Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"درجة النجاح" بالبكالوريا في الجزائر تثير الجدل وسط احتفالات هيستيرية

مراقبون: الحل الأنجع لمعالجة مشكلة النتائج غير المرضية وتهدئة الشارع المرور إلى دورة ثانية

تخفيض درجة النجاح بالبكالوريا في الجزائر أسهم في رفع نسبة العابرين (اندبندنت عربية)

أثار تخفيض معدل النجاح بامتحانات شهادة البكالوريا في الجزائر نقاشات واسعة، لا تزال متواصلة على الرغم من مرور أيام على إعلان النتائج، وبين متفهم ومنتقد، استقر تبرير الحكومة على جائحة كورونا، بينما استمرت احتفالات الناجحين بشكل "هيستيري" غير معهود، حتى أن بعضها تحول إلى أحزان بسبب حوادث رصدتها "اندبندنت عربية" ناتجة من ألعاب نارية وقيادة السيارات بطريقة طائشة.

تراجع

وأعلن وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أنه تقرر للسنة الثالثة على التوالي، تخفيض معدل النجاح في امتحانات البكالوريا إلى 9.5 من 20، لاعتبارات نفسية وصحية مرتبطة أساساً باستمرار تفشي وباء كورونا وما تبعه من ظروف صحية استثنائية رافقت العام الدراسي، وهو التصريح الذي فتح أبواب الجدل، بخاصة أن المسؤول الأول عن القطاع كان قد أكد في وقت سابق، استحالة اللجوء إلى هذه الخطوة.

وقال الوزير بلعابد، عشية انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا، إنه لا يوجد أي سبب لتخفيض معدل النجاح في شهادة البكالوريا هذه السنة. وأوضح أن تخفيض معدل النجاح السنة الماضية كان بسبب الظروف الصحية التي مرت بها البلاد، مشدداً على أن النجاح في هذه الشهادة هو بالحصول على معدل 10 من 20، وأن تخفيض معدلات النجاح لا يخدم مستوى التلاميذ.

مفاجأة للأسرة التربوية

وتعليقاً على الخطوة، رأى المدرس محمد شرف مزياني، أن قرار وزارة التربية شكل مفاجأة للأسرة التربوية التي لم تشارك مجدداً في اتخاذ مثل هذا القرار المهم، باعتبارها العنصر الموجود والمؤثر ميدانياً، وقال إن مثل هذه القرارات تعتبر إساءة صريحة تضاف إلى سلسلة الإخفاقات التي يشهدها القطاع منذ سنوات، وإن معالجة ضعف النتائج عبر ضرب مصداقية الشهادة سيؤدي إلى تمييعها، وتابع أن "استناد الوزارة إلى الظروف الطارئة حجة ضعيفة، على اعتبار أن العام الدراسي مر هادئاً بصورة نمطية عادية"، وأبرز أن الحل الأنجع الذي تناسته الوزارة وكانت من خلاله ستعالج مشكلة النتائج غير المرضية وتهدئ الشارع، هو المرور إلى دورة ثانية يتاح خلالها للراسب فرصة أخرى لإبراز إمكاناته.

قرار سيادي

في المقابل، اعتبر الحقوقي عابد نعمان أن مسألة التخفيض هو قرار سيادي، "لأنه لا يعني وضع المادة العلمية في أيد غير أمينة مثلما يرى البعض، بل على العكس، المادة العلمية محمية بمعدل مناسب مشروط"، مضيفاً، "نجد مثلاً الطب له معدله، والذكاء الاصطناعي له معدله وهكذا دواليك، كل مادة علمية لها معدلها، بالتالي فحتى أصحاب المعدلات الدنيا سيلتحقون بما يناسبهم".

وفي وقت استحوذ القرار على مساحات واسعة من النقاشات والجدل على مستوى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عمت أجواء الاحتفالات البيوت والمدارس والساحات والشوارع عقب الإعلان عن نتائج هذه المرحلة التعليمية، حيث علت أصوات "زغاريد" النساء في المنازل، وأبواق السيارات في الشوارع والطرقات، وتزينت سماء المدن بالألعاب النارية، غير أن هذه الأفراح تحولت إلى أحزان في مناطق عدة من البلاد، بسبب "تهور" الشباب الذي أدى إلى أحداث مأساوية، سواء جراء قيادة السيارات بطريقة "طائشة" أو الاستعمال السيئ للألعاب النارية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبخصوص هذه الاحتفالات، قال مزياني إنه يظهر من تصرفات التلاميذ بعد إعلان النتائج، حجم الضغط النفسي الكبير المسلط عليهم، سواء من قبل العائلة أو من الامتحان، إذ بلغت بعض ردود الأفعال حد وصفها بالطائشة والكارثية، موضحاً أن هذا المشهد يشير إلى تحول مسار المسابقة من امتحان علمي يتنافس فيه المترشحون من أجل مواصلة مسار التكوين وإبراز إطارات مستقبلية تخدم الوطن، إلى استعراض متهور لا يمت للمدرسة الجزائرية بصلة، وختم أن على الوزارة الوصاية مشاركة الأسرة التربوية مجمل قراراتها، وهو الاتفاق الذي تصر عليه دائماً خلال جلسات الحوار، وذلك لتوحيد القرارات المستقبلية من أجل تفادي الفوضى من جهة، وخدمة القطاع بشكل عام من جهة ثانية.

وقال الحقوقي عابد نعمان، إن الاحتفالات بالطريقة التي لاحظها الجميع، تؤكد أن الجزائري لا يزال يرى نفسه غير جدير بالاستحقاق العلمي فيتعامل مع النجاح بشكل غير سليم من خلال احتفالات لا تناسب كلمة نجاح أو نصر، وأضاف أن الامتحان هو تأكيد التفوق وليس التفوق بحد ذاته، معبراً عن أسفه الشديد لـ "تجاوز الاحتفالات الحد المقبول لتجعل من الناجح شخصاً فاشلاً".

وكشفت النتائج النهائية عن نسب نجاح تاريخية حيث فاقت 55 في المئة على مستوى البلاد، فيما سجلت شعبة الرياضيات 78.78 في المئة، تلتها شعبة اللغات بـ 64 في المئة، ثم العلوم التجريبية بـ 59.32 في المئة، والآداب والفلسفة بـ 54.80 في المئة، وتذيلت شعبة التسيير والاقتصاد النتائج بـ 52.92 في المئة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي