Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحفاد اللاجئين اليهود يفتحون أبواب بيوتهم للأوكرانيين في بريطانيا

ليزلي سكاتزبيرغر التي فر والداها من النظام النازي في ألمانيا حين كانا طفلين ثم التقى الاثنان في وقت لاحق في بريطانيا، تقول لماي بولمان في التقرير التالي "شعرت أنني لا أستطيع إلا أن أستضيف. لم أكن على قيد الحياة حالياً لو لم يتم منح والديَّ ملجأً هنا"

"لم يمضِ بعد وقت طويل على إجبار آبائهم وأجدادهم على الفرار بشكل مماثل، هرباً من معاداة السامية" (غيتي)

في الوقت الذي يفر فيه ملايين الأوكرانيين من الخراب الذي سببته قوات فلاديمير بوتين، فقد تطوعت أعداد كبيرة من الناس في المملكة المتحدة لعرض بيوتهم. وقد اشترك ما يزيد على 150 ألفاً من أعضاء المجتمع البريطاني في مشروع الاستضافة الحكومي المسمى "بيوت لأوكرانيا".

انطلق المشروع نفسه بشيء من البطء في بادئ الأمر، مما حفز البعض على توجيه انتقادات. بيد أن سيل الحنان والاستعداد لتقديم المساعدة كانا هائلين، ويأمل المضيفون المحتملون بأنهم سيكونون قادرين في وقت قريب على توفير مكان للاجئين المصابين بصدمة ليعيشوا فيه، وأيضاً بعض الراحة.

وبين هؤلاء الأكثر حرصاً على استضافة الأوكرانيين أشخاص تبدو أزمة اللاجئين الحالية قريبة من تجاربهم، إذ لم يمضِ وقت طويل بعد على إجبار آبائهم وأجدادهم على الفرار بشكل مماثل، هرباً من معاداة السامية على نحو فظ في أوروبا، والعثور على ملاذ آمن في المملكة المتحدة.

وقد تحدثت صحيفة "اندبندنت" إلى بريطانيين هرب أسلافهم اليهود من المذابح في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أو من النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وقد تسجلوا الآن ليصبحوا رعاة بموجب مشروع "بيوت لأوكرانيا".

لويز كاي، 64 سنة، من تشيزيك، لندن

هرب جدي وجدتي من أعمال العنف ضد اليهود في أوكرانيا في تسعينيات القرن التاسع عشر. وقد جاءا إلى إنجلترا كدولة غير معروفة لديهما حينذاك ولم يعرفا أي شكل من الأشكال الترحيب سيقابلون به، إلا أنهما قاما ببناء حياة هانئة لنفسيهما في نهاية المطاف.

تسجلنا أنا وزوجي الراحل لاستضافة لاجئين سوريين في عام 2019، إلا أن مرضاً أصابه في وقت لاحق من ذلك العام وبالتالي لم يحصل ذلك. وحين اندلعت الحرب في أوكرانيا فكرت فجأة بجدي وجدتي، وقلت إذا كان بإمكاني أن أساعد أماً وطفلاً أو طفلين، فإن لديَّ الحيز الكافي لأفعل ذلك.

أعيش لوحدي لكن غالباً ما يكون عندي شخص آخر يعيش هنا. أملك بيتاً كبيراً وحتى أبرر المكوث هنا يجب أن يكون لديَّ أشخاص آخرون يعيشون هنا. وأنا أحبه. يمكنهم أن يسكنوا الطابق الأعلى كله، وهو مؤلف من غرفة نوم وغرفة معيشة صغيرة إضافة إلى مطبخ ودورة مياه، وهناك حمام في الطابق الذي تحتهم وبوسعهم أن يستعملوه.

أستطيع فقط أن أتخيل والدَي جدي وجدتي في الحالة نفسها تماماً وهما في غاية الذعر، لأن بيوتهما قد أحرقت ولمجرد إدراكهما أن عليهما أن يهربا للنجاة بحياتهما ولحماية أطفالهما.

ليزلي سكاتزبيرغر، 69 سنة، من يورك

أنا ابنة أطفال لاجئين من فيينا النازية. أتى والدي عام 1939 وهو في سن الثانية عشرة عبر كيندرترانسبورت [عملية إجلاء الأطفال اليهود من المناطق المحتلة من قبل النازيين في أوروبا]. وكان من المقرر أن يسافر والداه في 9 سبتمبر (أيلول) غير أن الحرب اندلعت في الأول من ذلك الشهر. وقد تم نقل والديه إلى أوشفيتز حيث ماتا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاءت والدتي مع عائلتها، وقد أتى كل من أبي وأمي إلى هنا من دون أن يكون معهما الكثير. كان لدى والدي حقيبة صغيرة، وآلة كاتبة، وأكورديون بيانو. وكان عليه أن يبني حياته من ذلك. وكلاهما ترعرع في منطقة مانشستر وقد التقى الاثنان في نادٍ للشباب.

