ما يحدث أننا نلقي باللائمة على الحزب الآخر فقط".

وعن القضايا التي ستطرح في المؤتمر قال توني بلير في مقابلته مع ستيوارت وكامبل: "نواجه على المدى القريب مشكلة تكاليف المعيشة. وعلى المدى الطويل، مثلنا مثل بقية الدول المتقدمة نواجه التحولات التي تفرضها الثورة التكنولوجية والتغيرات المناخية. وفي ما يخص بريطانيا تحديداً، ومن دون أي تغيير لقرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، نحتاج إلى إصلاح مترتب على الطبقة التي تم بها الخروج. ثم هناك أيضاً الآن التغيرات الجيوسياسية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا".

وخلص رئيس الوزراء البريطاني الأسبق إلى أن "السياسة البريطانية لا تركز على هذه التحديات بالطريقة التي يجب أن تكون. ولتغيير ذلك نحن بحاجة إلى وسط سياسي قوي تقدمي وعقلاني".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات