Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قنوات الأطفال في الجزائر... هل تعيد البراءة لعصر الأرقام؟

ملاكها يؤكدون سعيهم إلى تقديم مضمون هادف يحترم هوية البلاد بعيداً من "استلاب الإنترنت"

تسجل الجزائر نقصاً في الحصص الموجهة للأطفال على القنوات الرسمية والخاصة (رويترز)

تعزز المشهد الإعلامي في الجزائر بقنوات تليفزيونية فتية للأطفال تسعى إلى تقديم محتويات تعود بأبناء العصر الرقمي إلى زمن البراءة الجميل، حين كانت الشاشة تبث مضامين تربوية هادفة ومسلية في الوقت نفسه، وهي التي ساعدت في تنشئة أجيال قبل أن تغزو التكنولوجيا حياتنا، وتفرض واقعاً جديداً أصبح التكيف معه يحتاج وعياً كبيراً لانتقاء ما ينفع الصغار.

فور كيدز

في فبراير (نيسان) الماضي انطلق البث التجريبي لأول قناة متخصصة في برامج الأطفال على مدار 24 ساعة تحت اسم "فور كيدز" (KIDS 4) التي تعرض أفلام كرتون متنوعة وبرامج مسلية للطفل الجزائري، كما تستهدف الطفل المغاربي والعربي.

وفي تقديمه للمشروع قال مدير القناة الإعلامي والكاتب رشدي رضوان إن "فور كيدز" كانت عبارة عن "مشروع وحلم والحلم أصبح الآن حقيقة، وبتنا نقدم مضموناً تربوياً وهادفاً وترفيهياً عالي الجودة وبهوية جزائرية بكل الأبعاد التي يعرفها المجتمع الجزائري".

وأضاف رضوان أن قناة "فور كيدز" تهدف إلى مرافقة أجيال من الأطفال الجزائريين لتكون قناتهم الأولى وتحقق نسب مشاهدة عالية، متابعاً "نسعى إلى أن يكون أولياء الأمور مرتاحين وهم يضعون أبناءهم أمام الشاشة"، في إشارة الى أن المضامين التي تبثها القناة ستخضع للمعاينة قبل بثها، كما ستكون منتقاة بما لا يشكل خطراً على تنشئة الطفل.

تهميش الطفل

وبات من الضروري جداً إطلاق قنوات متخصصة موجهة إلى الطفل، كما تقول الصحافية بقناة "فور كيدز" نوال بوسبولة. وتردف، "الطفل ليس له فضاء أو مضامين بإمكانه أن يتلقاها في ظل المشهد الإعلامي الراهن الذي يركز على الشباب والعائلة"، مشيرة إلى أن "كل ما تقدمه القنوات حالياً لا يمت بصلة للأطفال ولا يخدمهم".

وأبرزت بوسبولة لـ "اندبندنت عربية" أن "الفرد الصغير مهمش والقنوات الخاصة بفئة الأطفال ضرورة، بخاصة في الوقت الحالي بالتحديد، حتى ننهض بالنشء ونكونه نفسياً وتربوياً وتعليمياً لينمو جيلاً يقدم للغد ومفيد لغيره. وبرأي نوال فإن "المشاهد الجزائري متفتح على القنوات الخاصة للأطفال وهو ما يبشر بالخير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

و"فور كيدز" قناة جزائرية تبث محتوياتها من دون تشفير من خلال القمر الصناعي (نايل سات) والأقمار الأخرى، ومن بين البرامج التي تعرضها "دودة الحروف" و"ألبوم التاريخ" و"هيا نرسم"، إضافة إلى رسوم متحركة مثل "مغامرات سامي رجل الإطفاء"، وبرنامج قصص شعبية تقدمه "ماما نجوى"، وهي واحدة من أشهر مقدمات برامج الأطفال في الجزائر، وتعرفها أجيال من الجزائريين.

