Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما حقيقة أسلحة الليزر الجاهزة للاستخدام في المعارك؟

تعد نقطة تحول تاريخية تعيد رسم مستقبل العمليات القتالية

مخاوف من دخول الجيل الجديد من أسلحة الليزر حرب أوكرانيا  (أ ف ب)

قبل أسبوعين أعلنت روسيا أنها بدأت استخدام جيل جديد من أسلحة الليزر في أوكرانيا عبر نموذج أولى يُسمّى بـ"زاديرا" يحرق الطائرات المسيّرة، لكن على الرغم من تأكيد مسؤولي البنتاغون أنه لم يتوافر دليل على ذلك وسخرية الرئيس الأوكراني مما وصفه بالدعاية، إلا أن دولاً عدة بما فيها الولايات المتحدة والصين وروسيا، تعمل على تطوير أسلحة الطاقة الموجهة منذ أعوام طويلة، كما أعلنت إسرائيل أيضاً قبل أسابيع نجاحها في استخدام سلاح ليزر يسقط طائرات الدرون، لكن هل يعني ذلك أن هذه الأسلحة وصلت إلى غايتها وخرجت عن نطاق السرية لتكون فاعلة في أرض المعركة للمرة الأولى في التاريخ، أم أنها مبالغات لها أهداف استراتيجية ودعائية أكثر من كونها واقعاً حقيقياً؟ 

نقطة تحول

فيما يمكن أن يكون نقطة تحول تاريخية في المعارك الحربية، فإن روسيا ربما هي أول دولة في العالم تستخدم أسلحة الليزر بالحرب، إذا صدقت تصريحات مسؤوليها بأنها استخدمت جيلاً جديداً من أجهزة الليزر القوية لإحراق طائرات الدرون المعادية في أوكرانيا يُسمّى بـ"زاديرا"، وهو ما قد يساعدها في مواجهة شحنات الأسلحة الغربية لأوكرانيا التي تركز على حرب الدرون، ومع ذلك فإن الشكوك لا تزال تحيط بما أعلنته موسكو، إذ نفى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية علم البنتاغون بأي شيء يدعم هذه التقارير، كما سخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما وصفها بـ"مزاعم دعائية"، مقارناً إياها بما كانت تعد به حكومة ألمانيا النازية شعبها من "أسلحة عجيبة" لتحويل مسار الحرب لصالحها خلال الحرب العالمية الثانية.

وبصرف النظر عما إذا كانت التصريحات بشأن "زاديرا" التي أطلقها يوري بوريسوف، نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن التطوير العسكري، صحيحة أو لا، إلا أنها تأتي في إطار زمني قريب جداً مما أعلنته الولايات المتحدة في أبريل (نيسان) الماضي عن نجاح البحرية الأميركية خلال فبراير (شباط) في استخدام سلاح ليزر كهربائي بالكامل عالي الطاقة لإسقاط هدف يمثل صاروخ "كروز" يحلق بسرعة أقل من سرعة الصوت، صممته وصنعته شركة "لوكهيد مارتن" كسلاح متعدد الطبقات والمنصات، كما أعلنت إسرائيل أيضاً في أبريل عن اختبار أول نظام اعتراض بالليزر يمكنه إسقاط طائرات الدرون والصواريخ وقذائف الهاون عن طريق توجيه أشعة الليزر إليها، كما اشتكى الطيارون الأميركيون من أن الصين استخدمت أشعة ليزر غير قاتلة لمضايقتهم خلال تحليقهم في بحر الصين الجنوبي.

ما هي أسلحة الليزر؟

وفقاً لخبراء دفاعيين وشركات الصناعة المتخصصة، فإن أسلحة الليزر هي أسلحة طاقة موجهة، تصيب أهدافها من خلال تركيز طاقة عالية باتجاه هذه الأهداف وتسبب العمى المؤقت للبشر، لكن أشعة الليزر المبهرة من الدرجة العسكرية، تطلق شعاعاً قوياً من الضوء يمكن أن يستمر لمسافات طويلة ويُستخدم لتعمية طياري الطائرات المقاتلة مؤقتاً عن طريق إضاءة مقصورات القيادة، وعلى الرغم من تأكيد بعض الخبراء العسكريين أن أسلحة الليزر الأكثر تقدماً ظلت حتى فترات وجيزة ماضية، ضعيفة للغاية بحيث لا يتوقع أن يكون لها تأثير حالياً في ساحة المعركة، إلا أن الولايات المتحدة وروسيا والصين وإسرائيل تعلن جميعاً نجاحات في إسقاط أهداف مادية مثل طائرات الدرون وصواريخ "كروز". 

