Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قائمة أمنيات أوكرانية من أسلحة الغرب مع بلوغ الحرب نقطة محورية

مسؤولوها يحملونها إلى بروكسل باعتبارها ضرورة في التصدي للقوات الروسية وإحداث فارق حاسم في دونباس

جندي أوكراني يضع قذيفة في مدفع دبابة تشارك في القتال بإقليم "دونيتسك" (رويترز)

من المزمع عقد اجتماع بين وزراء دفاع حلف "الناتو" وأوكرانيا في بروكسل هذا الأسبوع للتباحث في إمدادات السلاح لكييف، خلال أكثر فترة حاسمة في الحرب منذ الأيام الأولى للحرب الروسية.

وقد أُحبطت توقعات فلاديمير بوتين بشن حرب خاطفة تسفر عن الاستيلاء على العاصمة كييف وثاني أكبر مدن البلاد، خاركيف، وتسمح له بفرض تغيير في النظام. ولكن الفرح العارم إزاء ثبات أوكرانيا ومقاومتها الذي أدى إلى التراجع الروسي، حل محله الخوف الشديد من المسار الذي يتخذه الصراع حالياً في إقليم "دونباس".

لقد تفوق سلاح الكرملين في تلك المنطقة على سلاح القوات الأوكرانية بشكل كبير، إذ يمكن أن تصل نيران قوات موسكو إلى مدى أبعد بكثير مما تقدر عليه أسلحة أوكرانيا، فيما تنفد ذخيرة الأوكرانيين كذلك. وفرض وابل القذائف الذي لا يكل ثمناً قاتلاً مع مصرع نحو 100 جندي وإصابة 300 آخرين كل يوم.

وفيما يتكبد الروس في المقابل خسائر ثقيلة كذلك، فإنهم يحرزون مكاسب في الوقت ذاته. إنها مكاسب بطيئة، لكنها تملك أهمية استراتيجية. في الشرق، وقع الجزء الأكبر من مدينة "سيفيرودونيتسك" بيد الروس الذين يواصلون هجماتهم الشرسة على بلدة "ليسيتشانسك". وستؤمّن القوات الروسية باستيلائها على هاتين المنطقتين، سيطرتها على كامل منطقة "لوغانسك"، وتشق طريقاً نحو بقية منطقة "دونباس".

دُمر جسران من أصل ثلاثة جسور تنتصب فوق نهر "سيفرسكي دونيتس" وتفضي إلى "سيفيرودونيتسك". وبات متوجباً على ما تبقى من قوات أوكرانية هناك "إما الاستسلام أو الموت" وفقاً لمطلب إدوارد باسورين، أحد كبار مسؤولي "جمهورية دونيتسك الشعبية" الانفصالية. وقد زعم باسورين أيضاً بأن الجسر الثالث نُسف، من دون تقديم أي دليل على كلامه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حال تعرضت "سيفيرودونتسك" بالفعل للعزل والتطويق، واستسلمت فيها أعداد كبيرة من عناصر القوات الأوكرانية، على غرار ما حدث في "ماريوبول"، فيرجح أن تُطرح أسئلة صعبة حول هذا الموضوع. إذ يُطالب عدد من كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين حكومة فولوديمير زيلينسكي بتنفيذ انسحاب استراتيجي من "سيفيرودونيتسك" منذ بعض الوقت.

في المقابل، تصر الحكومة الأوكرانية على أن حصولها على الإمدادات المناسبة من الأسلحة والذخيرة الغربية يمكن أن يؤدي إلى قلب مسار خسائرها. ومن المزمع أن يتوجه مسؤولون إلى بروكسل يوم الأربعاء، في إطار "عملية رامشتاين" الرامية إلى دعم كييف، وبحوزتهم قائمة بالإمدادات الضرورية من أجل التصدي للقوات الروسية. وأصبحت بريطانيا تضطلع بدور أساسي في تنسيق إمدادات السلاح المخصص لأوكرانيا بين الحلفاء. وفي هذا السياق، سافر وزير الدفاع بين والاس إلى كييف خلال عطلة نهاية الأسبوع للقاء الرئيس زيلينسكي ووزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، من أجل التباحث في متطلبات القوات المسلحة للبلاد.

واستطراداً، ذكر ميخائيل بولودياك، أحد مستشاري الرئيس زيلينسكي، قبل الاجتماع أن أوكرانيا بحاجة إلى 1000 مدفع هاوتزر من عيار 155 ملم، و300 من نُظُم راجمات الصواريخ، و500 دبابة، و2000 مركبة مدرعة، و1000 طائرة مسيرة.

وعلمت "اندبندنت" بأن القائمة تضم راجمة الصواريخ السريعة التنقل "هيمارس" أم 270 إيه 1 (إيه2) "أم 142"، مع راجمات تنتمي إلى الطراز نفسه من أنواع  "أم 30" و"أم31" و"إم31 إيه 1" و"إم 31 إيه"، إضافة إلى ناقلات جنود مصفحة ومركبات قتالية مدرعة كـ"سترايكر أم 1126" و"برادلي أم 2 إيه 2/3" ونحو 480 مركبة أمنية مدرعة من طرازي "غارديان أم 113" و"أم 1117".

وكذلك يشير أولئك المسؤولون إلى أن القوات الأوكرانية خسرت 700 مركبة مدرعة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وباتت بحاجة ماسة لبديل عنها.