شعرت أنني لا أستطيع إلا أن أستضيف. لم أكن على قيد الحياة حالياً لو لم يتم منح والديَّ ملجأً هنا. إنهم فقدوا كل شيء، وإنه أمر لا يصدق أن هذا يحدث مرة أخرى الآن. لم يتم تعلم الدروس.

لدينا شقة في القبو مع مطبخ وحمام خاص، لذا فنحن نستطيع أن نستضيف عائلة. كان لدينا فيها طلاب، وأبدينا استعدادنا لاستضافة لاجئين سوريين من قبل. لدينا حيز كافٍ.

يجب أن تنظر الحكومة إلى هذا كفرصة كي يأتي الناس إلى مجتمعنا ولنا كي نتعرف عليهم، ولنساعدهم، ولربما هم سيساعدوننا.

جيمي شتراوس، 62 سنة، من بيلسايز بارك، لندن

ولد أبي وأمي في ألمانيا وكانا لاجئين يهوديين من النظام النازي. غادر والدي وهو لا يزال شاباً نسبياً في عام 1933. لقد أتى وبنى حياة جديدة هنا. وجاءت والدتي مع عائلتها في عام 1939.

أنا متشبع بخلفية اللاجئين. المجتمع، الذي أتعبد فيه، في كنيس بيلسايز سكواير، قد تأسس على أيدي لاجئين ولا يزال يستعمل عدداً من ألحانهم.

كانت بريطانيا جيدة جداً بالنسبة إلى عائلتي. لديَّ حيز في هذا البيت وأشعر، كما تشعر عائلتي بأكملها، أنه من واجبنا أن نساعد هؤلاء الناس. لا أستطيع حتى أن أبدأ بتخيل ما يعانونه.

لدينا غرفة احتياطية فيها حمام داخلي، ويمكنها أن تؤوي شخصاً راشداً مع طفلين في الأقل، وربما أكثر، اعتماداً على ما هو مطلوب.

إذا استطعنا أن نوفر لهم مكاناً يعيشون فيه، وبعض الأمان، وبعض الدفء، وبعض الطعام، فقط للبدء بتخفيف وطأة الآلام التي يكابدونها، سيكون هذا أقل ما يمكننا أن نفعله.

كاثرين ريتشاردز، 61 سنة، من هوف

كانت والدتي لاجئة يهودية فرت من النمسا وهي في الخامسة من عمرها مع جدتي في عام 1938. وعمدت الاثنتان إلى الفرار سيراً على الأقدام تحت جنح الظلام إلى هولندا. أعلم أن ذلك سيكون قد تم بشكل مرعب. وفي لحظة ما تم القبض عليهما من قبل النازيين، لكنهما تمكنتا من الإفلات واستطاعتا أن تركبا آخر قارب مغادر إلى المملكة المتحدة.

وانتهى بهما المطاف في هيرتفوردشاير من دون أن تعرفا أي كلمة باللغة الإنجليزية. وكانت والدتي هي اللاجئة الوحيدة في القرية. تمكنت من تعلم الإنجليزية من البداية، وعلمت جدتي كيفية التحدث بالإنجليزية. ثم أتى جدي إلى هنا وقال "الآن نحن هنا وسنبقى هنا".

أنا أفكر في جدتي كل يوم حالياً. كانت ستشعر بالهلع تماماً. أعتقد أن أقل ما نستطيع فعله هو فتح حدودنا أمام هؤلاء الهاربين من أوكرانيا. كل هذا الكلام الفارغ عن تأشيرات الدخول وجوازات السفر هو غير معقول إلى حد بعيد.

لديَّ حيز مناسب لشخص لوحده. سأضمن أن يشعر، بالدفء، والراحة وأنه محبوب وموضع عناية. ستشارك والدتي أيضاً. إنها تريد أن تساعد أيضاً. وهي ستتفهم أكثر من جميع الناس محنتهم.

لا أفكر عادة بتاريخ عائلتي كثيراً، لكن كان لرؤية اللاجئين الأوكرانيين على شاشة التلفزيون صدى حقيقي لديَّ. كان على والدتي وجدتي أن تجدا سبيلاً للهروب بشكل مرعب. وسيكون لدى الأوكرانيين حكايات مماثلة لكي يحكوها.

© The Independent

المزيد من تقارير