Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقدم روسي في الشرق يسبق ترحيب "الأوروبي" بانضمام أوكرانيا إليه

رجح الرئيس الأميركي جو بايدن ألا يزور كييف والاهتمام الدولي يتركز على استئناف صادرات المواد الغذائية

أنقاض مبنى دمّر جراء صاروخ روسي في منطقة خاركيف (أ ف ب)

في وقت توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تصعد روسيا هجماتها هذا الأسبوع قبل قمة من المتوقع أن يرحب فيها زعماء الاتحاد الأوروبي بمسعى كييف للانضمام إلى التكتل، سيطرت القوات الروسية، الإثنين 20 يونيو (حزيران)، على أراض في ضفة نهر أمام خط المواجهة في شرق أوكرانيا.

في الأثناء، رجح الرئيس الأميركي جو بايدن ألا يزور أوكرانيا خلال رحلته إلى أوروبا التي تبدأ هذا الأسبوع.

وأوضح بايدن عندما سئل في البداية عما إذا كان يعتزم زيارة أوكرانيا، أن ذلك "يعتمد على اعتبارات مختلفة"، لكنه قال بعد حديثه إلى الصحافيين الذين ضغطوا عليه في شأن هذا الاحتمال أثناء تجوله على الشاطئ خلال عطلة نهاية أسبوع طويلة، "خلال هذه الرحلة الأمر ليس مرجحاً".

ويعد بايدن أحد القادة الغربيين الرئيسين الذين لم يزوروا أوكرانيا بعد لإظهار دعمهم لهذا البلد في مواجهة الهجوم الروسي.

والأسبوع الماضي انضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المستشار الألماني ورئيس الوزراء الإيطالي في زيارة لأوكرانيا، فيما زار رئيس الوزراء بوريس جونسون أوكرانيا مرتين منذ بدء الهجوم الروسي.

ويتوجه بايدن إلى ألمانيا، السبت، لحضور قمة مجموعة السبع ثم إلى مدريد لحضور اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي.

وقال للصحافيين إن زيارة أوكرانيا ستعتمد على "كثير من الأمور"، وإنه على اتصال وثيق بنظيره الأوكراني وهو يتحدث إليه "أربع مرات في الأسبوع تقريباً".

مباركة انضمام أوكرانيا

ومن المتوقع مباركة زعماء الاتحاد الأوروبي لأن تصبح أوكرانيا مرشحة رسمياً للانضمام إلى التكتل، وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن قادة دول الاتحاد الـ 27 سيناقشون في قمتهم، المقررة يومي الخميس والجمعة، في بروكسل مسألة منح كلّ من أوكرانيا ومولدوفا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى التكتل، وأوضح ميشال أن القرار بشأن الموافقة على حصول أوكرانيا ومولدوفا على وضع الدولتين المرشحتين رسمياً لعضوية الاتحاد، والذي كانت المفوضية الأوروبية أوصت الدول الأعضاء بالموافقة عليه، يجب أن يصدر بالإجماع.

وكتب ميشال في رسالة الدعوة التي وجهها إلى قادة الاتحاد للمشاركة في القمّة، "لقد حان الوقت للاعتراف بأن مستقبل أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا هو داخل الاتحاد الأوروبي. سأدعوكم لمنح وضع الدولة المرشحة لكل من أوكرانيا ومولدوفا. وبالموازاة، سنواصل تزويد أوكرانيا بدعم إنساني وعسكري واقتصادي ومالي قوي".

ولم يسبق أن تم إصدار رأي في وقت قصير كهذا بشأن طلب ترشح، وهي حالة طارئة بسبب الحرب، ويضعها الأوروبيون في إطار دعمهم لأوكرانيا في مواجهة روسيا، ولتصبح دولة ما مرشحة رسمياً لعضوية الاتحاد الأوروبي عليها أن تلبي سلسلة من المعايير السياسية (الديموقراطية وسيادة القانون وحماية الأقليات)، والاقتصادية (اقتصاد السوق القابل للاستمرار)، والالتزام بإدخال قواعد القانون الأوروبي، وتربط أوكرانيا أساساً بالاتحاد الأوروبي اتفاقية شراكة دخلت حيّز التنفيذ في سبتمبر (أيلول) 2017.