عمو يزيد

وإضافة إلى قناة "فور كيدز" دخلت قناة "عمو يزيد" للأطفال ساحة القنوات الجديدة، ويشرف عليها مقدم البرامج يزيد الذي ذكر في فيديو تعريفي بالقناة أنها ستعرض برامج هادفة ومنوعة، فمن حق الطفل الجزائري أن يحصل على قناة تعبر عن تطلعاته وتقدم له مادة ذات طابع جمالي وديكور مناسب.

ويعد يزيد من الوجوه المعروفة، إذ اشتهر اسمه بالغناء للمرأة في عيدها العالمي، وكانت حفلاته تسجل نسبة حضور عالية كونها مجانية وبمثابة هدية للنساء الجزائريات قبل أن يتوجه إلى الغناء للأطفال مع إطلاق برنامج من إنتاجه وتقديمه اسمه "مع عمو يزيد" يحضره الأطفال، ويتضمن أغاني تربوية وألعاباً مسلية وهادفة، إذ سجل البرنامج شعبية كبيرة.

رقابة على المحتوى

وأصبحت المحتويات الموجهة للأطفال أخيراً تثير مخاوف أولياء الأمور لاحتوائها على مضامين عنيفة أو تركيزها على الخيال المبالغ فيه، والترويج لأساطير وخرافات وهمية مصحوبة بموسيقى صاخبة، كما تقول المتخصصة النفسانية العيادية منيرة زفاف. وتردف، "التليفزيون بقدر ما هو مهم في التنشئة ولا يمكن عزل الأطفال عن محتوياته بشكل مطلق، فإننا كمتخصصين ننصح بتأجيله قدر الإمكان، وإن كان يبدو ذلك أمراً صعباً في عصرنا الذي يشهد تعرضاً مفرطاً للشاشات".

وتؤكد زناف أن "دماغ الطفل وخلاياه العصبية تتطور بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأولى من عمره، وبالتالي فإن كثرة الجلوس أمام التلفاز لساعات طويلة ستسبب له خمولاً عقلياً من الناحية العصبية، إضافة إلى كونه في مرحلة من مراحل تكوينه يتقمص شخصيات ويقلدها، ونحن نفضل أن يتعامل الطفل في هذه السن مع الأشياء الواقعية المحيطة ويلمسها حتى يتمكن من تسيير مخاوفه والتواصل مع الآخرين لتنمية نشاطه الفكري وقدراته العقلية ورفع نسبة ذكائه".

وتقول زناف إنه "قبل سنوات كانت كل القصص المقدمة للأطفال مستوحاة من حكايات حقيقية مثل البؤساء وصاحب الظل الطويل، وتضمنت عبراً استفادت منها الأجيال، لكن المضامين حالياً جد عشوائية وهدفها الأساس تجاري محض، وبالتالي تحتاج إلى وعي الأم التي يجب أن تمارس الرقابة على ما يتلقاه أولادها".

وبرأي المتخصصة النفسانية فإن "ظهور قنوات للطفل في الجزائر فكرة جيدة، شرط إدارتها من طرف أشخاص أكفاء ولديهم من المسؤولية ما يكفي لانتقاء المضامين، ويحبذ أن تعرض على متخصصين نفسانيين وعياديين تربويين وعقليين، لأنه حتى توقيت البث فيه ما يقال، والشبكة البرامجية الصباحية تختلف عن المسائية".

وتسجل الجزائر نقصاً في الحصص الموجهة للأطفال على القنوات الرسمية والخاصة بعدما كانت في وقت سابق من أهم الفقرات التي ينتظرها الأطفال على التلفزيون الحكومي، خصوصاً في الثمانينيات والتسعينيات، وفي ظل غيابها يتوجه الأطفال حالياً إلى قنوات "يوتيوب" لمشاهدة الرسوم المتحركة، مما يتسبب لهم في مشكلات صحية بسبب قرب الشاشة إلى عين الطفل وملازمته لها فترات طويلة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات