Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"صيف بلا سفر" شعار البريطانيين رغم انتهاء كورونا

نحو 40 في المئة كانوا أكثر ميلاً لاختيار عطلة محلية مقارنة بما كان عليه قبل كورونا

قفزت الحجوزات المحلية منذ بداية يونيو في بريطانيا (أ ف ب)

حفزت فوضى السفر الجوي والمخاوف المُتعلقة بتكلفة المعيشة زيادة في حجوزات البريطانيين لقضاء العطلات الصيفية المحلية، ما أعطى الأمل لقطاع يُعاني من ضغوط مالية وتوقعات اقتصادية متدهورة. وكانت شركات العطلات المحلية في المملكة المتحدة تخشى أن يؤدي عام 2022 إلى إنهاء طفرة الإقامة الصيفية في أول عامين من انتشار الوباء، عندما أدت قيود السفر المرهقة والمخاوف من الإصابة بـ"كوفيد-19" إلى ردع المُصطافين عن السفر الدولي.

لكن الاستفسارات والحجوزات المتأخرة للعطلات الصيفية المحلية قفزت منذ أوائل يونيو (حزيران)، بعد أن تسبب إلغاء الرحلات الجوية في اضطراب كبير في السفر خلال عطلة نصف الفصل الدراسي، ونتيجة الطقس المعتدل في جميع أنحاء البلاد.

وارتفعت حجوزات اللحظة الأخيرة للإقامة في العطلات الصيفية لدى "سايكيز هوليداي كوتيجز"، إحدى وكالات تأجير العطلات في المملكة المتحدة، بنسبة 22 في المئة في بداية يونيو، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

الميل نحو العطل المحلية

وقال أقل من 40 في المئة بقليل من البريطانيين، إنهم كانوا أكثر ميلاً لاختيار عطلة محلية بدلاً من عطلة خارجية، مقارنة بما كان عليه قبل الوباء، وفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجري في منتصف يونيو ونشره الجمعة، من قبل "فيزيت بريتين" أو " قم بزيارة بريطانيا"، وهو مجلس السياحة في المملكة المتحدة.

ومن بين أولئك الذين اختاروا الإقامة، قال 65 في المئة لـ"فيزيت بريتين"، إن السبب في ذلك هو أن التخطيط لعطلات داخل المملكة المتحدة كان أسهل، وقال 54 في المئة، إنهم يريدون تجنب طوابير طويلة في المطارات وخطر إلغاء الرحلات، وقال 47 في المئة، إن السبب في ذلك هو أن العطلات في المملكة المتحدة كانت أسعارها معقولة.

وقال السير ديفيد ميشيلز، رئيس تحالف السياحة، "سواء اعتقدت العائلات أنها لا تستطيع تحمل تكاليف إجازة صيفية في الخارج، أو تم إلغاء رحلاتها، أو أن احتمال الجلوس مع أربعة أطفال لمدة 12 ساعة في المطار كلها أسباب تشعرهم بالخوف، والعديد منهم يختارون البقاء في المنزل". وأضاف، "هذا صاف إيجابي لصناعة السياحة في المملكة المتحدة".

وقال، إنه لا يتوقع أن يتجاوز الطلب على العطلات المحلية هذا الصيف ارتفاعات صيف 2021، لكن من المُمكن أن تعكس مستويات الطلب العام الماضي.

وأضاف أن انخفاض الجنيه الاسترليني هذا العام، "لن يضر بالتأكيد" بالسوق المحلية، لأنه "سيُؤخر بعض الناس" من السفر إلى الخارج. وكانت قد انخفضت عملة البلاد بنسبة 9.3 في المئة مقابل الدولار، و2.2 في المئة مقابل اليورو منذ بداية عام 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قلق آخر

وكانت حجوزات الأكواخ في "أوازي"، وهي شركة تأجير لقضاء العطلات، لشهر يونيو ثابتة مقارنة بعام 2021، وزادت بنسبة 21 في المئة عن عام 2019. في حين كانت حجوزات أغسطس (آب) من هذا العام أعلى بنسبة 6 في المئة عن الشهر نفسه من العام الماضي، و46 في المئة مقارنة بعام 2019. وكان يوليو (تموز) منخفضاً قليلاً عن مستويات 2021.