"أعتقد أن هذا الأمر مرجح الحدوث"

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال عما إذا كان يشعر بأن أوكرانيا ستصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، "أعتقد أن هذا الأمر مرجح الحدوث".

وعلى الرغم من أن انضمام أوكرانيا سيستغرق سنوات، فإن وصول الكتلة إلى عمق قلب الاتحاد السوفياتي السابق سيؤدي إلى أحد أكبر التحولات الاقتصادية والاجتماعية في أوروبا منذ الحرب الباردة، وتقدمت أوكرانيا بطلب العضوية بعد أربعة أيام من أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بعبور الحدود في فبراير (شباط).

ويقول بوتين إن "العملية العسكرية الخاصة" تهدف إلى نزع سلاح جار تعتبره روسيا تهديداً مع حماية المتحدثين بالروسية هناك، بينما تعتقد كييف أن الهدف الحقيقي لموسكو هو استعادة السيطرة على أوكرانيا ومحو هويتها الوطنية.

تقدم روسي

وزعم وكلاء موسكو الانفصاليون أنهم استولوا على توشكيفكا، وهي بلدة تقع على الضفة الغربية لنهر سيفيرسكي دونيتس والتي تسيطر أوكرانيا على معظمها جنوب سيفيرودونيتسك التي صارت ساحة المعركة الرئيسة خلال الأسابيع الماضية.

وأقرت أوكرانيا بأن موسكو حققت نجاحاً في توشكيفكا، وقالت إن الروس يحاولون كسب موطئ قدم هناك لتحقيق اختراق في الجيب الأوسع الذي تسيطر عليه أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية، وأكدت صحة إعلان روسيا سيطرتها على الضواحي الشرقية لسيفيرودونيتسك.

وأعلن الجيش الأوكراني في أوديسا، الميناء الأكبر في أوكرانيا على البحر الأسود، تدمير مستودع للمواد الغذائية في هجوم صاروخي روسي الإثنين، بينما لم ترد أنباء عن مقتل مدنيين.

وتتعرض المدينة لقصف من وقت لآخر منذ بداية الحرب، وتحاصرها البحرية الروسية، في حين يتهم كل طرف الآخر بزرع ألغام في البحر.

وقالت قيادة عمليات "الجنوب" إن القوات الروسية أطلقت 14 صاروخاً على جنوب أوكرانيا خلال ثلاث ساعات، ولم يعلق الجيش الروسي على ذلك.

وقال الزعيم الروسي لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، إن كييف قصفت منصتي حفر في البحر الأسود مملوكة لشركة نفط القرم. وأضاف عبر تطبيق "تيليغرام" أن ثلاثة أشخاص أصيبوا وأن البحث جار عن سبعة عمال.

وقالت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء إن المنصتين كانتا على بعد 71 كيلومتراً من أوديسا، ولم يتسن التحقق حتى الآن من صحة أنباء الهجوم.

موطئ قدم في توشكيفكا

ودخلت الحرب مرحلة استنزاف قاسية خلال الأسابيع الماضية، إذ ركزت القوات الروسية قوتها المدفعية الساحقة على جيب في منطقة دونباس تسيطر عليه أوكرانيا، وهي منطقة ترغب موسكو في الاستيلاء عليها لمصلحة الانفصاليين المتحالفين معها.

ووقعت معارك على طول نهر سيفيرسكي دونيتس، ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن مساعد وزير الداخلية في حكومة جمهورية لوغانسك الشعبية الانفصالية المدعومة من روسيا فيتالي كيسيليف قوله، الإثنين، إنه تم "تحرير" بلدة توشكيفكا.

وتقع البلدة على الضفة الغربية للنهر جنوب مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك، وهي معقل أوكراني رئيس.

واعترف حاكم منطقة لوغانسك سيرهي جايداي بأن الهجوم الروسي على توشكيفكا "حقق درجة من النجاح".

وقال إن القوات الروسية كانت تحاول الاختراق والحصول على موطئ قدم هناك بالقرب من قرية أوستينوفكا الصغيرة الواقعة شمالاً على طول النهر.