وتقدم أسلحة الليزر عدداً من المزايا مقارنة بالأسلحة المقذوفة، فهي منخفضة الكلفة وعالية التأثير ودقيقة للغاية، فضلاً عن كونها قابلة لإعادة الاستخدام، وتوجه ضربات لحظية، مع إمكانية تطويرها اعتماداً على متطلبات المهمة، وعلى الرغم من كلفتها الأولية العالية، إلا أنها فاعلة من حيث الكلفة بمجرد تشغيلها، مع كُلف ضئيلة لكل طلقة قد لا تتجاوز خمسة دولارات، ومع ذلك، فإن من عيوبها الطاقة الهائلة التي تحتاج إليها، وضعف الطاقة كلما ابتعدت مسافة الهدف، فضلاً عن حساسيتها لظروف الغلاف الجوي.

أسلحة روسيا

لم تكُن أسلحة الليزر الجديدة التي تفيد التقارير بأنها تنشرها في أوكرانيا سوى جزء من أحدث الأنظمة التي كشف عنها الرئيس الروسي قبل بضع سنوات، ففي عام 2018، كشف بوتين للمرة الأولى عن سلاح ليزر يدعى "بيريسفيت" ورافقه عرض مقطع فيديو أظهر نصف مقطورة تحمل جهاز الليزر في قسمها الخلفي، يدور بسرعة في اتجاهات مختلفة ما يدل على قدرته على مراقبة الأهداف المتحركة، لكن "بيريسفيت"، الذي سُمّي على اسم أليكسندر بيريسفيت، وهو راهب محارب أرثوذكسي من العصور الوسطى توفي في قتال مميت، كان في الخدمة لفترة من الوقت، إذ عرضت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو آخر لـ"بيريسفيت" على قناتها في "يوتيوب"، أوضحت من خلاله أنها نُقلت إلى مناطق انتشارها وتستعد لدخول الخدمة القتالية.

غير أن موقع "يوراشيان تايمز" المتخصص في الدفاع، أوضح أن معظم المحللين يعتقدون أنه من غير المحتمل أن يكون "بيريسفيت" قوياً بما يكفي لتدمير الأهداف مادياً، وأن الغرض منه تعطيل تتبع الأقمار الاصطناعية المعادية للصواريخ الباليستية النووية العابرة للقارات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، فإن بوريسوف أكد أنه عاد من ساروف، مركز أبحاث الأسلحة النووية الروسي، متوقعاً جيلاً جديداً من أسلحة الليزر ذات النطاق الكهرومغناطيسي الواسع سيحل في النهاية محل الأسلحة التقليدية، مؤكداً امتلاك روسيا أنظمة أقوى من "بيريسفيت" يمكنها تدمير الطائرات من دون طيار وغيرها من المعدات ومن بينها نظام "زاديرا" الذي أسقط طائرة درون على بعد 5 كيلومترات خلال خمس ثوانٍ، وأن سلاح الليزر "السري" الجديد هذا منتشر بالفعل على نطاق واسع ويمكنه تعمية الأقمار الاصطناعية حتى 1500 كيلومتر فوق الأرض بما يجعله نوعاً أكثر تطوراً من سلاح "بيريسفيت" الحالي أو فئة جديدة تماماً من أسلحة الليزر.

