Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فساد شرطة بالتيمور تحت مجهر مسلسل "نحن نمتلك هذه المدينة"

ينبش مبتكر مسلسل "ذا واير" خفايا قسم شرطة غارق في الفساد بعد الحادثة الواقعية التي شهدت وفاة فريدي غراي في بلاك بالتيمور أثناء احتجازه عام 2015

الجهد الأكبر المبذول هنا على رسم الشخصيات هو في دور جنكينز (إيتش بي أو)

ها هو المؤلف ديفيد سيمون يعود مجدداً إلى بالتيمور، حيث تدهورت الأحوال بشدة منذ اختتم مسلسله الشهير "ذا واير" The Wire أحداثه في عام 2008. معدل الجريمة آخذ في الارتفاع، ورجال الشرطة باتوا أكثر قذارة. مسلسل "نحن نمتلك هذه المدينة" We Own This City الجديد الذي شارك سيمون في ابتكاره مع جورج بيليكانوس منتج "ذا واير"، لا يعتبر جزءَ تكملةٍ للدراما البوليسية الرائدة، لكنه خاتمة قاتمة. لطالما كان هناك رجال شرطة سيئون في بالتيمور، لكن ما الذي يحدث لمدينة عندما لا يوجد فيها رجال شرطة جيدون على الإطلاق؟

يلخص المسلسل الجديد المكون من ست حلقات قسم الشرطة الغارق في الفساد في شخصية رقيب الشرطة الحقيقي وين جنكينز - كان إسناد الدور إلى الممثل جون بيرنثال (الذي اشتهر في مسلسل "الموتى السائرون" The Walking Dead، وفيلم "الملك ريتشارد" King Richard) خياراً لا تشوبه شائبة. تدور الأحداث في عام 2017، أي بعد سنتين من وفاة فريدي غراي، أحد سكان بالتيمور يبلغ من العمر 25 عاماً أثناء احتجازه لدى الشرطة إثر إلقاء القبض عليه لحمله مطواة جيب. أعقبت الواقعة احتجاجات استمرت لأسبوع. ووجهت اتهامات بوفاة غراي إلى ستة ضباط في نهاية المطاف، لكن لم تتم إدانة أي منهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان للحادثة، كما توضح هذه السلسلة المثيرة، أثران متناقضان على قوى الشرطة في المدينة. شارك بعض الضباط في عملية عرقلة للعمل، رافضين إجراء اعتقالات على الإطلاق، مشيرين إلى مخاوف من مقاطع فيديو واسعة الانتشار (توضح إحدى الشخصيات "بعد فريدي غراي، إذا اضطررنا إلى فرض النظام بالطريقة الصحيحة، فإننا لن نقوم بمهام الشرطة على الإطلاق")، لكن أولئك الذين لم يسلكوا هذا المسلك، مثل جنكينز، أصبحوا محصنين، وتم تجاهل سلوكهم غير الأخلاقي من قبل كبار الضباط الذين كانوا مستميتين لإضافة مزيد من الاعتقالات إلى القائمة (كما هو الحال في "ذا واير"، تعتبر المقايضات الأخلاقية للشرطة عن طريق الإحصائيات وجداول البيانات جانباً مهماً في الحبكة على الرغم من صعوبة تقديمها في إطار درامي).

لا يعد التشويق المحرك الأساسي لمسلسل "نحن نمتلك هذه المدينة" المستند إلى كتاب أصدره جاستن فينتون مراسل صحيفة "بالتيمور صن" عام 2021. سوء رجال الشرطة الفاسدين واضح من البداية. تنضح شخصية جنكينز المتعجرف التي يؤديها بيرنثال بالعصيان، من حركة ذقنه المتعجرفة إلى ولعه بالقدح الشخصي الذي يمارسه على سبيل الدعابة في المكتب. ليست هناك إساءة لاستخدام سلطة الشرطة تخطر على البال، ولم يرتكبها جنكينز: تلفيق الأدلة، والسرقة، والعنف. الجانب الذي يبرز أكثر من الأمور التي يرتكبها الأشرار هو إلى أي مدى يقومون بها بشكل شنيع ومتكرر ومفضوح.

في الجهة الأخرى من الصراع بين الخير والشر، هناك محامية وزارة العدل نيكول ستيل (تؤديها الممثلة النيجيرية البريطانية وونمي موساكو)، التي تم إرسالها إلى بالتيمور للتحقيق في مصدر الفساد المنهجي في المدينة. ستكون الإجابات هنا مألوفة أيضاً لمحبي مسلسل "ذا واير"، الحوافز المالية الفاسدة لإجراء الاعتقالات وتحالف فيما بينهم مبني على الولاءات لبعضهم البعض. مع ذلك، فإن السلسلة ليست يائسة تماماً من حال الشرطة المعاصرة. في مشاهد فلاشباك، نرى جنكينز المبتدئ وهو يتعلم الطرائق الملتوية من الضباط القدامى الذين تحالف معهم. لا يولد رجال الشرطة السيئون في بالتيمو، لكنهم يصنعون هناك.

مسلسل "نحن نمتلك هذه المدينة" مثير للسخط بقدر تحتمله الدراما، لكنه يعاني بنفس القدر أحياناً من ولائه للقصة الحقيقية. عمل الشرطة الجيد يتمثل في الاستجواب تلو الآخر، وهو أمر ليس بالضرورة مادة مناسبة لمسلسل تلفزيوني مشوق. وعلى الرغم من أن التمثيل لا تشوبه شائبة - يقدم الممثل جوش تشارلز الذي نشاهده في أدوار لطيفة عادة أداءً مهدداً في شخصية شرطي له تاريخ وحشي - لكن مدة العمل التي تقتصر على ست ساعات فقط لا توفر ببساطة مساحة كافية لخلق شخصية ترسخ في الذاكرة مثل شخصيتي المحقق المهووس جيمي ماكنولتي أو رئيس قسم الجرائم الكبرى المستقيم سيدريك دانيلز في "ذا واير".

الجهد الأكبر المبذول هنا على رسم الشخصيات هو في دور جنكينز الذي نتعرف إليه أول مرة أثناء إلقائه خطاباً غير متوقع حول كيف أن عنف الشرطة يعوق فعلاً العمل الحقيقي لقوات الأمن. يقول لزملائه الضباط: أنتم بحاجة إلى معلومات كي توقفوا الجريمة. لن يتحدث إليكم أحد إذا كان قلقاً من تعرضه للأذى.

إنه يشير إلى نقطة جيدة، لكننا ندرك بسرعة أنه يقول نصف الحقيقة فقط. يتلقى جنكينز وأمثاله المال لتخليص شوارع مدينة بالتيمور من الأسلحة، على كل حال، فإن الأموال التي يكدسونها في سُتراتهم الواقية هي التي تشعرهم بالأمان. وفي النهاية، أنت لا تستطيع سرقة شيء لا يساعدك أي أحد في العثور عليه.

نشرت اندبندنت هذا المقال في أبريل 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات