Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما يجب معرفته عن متحورتي كورونا الفرعيتين الجديدتين

سلالتا "بي إي 4" و"بي إي 5" تحتويان على طفرات تطورت لاستهداف خلايا الرئة البشرية ما قد يجعلها أكثر خطورة من السلالات الحديثة الأخرى للفيروس

أدّى القلق المتنامي من متحوّرتين فرعيّتين جديدتين لفيروس "كوفيد - 19"، تسبّبتا في ارتفاع معدلات الإصابة في المملكة المتّحدة، إلى إثارة مخاوف من أن تشهد بلدانٌ أخرى قريباً عودة ظهور حالات الإصابة بالعدوى على أراضيها.

السلالتان المعروفتان باسم "بي إي 4"  BA.4 و"بي إي 5"  BA.5، اللتان اكتشفتا في جنوب إفريقيا على التوالي في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، هما في الواقع حفيدتا نسخة "أوميكرون" المتحوّرة لفيروس "كورونا"، التي تفشّت في مختلف أنحاء العالم في أواخر العام 2021، وتتميّز بثلاث طفرات في البروتينات الشوكية، التي كما يُخشى تمكّنها من إعادة تنظيم هجومها على خلايا الرئة البشرية.

هذا يعني أن لديها قواسم مشتركة مع متحوّرتي "ألفا" و"دلتا" السابقتين، الأكثر خطورة من "أوميكرون" شديدة الانتقال، لكنها أكثر اعتدالاً، كما أنها تستهدف أنسجة الجهاز التنفّسي العلوي.

ومن المرجّح أن تمكّن هذه الطفرات أيضاً المتحوّرتين الفرعيّتين من تفادي الأجسام المضادة المتكوّنة من إصابةٍ سابقة بالعدوى أو من التطعيم، وبالتالي التغلّب على المناعة.

ويبدو أن البيانات الأولية التي قام بجمعها البروفيسور كي ساتو من "جامعة طوكيو" في اليابان تلمّح إلى ذلك، الأمر الذي حدا بعالم الفيروسات إلى القول: "تشير تحقيقاتنا إجمالاً إلى أن مخاطر متحوّرات (أوميكرون)، ولا سيما منها (بي إي 4) و(بي إي 5) على الصحّة العالمية، يمكن أن تكون أكبر من متحوّرة (بي إي 2)".

وتتحدّث تجارب البروفيسور ساتو عن أن المتحوّرتين تتكاثران بشكل أكثر فاعليةً في الرئتين من "أوميكرون"، بينما ذكرت تجارب إضافية أجريت على فئران المختبرات، أن متحوّرتي "بي إي 4" و"بي إي 5"، قد تتسبّبان بظهور مرض أكثر حدّة.

"منظّمة الصحّة العالمية" World Health Organisation أجرت هي أيضاً تحقيقاتٍ في شأن المتحوّرتين الفرعيّتين منذ أبريل (نيسان)، لتقييم ما إذا كانتا أكثر نشراً للعدوى، أو أشدّ خطورةً من سابقاتهما، ومنذ ذلك الحين أضافتها إلى قائمة المراقبة الخاصّة بها.

في المقابل قام "المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها"  European Centre for Disease Prevention and Control، بإطلاق تسمية "المتحوّرتين المثيرتين للقلق" على "بي إي 4" و"بي إي 5" في منتصف مايو (أيار).

أمّا ما دق ناقوس الخطر في الأسابيع الأخيرة، فكان الارتفاع الحاد في الإصابات البريطانية، الذي ظهر في أعقاب الأيام الأربعة من الاحتفالات لمناسبة اليوبيل البلاتيني للملكة، وذلك في الفترة الممتدّة ما بين الثاني من يونيو (حزيران) والخامس منه، الأمر الذي أدّى إلى مزيدٍ من المخالطات الاجتماعية التي رافقها ارتفاع في حالات الإصابة بالعدوى بنسبة 43 في المئة في الأسبوع التالي.