وفي حين لم توفر روسيا والصين وإسرائيل تفاصيل فنية حول أسلحة الليزر التي تعلن عنها، إلا أن شركتي "لوكهيد مارتن" و"رايثيون" الأميركيتين تشرحان بعض التفاصيل عن الأسلحة الليزرية الخاصة بهما على موقعهما الإلكتروني، حيث تشير "رايثيون" إلى أنها تستخدم الفوتونات أو جزيئات الضوء لتنفيذ المهمات العسكرية والدفاع المدني، إذ تتيح تقنية الطاقة الموجهة هذه الكشف عن التهديدات والتتبع أثناء المناورات والتعرف البصري الإيجابي لدحر مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الأنظمة الجوية من دون طيار والصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون حتى خلال سيناريوهات الحشود المعقدة.

"رايثيون" و"لوكهيد مارتن"

وتؤكد شركة "رايثيون"، وهي ثالث أكبر شركة لتصنيع الأسلحة في الولايات المتحدة، أنه في عام 2019، نشر سلاح الجو الأميركي أول نظام سلاح ليزر عالي الطاقة في الخارج، تحت اسم "هيلوس" وقد تجاوز الآن أكثر من 18000 ساعة تشغيل، وهو معتمد للاستخدام في القتال عبر أنظمة متعددة موجودة الآن في مسرح العمليات، فيما تعمل أنظمة أسلحة الليزر "آر أي إس" في البر والجو والبحر، وتوفر تغطية بزاوية 360 درجة كي تحمي القواعد والمطارات وغيرها من الأهداف العسكرية أو المدنية عالية القيمة. وتتميز البنية المفتوحة للنظام بالتكيف مع متطلبات المهمة، فيمكن استخدامه كنظام مستقل أو تثبيته بسرعة على مجموعة متنوعة من المنصات العسكرية، وأكمل النظام بنجاح التثبيت الكامل والاختبار على مركبات قتالية تابعة للجيش، إضافة إلى مروحية هجومية من طراز "أباتشي".

أما شركة "لوكهيد مارتن"، التي أعلنت البحرية الأميركية رسمياً استخدام تقنياتها في إسقاط صاروخ "كروز" يحلق بسرعة أقل من سرعة الصوت، فتقول إن تقنيتها جاهزة اليوم للدفاع ضد الصواريخ الصغيرة وقذائف المدفعية وقذائف الهاون والمركبات الجوية الصغيرة من دون طيار وقوارب الهجوم الصغيرة والمركبات الأرضية الخفيفة التي تبعد مسافة ميل تقريباً، ولكن مع زيادة مستويات طاقة الليزر الليفي، ستتمكن أنظمتها من تعطيل التهديدات الأكبر والقيام بالمهمة عبر مسافات أطول.

"علاء الدين"

أطلقت "لوكهيد مارتن"، وهي أكبر شركة منتجة للسلاح في الولايات المتحدة على مستوى الطاقة الليزرية الجديد، اسم "علاء الدين" كونه ينتج أعلى قوة موثقة من هذا النوع، بسبب احتفاظه بجودة الحزمة والكفاءة الكهربائية، من خلال تقنية تسمّى بـ"دمج الشعاع الطيفي"، إذ تشكل وحدات الليزر الليفي المتعددة شعاعاً واحداً قوياً عالي الجودة، يوفر كفاءة وفتكاً أكبر من أشعة ليزر فردية عدة بقدرة 10 كيلووات، وتعمل بصريات التحكم في الحزمة، وخوارزميات البرامج بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على ضبط تدفق الطاقة إلى شعاع مركّز، ينتقل عبر نظام بصري من المرايا والعدسات التي تركز عليه وتضبط التشوهات في الغلاف الجوي الذي سيمر به في طريقه إلى الهدف.

وتعمل شركة "لوكهيد مارتن" على تعزيز أداء أنظمة أسلحة الليزر للمنصات الأرضية والجوية والبحرية مع تقليص حجمها ووزنها واستهلاكها للطاقة، وهذا يشمل الجمع بين الحزمة الطيفية والبصريات التكيفية والتوجيه الدقيق وتثبيت خط الرؤية والتحكم في تدفق الهواء.

إعادة تحديد المستقبل

وبحسب موقع "نافال نيوز" الأميركي، فقد كان إسقاط صاروخ "كروز" طائر من خلال الليزر متعدد الطبقات جزءاً من اختبار حديث برعاية مكتب الأبحاث التابع لسلاح البحرية الأميركية في منشأة اختبار أنظمة الليزر عالية الطاقة التابعة للجيش الأميركي في ولاية نيو مكسيكو، وهو ما وصفه رئيس البحوث البحرية الأدميرال لورين سيلبي بأنها تمتلك القدرة على إعادة تحديد مستقبل العمليات القتالية البحرية، كونها ستوفر قدرات تحويلية للأسطول، وتجعل القوات البحرية تتعامل مع التهديدات المتنوعة، وتدخل في اشتباكات دقيقة مع قوة تدميرية تتكامل مع الأنظمة الدفاعية الحالية بما يعزز القدرة الفتاكة المستمرة في الصراع عالي الكثافة.

وتوفر أسلحة الليزر دقة وسرعة اشتباك جديدين للقوات البحرية، كما أنها توفر لوجستيات مبسطة أكثر أماناً للسفن وطواقمها، إذ إن الليزر لا يعتمد على وقود الدفع التقليدي أو الذخائر القائمة على البارود الموجودة على سطح السفن، لكنها تعمل بالطاقة الكهربائية، ما يجعلها أكثر أماناً وأقل كلفة، ولهذا أعطت وزارة الدفاع الأميركية الأولوية لبحوث الطاقة الموجهة كواحدة من المجالات التكنولوجية الحاسمة لوزارة الدفاع. وعام 2014، أجرى مكتب الأبحاث البحرية اختبار نظام سلاح الليزر بنجاح على متن السفينة "يو إس إس بونس" في الخليج العربي، وفي الآونة الأخيرة أرسل مكتب الأبحاث البحرية جهاز عرض نظام أسلحة الليزر على متن السفينة "يو إس إس بورتلاند" عام 2021.

أسلحة الصين

قبل أعوام قليلة، كشفت الصين في فيديو ترويجي بثته قناة "سي سي تي في" المملوكة للدولة، عن اختبار القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، نظام ليزر تكتيكي، قالت إنه قد يستخدم على متن مدمرات البحرية من نوع 055 في السنوات المقبلة كبديل لصاروخ أرض-جو "إس إتش كيو 10"، في حين ذكرت واشنطن أنه يطابق بشكل وثيق نظام الليزر المستخدم في البحرية الأميركية.

كما عملت الصين على مدفع كهرومغناطيسي مركب على متن سفينة، وهو سلاح آخر سطح – سطح، وسطح – جو يعمل بالكهرباء. وفي يناير (كانون الثاني) 2018، أظهرت صور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية جهازاً مُثبتاً على برج لمدفع كهرومغناطيسي تقول الولايات المتحدة إنه مشابه لمدفع مماثل لدى البحرية الأميركية.

ونقلت صحيفة "آسيا تايمز" عن الخبير العسكري الصيني وانغ مينغليانغ قوله إن طائرة "جيه 20" الشبحية الصينية المقاتلة، يمكن تجهيزها في المستقبل بأسلحة طاقة موجهة مثل الليزر، وعام 2020، طالب الجيش الصيني بتجهيز حجرة هجوم بالليزر محمولة جواً، يمكن استخدامها لإسقاط طائرات العدو أو الصواريخ الباليستية القادمة.

ووفقاً لموقع "ذي دبلومات"، لا يبدو أن الصين تنتظر استخدام أشعة الليزر، إذ كتب باتريك كرونين وريان نيوهارد، الخبيران في معهد هدسون في واشنطن تحليلاً اتهما فيه الصين باستخدام قواتها العسكرية وشبه العسكرية لإطلاق أسلحة الليزر بوتيرة متزايدة منذ عام 2018 على الأقل، بحيث تستفيد بكين من أشعة الليزر وغيرها من التقنيات الناشئة لتوسيع ومراقبة مجال نفوذها في الخارج وإبقاء القوة البحرية الأميركية وحلفائها في مأزق.

وأشار الخبيران إلى تأكيد مسؤول أميركي أن الطائرات العسكرية الأميركية التي تعمل فوق بحر الصين الشرقي قد استُهدفت بأشعة الليزر من الدرجة التجارية أكثر من 20 مرة بهدف توسيع حقوق الصين البحرية ونوع من استخدام حق النقض ضد التدريبات العسكرية الأميركية مع الدول الأخرى التي تطالب بمناطق متنازع عليها مع الصين.