وقال غراهام دونوجو، الرئيس التنفيذي لشركة "سايكس هوليداي كوتيجيز"، إن المملكة المتحدة "تواصل ركوب موجة ستاي كاشن (مكان الإقامة أو الهوليستاي، هي الفترة التي يقيم فيها فرد أو أسرة في المنزل، ويشارك في الأنشطة الترفيهية خلال مسافة رحلة نهارية من منزله، ولا طلب الإقامة لليلة واحدة) على الرغم من عودة السفر إلى الخارج".

وأوضح دونوجيو: "يبدو أن عدم اليقين بشأن قيود كوفيد قد تم استبداله بقلق آخر- اضطراب السفر في الخارج- بينما يؤدي الضغط المتزايد على ميزانيات الأسرة إلى تحول كثيرين إلى الإقامة كخيار ذي قيمة أفضل".

ويوم الخميس، صوت موظفو التسجيل في الخطوط الجوية البريطانية للإضراب في وقت لاحق من الصيف بسبب الأجور، ما مهد الطريق أمام مزيد من اضطراب السفر الجوي.

وقال هينريك كجيلبيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "أوازي"، إن فوضى السفر "أفادت" سوق السياحة المحلية، إذ يتطلع المصطافون إلى "تجنب ضُغوط ومتاعب" المطارات المُكتظة.

وأضاف أن الناس "تعرفوا على سحر الإقامة" خلال الوباء، وأن قيود السفر الوبائية قد تضافرت مع "الاتجاه التدريجي للأشخاص الذين يفكرون أكثر فأكثر في بصمة ثاني أكسيد الكربون الخاصة بهم"، لتشجيع المزيد من العائلات للنظر في قضاء العطلات محلياً.

زيادة في الاستفسارات عن الرحلات الداخلية

وفي الوقت نفسه، أفاد كيت نيكولز، الرئيس التنفيذي للهيئة التجارية "يو كي أتش هوسبيتاليتي"، عن زيادة الاستفسارات بنسبة 20-30 في المئة خلال عطلة نهاية الأسبوع اليوبيل البلاتيني في أوائل يونيو، من العملاء الذين يبحثون عن إجازات في أواخر الصيف أو خلال عطلة نصف الفصل الدراسي في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال نيكولز: "يميل السائحون البريطانيون إلى الذهاب إلى الخيارات الأقل وضوحاً". وأضاف: "هناك نسبة من العملاء الذين سيذهبون دائماً إلى العلامات التجارية، ولكن هناك أيضاً نسبة من الزوار المحليين أكثر ثقة في الخروج عن المسار المعتاد، والبحث عن خيارات البوتيك".

في حين أصبح نجاح السياحة الداخلية أكثر أهمية لأنه من غير المتوقع أن تنتعش السياحة الداخلية إلى مستويات ما قبل الوباء حتى عام 2025.

ومهمة الصناعة اليوم هي إقناع السائحين البريطانيين بمواصلة العودة في الصيف المقبل. وقال ميشيلز: "إذا استمرت الشمس ساطعة، أعتقد أن المملكة المتحدة ستكون أكثر امتلاء مع سكان المملكة المتحدة مقارنة بالصيف الذي يسبق الوباء". وأضاف: "لقد قضى كثير من الناس ثلاث سنوات في منازلهم، وبالتالي لا أعتقد أن هذا سوف يزول".

وأضاف نيكولز: "كلما طالت مدة هذا الاتجاه، أصبحت هذه العادات أكثر ثباتاً وزادت فائدة المجتمعات في جميع أنحاء البلاد".

وقال نيكولز، إن تمديد السياح لإقامتهم في البلاد سيوفر شريان حياة للشركات المستقلة، التي تضررت بشدة من ضغوط التكلفة الناتجة عن مشكلات سلسلة التوريد والحرب في أوكرانيا.