وتشمل الأنظمة المدفعية التي سوف تُطلب [من الاتحاد الأوروبي] نحو 200 مدفعية عيار 155 ملم من طراز "أم 777 إيه 2"، ونُظم هاوتزر مقطورة عيار 105 ملم من "أم 119 إيه 3"، وكذلك 90 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز "أم 109"، إضافة إلى أنظمة الذخيرة الموجهة بدقة "أم 1156".

لعبت الطائرات المسيرة دوراً جوهرياً بالنسبة للقوات الأوكرانية، لدرجة تأليف نشيد حربي تكريماً لمسيرة "بيرقدار" التركية الصنع بسبب فعاليتها. وما تريده القوات العسكرية الأوكرانية الآن هو اقتناء النماذج الغربية، ومنها "سويتشبلايد" Switchblade 600 و"فينكس غوست"  Phoenix Ghost، و"سكان إيغل 2" ScanEagle 2 و"آر كيو- 21 بلاك جاك" RQ-21 Blackjack، و"أم كيو-1سي غراي إيغل" MQ-1C Gray Eagle، و/أو "أم كيو-9 ريبر" MQ-9 Reaper و"بوما ال إي" Puma LE.

سوف يتبين مع مرور الأيام كم سيؤمن "الناتو" من هذه الطلبات. ويشار إلى أن الأنظمة الصاروخية المتطورة كـ"هيمارس" وراجمات الصواريخ المتعددة، التي تزود الدول الغربية أوكرانيا بها، كانت قليلة العدد ووصلت في وقت متأخر. ولم تخلف أثراً يُذكر في القتال في "دونباس".

واستطراداً، ترى المصادر العسكرية البريطانية والأميركية أن أحد دواعي القلق يتمثل في إمكانية وقوع تقنيات متقدمة للأسلحة في أيدي الروس. في المقابل، يستطيع نظاما "هيمارس" وراجمات الصواريخ المتعددة، إصابة أهداف من بُعد 80 كلم، بالتالي فإن إطلاق نيرانها من تلك المسافة يجعل هذا الاحتمال بعيداً. وفي الشهر الماضي، ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور صاروخ "بريمستون" Brimstone البريطاني الذي يتمتع بمدى أقصر [أقل من 80 كلم] وقد وضع الروس يدهم عليه وهو في حالة سليمة.

ومع ذلك، قد تعطي الحكومة البريطانية موافقتها على إرسال النسخة البحرية من صاروخ "بريمستون" خلال اجتماع بروكسل، على الرغم من الاستياء من عملية الاستيلاء الروسية. خلال الجلسة الأخيرة من "عملية رامشتاين"، في مايو (أيار) 2022، وافقت الحكومة الدنماركية على تقديم صواريخ "هاربون" الأميركية الصنع المضادة للسفن. وفي المقابل، يسود جو من الاتفاق على أنه يجب تلبية طلب كييف بالحصول على مزيد من قوة النيران البحرية على ضوء استمرار الحصار الروسي على موانئ الجنوب.

وتعليقاً على ما سبق، أشار المحلل الأمني البريطاني روبرت إيمرسون إلى أنه "يمكن تفهم القلق بشأن وقوع التكنولوجيا الغربية في الأيدي الروسية. وبصورة عامة، تقع التكنولوجيا الحربية في أيدي الطرف الآخر في زمن الحرب. وقد قبض الأوكرانيون على سلاح روسي، وكان ذلك محط اهتمام كبير بالنسبة لـ"الناتو". والواقع أنه على الغرب تسليم أوكرانيا الأسلحة التي تحتاجها لمساعدتها على الدفاع عن نفسها أمام روسيا، أو تحمّل عواقب تصرفه".

وكذلك ذكر أندريه زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق الذي يشغل حالياً منصب رئيس مركز استراتيجيات الدفاع في كييف، "قلنا من البداية إن الروس يمتلكون سلاحاً أكثر منا بكثير، وكان الأمر واضحاً للعيان. وكان من الواضح كذلك أن الذخيرة ستنفد في أوكرانيا، وقد نقلنا هذه الصورة إلى حلفائنا منذ أشهر الحرب الأولى". 

وأضاف، "تعمل عشرات البلدان حالياً على مساعدة أوكرانيا. ونحن ممتنون لهذا. لكن هذه المساعدة تصلنا عبر وحدات مفردة، ونتيجة لذلك ما يزال لدينا نقص حاد في التجهيزات بشكل عام. أملنا كبير في تلقينا أنباء جيدة يوم الأربعاء (في بروكسل) لأنه في الوقت الحالي غالباً ما يكون من غير الواضح أي أنظمة ستأتينا، ومتى ستصلنا، وما هي كميات كل نوع منها".  

وخلص زاغورودنيوك إلى أنه في "يوم 26 أبريل (نيسان) تعهد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن 'ببذل قصارى الجهود' لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن بلدنا والفوز. ونحن نرحب بالتطبيق العملي لذلك التصريح السياسي. لقد أثبتنا أننا قادرون على القتال بأنفسنا، وما نحتاجه يتمثل في أن يمد حلفاؤنا يد العون إلينا".  

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 14 يونيو 2022 

© The Independent

المزيد من تقارير