Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فواتير الطاقة تضيق الخناق على الأسر البريطانية

العائلات تعاني أكبر تدنٍ في مستويات المعيشة خلال 40 سنة

عائلات بريطانية  تحد من الاستحمام لخفض فواتير الطاقة (بي أكس هير)

أُجبرت عائلة مكونة من أربعة أفراد على الاستحمام مرة في الأسبوع في محاولة لإبقاء فاتورة الطاقة منخفضة.

وتسلط إجراءات التوفير تلك الضوء على التدابير التي تتخذها العائلات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة لتجاوز إحدى أصعب أزمات تدني مستويات المعيشة في 40 سنة، الناتجة من ارتفاع معدل التضخم، والحرب في أوكرانيا، وزيادة أسعار المواد الغذائية.

وقالت عائلة عتمان من فولهام، في الجنوب الغربي من لندن، إن ضغوط أزمة تكاليف المعيشة أصبحت صعبة للغاية بعد الجائحة.

وقالت زاهية عتمان، وهي والدة لمراهقتين تبلغان من العمر 13 و14 سنة، إنهم لا يستطيعون أن يشتروا سوى المواد الغذائية الأساسية فقط وإنهم اضطروا إلى الاعتماد على بنك محلّي للطعام – اسمه "دادز هاوس".

وأبلغت زاهية صحيفة "اندبندنت": "إنها ضغوط كبيرة، لا سيّما بوجود الأطفال. نحن نحاول التعامل مع هذه الأزمة، لكن الأسعار ترتفع أكثر فأكثر كل يوم".

وأضافت زاهية أن الحياة أصبحت صعبة للغاية للعائلة منذ أن خسر زوجها وظيفته في المطعم أثناء الجائحة – ومع تكاليف الطاقة المتزايدة، كان عليهم الحد من عدد المرات التي يطبخون فيها كل أسبوع والحد من الاستحمام إلى مرة في الأسبوع لخفض فواتير الطاقة.

وأضافت: "لقد تخلّينا عن أمور كثيرة، مثل شراء الملابس، وشراء الشامبو أو الصابون العالي الجودة، وأصبحنا الآن نشتري الأشياء الأساسية، التي لا تحمل علامة تجارية معينة، من "تيسكو" أو "ساينزبوريز"".

وقالت زاهية إن بنك الطعام "دادز هاوس" ساعدهم كثيراً في توفير المواد الغذائية، لكن الضغوط المحيطة بتجاوز القفزات السعرية لا تزال تشكل تحديات.

وأضافت زاهية: "الأمر صعب للغاية للطفلتين، لا سيما إذ تطلبان كثيراً من الأشياء في سنيهما. نحن نحاول تفسير ما يجري، لكن الأمر صعب للغاية.

"نحن نعاني كثيراً بسبب هذه الأشياء كلها. أنا متوترة ومكتئبة".

 

وقالت زاهية، التي لا تستطيع العمل بسبب مشكلة في الظهر، إن عائلتها رحبت بالدعم الإضافي من الحكومة بينما يبحث زوجها عن عمل بدوام كامل.

تشبه قصة عائلة عتمان قصة المتقاعدة إلسي، التي سُلِّط الضوء على حالتها أمام [رئيس الوزراء] بوريس جونسون حين استضافه برنامج "صباح الخير بريطانيا" في وقت سابق من هذا العام.

فقد قالت السيدة البالغة من العمر 77 سنة إنها تحاول عدم تشغيل التدفئة أكثر من اللازم، وتشتري فقط الطعام المحسوم السعر الذي يحمل ملصقاً أصفر [يقترب موعد انتهاء الصلاحية] واستخدمت "جواز مرور الحرية" [بطاقة مجانية للنقل العام مخصصة للمسنين] الخاص بها لقضاء اليوم في التنقل في حافلات حتى تتمكن من توفير الطاقة في المنزل.

وفي انعطاف كبير الأسبوع الماضي [عن السياسات السابقة]، أعلن وزير المالية ريشي سوناك عن فرض ضريبة مؤقتة غير متوقعة [غير ملحوظة]  تبلغ نسبتها 25 في المئة وتساوي قيمتها خمسة مليارات جنيه استرليني (نحو 6.24 مليار دولار) على شركات النفط والغاز للمساعدة في تمويل حزمة من المساعدات بقيمة 15 مليار جنيه مخصصة للأسر التي تكافح في أزمة تكاليف المعيشة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال السيد سوناك إن الأسر الثمانية ملايين الأسوأ حالاً في المملكة المتحدة ستستفيد كلها تقريباً من مبلغ يساوي حوالى ألف و200 جنيه. ويشمل ذلك دفع مبلغ 650 جنيهاً إلى أفقر الفقراء لتلبية تكاليف المعيشة، ودفع مبلغ 300 جنيه لمرة واحدة إلى ثمانية ملايين أسرة يتألف كل منها من متقاعد، و150 جنيهاً لكل واحد من ستة ملايين معوق.

وقال إنه سيضاعف المساعدة المقدمة للأسر كلها في فواتير الطاقة في خريف هذا العام من 200 جنيه إلى 400 جنيه، ولن يعتبر المبلغ قرضاً بل هبة.

لكن خبراء اقتصاديين حذروا من أن التدخل قد لا يكون كافياً.

وقال بول جونسون، مدير معهد دراسات المالية العامة، لبرنامج "توداي" الذي يبثه "راديو 4" التابع لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي): "أعتقد بأن الخطر الأكبر هنا هو أن وزير المالية سيستسلم لإغراء القيام بالخطوة مراراً وتكراراً، وأعتقد بأن هذا إذا حدث قد نواجه بالفعل بعض المتاعب.

"إن أصعب القرارات الاستثنائية تنتظره في وقت لاحق من هذا العام في ما يتصل بأجور القطاع العام، وأظن أنه سيخضع مرة أخرى إلى الضغوط فيمثل هذا الوقت من العام المقبل، إذ ستظل أسعار الطاقة مرتفعة وستستمر الأسر في المعاناة في كسب مزيد من المال".

 

نشرت اندبندنت هذا المقال في 5 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من الأخبار