وأكد مزاعم روسيا بأنها استولت على ميتيولكين في الضواحي الشرقية لسيفيرودونيتسك، وقال جايداي "لسوء الحظ نحن لا نتحكم في ميتيولكين اليوم".

وقال رئيس بلدية سيفيرودونيتسك أوليكسندر ستريوك إن القوات الروسية سيطرت على حوالى ثلثي المدينة، بما في ذلك معظم المناطق السكنية، وواصلت موسكو الدفع بقواتها في اتجاه الأوكرانيين في محاولة للسيطرة بالكامل على المدينة.

الاهتمام بالصادرات المتوقفة

وتركز الاهتمام الدولي على محاولة استئناف صادرات المواد الغذائية الأوكرانية المتوقفة حالياً بسبب الحصار الروسي، حيث تعد أوكرانيا واحدة من المصادر الرئيسة في العالم للحبوب وزيوت الطعام، مما أدى إلى مخاوف من نقص عالمي في المواد الغذائية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل حصار الحبوب بأنه "جريمة حرب حقيقية". مضيفاً، "إنه أمر لا يمكن تصوره. أربعة ملايين طن من القمح ما زالت محتجزة في أوكرانيا بينما يعاني الناس في بقية العالم الجوع".

وتلقي روسيا باللوم في أزمة الغذاء على العقوبات الغربية التي تقيد صادراتها هي نفسها، إذ عطلت الحرب أسواق الطاقة العالمية، بما في ذلك شحنات النفط والغاز الروسية إلى أوروبا التي ما زالت المصدر الرئيس للطاقة في القارة ومصدر الدخل الأساس لموسكو.

وتلقي موسكو باللوم على عقوبات الاتحاد الأوروبي في تراجع تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب قائلة إن العقوبات منعتها من استعادة معدات الضخ التي تم إرسالها للإصلاح.

الانتقام من ليتوانيا

من جهة أخرى، هددت موسكو بالانتقام من ليتوانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، بسبب فرض حظر على نقل البضائع الأساس إلى كاليننغراد الروسية المطلة على بحر البلطيق، والتي تحيط بها أراضي الاتحاد الأوروبي.

ويسد الحظر الليتواني الذي دخل حيز التنفيذ يوم السبت الطريق أمام شحنات الفحم والمعادن ومواد البناء والتكنولوجيا المتقدمة إلى كاليننغراد.

واستدعت وزارة الخارجية الروسية كبير الدبلوماسيين الليتوانيين وطالبت فيلنيوس بالتراجع عن الخطوة "العدائية المعلنة" على الفور، وإلا فإن روسيا "تحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات لحماية مصالحها الوطنية".

وقالت ليتوانيا إن فرض الحظر واجب عليها بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي.

أفريقيا "رهينة"

وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني، الإثنين، إن أفريقيا رهينة في الحرب مع روسيا التي أسهمت في ارتفاع أسعار الغذاء في القارة.

وتأثرت الدول الأفريقية بشكل حاد بالأزمة المتنامية التي تسببت في زيادات حادة في أسعار الحبوب وزيوت الطعام والوقود والأسمدة.

وتشكل روسيا وأوكرانيا حوالى ثلث إمدادات القمح العالمية، في حين أن روسيا مصدّر عالمي رئيس للأسمدة، وأوكرانيا مصدّر رئيس للذرة وزيت دوار الشمس.

وفي كلمة إلى زعماء الاتحاد الأفريقي، قال زيلينسكي إن "هذه الحرب ربما يبدو أنها بعيدة جداً منكم ومن بلدانكم، لكن الزيادات في أسعار الغذاء التي لها تأثير كارثي أوصلتها بالفعل إلى ملايين الأسر الأفريقية".

وفي أوائل يونيو الحالي قال الرئيس السنغالي ماكي سال إن الرئيس الروسي بوتين أبلغه أنه مستعد لتمكين تصدير الحبوب الأوكرانية لتخفيف أزمة غذائية عالمية تضرب بشدة أفريقيا على وجه الخصوص.

وكتب سال وهو رئيس الاتحاد الأفريقي أيضاً، عبر "تويتر" الإثنين، بعد كلمة زيلينسكي، أن القارة ما زالت ملتزمة باحترام القانون الدولي وتسوية الصراعات سلمياً وحرية التجارة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات