تم في بريطانيا إطلاق "خدمة مواءمة" رسمية بدعم من الحكومة، لربط اللاجئين من أوكرانيا بعائلات مضيفة داخل المملكة المتحدة، وذلك في إطار مخطط "منازل للأوكرانيين".
وبات مطلوباً الآن من نحو 200 ألف شخص في المملكة المتحدة، أبدوا اهتمامهم باستضافة لاجئين أوكرانيين من خلال التسجيل على موقع إلكتروني حكومي بعد إطلاقه قبل أسبوعين، أن يتسجلوا على منصة منفصلة، كي يُصار إلى النظر في عملية "المواءمة".
منظمة "ريسيت كوميونيتيز أند ريفودجيز" Reset Communities and Refugees، وهي مؤسسة خيرية رائدة في رعاية المجتمع المحلي للاجئين في المملكة المتحدة منذ عام 2018، ستتولى هي إدارة هذه الخدمة بدعم مالي من الحكومة البريطانية. وقد تسلمت هذه المؤسسة الخيرية منحةً أولية بقيمة 300 ألف جنيه استرليني (393 ألف دولار أميركي) للمساعدة في تنظيم هذه العملية.
وسيتم في هذا الإطار جمع قائمة الرعاة (الكفلاء) واللاجئين، وتقييم أهليتهم ومدى ملاءمتهم للبرنامج، إضافةً إلى توفير التدريب والمشورة للرعاة والمجتمعات المحلية.
وزير الدولة البريطاني لشؤون اللاجئين اللورد هارينغتون الذي كان رئيس الوزراء بوريس جونسون قد كلفه في وقت سابق من هذا الشهر تولي مسؤولية تسهيل مرور آمن وسريع للأوكرانيين المستضعفين الذين تم إجلاؤهم من بلادهم، قال: "إنني سعيد وممتن لمشاركة مؤسسة ’ريسيت‘ بالتعاون معنا في مساعدة مزيد من الأفراد على الوصول الآمن إلى المملكة المتحدة".
وزيرة تحسين أوضاع المناطق في حكومة الظل "العمالية" المعارضة ليزا ناندي رحبت بالخدمة قائلة: "إنه لأمر يبعث على الارتياح، أن تدرك الحكومة أخيراً أن المسار الذي يتمثل في "الاعتماد على الذات" والذي يقتصر على لجوء الأفراد اليائسين إلى الإعلان عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس بأمر كاف".
وأضافت ناندي: "لقد تم إهدار وقت ثمين بما فيه الكفاية. ويتعين القيام بمزيد من العمل لمساعدة اللاجئين الذين هم في أمس الحاجة للدعم، بما في ذلك القضاء على البيروقراطية غير الضرورية".
تجدر الإشارة إلى أن مخطط "منازل للأوكرانيين" الذي بدأ العمل به في الثامن عشر من مارس (آذار) الفائت، يمكن مواطنين أوكرانيين ليست لديهم روابط عائلية في المملكة المتحدة من المجيء إليها، والعيش في منازل يقدمها أفراد من الناس أو جمعيات خيرية ومنظمات. ويعرض المخطط على الأفراد الذين يقدمون مساكنهم مبلغاً بقيمة 350 جنيهاً استرلينياً (459 دولاراً) في الشهر، فيما تحصل المجالس المحلية على مبلغ 10 آلاف و500 جنيه استرليني (13,755 دولاراً) عن كل لاجئ، خلال السنة الأولى.
مخطط الحكومة البريطانية تعرض لبعض الانتقادات خصوصاً بعدما أعرب وزير تحسين أوضاع المناطق والإسكان والمجتمعات المحلية مايكل غوف عن أمله في أن يتمكن أفراد ومجموعات مجتمعية من العثور على لاجئين يمكنهم التوافق معهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد ذلك بدأ لاجئون أوكرانيون "الإعلان" عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة منهم للعثور على مضيفين لهم في المملكة المتحدة، بحيث أنشأوا عدداً كبيراً من الصفحات غير المنظمة على محرك "فيسبوك" لهذا الغرض، الأمر الذي أثار مخاوف من أن يؤدي البرنامج إلى تعريض أشخاص ضعفاء للاستغلال وسوء المعاملة.
وقد أقر رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون هذا الأسبوع، بأن المخطط قد يعرض أفراداً لخطر سوء المعاملة، مشيراً إلى أنه يتعين إشراك "الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة" National Crime Agency (NCA) في هذه العملية لمنع حدوث انتهاكات.
منظمة "ريسيت كوميونيتيز أند ريفودجيز" رأت من جهتها أن الخدمة الجديدة ستعتمد منظومةً هيكلية "صارمة" في برنامج المواءمة بين العائلات، وستضم مجموعةً من الاختصاصيين الاجتماعيين والمتطوعين المدربين، بإشراف عدد من الخبراء في مجال حماية الأفراد، لتقييم نية الرعاة ومدى ملاءمتهم للمهمة وجهوزيتهم، إلى جانب التحقق من ملاءمة مقر الإقامة الذي يقدمونه للاجئين.
وكانت المؤسسة الخيرية قد خصصت موقعاً إلكترونياً لهذه الغاية في الخامس عشر من مارس الفائت، لكنها ستبدأ الآن رسمياً عملية المواءمة. وشهد الموقع حتى الساعة إقبالاً على التسجيل من جانب أكثر من 7 آلاف لاجئ، إضافةً إلى عرض ما يزيد على 8 آلاف أسرة بريطانية أماكن سكن لأكثر من 20 ألف لاجئ.
وبموجب المخطط، يتعين على الرعاة أيضاً أن يكملوا برنامج تدريب إلزامياً عبر الإنترنت، قبل أن يتم البدء بالعمل على المواءمة بينهم وبين اللاجئين الأوكرانيين المناسبين.
وسيعمل الفريق المشرف على هذا المسار أيضاً على إجراء تقييمات لأوضاع اللاجئين، لتحديد ظروفهم الشخصية، وما إذا كانت لديهم روابط معينة بأفراد آخرين في مكان ما من البلاد.
وبمجرد القيام بعملية المواءمة، يُفترض بكل من المضيفين واللاجئين أن يباشروا بإجراءات تقديم طلب إلى وزارة الداخلية البريطانية، للحصول على تأشيرة دخول، وستكون السلطات المحلية مسؤولةً عن عملية التدقيق على المستوى الرسمي.
كايت براون الرئيسة التنفيذية لمنظمة "ريسيت كوميونيتيز أند ريفودجيز"، وصفت إطلاق خدمة المواءمة بأنها "محطة استثنائية على صعيد مبادرة الترحيب باللاجئين في المملكة المتحدة".
وقالت إنه "مع تسجيل نحو 200 ألف شخص أنفسهم لتقديم منازلهم في إطار مخطط ’منازل للأوكرانيين‘، واستعداد مئات الآلاف الآخرين لتقديم الدعم، يمكن القول إننا في وضع يؤهلنا لمساعدة مزيد من اللاجئين أكثر من أي وقت مضى".
وختمت براون بالقول: "يبقى علينا أن نحرص على وجود أنظمة عادلة وصارمة لدعم اللاجئين والرعاة على حد سواء، أثناء انطلاقهم في هذا البرنامج".
© The Independent