تاريخ من التسابق

وكانت الصين بدأت بتطوير أسلحة الليزر منذ التسعينيات، انطلاقاً من أنظمة "زد إم 87"، التي تم الكشف عنها للمرة الأولى عام 1995 والمصممة لإلحاق ضرر دائم بالعين ضد أفراد العدو في نطاق يتراوح بين كيلومترين إلى أربعة كيلومترات والتسبب في عمى مؤقت، كما طورت بندقية هجومية ليزرية قالت إنها تستطيع أن تصيب أهدافاً على بعد كيلومتر واحد وتسبب حروقاً فورية، غير أن مواقع دفاعية عالمية شككت في صحة هذه التقارير.

كما بدأت روسيا برنامج أسلحة الليزر المحمولة جواً في السبعينيات، مع خطط لاستخدام الليزر المثبت على الطائرات كسلاح مضاد للأقمار الاصطناعية، فباشرت الاختبارات باستخدام طائرة معدلة من طراز "بيريف أيه 60"  عام 1981، وبعد تأخير طويل، تم إحياء المشروع عام 2003 تحت اسم "سوكول إيشلون"، فتم تطوير نظام الليزر لطائرة "إيه 60" وأجريت اختبارات خاصة بها عام 2009، ثم أقيمت عمليات تحديث عميقة عام 2016 وفقاً لتصريحات يوري بوريسوف الذي أكد استمرار الاختبارات على الطائرة ذاتها.

وعملت روسيا على أسلحة ليزر أرضية وعلى متن السفن منذ الثمانينيات في محاولات تهدف إلى تعمية الأنظمة الكهروضوئية للعدو، إذ لم تكُن تقنية الليزر في ذلك الوقت قوية بما يكفي لتدمير الأهداف المادية.

أما الولايات المتحدة، فقد شرعت في تطوير أسلحة الليزر منذ فترة طويلة لكن أكثر المحاولات جدية تمثلت في عام 2002 حينما أجرت اختباراً أولياً على سلاح الليزر "يال 1 إيه" بعد تركيبه على طائرة بوينغ 747-400 معدلة، وهو سلاح صُمم لإسقاط الصواريخ الباليستية التكتيكية في مرحلة الطيران المعزز بالطاقة، لكن عام 2011، أُلغي البرنامج بسبب تجاوز الكُلف وقيود التصميم، فاتضح أن ليزر "يال 1 إيه" يتطلب معدات ضخمة وكميات هائلة من الطاقة على مدى مئات الكيلومترات مع التغلب على التأثير المشوه للغلاف الجوي. وفي النهاية، صدر الحكم على التصميم بأنه غير قابل للتطبيق، وأُلغي النموذج الأولي عام 2014.

لماذا الآن؟

قد يكون الظهور السريع للأسلحة التي تفوق سرعتها أضعاف سرعة الصوت "الهايبرسونيك" هو السبب الحقيقي وراء قيام الصين والولايات المتحدة وروسيا بإعادة النظر في برامج أسلحة الليزر الخاصة بها، ويعود ذلك إلى أن الأسلحة التي تفوق سرعتها أضعاف سرعة الصوت تطير بسرعة 5 ماخ أو أسرع لتفادي الدفاعات الصاروخية الحالية والمتصورة في المستقبل.

ولأن الأنظمة القائمة على الصواريخ الحالية، مثل "باتريوت" و"ثاد" و"باك 3 أو إس 400"، غير فاعلة ضد التهديدات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والكلفة العالية لكل صاروخ اعتراضي يجعل خياراتها غير مجدية على المدى الطويل، ولهذا قد تكون أسلحة الليزر المثبتة على طائرات مقاتلة هي خيارات دفاعية أفضل من الأنظمة القائمة على الصواريخ نظراً إلى قدرتها على الضرب الفوري والكلفة الضئيلة لكل طلقة. كما أنها تتجنب متطلبات الطاقة الضخمة لأشعة الليزر الأرضية وتوفر مرونة تكتيكية وتشغيلية من خلال تركيبها على منصات متحركة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير