Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استياء "غير معلن" بعد فصل عباس 40 من كوادر "فتح"

اتهموا بالإضرار بمصالح الحركة لمشاركتهم في الانتخابات المحلية بقوائم منافسة

الكوادر الأربعون المفصولون من أقاليم وسط الخليل وجنوبها وشمالها والقدس وقلقيلية وطولكرم ونابلس (وكالة وفا)

بعد نحو شهر ونصف الشهر على إجراء المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، فصل رئيس حركة "فتح"، محمود عباس، نحو 40 من كوادرها، "بسبب مخالفتهم مبادئ الحركة، والإضرار بمصالحها"، على خلفية ترشحهم في قوائم منفصلة عن الحركة.

وأشار قرار رسمي صادر عن حركة "فتح" إلى أن الفصل جاء بعد "التحقيقات بشأن المتجاوزين قرارات الحركة، وبتنسيق من اللجنة المركزية لمخالفتهم مبادئ الحركة، والإضرار بمصالحها". وينص القرار على "تجريد الكوادر المفصولة من الامتيازات والمراكز الحركية كافة".

وأثار قرار الفصل "حالة استياء واسعة بين أعضاء الحركة وبين بعض قياداتها المتوسطة وحتى العليا"، بحسب مسؤول في حركة "فتح" رفض الكشف عن اسمه لـ "اندبندنت عربية".

غضب في الغرف المغلقة

 مع ذلك، فإن الاستياء يبقى في الغرف المغلقة، وغير معلن، على الرغم من وجود قرار من اللجنة المركزية للحركة بفصل أي عضو يترشح للانتخابات المحلية أو التشريعية خارج قوائم الحركة. ورفض مسؤولون في "فتح" التعليق على قرارات الفصل، مفضلين عدم الحديث بشأنه.

وفي الانتخابات المحلية السابقة عام 2016، التي ترشح فيها كوادر من "فتح" في قوائم منفصلة، قررت اللجنة المركزية للحركة بالإجماع "تنفيذ القرارات الحركية المستندة للنظام بفصل كل من يترشح خارج قوائم فتح".

وشددت اللجنة حينها على أنه "لا يمكن قبول أي تشكيل لقوائم منافسة للحركة من أبنائها في الانتخابات".

وكانت القوائم المستقلة غير الحزبية فازت في الانتخابات المحلية الأخيرة على مرحلتيها الأولى والثانية بحصولها على 65 في المئة من المقاعد.

والكوادر الأربعون المفصولون من أقاليم وسط الخليل وجنوبها وشمالها والقدس وقلقيلية وطولكرم ونابلس.

مجموعة من الصبية

وينص القرار على فصل تيسير أبو سنينة، الذي فازت قائمته "الوفاء للخليل" بالانتخابات البلدية في مدينة الخليل، عقب تشكيلها من شخصيات محسوبة على حركة "حماس" والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ومع أن أبو اسنينة فاز قبل خمس سنوات برئاسة بلدية الخليل مترشحاً عن قائمة حركة "فتح"، لكنه هذه المرة شكّل قائمة منفصلة عن الحركة، وهو ما أثار استياء قيادة الحركة في المدينة.

هذا واعتبر تيسير أبو اسنينة بأن من "فصله من حركة فتح فصل نفسه عن الحركة وتاريخها ونضالها"، مشيراً إلى أن "من يتحكم بحركة فتح حالياً مجموعة من الصبية، التي تأتمر بأمر المستوطنين"، على حد وصفه.

مستنقع المارقين

وقال أبو اسنينة لـ "اندبندنت عربية"، إنه "يحتفل بقرار فصله الصادر من مستنقع المارقين المتخطفين للحركة ويقودونها إلى نهايتها، بعد رهنها لإسرائيل"، مضيفاً أن "قيادة فتح الحالية ليس لها علاقة بمشروعها النضالي التاريخي، هؤلاء مشروع تحالف مع إسرائيل".

وعن مخالفته قررات حركة "فتح"، أشار أبو اسنينة إلى أن قيادة الحركة الحالية هي من تخالف مبادئ ونظام الحركة، مضيفاً أن تشكيل قوائم حركة "فتح" للانتخابات المحلية كان بمعزل عن قاعدتها الشعبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عقوبات قصوى

هذا وقال قيادي سابق في الحركة وما زال عضواً فيها، رفض الكشف عن اسمه، إن "بعض المتنفذين في حركة فتح يحاولون جعلها تنظيماً جديداً، على الرغم من أن الحركة تاريخياً عكس ذلك تماماً"، مضيفاً أن "هؤلاء المتنفذين يتعاملون مع المخالفات الانضباطية بعقوبات قصوى".

وأضاف أن "النظام الداخلي للحركة غير مفعل"، مشيراً إلى أن قرارات الفصل تهدف إلى "الضغط المستقبلي على كوادر الحركة كي لا يبادرون، وإبعاد الأعضاء المؤثرين في الحركة وقاعدتهم الشعبية عن الحركة".

افتقاد الديمقراطية

وأشار إلى أن واقع حركة "فتح" الحالي يفتقد إلى الجو الديمقراطي الحقيقي، الذي يُعبر فيه كل عضو عن آرائه بحرية". واختتم بالقول، إن قرارات الفصل "تُرجع حركة فتح خطوات طويلة إلى الوراء في ظل الاستقطاب الحاد بين حركة فتح من جهة، وبين حركة فتح وحماس من جهة أخرى".

وفي مارس (آذار) قررت اللجنة المركزية لحركة "فتح" فصل ناصر القدوة من عضويتها، ومن الحركة بسبب تجاوزه للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمس بوحدتها"، وذلك بسبب تشكيله قائمة انتخابية منفصلة عن حركة "فتح" للانتخابات التشريعية.

المزيد من تقارير