سجلت أحدث بيانات المملكة المتحدة ارتفاعًا بنسبة 7 في المائة في الحالات إلى 3.8 ملايين في الأسبوع المنتهي في 14 يوليو، ارتفاعًا من 3.3 ملايين في الأسبوع السابق، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقتٍ تُعدّ فيه المناعة مرتفعةً في بريطانيا، بعدما حاز 87.5 في المئة من السكّان الجرعتين الأوليين للقاح، و68.9 في المئة تلقّوا الجرعة المعزّزة، تصرّف الناس إلى حدٍّ كبير كما لو أن الجائحة لم تحدث على الإطلاق، وذلك منذ أن ألغت حكومة بوريس جونسون آخر قيود مواجهة الوباء غير المستساغة، قبل شهرٍ من الموعد المحدّد في الـ24 من فبراير، حين أسقطت إلزامية وضع الكمّامات، ووجوب اعتماد التباعد الاجتماعي، وقرّرت العودة إلى الحياة الطبيعية.

في المقابل، وبعدما مضى الآن أكثر من ستة أشهر على إطلاق آخر حملةٍ كبيرة للجرعات المعزِّزة قبيل فترة عيد الميلاد والسنة الجديدة، هناك احتمال بأن تبدأ مستويات المناعة بالتراجع، الأمر الذي قد يؤدّي إلى ارتفاع عدد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية صحّية متخصّصة، وربما أيضاً تزايد الوفيات، سواءً الآن أو في وقتٍ لاحق من السنة، مع حلول موسم الإنفلونزا.

جون سوارتزبيرغ، الأستاذ الفخري في "كلّية بيركلي للصحّة العامّة" Berkeley School of Public Health التابعة لـ "جامعة كاليفورنيا"، والمتخصّص في مجال الأمراض المعدية وعلم اللقاحات، نبّه في حديثه إلى موقع "ديلي بيست" الإخباري، إلى أن هناك نوعاً من "الفصل بين حقيقة المسار التطوّري الذي تتّخذه العدوى... والنمط السلوكي للناس في عدم اتّخاذ قرارٍ بتوخي الحيطة"، وأشار إلى أنه استناداً إلى ما توصّل إليه من خلال مراقبته لتطور الوضع الصحّي في المملكة المتّحدة، فإن هناك احتمالاً بأن تتكرّر هذه الظروف وأن تمتدّ آثارها بسهولة عبر الأطلسي.

وفي حال وصول طفرة المتحوّرة الفرعية للفيروس إلى أميركا الشمالية، وانتقالها من الشرق إلى الغرب كما حصل مع جميع الموجات السابقة لـ "كوفيد"، فستجد الولايات المتّحدة نفسها أقلّ تحصيناً [أضعف حصانة]، بعدما تم تلقيح 67.2 في المئة فقط من الجمهور الأميركي بجرعتي اللقاح، وتلقّي 48.2 في المئة فقط الجرعة المعزّزة.

ووفقاً لـ "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" Centers for Disease Control and Prevention في الوقت الراهن، فإن متحوّرتي "بي إي 4" و"بي إي 5" تسبّبتا على التوالي بنحو 12.8 في المئة و77.9 في المئة في الولايات المتّحدة، وتمّ تحديد الإصابة  الأولى على السواحل الأميركية في نيويورك أبريل الماضي.

لكن الخبراء يتوقّعون الآن أن ترتفع هذه النسبة بشكلٍ كبير في الأسابيع المقبلة، وهو تذكير آخر غير مرغوب فيه بأن الجائحة لم تنتهِ فصولها بعد، مهما كنا نتمنّى ذلك [على خلاف ما نشاء].

يبقى أن مدى خطورة المتحوّرتين الفرعيّتين الجديدتين، وما إذا كانتا قادرتين على تجاوز الأجسام المضادّة والتسبّب بمرضٍ خطير، أو ما إذا كانت مناعتنا المتراكمة قادرةً على الصمود والمواجهة - هي مسائل لم تلق الإجابة بعد.

© The Independent

المزيد من صحة