Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 أسباب لتفوق "نون النسوة" في البكالوريا بالمغرب

راجع إلى كون الفتيات أكثر انضباطاً في التحصيل العلمي مقارنة مع الفتيان الذين يتمتعون بهامش حرية أكبر يدفعهم إلى الاهتمام بأشياء أخرى تشتت انتباههم

  الإناث يتفوقن على الذكور في امتحانات الباكالوريا بالمغرب (وكالة المغرب العربي للأنباء)

مثل السنوات الدراسية الماضية، سارت نتائج امتحانات "البكالوريا الوطنية" (الثانوية العامة) في المغرب نحو "التأنيث"، إذ تم تسجيل تفوق واضح للإناث على حساب الذكور في أعلى معدلات هذه الشهادة الدراسية الهامة.

وتصدرت الإناث أعلى نتائج البكالوريا في سبع جهات من بين 12 جهة تشكل جميع مناطق المغرب، إذ حققت التلميذات نتائج متفوقة في جهات بني ملال، وسوس، والشرق، والرباط، وكلميم، ودرعة، والداخلة.

وعلى الرغم من تحقيق تلميذ في مدينة الدار البيضاء أعلى نتيجة في امتحانات البكالوريا في السنة الدراسية المنتهية، غير أن أكثر النتائج المتفوقة عادت إلى التلميذات، وتراوحت بين 18.61 من 20، و19.41 من 20، وهو المعدل الذي حققته تلميذة في جهة الرباط سلا، ويعد ثاني أعلى معدل وطني بالبكالوريا.

وفي السنة الدراسية الماضية، تصدرت تلميذة من مدينة مراكش قائمة أعلى معدلات البكالوريا بحصولها على نقطة 19.53 من 20، في شعبة العلوم الفيزيائية باللغة الفرنسية، كما تصدرت العديد من الإناث معدلات هذه الامتحانات في مدنهن.

الإناث أولاً

وأفاد بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن عدد الإناث الناجحات في امتحانات البكالوريا، بلغ 132 ألفاً و258 بنسبة نجاح بلغت 66.28 في المئة، مقابل 68 في المئة لعام 2021.

ووفق المصدر نفسه، شكلت نسبة نجاح الإناث 70.87 في المئة من مجموع المرشحين اللواتي اجتزن هذا الاختبار، بينما شكلت نسبة نجاح الذكور الذين اجتازوا هذه الامتحانات 61.01 في المئة من مجموع المرشحين.

وبحسب الأرقام الرسمية، حضر لاجتياز اختبارات الدورة العادية من امتحانات البكالوريا 348 ألفاً و931 مترشحة ومترشحاً من المدرسين، بنسبة حضور بلغت 97.01 في المئة.

وتقول التلميذة نزهة شنابي، التي حققت أحد أعلى المعدلات في مدينة الرباط في التعليم الخصوصي، إن السر وراء تفوق الإناث على الذكور في البكالوريا، هو طبيعة الفتاة عادة التي تكون أكثر "تخوفاً" وجدية ورغبة في النجاح والتفوق بخلاف التلميذ الذكر.

وتبعاً للتلميذة نفسها، فإن تفوق الإناث على الذكور لا يرتبط بالبكالوريا وحدها، لأن المسار الدراسي السابق هو من يحدد هذا المعدل، بالتالي فإن الاجتهاد طيلة سنتين قبل البكالوريا يعد عاملاً حاسماً أيضاً.

وتشرح بأن التلميذ سواء كان ذكراً أو أنثى، يستحيل أن يحقق معدلاً مرتفعاً في البكالوريا (السنة الختامية) إذا لم يحقق نقاطاً جيدة في السنوات التي تسبقها، خصوصاً في سنة "البكالوريا الجهوية" التي تحتسب معدلاتها ضمن البكالوريا الوطنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أربع فرضيات تفسيرية

ويقرأ الخبير التربوي محمد الصدوقي ظاهرة "تأنيث الباكالوريا" بالقول إن هناك أربع فرضيات أساسية تفسر هذا المعطى، الأول تفسير إحصائي، إذ أصبح عدد المتمدرسات في الأسلاك التعليمية الثلاثة في المغرب يرتفع كل سنة باعتماد سياسات تعليمية رسمية تقوم على مقاربة النوع، وتشجيع تمدرس الفتيات.

والفرضية الثانية، وفق الصدوقي، "مجالية وطبقية، بمعنى أن أغلب المتمدرسات ينتمين إلى العالم القروي وشبه القروي وإلى الطبقات الفقيرة، ما يساعد أغلب المتمدرسات في التركيز على الدراسة، لعدم وجود هوايات وانشغالات ومغريات حديثة، ما يجعل الإناث يعين مبكراً بأهمية الدراسة كوسيلة لإثبات الذات وإشغالها والارتقاء الاجتماعي، إضافة إلى تطور وعي بعض الأسر التي أصبحت تشجع تمدرس بناتها".

وأما الفرضية الثالثة، يضيف الخبير نفسه، فهي تربوية وأسرية تتعلق بسيادة التربية المحافظة والصارمة التمييزية للإناث بالمقارنة مع الذكور، إذ غالباً ما تقضي الإناث المتمدرسات معظم وقتهن في المنزل ويشغلنه في الدراسة.

والفرضية الرابعة، يكمل المتحدث، تتمثل في ملاحظات ومعاينات العديد من الأساتذة التي تقر بتميز الفتيات المتمدرسات بصفات الجد والتركيز والانضباط والمنافسة، والابتعاد عن الشغب مقارنة مع زملائهن الذكور".

ثمار التفوق

من جهته، يرى محمد بن طلحة الدكالي، أستاذ في جامعة مراكش، أن تفوق العنصر النسوي في نتائج البكالوريا هذا العام، أعاد النقاش حول مسببات هذا التميز الذي كان في السابق حكراً على الذكور.

وأوضح الدكالي أن تفوق الإناث انعكس في ولوجهن بنسب كبيرة للمعاهد العليا والمدارس المتخصصة، وفي ولوجهن لمناصب مهمة وحساسة في سوق العمل، وتبوئهن لمراكز قيادية في كثير من المجالات.

وذهب المحلل عينه إلى أن "هذا التفوق لنون النسوة راجع إلى كون الفتيات أكثر انضباطاً في التحصيل العلمي، مقارنة مع الفتيان الذين يتمتعون بهامش حرية أكبر يدفعهم الى الاهتمام بأشياء أخرى تشتت انتباههم".

وخلص الدكالي إلى أن "هذه الظاهرة تثير الانتباه، وتحتاج إلى الدراسة والتأمل، خصوصاً أننا نتوهم أنه ما زلنا نعيش في مجتمع مغربي ذكوري بامتياز" على حد تعبيره.

المزيد من تقارير