بعد أيام من هجوم إرهابي استهدف إحدى محطات رفع المياه بمنطقة شرق قناة السويس في سيناء، أسفر عن مقتل 11 عسكرياً، أعلن الجيش المصري، اليوم الأربعاء، مقتل خمسة من جنوده أثناء التصدي "لعناصر إرهابية" في محيط أحد الارتكازات الأمنية بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي البلاد، في وقت أوضح أن "جهوده تمكّنت من قتل 23 من العناصر التكفيرية" منذ السبت في المحافظة ذاتها.
وذكر متحدث القوات المسلحة المصرية غريب عبد الحافظ في بيان على صفحته في موقع "فيسبوك"، أن "قوات إنفاذ القانون تمكّنت صباح الأربعاء من اكتشاف تحرك عدد من العناصر الإرهابية في محيط أحد الارتكازات الأمنية، وجرى التعامل معها، ما أدى إلى مقتل 7 عناصر تكفيرية"، مشيراً إلى أن "ضابطاً و4 جنود قتلوا، وأصيب جنديان آخران".
وأضاف البيان أنه "جرت ملاحقة ومحاصرة عدد من العناصر الإرهابية بالمناطق المنعزلة والمتاخمة للمناطق الحدودية"، لافتاً إلى أن "القوات الجوية نفذت في السابع من مايو (أيار) ضربة مركزة، أسفرت عن تدمير عدد من البؤر الإرهابية، وتدمير عربتَي دفع رباعي تستخدمهما العناصر الإرهابية في تنفيذ مخططاتها الإجرامية".
وأوضح أنه "نتج من ذلك مقتل 9 عناصر تكفيرية، واكتشاف وتدمير عدد من العبوات الناسفة المعدّة لاستهداف القوات المصرية". وشدد البيان على "عزم القوات المسلحة المصرية على استمرار جهودها في محاربة الإرهاب واقتلاع جذوره".
وجاء هجوم اليوم في الوقت الذي اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في القاهرة. وقالت الرئاسة المصرية إنهما "بحثا الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وكذلك ناقشا سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف".
والسبت الماضي، أعلن الجيش المصري مقتل 11 جندياً مصرياً إثر تصدّيهم لهجوم شنّته "عناصر تكفيرية" على إحدى محطات رفع المياه في منطقة غرب سيناء في واقعة لم تحدث منذ عامين على الأقل، وهو الهجوم الذي تبنّاه لاحقاً تنظيم "داعش" في سيناء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وغداة العملية، دانت واشنطن "الحادثة الإرهابية" في سيناء التي استهدفت عناصر من الجيش المصري"، وقدمت تعازيها لأسر الضحايا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان "على مدى عقود، كانت الولايات المتحدة ولا تزال شريك مصر القوي في مواجهة الإرهاب بالمنطقة".
وكان آخر هجوم تعرّض له أفراد الجيش المصري نهاية أبريل (نيسان) 2020، في مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، أسفر عن سقوط 10 مجندين بين قتيل وجريح، وتبنّاه لاحقاً تنظيم "داعش".
وقبل نحو أسبوعين، كان الرئيس المصري أعلن حصيلة قتلى القوات المسلحة خلال معركتها ضد "المتطرفين" منذ عام 2013، قائلاً خلال احتفال "إفطار الأسرة المصرية" إن "عدد الذين سقطوا خلال المواجهة من 2013 حتى الآن بلغ 3277 شخصاً، إضافة إلى 12 ألفاً و280 مصاباً"، مشدداً على استقرار الأوضاع في سيناء.
وخلال الأعوام الأخيرة، واجهت مصر تصعيداً في أنشطة التكفيريين بشمال سيناء ووسطها، زادت حدته بعد إطاحة الرئيس الراحل محمد مرسي، المنتمي لتنظيم الإخوان المسلمين في 2013، إثر احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه.
وفي فبراير (شباط) 2018، أعلنت القوات المسلحة المصرية شن حملة عسكرية واسعة ضد المجموعات المسلحة والمتطرفين بالمنطقة، وفي أماكن أخرى من البلاد، ما أسفر عن قتل مئات "التكفيريين"، بحسب إحصاءات الجيش المصري.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلن الجيش المصري القضاء على "89 تكفيرياً شديد الخطورة" إثر عملياته العسكرية في سيناء شمال شرقي البلاد، مشيراً في الوقت ذاته إلى مقتل وجرح ثمانية من أفراده في هذه العمليات، التي سمحت أيضاً بضبط أسلحة آلية وذخائر وعبوات ناسفة واكتشاف وتدمير عدد من الأنفاق التي تستخدمها "العناصر الإرهابية".